تمارين الإنسانية: فهم ووعي وتدريب
هل أمري طبيعي؟؟
لقد أرسلتكم سابقا مشكلتي، وقام بالرد علي د.أحمد عبدالله
لكني وبصراحة ردك زادني تخبطا في شباك حيرتي!!! ولم أفهم ما علي فعله حيال نفسي!
لقد ذكرت في استشارتي الكثير من التفاصيل قد لا تكون مهمة لكني كتبتها وفقا لشروط الاستشارة.
ما أريده حقا معرفته بخصوص استشارتي هو ما إذا كنت أعاني من الشذوذ والمازوخية بينما شخصيتي في الواقع معاكسة تماما!
لماذا هذا التناقض بينهما؟؟، أفكار المازوخية والشذوذ لا تأتيني أبدا إلا حين ممارستي للعادة.
هل لو تزوجت سأكون طبيعية مع زوجي أم أنني سأفعل ما أفعله في خيالي الجنسي؟!
- ثم إنك سألتني ما إذا كان هناك فرص للنشاط الجنسي في مجتمعي، ليس هناك فرصة إلا الزواج أم الطرق الأخرى فهي محرمة كما تعلم.
-قد سألتني كيف للأنثى أن تعبر عن نفسها، والإجابة أنها تعبر عن نفسها كأي أنثى بجسدها ونعومتها....
أما أنا فأكره التعبير عن أنوثتي أصلا!
فهل أبقى كما أنا؟؟ أم أغير من نفسي؟؟
هل شخصيتي بعيدا عن العادة والخيالات الجنسية، هي شخصيتي الحقيقية!؟
أم شخصيتي الحقيقة هي تلك التي في خيالاتي الجنسية والتي أكرهها وأشمئز منها!؟
كيف لي أن أنجذب في الواقع للذكور بينما في الخيال العكس!؟
وجزاكم الله كل خير.
19/4/2018
رد المستشار
الابنة السائلة:
أحاول في إجابتي التنبيه إلى الخلل المجتمعي الحاصل عندنا، ودوره في الاضطراب أو الحيرة النفسية في حالتك، وفي أية حالة أجيب على تساؤلاتها.
كما أحاول التركيز على دور الوعي بالذات، وبطبيعة التركيب النفسي الأصلي للإنسان حتى نتعامل معه فهما، وإصلاحا.
بناءا عليه سأحاول التركيز في إجابات مباشرة على أسئلة هذه المتابعة لعلها تفيد على خلفية الإجابة السابقة!!
لا يمكن تشخيص شذوذ ولا مازوخية بناءا على خيالات جنسية دون ممارسة، ودون فرصة لاختبار مدى تجذر هذه الخيالات!! كل ما لدينا هو ميول قديمة، وبعض توكيد بالمزاح من المحيط، وحتى وجود خيالات جنسية متكررة لا يعني أن صاحبها لديه انحراف مرضي من نفس نوع الخيالات!!
وأكرر أن بداخل كل منا أجزاء متنوعة، وهذه الأجزاء لها تعبيرات، واختبار وتشغيل هذه الأجزاء يرتبط بالفهم، ويرتبط بالفرص المتاحة، وأنت لم تتح أمامك أية فرص لتشغيل خيالاتك، ولا أجزائك فكيف يمكننا تشخيص اضطراب؟!
نظريات الشخصية نفسها محل نقد شديد، وبالتالي فلا وجاهة كبيرة للبحث عن طبيعة ثابتة لها اتجاه محدد بحيث نرتبك حين نجد خيالات في الاتجاه المعاكس!!
كل ما لديك هو هواجس تدور في رأسك، ومخاوف في غياب الممارسة، والتجريب، وفي غياب البيئة الصحية لفرز الغث من السمين وهذا بعض ما حاولت قوله في الإجابة السابقة.
هل لو تزوجت ستكونين طبيعية؟ من قال أن وجود خيالات ما يجعلك "غير طبيعية"؟!
الأفضل مصارحة الشريك بالخيالات، والعمل على تنفيذها – إن أمكن، أو تجريب غيرها، والخيالات هي مجرد مشاهد مفترضة في الدماغ يمكن اللعب معها وبها، ويمكن تغييرها بعد قبول وجودها، ودون خوف منها.
علاقتك بجسدك هي مساحة تحتاج إلى عمل، وهناك ورشات علاجية في هذا الصدد لا أعرف إن كان بعضها موجود عندك أم لا!! وصورة الجسد، وقبولها، والاستمتاع بذلك هي مسألة تشغل المجتمعات التي قطعت شوطا في محاولات فهم النفس الإنسانية، والتعامل مع صعوبات الحياة.
حاولت أن أقول لك يا عزيزتي أنه قبل سؤالك: هل أبقى كما أنا أم أغير من نفسي؟!
هناك مقدمة غائبة وتائهة وملتبسة عند الأغلبية، وهي كيف أفهم نفسي؟!
من أنا؟!
أجزائي؟! أنوثتي؟! ذكوريتي؟!
ولا أدري ما الذي يمكن أن يعينك في هذا الصدد!!
تذكري أن الطب النفسي الشائع لا يتطرق غالبا لهذه المساحات!! غالبا ستجدين الشائع عندك مراجعة أو كشف تنتهي أو ينتهي بوصفة عقاقير.
ولا أجد المزيد من الكتابة سيشفي غليلك!! لذلك أحاول الإجابة على أسئلتك بشكل مباشر، وسريع.
إذن لا أعتقد بوجود شيء اسمه الشخصية الحقيقية، ولكن أنتمي تدريجيا إلى مدرسة "الذات، والأجزاء" التي ترى أن لدينا أجزاءا داخلية، وذات هي بمثابة المايسترو.... في إدارة هذه الأجزاء.
وطبقا لهذه المدرسة فلا معنى للبحث عن وهم اسمه الشخصية الحقيقية، وهل هي في الخيالات أو عكسها!!
لا تترددي في متابعة الأسئلة إن بقي لديك منها مزيد، وبالله التوفيق.
واطلعي على الإجابة التي هي تحت عنوان:
حائرة مصر: معرفة النفس، ومعارك الضياع.
ويتبع>>>>>>> : تمارين الإنسانية : فهم ووعي وتدريب م