وسواس مزمن لا يستجيب للأدوية حاليا
تحية طيبة وبعد /
الجنس أنثى – العمر 25 سنة- الطول 160 – الوزن 92 كغم- متزوجة ولدي طفل- لا أعاني من أمراض الضغط والسكر والقلب- أشكو من إمساك منذ أربعة أشهر- ارتجاع مريئي مزمن.
أعاني من الوسواس القهري والأفكار التسلطية، وبداية قصتي المؤلمة مع هذا المرض تبدأ منذ عام 2009، كان على أثر مشاجرة مع أختي الأكبر مني، ومنذ ذلك الحين التصقت صورتها في رأسي، ثم أضفت إليها أختي الثانية وبيت عمتي جميعهم، كلهم مصدر الوسواس والمعاناة التي أنا فيها..
راجعت الطبيب فقال لي إنك تعانين من نوع من أنواع القلق نسميه الوسواس القهري، ووصف لي علاجا هو السيتالوبرام 20 ملغ ثم صارت 40 مع أولانزابين 5 ملغ، وبعد شهرين استعدت وضعي الطبيعي والحمد لله، وبعد استمراري زاد وزني مع كثرة النوم طويلا، فقررت قطع العلاج لتحسن حالتي، ولكن سرعان ما انتكست بعدها.
فراجعت الطبيب ووصف لي نفس العلاج مع بعض الإضافات التي لا أتذكرها، تحسنت نوعا ما، واستمرت حالتي بالتحسن لأشهر، ثم فجأة عادت الطقوس الذهنية وبدأت أكرر كل ما أقوم به، فعدت إلى الطبيب ووصف لي عدة علاجات لم تجد نفعا، ومرة ثانية رجعت إليه ووصف لي علاجا لم أشعر معه بالتحسن المطلوب، وفي المرة التي تلتها غيّر العلاج إلى العلاج الأول السيتالوبرام مع أولانزابين فتحسنت تدريجيا وظننت مرة أخرى أنني تعافيت تماما، فتركت العلاج لكثرة النوم والشهية الغير معقولة.
ولكن بعد شهرين عدت كما كنت، فعدت إليه من جديد ووصف لي علاجا أظن أنه السيتالوبرام مع الهالدول وغيرني الدواء بشكل رائع، واعتقدت بقوة أنني هذه المرة قد شفيت فلم تخطر لدي فكرة وسواسية أبدا، وفي هذا الوقت تقدم لخطبتي شاب ارتضيته وارتضاه أهلي أيضا، ولكنهم تحفظوا قليلا على مسألة إخباره بمرضي واشترطوا عليّ أن أكون واثقة من نفسي في بقائي هكذا فوعدتهم، وهكذا تمت الخطوبة.
ولكن قبل الزواج بشهر بدأت الطقوس والتكرارات تعاودني ثانية، فمررت بفترة إحباط وقف فيها إلى جانبي كما في الفترات السابقة وإلى اليوم أخي الأكبر (وبالمناسبة هو من طلبت إليه أن يعيد صياغة هذه الرسالة إليكم مع الحفاظ على مضمونها)، فعدت إلى الطبيب وأبدى سروره بالزواج، وقال إنه سيساعدني كثيرا على مواجهة الوسواس وربما يختفي نهائيا كما حالات فتيات بعمري مررن عليه، تفاءلت بما قاله ولكن للأسف لم يحصل ذلك، ما حصل هو استمرار تدهور حالتي بعد الزواج واضطراري لمصارحة زوجي الذي تفهم الأمر وأخذني إلى طبيبي النفسي.
وزاد الطين بلة اكتشاف أنني حامل في اليوم نفسه الذي ذهبت فيه إلى الطبيب، وامتنع على أثر ذلك من صرف أي علاج إلا بعد مرور شهرين، وهكذا صبرت لشهرين ثم صرف لي دواء الفلوكستين وقال إنه الدواء المناسب للحامل لقلة آثاره الجانبية وعدم إضرار بالجنين.. اكتفيت بحبتين واستقر وضعي بشكل نسبي مع طقوس ذهنية بسيطة،
ولكن مشكلتي بدأت بعد وضع طفلي الذي أصررت على إرضاعه طبيعيا، وقاومت بكل جهد الوسواس وصبرت عليه حوالي تسعة أشهر، حيث خارت قواي ولم أعد استطيع الاستمرار، في الحقيقة كانت عملية تحويله إلى الرضاعة الصناعية مشكلة كبرى، أخذت وقتا طويلا لأنني وحدي في البيت ولا أستطيع الذهاب إلى بيت أهلي لأنني اشعر بأن الذهاب إليه يذكرني بأمور لا أريد تذكرها وأشعر أنني ملوثة من رأسي إلى قدمي (وهذه إحدى مشاكلي الحالية).
