ممكن تفسير لحالتي المزعجة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مشكلتي الرئيسية وضعتها بالنهاية حتى يتسنى لسماحتك آخذ فكرة واضحة عني وإرشادي فأنا بأمس الحاجة للحصول على إجابة شافية عن تساؤلاتي ..
أملك عدة مشاكل واجهتها طيلة حياتي لعلها هي السبب بما أشعر به الآن :
المشكلة الأولى :
في السابق كنت أعاني من الرهاب الاجتماعي ولا أتحمل الذهاب للسوق أو الأماكن العامة وحتى لو اضطررت للذهاب لا أستطيع التحدث مع البائع أفضل عدم شراء شيء أريده على التحدث للبائع، السبب بذلك أني كنت أتعرض للتنمر بسبب صوتي الذي لا يوافق شكلي ألبته (أملك صوت مبحوح قليلا) كان التنمر بشأن صوتي بمرحلة ما قبل البلوغ (الآن كبرت تحسن صوتي قليلا وأصبح مقبول مع ذلك لازلت يقظة تجاه صوتي وأفضل الكتابة على الصوت) مع مرور السنين تخلصت من الرهاب بإقحام نفسي بالمواقف والحمد لله.
المشكلة الثانية :
خضت تجربة عاطفية استهلكت طاقتي وانتهت بفشل ذريع (كنت ضحية الخيانة) من هول صدمتي في ذلك الوقت شلت يداي لعدة دقائق .. الآن أصبحت أشك كثيرا ولا أثق بسهولة ولا أتحمل فكرة مشاركة حياتي مع أحد.
المشكلة الثالثة :
أملك أخت تصغرني بأعوام، متميزة ذكية ومحبوبة من الجميع عكسي تماما فهي تملك مهارات تواصل عالية وتستطيع الحصول على كل ما تريده بالأسلوب الجميل، أما أنا فاشلة اجتماعيا ولا أملك الثقة الكافية، أحبها ولا أتحمل أن يحدث لها أي سوء لكن مشاعري السلبية تطغى في بعض الأحيان.
المشكلة الرابعة :
أعاني من الوسواس القهري منذ الصغر، المشكلة أني لم ألاحظ ذلك كثيرا، كانت الحالة تخف وترجع، كنت أظنها تصرفات طبيعية حتى تفاقمت حالتي.
المشكلة الخامسة :
أبي توفي أمام عيني وكان منظر مؤلم جدا لازلت أتذكر تفاصيل موته وكأنها حدثت بالأمس، بعد وفاته بأربع أيام أصبت بألم شديد بمعدتي، هل لوفاة أبي علاقة؟ لازلت أستعمل أدوية المعدة وأراجع الأطباء ولم أشفى حتى مع مرور قرابة عامين.
جميع المشاكل السابقة استطيع السيطرة عليها قليلا وإن تألمت، لكن أكثر مشكلة تضايقني هي أني لم أستطيع تحمل بعض الأفكار السخيفة التي تصغرني تجاه نفسي.
المشكلة الرئيسية :
أشعر بالخجل لذكر ذلك فأنا تجاوزت 25 إلا أني أشعر بضيق شديد عند مشاركة هواياتي وما أفضله مع الآخرين، أكثر شيء أحبه يستحيل أن أشاركه مع الآخرين وإذا رأيت أحد يحب نفس الشيء إلي أنفعل بغضب وكأنه لي وحدي، على سبيل المثال شاهدت فيلم أعجبني جدا جدا، لا أحب مشاركة أحد به وأحس إنه لي وحدي ولا أرغب أن يحصل على شهره واسعة ويفقد بريقة، لنقل أكثر شيء أحبه بالترتيب هو 'أ' أما ثاني شيء أحبه هو 'ب'، لا أمانع مشاركة الآخرين 'ب' لكن مستحيل أن أشاركهم 'أ' (وهذه أكثر مشكلة تضايقني جدا، ليس باستطاعتي التحكم بنفسي وبمزاجي مع تفاهة المشكلة) ما اسم هذه الحالة؟ لأني تعبت من القراءة والبحث عن تفسير لهذه الحالة ولم أجد شيء يصفني بدقة.
