هل أنا شاذة وأعاني من الاكتئاب؟
السلام عليكم/ آمل أن تكون استشارتي خاصة.
كما أريد أن تجيبوني بشكل مفصل عن كل جوانب مشكلتي
وجزاكم الله كل خير..
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عام، مشكلتي لها عدة جوانب أو بشكل أصح عدة مشكلات لا أعلم أن كان لها علاقة ببعضها، الأولى أن تصرفاتي صبيانية والأخرى أفكاري الغريبة المازوخية والشاذة غالبا عند ممارستي العادة السرية التي أحاول أن أقلع عنها، أولا سأقول نبذة من شخصيتي لعل أن تساعدكم في تشخيص حالتي، أنا فتاة عاقلة جدا ومثقفة وذكية ومتفوقة دراسيا وأميل للعزلة والانطوائية ومزاجية جدا وأحيانا أشعر وكأني أعاني من الاكتئاب، ليس لدي أي علاقة عاطفية ولم أمر بها أبدا، وأعيش مع عائلتي ولم أفقد أحد من والداي ولله الحمد وهما حنونان جدا معي وليس بينهم أي مشكلات.
حسنا سأبدأ بشرح مشكلتي وسأحاول بقدر المستطاع ترتيبها، لأَنِّي أشعر بالتشوش.
منذ أن كنت صغيرة كنت غالبا ما اقضي وقتي مع إخوتي الصبيان أكثر من الفتيات وكنت أحب الأشياء الصبيانية ككرة القدم والأسلحة والسيارات والرياضات العنيفة كالمصارعة مع العلم أني كنت أحيانا العب كالفتاة بالدمى وألعاب الطبخ..إلخ.
وكان بعض أفراد عائلتي يطلقون علي مسميات أولاد كـ"خالد، عبدالله، مسترجلة، ولد.."، ومن ضمنهم والدي وكانوا يقولونها على سبيل المزاح وأنا لم أكن أكترث كثيرا، وكبرت واقتربت من سن المراهقة ولا زلت كما أنا وكان أخواتي الفتيات يقلن لي أحيانا إني كالفتى لكنهم كانوا يقولونها بجدية حتى حين نتشاجر فهم يلقبوني بتلك الألقاب فأغضب لكن سرعان ما أنسى .
أودّ أن أنوّه أني حين كنت في العاشرة بدأت بممارسة العادة اللعينة، سأكتبها بالتفصيل لاحقا .
،، وقد كنت رغم تصرفاتي الصبيانية إلا أنني أحاول أن أهتم بالجانب الأنثوي مني خصوصا حين دخلت المرحلة المتوسطة فكنت أضع الروج وماسكرا وأرتدي الفساتين في المناسبات لكني وبصراحة كنت أشعر بالراحة حين أرتدي شيء واسع كالصبيان، ولابد أن أخبركم أنني حين بدأت بمرحلة البلوغ أنني كرهت جسدي وقلت ثقتي وكنت أحاول أن أخفي معالم الأنوثة وأشعر بالخجل، وبالمناسبة صوتي خشن وطريقة مشيتي كالفتى وحاولت مرارا أن أعدلها وأمشي كفتاة لكني لم أستطع حتى أن الفتيات يعلقون عليها، وبدأت أجد التعليقات تلك من الآخرين - أقصد غير أفراد عائلتي - أنني كالفتى وما إلى ذلك حين دخولي المتوسطة.
مع العلم أن شعري كان طويل وكان مظهري كأي فتاة لكن المشكلة في تصرفاتي وطريقة كلامي واهتماماتي، ولم أكن أكترث أيضا بكلامهم ، ولقد كانت شخصيتي قوية كما يقولون مع أني من الداخل لا أراها كذلك، وبدأت في تلك الفترة بالميول للفتيان أي أني أحب أن أشاهد شاب وسيم وما إلى ذلك أي أن ميولي كانت طبيعية جدا حتى أن هناك فتيات كانوا يريدون مني علاقة شاذة لكني كنت أرفض وأخبرهم أنه أمر محرم ومقزز.