المهم سيدي الكريم بعد تحويل طفلي للرضاعة الاصطناعية وحرية أخذي لأي دواء ظننت أن الجزء الأصعب انتهى، ولكن كم كنت مخطئة فقد بدأت رحلة أكثر ألما وعذابا مما سبق، فمنذ ذلك الوقت وحتى الآن أي حوالي سنة ونصف لم يعمل أي دواء يصفه الطبيب، والذي جرب العديد من الأدوية مثل: السيتالوبرام (علاجي القديم) والفلوكستين (علاجي أثناء الحمل) والسيروكسات واللستيرول والسيروكين والأنفرانيل وغيرها مما نسيته.
وفي كل مرة يضيف الطبيب جرعة من مضاد ذهان مثل الريسبريدون أو الهالدول أو الأولان أو الستيلازين وغيرها.. كل ذلك ذهب أدراج الرياح، ومنها ما يعمل لفترة فأشعر بتحسن سرعان ما يذهب وربما أضطر لقطع الدواء والذهاب لاستبداله من الطبيب لعرض جانبي لا أستطيع مقاومته كالأكل بشراهة مما يضر بمعدتي كما فعل الريسبريدون بي، ومع هذا أنسى تلك المعاناة التي تبدو بسيطة من أوجاع المعدة وزيادة الوزن والنحول قياسا بعذاب الوسواس، فأعود إليه والمفاجأة أنه لا يعمل وهو بالأمس القريب أتى بنتائج ملموسة..
وهنا دخلت في دوامة لا نهاية لها، فقرر أخي استبدال طبيبي، وقام الطبيب الجديد بصرف أدوية جديدة وعلى رأسها الأنفرانيل وأصر على ضرورة الصبر وصبرت دون نتيجة تذكر.. بل سبب لي إمساكا شديدا ما زلت رغم ترك العلاج أعاني منه، سيدي الطبيب أعلم أنني أطلت ولكنني أمر الآن بوضع أقل ما يقال عنه إنه مأساوي،
أوجزه إليكم بالنقاط التالية:
1\ طقوس ذهنية مستمرة طوال فترة يقظتي (الطقوس الذهنية المقصودة: تفكير مستمر بموضوعات الوسواس وحين أفكر فيها لا أستطيع إنجاز أدنى وأبسط الأعمال بل أتسمر كالصنم لحين تجاوز الطقس الذي أردد فيه أسماء محببة إلي لتخفيف قلقي كما يقول الطييب ونسيان الصورة الملتصقة برأسي).
2\ أقوم بتكرار كل عمل عشرات المرات حتى يدب الإرهاق في جسدي فأرتعش وأشعر بالإعياء والصداع، فأتركه لأعود إليه لاحقا ومع العودة تعود الطقوس وهكذا..
3\ لا أستطيع الذهاب لبيت أهلي، أعلم أنني هناك سأحظى بدعم معنوي هائل من أخي الأكبر، وسيساعدني في تجاوز بعض المشكلات ولكنني أشعر بأن الذهاب كما لو كان حكم إعدام ينتظرني وأراه مستحيلا عليّ فعله. كما أنني ومنذ تدهور حالتي لا أسمح لهم بالمجيء إليّ خشية من أن يتلوث بيتي وتزيد معاناني برغم شوقي وانفطار قلبي على رؤية والدتي ووالدي وأخوتي.
4\ كتمة على صدري وشعور باليأس المطبق والإحباط وأظن جديا أن لا علاج لحالتي.
5\ فشل استجابتي لأغلب العلاجات التي يصفها الطبيب الجديد والذي طلب مني الاستمرار قبل أسبوعين على اللوسترال 100 مغ وكاربامازيبين مع ترك الأنفرانيل، ولكنني لا أجد أية نتائج تذكر. وهو يكرر دوما منذ راجعته أن تبديل الأدوية وتغييرها كثيرا هو الذي سبب عدم استجابتي لها فهل هذا صحيح؟؟ وبماذا تنصحونني؟
وهل هذه العلاجات هي الخيارات الوحيدة المتاحة؟ بالمناسبة رفض طبيبي الأول وأيضا الثاني تجربة علاج اقترحه أخي اسمه فافرين، وقالوا إنه ذو سمية كبيرة على الكبد ولا نستخدمه في العراق بعد ثبوت خطورته لدينا، وأنه يحظى بدعاية أمريكية أكبر من حجمه وحقيقته..
