في مجانين..هل اختلاف المستشارين رحمة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أساتذتي الكرام مستشاري موقع مجانين لو سمحتم لي بالتعليق على رسالة الأخ ياسر في مجانين: هل اختلاف المستشارين رحمة؟، وفيه أود التعقيب على استنكار صاحبنا على نصح بعض المستشارين وموافقتهم على إجراء عملية ترقيع غشاء البكارة..
وأنا الفقيرة إلى الله أرى أن ما رسخ في الأذهان على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية من أنه الجدار الحاجز الذي لابد من هدمه (فضه) وإذا تم.. فقد ثبت بذلك عذرية الفتاة وبالتالي يوقع لها شهادة العفة والشرف!! هذا المرسخ.. قد عقد أكثر من عقدة.
واحدة في ذهن الفتاة والأخرى في ذهن الفتى... فهما شريكين.. الأولى يصيبها هاجس بل هواجس بشأن وجوده أو عدم وجوده، وأقول الهاجس بسبب (الوجود).. بمعنى أن تلك المغتصبة أو التي تحرش بها لئيم أو من مارست الجنس مع النفس أو مع الغير أو.. أو.. كلهن لا يأرق حياتهن إلا الخوف من عدم وجوده.. وهي تحاول بشتى الطرق للاطمئنان عليه.. وإذا وجدته سليما هدأت بالا ونسيت من أمرها ما كان..
والعقدة الثانية: في ذهن الرجل وهي أيضا مجرد الوجود.. فالمسكين تربى على أن وجود هذا الغشاء الرقيق هو بالأخرى دال على أنه الأول وأن فتاته شريفة وعفيفة.. وهذا بمجرد الوجود.. وتلك الأفكار البالية التي أتمنى بطلانها هي ما سبب اللجوء إلي إجراء عملية الترقيع..
لنبحث في التاريخ ولننزل إلى أرض الواقع في تلك المناطق والمجتمعات التي خالفت الشريعة وسنة الحبيب المصطفى حيث تدخل القابلة مع العروسين ليلة البناء وتفض بيدها –بالإصبع أو بالظفر- أو بشيء مكان الإيلاج أو تشير للزوج العريس فيقوم بذلك تعاميا وهو لا يفهم شيء.. فيخر الدم خريرا.. تكتفي منه القابلة بما يلطخ منديلا ناصع البياض ثم تخرج وسط التهليل والزغاريد.. فقد ثبتت عفة وشرف العروس المسكينة.. مع العلم أن هذا الدم لم يكن نتيجة لفض الغشاء –لأن ما ينتظر النزول من فضه بصورة حانية نقطتين- وإنما كان هذا الدم من جرح غائر سببه الظفر أو الشيء المستخدم.. (عافاكم الله)، وما لا تعلمه يا أخي أن بمثل تلك التمثيلية المقززة يكتب لمن اقترفت سوءا بها السلامة فالمنتظر الدم وقد أريق بالضبط.. مثلما ينتظر الواحد منكم الغشاء..فيجده.. ويكتفي.. ويسلم وتسلم فتاته!!!!
إذن الفكرة الخاطئة هي.. أن وجود هذا الغشاء يعبر بالضرورة على عذرية الفتاة وشرفها وعفتها وأن عدم وجوده يثبت عكس ذلك.. هذه النظرة القاصرة هي ما يدفع الفتاة لمثل تلك الممارسات.. أريد أن أقول أيضا؛ أن من تحتاج تحت وطأة هذه الأفكار السائدة لعمل هذا الإجراء الجراحي ليست حتما مذنبة فهناك التي تناولها الذئاب بالهتك اغتصابا وتحرشا وتلك العابثة جهلا وغفلة أو تجاهلا وتغافلا.. لا ننكر وجود المذنبة طبعا تلك التي وقعت في براثن الشيطان ولا نريد لها استمراء ذلك بل نريد أن نستعيدها من يديه..
