الشعور بالوحدة والنبذ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/
سأدخل بالموضوع مباشرة أنا عمري 18 ومن صغري وأنا صامتة وليس لدي أية أصدقاء ومنعزلة لكن الآن بدأ الموضوع يأثر بي كثيرا حيث كثيرا ما أشعر أني منبوذة بالرغم أنه اختياري وأشعر بالوحدة وأبكي بشدة وحرقة دائماً.. خصوصا لما أرى زملائي في الفصل يتكلمون مع بعض ويحبون بعض.
وما أثر بي أكثر عندما قرأت مقال بأن الوحدة تسبب الغباء وفقدان الذكاء مع الوقت خفت من هذا الأمر كثيرا وبدأت أوسوس بشأن هذا الموضوع وبأني إذا كبرت سأفقد ذكائي بسبب وحدتي وصمتي..
وأيضا أختي الكبيرة كانت دائماً مثلي متوحدة وبدون أصدقاء منذ أن كانت تدرس وألاحظ عليها الغباء وعدم معرفة التعامل مع الناس بالرغم أنها بعمر الـ 34
خفت كثيرا بأن يكون هذا هو مستقبلي التعيس!!!! وبالطبع سأكون هكذا..
لكن أريد حلا نهائيا لمشكلتي أريد أن أغير نفسي.. وبسبب مضي زمن طويل لصمتي وعزلتي فقد بدأ أقربائي وأهلي بالاعتياد على وضعي هكذا فلا يثقون بي ويهمشوني!! أريد إثبات نفسي أمامهم
26/4/2018
رد المستشار
السلام عليكم
تصف السائلة شكلا من أشكال الانطوائية التي لا ترضى عنها ولا تتناغم مع رغبتها حيث تريد أن، تتغير وتصبح شخصية اجتماعية، وفي الغالب فإن ما تصفه السائلة هو نوع من اضطرابات الشخصية يمسى بالشخصية التجنبية وتتميز بدرجة من القلق الاجتماعي الذي لا يسمح لها بمخالطة الناس ويشعرها دائما بأنها ستكون محط احتقارهم واستخفافهم ولهذا فإنها تتجنب التعامل معهم ومصاحبتهم.
أما تأثير ذلك على الذكاء فهو غير صحيح لأن الانطواء لا يسبب الغباء ولكنه قد يقلل من قدرة الشخص على اكتساب المهارات الاجتماعية والتي تسمى أحيانا الذكاء الاجتماعي وهي مجموعة من المهارات والقدرات التي تمكن صاحبها من توقع ردود أفعال الآخرين واختيار الكلمات والمواقف التي تدفعهم إلى تقبله والإعجاب به وهكذا، ونصيحتي للسائلة أن تحاول الاندماج مع الآخرين من خلال نشاط جماعي منظم كالرياضات الجماعية أو الأنشطة الخيرية التطوعية فهذه الأنشطة تساعد على اكتساب المهارات الاجتماعية في جو اجتماعي ودود فإن لم يتيسر ذلك أو لم يؤد إلى النتيجة المطلوبة فيمكن استشارة أخصائي نفسي أو الاندماج في مجموعة لاكتساب المهارات الاجتماعية من خلال علاج نفسي جماعي تحت إشراف الطبيب المختص.
والله الموفق والمستعان