أنتظر ردكم على أحر من الجمر لعل الله يكتب لي طريقا جديدا من خلال نصيحة بدواء أو خلطة علاجية مناسبة لوضعي والسلام عليكم ورحمة الله.
22/4/2018
رد المستشار
الابنة الفاضلة "فاطمة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
قصتك مثالية في وصف ما يحدث لكثيرات وكثيرين من مرضى الوسواس القهري في أغلب بلادنا العربية وربما للعرب في كل مكان حيث يتم علاجهم فقط بالعقاقير من خلال طبيب نفسي كيميائي لا يهتم أو لا يعترف بغير العقاقير علاجا للوسواس ...... هذا خلل كبير وأظنه في تراجع في السنوات الأخيرة نظرا للانتصارات المتتالية التي يحققها الع.س.م (العلاج السلوكي المعرفي) والذي أصبح يعتبر الخيار الأول والأفضل في علاج الوسواس القهري.... أما العقاقير من معززات السيروتونين وهي المجموعة العقارية الوحيدة التي أثبتت فعالية في علاج الوسواس القهري لكنها ليست فعالة في حوالي 40% من الحالات، وأما الحالات التي تحدث فيها استجابة فإن استمرار الاستجابة يبقى دائما مرهونا بالاستمرار على العقار .... وواجب الطبيب النفساني أن يرشد مريض الوسواس وألا يخفي عنه حقيقة القوة العلاجية لأي طريقة علاج متاحة ... وهذا طبعا لا يحدث في البلاد العربية لأن المرضى العرب عامة بلا حقوق ناهيك عن المرضى النفسانيين.
أما ما حدث معك من تحسن على العقاقير أول الأمر ثم فقدان تلك القابلية للتحسن فليست شائعة الحقيقة لكنها موجودة لكن لا نستطيع إرجاعها لتبديل الأدوية وتغييرها كثيرا... وإنما نستطيع إرجاعها في حالتك إلى طول مدة العلاج العقاري دون أي تناول سلوكي معرفي للحالة فضلا عن وجود الاكتئاب المصاحب للحالة والذي ربما يحتاج عقاقير أخرى غير معززات السيروتونين.
عقار أنافرانيل هو أقوى عقار علاجي للوسواس القهري ويليه في القوة عقار الفلوفوكسامين أو الفافرين وليس صحيحا أنه يحظى بدعاية أمريكية لا يستحقها ... فواقع الأمر أنه عقار أوربي لم تقبل أمريكا بإدخاله أسواقها إلا مرغمة بثبوت تفوقه على غيره من عقاقير الم.ا.س.ا في علاج الوسواس القهري خاصة ... لكنني لا أعرف ما إذا كانت شركة أمريكية قد أخذت حق بيعه في العراق أما مسألة السمية على الكبد ... فإننا في مصر التي تنتشر فيها أمراض الكبد أكثر من أي بلد في العالم لم نسمع بأثر الفلوفوكسامين السيء على الكبد.
الحقيقة أن ما يهمك ليس أي عقار تستخدمين لأن علاج الوسواس بالعقار فقط لا يكفي والمطلوب الآن هو البحث عن من يحسن إجراء العلاج الع.س.م لحالات الوسواس القهري وحقيقة لا أدري ما مدى توفرهم في العراق لكن عليك البحث عن م.س.م (معالج سلوكي معرفي) ذي خبرة في علاج مرضى الوسواس القهري.... ويجب أن يكون ذلك إضافة إلى علاجك العقاري لأن محاولة العلاج بالع.س.م وحده لن تكون اختيارا حكيما في مريضة أخذت شتى أنواع العقاقير لفترات طويلة.
إذن فما ننصح به هو إضافة الع.س.م إلى العلاج العقاري الذي يمكن أن يكون لوسترال أو أي عقار آخر من مجموعة الم.ا.س.ا على أن يضاف له عقار أريبيبرازول (أبيليفي) بمقدار 5 مجم بداية ثم يمكن زيادتها إلى 10 مجم .... أتوقع أن يساعد هذا كثيرا ... لكنني لا أنصح بأي شيء دون الع.س.م أي إلا أن يكون إضافة إلى الع.س.م.
وأخيرا أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.