أرجو التشخيص والنصيحة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أفيدكم أنني منذ الصغر لدي حزن داخلي وانطواء وخجل من الناس وقلق وكثرة تفكير، وأثناء المدرسة قد يسأل الأستاذ وأعرف الإجابة ولا أرفع يدي، وكان لدي كثرة بكاء في الليل وخوف من الناس، أثناء الابتدائي والمتوسط والثانوي. وكان لدي ارتباك وخوف في المناسبات ومن شدة الخوف لا أحسن التصرف، ويستغرب الناس عدم مقدرتي على الابتسامة في المجالس حتى في الأعياد.
وبعد الثانوي تحسنت لمدة 4 سنوات أثناء المعهد والوظيفة، ثم بعد ذلك عاد إلي القلق والضيق والكآبة والانعزال تدريجيا حتى اشتد علي حتى أصبت بالتهاب في القولون وحتى حصلت على الوظيفة التي أحلم بها ومع ذلك لم أشعر بالفرح. والتحقت بالوظيفة وأصبحت لا أستمتع بشيء وأضغط على نفسي بشدة للذهاب إلى العمل واشتد علي القلق والكآبة والحزن والرهاب وكثرة البكاء حتى وأنا أقود السيارة وأحيانا في العمل مع القلق الشديد وكثرة التفكير وعدم التركيز وضعف الطاقة واشتد علي التهاب القولون `انتفاخات وإمساك).
لم أستطع الذهاب إلى الطبيب النفسي بسبب الخوف والخجل، فبدأت أبحث على النت واستخدمت بروزاك وتحسنت قليلا وتحسنت أعراض القولون ولم أكن ملتزم بالجرعة بسبب القلق والنسيان، وبعد إيقاف العلاج حدثت انتكاسة وحصل لي قلق شديد جدا في العمل، بعدها استخدمت ST john's وأصبح لدي بلادة وعدم اهتمام بالوظيفة فكثر غيابي حتى غبت عن وظيفتي لفترة طويلة وعدت للبروزاك فترة حتى تم الفصل. أثناء تلك الفترة وبعد أن هدأت تواصلت مع استشاري عن طريق الإنترنت ووصف لي إيفيكسور 150 ثم تحسنت ولكن القولون والقلق لازال فوصف لي دوجماتيل 50 مل والحمد لله تحسنت وذهبت مشاكل القولون وأصبح لدي أنشطة أهتم بها ولدي بعض الاستمتاع بحياتي وأقبلت على الصلاة والدين وذلك مدة 7 سنوات ولكن مع حب العزلة وعدم الاختلاط بالناس وكنت أستمتع لوحدي وأشعر أنني لا أحتاج للناس ولم أستطع أثناء ذلك العودة إلى الوظيفة ولكن مع الأسف كل سنة تسوء الحالة من ناحية الكآبة والقلق والانعزال وضعف الطاقة. وكنت في بداية الإيفيكسور أصلي في المساجد لكن ليس المسجد القريب الذي يعرفني فيه الناس من قبل مرضي، فكنت أواظب على المساجد الأخرى، ثم أصبحت أصلي في البيت غالبا.
حتى وصلت السنة السابعة من استخدام الافكسور والدوجماتيل وكنت أشعر بالخمول الزائد وتعكر في المزاج لا أدري هل هو ضعف فعالية العلاج أم هو بسبب المرض ثم ذهبت مجمع الأمل للصحة النفسية وغير الطبيب لي الدواء، إلى سبرالكس 10 مل وأبلفاي، وللأسف لم يكن هناك تدرج في إيقاف الافيكسور مما سبب لي أعراض انسحابية متعبة جداً وحاولت الاتصال لم أستطع فتدرجت في الايفكسور حتى تخلصت منه، وأيضا الأبليفاي تناولته لشهر أتعبني وزاد من قلقي ولم يفدني وعادت أعراض القولون حتى عدت إلى دوجماتيل. فأنا حاليا أستخدم سبرالكس 10 مل + دوجماتيل 50 مل
والأعراض التي أشعر بها هي: تفكير كثير وتشوش في الذهن وضيق وتعكر مزاج وقلق بالإضافة لأعراض القولون العصبي (تشنجات وإمساك)، أستيقظ فجأة من النوم بسبب القلق والخوف مما يجعلني لا أريد الاستيقاظ ويصعب علي الاستيقاظ، لا يوجد تفاعل مع الناس كما لا يوجد مشاعر تجاههم ولا شوق لأحد، أشعر بالضغط النفسي لمجرد مسؤولية بسيطة أنا أرغب أن أعيش باستمتاع وأريد أن أعود للوظيفة لأنها قد تراكمت علي الديون فأثناء الإيفكسور افتتحت مشاريع بالدين وخسرت، أريد أن أعمل وأريد أن أواظب على الصلاة في المسجد القريب.