هل تعلم يا سيدي كيف هي الدنيا بالنسبة لهن وأكرر –خاصة تحت وطأة الأفكار السائدة -.. هي من الحزن والكآبة وفقدان الثقة وفقدان الرغبة في الحياة والعزوف عن الزواج إن لم يكن بسبب ما ترك في نفوسهن من آثار الخبرة الجسدية الأليمة سيكون بسبب أنها سيفضح أمرها ليلة البناء ويظن بها الظنون..
ولكن بالتصريح لها بعمل تلك الجراحة سنتمكن من وضعها على أعتاب الحياة.. نعوض بذلك المجني عليها عما لاقت (فيتقبلها المجتمع بشروطه.. وجود الغشاء!!!) ونفتح باب الحياة من جديد لتلك المذنبة أو المهملة بعد توبتها وإنابتها.. هل ترانا نوصد في وجوههن الباب.. والمفتاح ليس بأيدينا أصلا لغلقه أو فتحه!!؟؟
هل ترانا نحكم عليهن بالموت.. ومازالت حياتهن قابلة للاستمرار.. ببساطة لأن ربي لم يأذن بغير ذلك.. إن في اعتقادي أن تلك الضعيفة التي تبحث عن إجراء تلك العملية لا يجول بخاطرها الخداع بقدر ما تلوح لها فكرة الستر والتوبة والإنابة إذا كانت مخطئة.
فهل نقبل توبتها ونستر عليها أم .. نقيم عليها الحد؟؟ مع العلم أن ليس لنا قبول أو رفض التوبة فالله هو التواب الغفور الرحيم..
وأيضا ما رأيك سيدي بأن هناك من أنواع غشاء البكارة ما يكون الوليد بالولادة الطبيعية هو أول من يفضه هذا إذا لم تلجئ العروس لطبيب النساء لشقه بتدخل جراحي بسيط.. معنى هذا أن من تملك مثل هذا الغشاء وفعلت ويسلم غشاؤها وتتزوج سيرضى بها ويسعد بقطرات الدم هذا إن فض أصلا.. وتكتب لها شهادة العفة برغم الحقيقة..
هل فلتت تلك من اللاتي يصب عليهن جحيم الغضب لمجرد وجوده..
هل يعلم الرجل أن هناك من الممارسات الخاصة التي يحرص فيها الطرفين على الإبقاء على سلامة الغشاء؟؟
هل سيرضيه وجوده مع تلك الحقيقة؟؟
هل سيقتل الرجل تلك التي خلقت من غير غشاء؟؟ هل ستحلف له أنه (ما مسني بشر)
من الإشارات السابقة أريد:
**ترسيخ فكرة عذرية الفتاة التي لا تمت بصلة لوجود الغشاء من عدمه.. فليست كل ذات غشاء شريفة وليست كل فاقدة له عكس ذلك..
** شيوع روح التسامح والثقة وفرض الحسن قبل السوء.
** أن لا نحمل الأمر أكثر مما يحتمل.
** أن يكون مقياس الشرف والعفة المنبت الحسن والسيرة الطيبة والأصل. ولنكتفي بذلك.. ولا أريد زعزعة الثقة فمن تأثر فيه تلك الكلمات بالسلب.. فقد جانبه الصواب والتفكير السليم، فكل يوم تنشأ الأسر المسلمة السعيدة من الأقارب والأباعد فلم يصب أحد منهم بعقد ونقر في ذهنه وسواس الشك برغم شيوع تلك الأخبار وزيادة.. كما أريد أن ترسخ بعض المعاني للعفة والبكارة مثل استشعار ذلك من خلال:
* استقبال العروس النفسي للفعل الجنسي لأول مرة في حياتها.. حتى وإن كانت تدرس التربية الجنسية للطلاب.. لنتلوا الحديث الشريف الذي يصف الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام بأنه كان أشد حياء من العذراء في خدرها، أي يوم البناء بها.. بهذا أفهم أنا العذرية
* وأيضا بما يلاقيه الرجل الحاني من ضيق من الوجهة التشريحية.