عن نفسي:
متفوقة دراسيا وتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف، غير اجتماعية منعزلة وانطوائية، لا أملك الأصدقاء (رغبة مني فأنا مستمتعة بوحدتي) أخرج للمناسبات أحيانا ولا أحد يخطر بباله إني انطوائية لأني أتفاعل مع الآخرين بشكل طبيعي وسلس.. أعاني من قلة التركيز في بعض الأحيان لا أفهم الشيء إلا بالتكرار مع إني مستواي العقلي جيد ليس كما يعتقد البعض (بسبب افتقاري لمهارات التواصل) أستطيع التحدث عدة لغات وأجيد الشطرنج وأملك قدرة تحليل عالية.
أشعر بالسوء تجاه نفسي وأريد المساعدة
وشكرا لوقتك سيدي الفاضل ..
18/3/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
ملخص الصحة العقلية للاستشارة
أعراض موجبة
لا يوجد
أعراض سالبة
لا يوجد
أعراض معرفية
لا يوجد
التوازن الوجداني
تاريخ سابق للقلق والرهاب الاجتماعي
إشارة الى الحصار المعرفي (الوسواس القهري) بدون تفاصيل
ملخص الأبعاد الأخرى للاستشارة
مشاكل السلوك
ضعف المهارات الاجتماعية للتواصل مع الآخرين
الاستبصار
عالي مع إدراك المضاعفات السلبية للسلوك
مواد كيماوية
لا إشارة إلى سلوك إدماني كيمائي
الصحة الجسدية
لا توجد تفاصيل
التعليق
سأجيب على مشكلتك الرئيسية من زاوية نفسية علمية بحتة كما هو متعارف في أدبيات علم النفس. قد تجدين المصطلح والتفسير غير مقبول.
يتم استعمال مصطلح الدناءة النفسية على السلوك الذي تشيرين إليه٫ ويفسره الكثير بتأزم الفرد في مشاركة الآخرين منذ الطفولة بسبب ظروف بيئية٫ وتنافسه مع الأشقاء٫ وتجاوزه هذا التنافس مع استعمال دفاعات نفسية غير واعية. هذه الدفاعات بعضها ناضجة وبعضها عصابية. تشعرين بتفوق أختك الصغيرة ولكنك في نفس الوقت تتحدثين عن حبك لها وأيضاً عن وجود مشاعر سلبية تجاهها.
تشير الأدبيات الفلسفية الفرنسية بأن الإنسان يولد وينفصل عن الأم ويشعر بعد ذلك بالدناءة. يتعامل مع هذا الشعور ويصارعه ويتفوق عليه في غالبية الحالات ولكن ذلك لا يمنع مواجهته وتحفيزه بين الحين والآخر لوقت محدود جدا مثل أن تشاهد قذارة في طريق عام تجعلك تشعر بالتقيؤ.
ولكن الذي يحدث أحيانا أن هذا التحفيز للشعور بالدناءة يصل ذروته حين يشاهد الإنسان جثة هامدة كما حدث لك وتشيرين إليه في المشكلة الخامسة. حين ذاك يداهم الإنسان ذلك الشعور الذي لا يستطيع تقبله هو بأن ليس هناك حقا ما يفصل جثة حية عن جثة هامدة. هذا الشعور لا يختلف عن الرعب وعند ذاك يحاول الإنسان تحييز هذا الشعور نحو الآخرين وهذا بدوره يفسر الضيق الشديد الذي تشعرين به حول المشاركة.
عقدة الدناءة النفسية عصابية بحتة تدفع الإنسان نحو العزلة والفشل الاجتماعي وحلها يبدأ مع إدراكه بأن العصاب الذي يحمله نتيجته التفسخ الاجتماعي والمهني وأخيراً سيقضي عليه.
التوصيات
• رغم أنك تحملين معك عقدا نفسية وعصاب الدناءة النفسية ولكن ذلك لا يعني بأنك تعانين من اضطراب نفسي. من يقرر ذلك هو الطبيب الذي تتحدثين معه على أرض الواقع.
• الأهم من ذلك كله هو تجاوز هذا العصاب والقبول بأن عقدتك النفسية البؤرية حول تنافس الأشقاء دخلت الآن مرحلة جديدة وهي عصاب الدناءة النفسية.
• رحلة الشفاء تبدأ بتمهيد الطريق أولاً. يعتني الإنسان بنفسه ويشارك غيره ويبحث عن عمل بدلاً من ممارسة هواية الألعاب الإلكترونية التي تشير إلى تقهقرك النفسي الشخصي.
• ربما ستجدين معالجاً نفسياً يساعدك في التخلص من عصابك٫ ولكنك أيضاً تملكين المقدرة على التخلص منه وتغيير نفسك.
وفقك الله.