علماً أنني منقطع عن أرحامي وجماعتي وجيراني منذ حوالي 12 سنة فلا أحضر المناسبات ولا أجلس معهم إذا حضروا لدينا في البيت وحتى العزاء يقام في البيت لا أحضره
وقتي كله في غرفتي لا أخرج إلا لحاجة ملحة، أشعر بكسل شديد وضعف في الدافعية نحو أي شيء حتى إنهاء مهامي البسيطة جدا، وحتى الذهاب إلى دورة المياه أحيانا أستثقله جداً
أستيقظ من النوم بسبب القلق وأعود إلى النوم لا أريد الاستيقاظ حتى لا أعيش التعب والقلق
وأنا جالس تتحرك قدمي لا شعوريا بسرعة
أشعر بالانتكاسة ولم أعد أحس بطعم الحياة وحتى الصلاة والذكر
لدي مشاكل في الأسنان لم أستطع الذهاب إلى الطبيب بسبب الخوف
أرجو منكم تقييم الحالة والتشخيص الدقيق لأنني طوال هذه السنين لم أجد التشخيص الواضح فكل طبيب يعطيني تشخيص مختلف
كذلك لم أعد أشعر أن هناك فائدة من مخالطة الناس وأشعر أن الاختلاط بالناس مزعج لي وأن العزلة فيها الراحة لي لكني أشعر أن شعوري هذا فيه خطأ
هل يمكن أن تصححوا مفهومي هذا؟
قبل تناول الأدوية كنت متمسكاً بوظيفتي رغم اكتئابي وقلقي إلا أنني أقاوم ذلك لوجود الدافعية، نعم كنت منعزلاً عن مجتمعي لكني لازلت متمسكا ببعض العلاقات
أما بعد الأدوية الحمد لله تحسنت نفسياً جدا لكني انعزلت كليا
وتركت الوظيفة حيث الشعور بشيء من البلادة واللامسؤولية وعدم الرغبة في العمل ومخالطة الناس (أتمنى تفسير ذلك) كذلك عدم المبالاة بالجوال وعدم الرد على المكالمات المهمة والبرود الزائد في المشاعر وعدم التفاعل مع الناس والرغبة في ممارسة أنشطة لوحدي، أصبح لدي مخاوف وتردد زائد في اتخاذ القرارات وشبه انعدام في الدافعية، حيث لم أكن كذلك قبل تناول الأدوية نعم أنا الآن أفضل نفسياً نعم مرتاح أكثر زال عني الاكتئاب والقلق، لكن خرجت أشياء أخرى غريبة وهي كما ذكرت.