فهل هذا يكفينا؟؟
وقبل الختام سأعرض فكرتي في هذا الشأن وأطلب من الله الغفران إن كنت من الخاطئين:
ماذا عن الرجل؟ لم يضع الله عز وجل سبحانه فيه تشريحيا ما إذا انقطع أو فض ثبت زواجه أو لقاؤه الجنسي
هل من الممكن أن يوضع للفتاة ما يبرهن على عفتها ولا يوضع للرجل؟؟
هل مطلوب إثبات ذلك للفتاة وليس بمطلوب من الرجل؟؟
أنا لا أرى ذلك البتة.. والله أعلى وأعلم.. إذا الغشاء ليس خاتم النسر.. الذي يثبت وجوده الشرف والعفة.. وأن من الهوان على كل من الفتاة والفتى أن يعلق القول بشرفها رهن غشاء رقيق كهذا..
أساتذتي أظن أنه إذا شاعت تلك الثقافة ستختفي عمليات الترقيع.... أظن ذلك.
لا أدعو للتسيب معاذ الله، ولا أدعو لأن يغمض الرجل عينه ويصم آذانه على الواضح من الأمور فهذه أدواته لاختيار العفيفة الشريفة.. ولكني أدعوا للفهم الصحيح لألا نظلم أو نظلم ( بكسر اللام الأولى وفتح اللام الثانية).. كما ينبغي أن أدعوا كل من الرجل والمرأة لمراقبة الله عز وجل وحفظ النفس والشرف..
أساتذتي الكرام، أرجو المعذرة إن كنت قد تجاوزت الحدود، وأسأل الله العفو المغفرة إن كنت قد أسأت ومن يعرفني.. يعرف أني تلميذة نجيبة وأحب دوما القيام بهذا الدور فمن أساتذتي من يرى أنه قد جانبني الصواب فبالله فليصوب وليقوم (بتشديد الواو وكسرها) ولكن فليترفق بي..
شكرا لسعة الصدر، وآسفة على الإطالة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
22/8/2004
رد المستشار
الأخت المشاركة؛ لا أجد عندي الكثير مما أقوله تعليقا على رسالتك غير الشكر على تجميع خلاصة ما يذهب إليه البعض -وأنا منهم– من أن العفة الأخلاقية والجنسية هي شأن بين الإنسان وربه، وليس لأحد أن يقتحم عليه ستره، أو يفضح سره إلا أن يهتك الإنسان نفسه بنفسه مجاهرا بالمعصية بين الناس،
وأحسب ببساطة أن المرأة التي تترك غشاءها مفضوضا دون سابق زواج معلن، ولا تتخذ من الوسائل والسبل ما تبقي به ستر الله عليها إن أخطأت، أو أخطأ في عرضها أحدهم بين الناس لتتكسب منه، أو هي مغلوبة على أمرها، أو يمنعها جهلها بهدي الشرع الصحيح، ومنطق العقل السليم من حفظ نفسها، وصيانة سمعتها وسمعة أهلها، أو هي متحررة من حدود وضوابط التفكير السليم المتوازن الذي ينبغي أن يأخذ مسألة الغشاء في الاعتبار، ولكن ليس بكل هذا الحجم المتضخم الذي جعلها وكأنها هي الشرف أو علامته الأهم!!!
ولا عذر لجاهل أن يتعلم، وعلى الغافلة أن تنتبه فلا تزل، فإذا أخطأت فلا عذر لها إن لم تستر على نفسها، وللجميع الظاهر، والله يتولى السرائر.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخت العزيزة رحاب أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين وشكرا على ثقتك ومشاركتك الدائمة، ما أود إضافته بعد رد أخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله، هو فقط إحالتك إلى الروابط التالية من على مجانين والتي تناقش نفس القضية من عدة أوجه، فقط قومي بنقر العناوين التالية:
عذرية الفتاة...أهي جسدية فقط؟!
الغشاء والخوف من الهواء!!
الاسترجاز بالشيء وغشاء البكارة متابعة
تحذير امرأة: أحبني، ويستر علي فضيحتي!!!
فض بكارتها فاعتذرت له عن الدم مشاركتان
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بأخبارك
ويتبع:>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> في مجانين..هل اختلاف المستشارين رحمة..مشاركة2