استفسارات اضطراب وجداني
هل الاضطراب الوجداني أعراضه تزول مع العلاج؟؟
* وهل لعلاج البريانيل أضرار كبيرة؟؟
* وهل للدباكين أضرار كبيرة على المدى البعيد؟؟
لأني أتناوله من 14 سنة
1/5/2018
رد المستشار
شكراً على استفسارك عن هذه العقاقير. بما أن هذا الحقل هو للاستشارات الطبنفسية، ستكون الإجابة على استفسارك كما يحدث في مراجعة طبنفسية.
العقار الأول هو ملح ليثيوم.
العقار الثاني هو صوديوم فالبرويت.
وكلاهما عقار من مجموعة موازنات المزاج Mood Stabilizers.
من أجل توضيح هذا المفهوم لجميع القرّاء فمن الأفضل التطرق إلى جميع أعضاء هذه المجموعة بوضوح.
لا يوجد اتفاق بين جميع العاملين في الطب النفسي حول تعريف موازن المزاج. موازنة المزاج عملية لابد منها مع ارتفاع درجة المزاج إلى الأعلى وما نسميه الهوس، أو رفع درجة المزاج المنخفض إلى الأعلى. لكي يتم تصنيف العقار موازنا للمزاج يجب أن يحتوي على المميزات التالية:
١- فعال في الهوس والاكتئاب في نفس الوقت.
٢- وحتى إذا لم يكن فعالاً في نوبة هوس أو اكتئاب فهو لا يؤدي إلى تدهور أعراض المريض.
٣- لا يدفع المريض من قطب إلى آخر.
رغم أن جميع العقاقير المضادة للذهان يتم تسويقها أيضاً كموازنات للمزاج ولكن هذا التصنيف لا يستوفي الشروط أعلاه وغير دقيق بالمرة. كذلك لا يتم تصنيف مضاد الاكتئاب موازنا للمزاج لأنه قد يرسل المريض من قطب الاكتئاب إلى قطب الهوس.
لذلك فإن من الزاوية العلمية البيولوجية السريرية هناك أربعة عقاقير فقط يمكن تصنيفها كذلك وهي:
١- اللثيوم lithium وهو أقدم أعضاء المجموعة والأب الروحي لموازنة المزاج يتم تقييم كل عقار مقابل هذا الملح.
٢- فالبرويت أقل فعالية من ليثيوم.
٣- كارباميزابين Carbamazepine ربما أقل فعالية من الثاني.
٤- لامتروجين Lamotrigine وفعاليته فقط في قطب الاكتئاب.هذا المخطط يوضح المفهوم.
انقر لترى شكلا أكبرليثيوم هو أكثرها فعالية في الحالات الحادة والوقاية في الثناقطبي. يتميز أيضاً بفعاليته في الوقاية من الأفكار الانتحارية. بما أنه ملح ينافس ويزيح الصوديوم قرب جدار الخلية في كل مكان فإن له أعراضه الجانبية الحادة والمزمنة ومن أهمها تأثيره السلبي على الغدة الدرقية والكلى. لابد من قياس تركيزه في الدم بصورة منتظمة من أجل الحصول على تركيز علاجي. دون هذا التركيز لا فعالية له، وأعلى من تركيز معين هو عقار سام لخلايا الجسم. بعبارة أخرى له نافذة علاجية ضيقة إلى حد ما. هناك أعراض جانبية أخرى متعددة، ولكن الغالبية العظمى من المرضى يستمرون على العلاج ولفترة طويلة ولعدة عقود من الزمن.
فالبرويت يحتل المركز الثاني، وهو أصلا عقار مضاد للصرع ويحتل المركز الأول في مبيعات مضادات الصرع. زخم هذا العقار في دفع قطب الهوس إلـى الأسفل أو قطب الاكتئاب إلى أعلى أقل من ليثيوم. فعاليته في الحالات الحادة لا جدال فيها، ولكن فعاليته في الوقاية لا تقارن بليثيوم. استعمال هذا العقار في الإناث له مشاكله في تكيس المبايض وتأثيره على الجنين في الرحم، وهذا أدى إلى تدهور شعبيته مؤخراً، وهناك البدانة المفرطة بسببه في الذكر والأنثى على حد سواء، وهذا هو ما يثير استياء الكثير من المرضى. له عرض جانبي آخر ولكنه نادراً ما يسبب المشاكل وهو نقص عدد أقراص (صفائح) الدم التي تساعد على وقف النزيف، ولكن ذلك قلما يسبب توقف العلاج. يؤثر استعمال العقار كذلك على تركيزه عقاقير أخرى في الدم، وهذا ما ينتبه إليه الطبيب المراجع حين يصفه.
ما عليك أن تفعله هو الحديث مع طبيبك المعالج وخطته حول استعمال العقاقير على المدى البعيد، لكل مريض عقاره الخاص به ومسار الثناقطبي يختلف من مريض إلى آخر.
وفقك الله.
ويتبع >>>>: بريانيل وديباكين : العلاج وموازنة المزاج ! م