وكنت كل ما أكبر أكثر كل ما يزيد اهتمامي بأشياء الفتيات كالمكياج والاكسسوارات والملابس والكعوب العالية لكن لا زال جزء كبير مني مهتم كما قلت سابقا بالأشياء الصبيانية، حتى دخلت مرحلة الثانوية بدأت أنزعج كثيرا من قولهم أنني كالفتى، لكني أرتدي أحيانا ملابس فتيان، ولم أكن أرتديها سابقا وملابسي سابقا كانت كلها ملابس فتيات لكن كنت أحبها بمواصفات قريبة من ملابس الذكور لكن لدي ملابس أخرى أنثوية جدا.
وهكذا حتى دخلت الجامعة تارة أكون فتاة عادية وأرتدي ملابس الفتيات وأضع المكياج وتارة أخرى أشعر بالملل وأرتدي ملابس مشابهة للأولاد وأشعر براحة وثقة كبيرة وأريد أن أنبه على أمر غريب يحدث لي أنني حين أذهب للمناسبة وأرتدي ملابس أنثوية جدا توضح جسدي ويظهر شكلي أنثوي فإني أشعر بضيقة لدقائق لكن الشعور يذهب.
هذه المشكلة لا تهمني كثيرا فأنا سأتصرف على طبيعتي ولا يهمني كلام الآخرين، ولكني ذكرت مشكلتي لأَني أعتقد أن لها علاقة بمشكلتي الأخرى ألا وهي أفكاري الشاذة، فأنا لست مسترجلة وإنما تصرفاتي صبيانية واهتماماتي أي أنني لا أتصنع ذلك بل هي طبيعتي وكذلك أميل للذكور وأتخيل زوج يحبني وأقبّله وأحتضنه وما إلى ذلك لكني لا أفكر فيه جنسيا فأنا أصلا أكره الجنس لأنه أمر مقزز بالنسبة لي وأفكر أحيانا كيف لزوجي مستقبلا أني يتقبلني وأنا هكذا أكره الجنس وتصرفاتي صبيانية. وكذلك يجذبني الشبان ولم يسبق أن جذبتني فتاة ولكن واضحة فأنا أكره جسد الفتاة وأتقزز منه وأتمنى أحيانا لو كنت فتى.
حسنا الآن نأتي للمشكلات الأخرى التي والله أنني أخجل من ذكرها فهي تناقض شخصيتي الحقيقية كما لو أني شخص آخر، وهي ممارستي للعادة بطريقة شاذة ومازوخية.
بدأت المشكلة معي كما قلت سابقا حين كنت في العاشرة تقريبا وبدأ الأمر يتطور حتى حين وصل عمري 15 سنة تقريبا اكتشفت أن ما أفعله هو العادة السرية وهو أمر محرم فحاولت أن أتوقف عنها فأصبحت أفعلها مرة كل أسبوع أو مرتان وأحيانا تصل المدة إلى أسبوعين لا أفعلها أو أكثر حيث أني كنت أفعلها يوميا، لكني للأسف لم أستطع تركها.
في بدايتي لفعلها كنت أتخيل أشياء مازوخية لكن ليست جنسية فأنا لم أكن أعرف الجنس كثيرا لأني كنت طفلة!، لكن مع تعلمي للجنس في مراحل حياتي كنت أتخيل ما تعلمته وتطور فعلي له وكانت أحيانا أفكاري تكون شاذة وأحيانا طبيعية وفي كلا الحالتين كانت مازوخية مع أني في الواقع لست كذلك فأنا لا أرضى أن يهينني أحدهم أو أن أتعرض إلى الذل فقد كنت أحيانا أفكر في تعذيب الآخرين والجميع عادة يروني قاسية وعنيفة في تعاملي، وربما تعتقدون أنني أثناء تخيلاتي الجنسية أنني أنا الفتاة المسترجلة التي تُمارس الجنس مع فتاة أخرى لكن لا، الغريب في الأمر أنني أتخيل نفسي أثناء ممارستها كفتاة رقيقة وذات جسد أنثوي عكس الحقيقة!! وهذا ما جعلني أطرح مشكلتي هذه فياله من تناقض عجيب!!
والأكثر غرابة أنني أحيانا أتخيل نفسي فتى ولكن فتى شاذ وكأنه فتاة يمارس الجنس مع فتى آخر أكثر رجولة منه!! مع العلم أنني ضد الشذوذ وأمقته وأكره من يدعم الشاذين وأكره الفتيات المسترجلات وأحتقرهم. والله إنني أشعر أني شخص آخر بعيد كل البعد عن شخصيتي الحقيقة.
