خوف من المستقبل...
السلام عليكم/
وشكرا جزيلا على هذا الموقع.
أنا مشكلتي في كل جوانب حياتي... الجانب الديني غير ملتزم وبالكاد أجبر نفسي على الصلاة... الجانب البدني أعاني من الوزن الزائد وأدخن وأشعر برعشة أغلب الوقت في يدي... الجانب العملي رغم أني عملت في أماكن عديدة لكن ينقصني الكثير وغير واثق في قدراتي أو بشكل آخر لا أملك قدرات ولغتي الإنجليزية ضعيفة وعندي رهبة من أخذ القرارات أو المسؤولية.... الجانب الاجتماعي أميل للانعزال وبعض الفترات أرغب في محادثة شخص ما أو الجلوس مع شخص ما بدون كلام فقط الجلوس..... بعض الأحيان أجلس مع الأصدقاء وأستمع لمشاكلهم وأحاول حلها معهم رغم أني لا أستطيع حل مشاكلي.... وأخير أنا مدمن للأفلام الجنسية والعادة السرية من سن صغير لدرجة أني لا أذكر متى بدأت وحصل بسبب ذالك بعض التجاوزات الشاذة بيني وبين نفسي فقط ........
استنتجت من كل ما سبق أني أريد التغيير والتطوير والنجاح... لكن لا يوجد إرادة... أنا واقع في حلقة مفرغة من الانتكاس والندم ومحاولة التغيير واليائس والفراغ والانتكاس مرة أخرى ...
وأيضا أنا وضعي المادي حرج جدا لأن والدي بعد سنوات من الغربة لم يدخر مالا أو لم يخطط للفترة الحالية وهو الآن عمره تجاوز الـ٦٥ عام ولا زال يعمل رغم تعبه ومعاناته من الخشونة.... وأنا أريد أن أريحه ولكني خائف من تحمل المسؤولية وخائف أن يأتي وقت لا أجد عملا ولا أستطيع أن ألبي احتياجات الأسرة وفي نفس الوقت....
ومن جانب آخر أجد كل أصدقائي يتجهون للزواج وأنا بنفس الفكر خائف من المسؤولية وغير واثق في نفسي... وأظن أن من المنطق أنني إذا لم أكن قادر على تحمل مسؤولية نفسي أو لا أقدر على السيطرة على نفسي كيف سأسيطر على أسرتي وأتحمل مسؤوليتها....وفي نفس الوقت يأتيني إحساس بضيق وحزن وحاجة ملحة للبكاء ولكني لا أبكي....
شكرا لكم على أي حال
20/3/2018
رد المستشار
الأخ الفاضل:
أزعم أن ملايين الناس تعيش نفس الأوضاع التي تصفها، ولديك البصيرة بما لديك، ولكنك مثل الآخرين تعتبر أن معطيات حياتك هي مشكلات تستدعي المعاناة لا تفاصيل وتحديات تحتاج إلى اكتساب مهارات وقدرات، وأنت تقول "لا أملك قدرات" والقدرات تكتسب يا أخي، واكتسابها يحتاج إلى تدريب، والتدريب يحتاج إلى صبر، ودأب، والتعامل مع أوضاع ومعطيات حياتك هو الأساس الذي يحتاج إلى تركيزك الكامل قبل أن تفكر في مساعدة والدك، أو في ظروف الأصدقاء، أو غير ذلك.القدرات المطلوبة ليست تعلم لغة أجنبية على أهمية هذا، ولكن أن تفهم نفسك، وتتأمل في تفاصيل حياتك، وقدراتك الإنسانية في التواصل أو تكوين العلاقات، أو مواجهة المستجدات، واتخاذ القرارات، وهكذا.
وهذه هي رحلة العمر التي يغفل عنها كثير من الناس، ويبقون في دائرة الرغبة في التغيير دون مبادرات للتعلم أو التدرب.
هذه المهارات والقدرات تتضمن تطويرك لذاتك، ويكون ذلك بالتواصل مع تجارب الآخرين في بيئة تعلم وإنضاج، ولا أدري هل تتوافر هذه الفرص حيث أنت، أم تحتاج لبحث معمق عن بيئات داعمة لجهدك المنتظر من أجل التغيير!
الانفتاح على الوعي بالذات، وتجارب الآخرين له طرق متعددة، وعليك أن تبحث عن الفرص المتاهة في الواقع، أو عبر الشبكة العنكبوتية.
تحريك الجسد بممارسة الرياضة يفيدك، والتواصل مع أنواع الفنون، والتواصل الاجتماعي مع خبرات متنوعة إنسانيا يفيدك، والصحبة الداعمة تسند جهدك الذي يمكن أن يبدأ بسيطا، ويتزايد بالتدريج.
ربما يكون هذا هو الطريق إلى التغيير، أما مشاهدة العالم من فوق مقعد وحيد، وتشتيت الجهد والتركيز في اتجاهات متضاربة فمن شأنه أن يبقيك حيث أنت.
مسؤوليتك الأولى والأهم هي نفسك وحياتك، ومن خلال فهمك واستعادة وعيك وإعادة تشكيل عالمك يمكنك أن تساعد غيرك.
الزواج في العالم العربي صار متاهة صعبة، وغرزا في رمال متحركة، ولا يشكل حلا لأي وضع بل زيادة في تعقيده، ومما يزيد من تشتيتك أن تقارن نفسك بغيرك.
سأنتظر رسالتك القادمة، وأتمنى أن تفتح فيها آفاقا للحركة أمامك نناقشها سويا، ودمت بخير.