فبعيدا عن العادة، فأنا أنجذب للشبان وأتمنى الزواج من رجل يحمل صفات رجولية ولست مازوخية ولست شاذة ولم أمارس الشذوذ قط في أرض الواقع فلماذا حين أفعل العادة تنقلب الموازين؟!! كرهت نفسي وكل ما أتذكر ما أفعله حينها أشعر بالخزي من نفسي، وللعلم أنا لم أشاهد قط فيلم إباحي ولكن أرى أحيانا المناظر المخلة تلك في الأفلام العادية لكني أغض بصري .
وبصراحة حين أشاهد فتاة شبه عارية فإنها تثيرني ليس كأني أريد فعل شي معها لا بل إنني أتخيل نفسي مكانها!! وهذه الأفكار أشعر بأنها عميقة ولا أحاول مناقشتها مع نفسي أي أني أشعر أنها في عقلي الباطني، وليكن في علمكم أنني لم أتعرض للتحرش قوي أو الاعتداء.
ولكن تعرضت للتحرش بسيط في صغري يعني لمس فقط لكنه لم يؤثر بي، كما أني أخبرت أهلي به .
كذلك أشعر أحيانا أني أعاني من الاكتئاب لا يوجد سبب واضح، بل عدة أسباب أراها ضعيفة، كـ قلة خروجي من المنزل وفعل ما أشاء بحكم أنني فتاة، قلة الأصدقاء، الشعور بالوحدة الشديدة لعدم وجود أشخاص أشاركهم اهتماماتي، أقلق وأفكر في حال الأمة الإسلامية وكيف أن الدين بدأ يضعف، وأتضايق مما يحصل في المجتمع من معاصي،
كذلك أشعر بكره اتجاه الناس والمجتمع فأنا أرى أنهم حمقى ومغفلين لا يفكرون بعقلانية، ليس جميعهم بالطبع بل الأغلب، أشعر بأني عكس الآخرين، ولا أستطيع الاندماج معهم بسهولة، لأنهم عادة ما يتحدثون عن مواضيع سطحية تافهة، أحيانا أشعر بأني أتعرض للتجاهل ولا أحد سينصت لي،
وتارة سعيدة جدا وثقتي عالية وتارة أخرى كئيبة ومستاءة لكن غالبا أميل لمزاج كئيب
وأنام كثيرا حتى أنني أحيانا أنام لمدة 12 ساعة أو أكثر!
فهل أنا أعاني من اضطراب ثنائي القطب؟ فشخصيتي تتقلب ما بين الشعور بالقوة والسعادة والثقة بالنفس والضعف الحزن وقلة الحيلة..
وكثيرا ما يخبروني إن شخصيتي جذابة وعاقلة جدا.
ولقد كنت أتسائل كيف للمرضى النفسيين تجريح أنفسهم لكن وصل بي الحال أني جرحت نفسي مرة أو مرتين، وتأتيني أفكار انتحار ما إن أتعرض لأي مشكلة، وحين أعود لرشدي أقول لنفسي أنني أبالغ وأكثر من الدراما وأنه لا شيء يدعو للقلق وأنك لا تعانين من الاكتئاب بل هي مجرد أوهام.
أخيرا هل أنا شاذة؟ وما سبب التناقض العجيب ما بين شخصيتي الحقيقية وشخصيتي أثناء ممارسة العادة؟
وهل أنا أعاني من الاكتئاب؟
19/3/2018
رد المستشار
الابنة العزيزة: نظلم أنفسنا، ونظلم الحقيقة – وأنا أراك تبحثين عنها – حين نصف خبراتنا التي نمر بها على أنها "مشكلات"، وهذه بداية من بدايات الخلل والتخبط والبؤس الذي اخترنا بوعي أو بغير وعي أن نعيشه!!
أنت تعيشين تجربة حيرة متوقعة جدا في ظل بيئة مرتبكة تغذي الحيرة والتشوش. في حركات بهلوانية شائعة ومتداولة نبحث لأنفسنا عن لافتات تصنيف، وأحكام سلوك، ومظان انحراف، وهذه علامة على وجود نزعة نقدية تحتاج إلى تطوير لتتسع وتتعمق وتفيد في طريق الوعي والحقيقة!!
بداية لا أعدك بالرد على كل ما تطرحينه لأننى لا أحسب أن هذا يفيد، أو أنه هو الدور الذي ينبغي القيام به!! حسب هذه العجالة أن تومض لك ببعض المعاني التي تغذي وعيك أنت الذاتي بنفسك، وتطوير خبراتك في التعامل مع تفاصيل حياتك، وما تسمينه مشكلات!!
- حقيقة علمية: الإنسان بداخله ذكورة وأنوثة – هرمونيا ونفسيا، ثم يغلب عليه أحدهما دون أن يلغي الآخر، والصحة النفسية تكون في التوازن، والتواصل واستثمارهما معا إذا كنت تعرفين هذه المعلومة لماذا تسمين حيرتك اضطرابا؟! وفي كل الأحوال هل يمكن أن تتفضلي وتذكري لي شيئا عن تعبيرات صحية للأنوثة في مجتمعك!!
هل هناك مقياس واضح، أو مرجعية سلوكية حاسمة، أو نسق اجتماعي يسمح للأنثى بداخلك أن تعبر عنها دون لوم مجتمعي، أو مشاعر ذنب أو مبالغات درامية؟!
في مرحلة الانتقال من الطفولة إلى الرشد ثم النضج هل نحن نعيش في بيئات داعمة تساعدنا على فهم حقيقتنا، واستكشاف هويتنا بتفاصيلها؟!
تأملي معي بهدوء وبعمق في الفرص المتاحة والمقبولة أصلا للتعبير عن الأنوثة الذي أعتقد أننا مرتبكون بصدده رجالا وأناثا!! لا المرأة قادرة، ولا الرجل قادر على التعبير عن الجانب الأنثوي فيه!!
ومع غياب التمكين تزداد الحيرة!!
- نفس المنطق وأنت تتحدثين عن العادة "اللعينة"!!
هل لديك في مجتمعك فرصة لممارسة أي نشاط جنسي صحي آخر غير "اللعينة"؟!
ما هو متوسط عمر الزواج عندكم؟! وما هي نسبة العنوسة أو تأخر سن الزواج؟! ومشاكله!!
الأوضاع الجنسية في العالم العربي تدفع باتجاه تكون فيه العادة "اللعينة" هي النشاط الجنسي الأكثر شيوعا حتى لدى المتزوجين والمتزوجات!!
فما رأيك بهذا الواقع؟! وما هي البدائل المتاحة حتى نناقشها، ونختار من بينها – بدلا من "اللعينة"؟!
- وتقولين أنك تتقلبين بين الشعور بالقوة والسعادة والثقة بالنفس، والضعف، والحزن، وقلة الحيلة!! والحياة الصحية السوية نفسيا هي تناوب بين هذا وذاك وغيرهما من مشاعر وأحوال، ولكن جهلنا اللعين شوه إدراكنا للطبيعة الإنسانية، وصرنا نرى التنوع والتركيب الفطري الخلاق بين ذكورة وأنوثة، أو أشكال وعي أو اختلاف أمزجة – صرنا نراه مرضا واضطرابا، وأنا طبعا لا ألومك فالخجل شائع ، والحيرة عامة!!
- المسألة برمتها تحتاج إلى هدوء في التناول والتأمل دون اندفاع للتصنيف أو التشخيص أو الإدانة للذات أو الاكتفاء بالتوصيف والوصم.
تأمل ذاتي يبر أغوارك الداخلية، ويفهم أجزاءك المتنوعة، ويحترمها ويقدرها ويوازن بينها في انسجام، وعندها سترين أن أنوثتك – مثل كل أنوثة – لها جمالها ووظائفها وسحرها، وأن ذكورتك كذلك لها رونقها، وروعتها، وأن التعبير عن هذه وتلك يحتاج إلى تفهم وتفحص وتدريبات ستطورين فيه طريقتك، وأسلوبك الخاص، وهو ليس ما يشيع حولك بالضرورة!!
هذا الإبحار في عالم الذات، وهو إبحار في ذات العالم، وطبيعته، وتنوعه، وهو إبحار في عمق اشتباك وحي السماء وتعاليمها مع هذا وذاك.
أشفق على من يخوض هذه البحار وحده، وهو قد تجرد من كل عتاد، أو وعي، ولا يسعفه دعم المحيط بل يزيد ارتباكاته، وأنا أقف وسط هذه الأمواج، وموقعنا هذا يقبل التحدي، ويسأل الله السداد.
تابعينا بأخبارك.
واقرئي أيضًا :
هل أنا شاذة ؟؟
ويتبع >>>>>>: تمارين الإنسانية : فهم ووعي وتدريب م