كذلك منذ تناولي للأدوية أصبح لدي اضطراب في وقت النوم، فكنت سابقاً أستيقظ للعمل أجبر نفسي على الاستيقاظ وأذهب للعمل، أما بعد تناول الأدوية
فازدادت لخبطة ساعات النوم وأصبح القيام للعمل بصعوبة جدا وحالياً بعد حوالي 7 سنوات من ترك العمل يكون لدي أمور مهمة أريد إنهائها فأكثر من التسويف كذلك ساعات النوم أصبحت مضطربة ليست في وقت واحد فهل الأدوية لها علاقة بهذا؟ خاصة الايفكسور لأن استخدامه كان لفترة طويلة (لأنه بدون تنظيم النوم
يصعب علي الالتزام بالعمل الذي هو جزء مهم من العلاج السلوكي)
كذلك بعد الأدوية أشعر ببرود المشاعر وندرة الكلام والتعبير فمثلاً كثير جداً ممّن كان يعرفني قبل الأدوية ورآني أجده يُقبل للسلام علي بحفاوة وترحيب وما أن يقترب مني
حتى أجد وجهه قد تغيرت ملامحه وعبس سواء ممن يعرفني أو لا يعرفني، وهذا تكرر كثيراً وأثر فيني، لا أدري ربما لعدم مقابلته بالبشاشة لأن البشاشة ذهبت مني وحتى لو أظهرتها أشعر أنها فقط مجاملة
ولا أشعر بها داخلياً أي لا أشعر بحب للناس، من غاب كثيرا لا أشتاق إليه، يصعب علي توطيد العلاقات مع الناس كل هذا حدث بشدة بعد الأدوية
فمن الأشياء التي تعزلني عن الناس أنه لا يوجد مشاعر لهم فأجلس معهم ماذا أقول؟ كيف أقابل الأشخاص وأنا لا أحس بأي شعور تجاههم؟
لا أحس بمشاعر الناس وأفراحهم وأحزانهم وأشعر أنني لا أفهم مشاعرهم جيداً كما كنت قبل الدواء، لم يعد يهمني الآخرين رضوا أو لم يرضوا لا يهمني كثيرا
أنشأت مشروع تجاري بالدين ولم أستطع إدارة المشروع فشل وأصبح علي ديون كثيرة لكني معسر. فلو كنت طبيعياً لربما نجح المشروع ولو لم ينجح لبادرت إلى البحث عن وظيفة لتسديد الديون
لكن أشعر أنني لا أحس بحجم المشكلة ولا شيء قوي يدفعني، وأشعر بالرضى بأي شيء قليل وعدم التشوف للمال مثلا مع أهميته
كذلك الخمول في مكان واحد وهو غرفتي وإذا خرجت وخالطت الناس أشعر بإجهاد ورغبة ملحة في العودة لغرفتي والرغبة الجامحة في الهدوء
وعدم الشوشرة وهذا أيضاً بعد استخدام الأدوية
أما قبلها فبالعكس القلق كان يحركني وكنت أذهب للعمل وأعود للمقهى مثلا وأنهي أعمالي ثم أذهب للبيت (لكنني في ذات الوقت أعاني وغير مستمتع وكثير البكاء والقلق)
كذلك التردد في اتخاذ القرارات البسيطة، وضعف شديد في الابتسامة ولغة الجسد بسبب عدم وجود المشاعر الداخلية أصلا
أنا لا أنكر أن هذه الأدوية أفادتني كثيراً ولله الحمد ولكنني أحببت أن أذكر ما شعرت به من تغيرات سلبية وما هو سببها؟ وكيف التغلب عليها؟
وكذلك أعلم تأثير العلاج السلوكي وأعي ذلك تماماً، وأنه أساس في العلاج ولكن كيف السبيل لذلك والحالة هذه؟
علماً أن وضعي الحالي لا أستطيع الصلاة في المسجد إلا نادرا بالضغط على نفسي، وفي صلاة الفجر مثلا لقلة المصلين أو الجمعة حيث يأتي أناس كثير لا أعرفهم
(لأنني أتحاشى رؤية من أعرفه ويعرفني فقط أما الغريب فليس عندي معه تلك المشكلة الكبيرة مثل القريب)
ومنعزل في غرفتي ولا أخالط إلا الوالدين قليل جداً وبعض الإخوة، انسحبت من جميع علاقاتي السابقة
وعدت إلى نقطة الصفر حيث لا جليس ولا أنيس.. والحمد لله على كل حال
كذلك لا أحس بفرح بالأشياء والأحداث المفرحة إلا بشكل بسيط جدا وكذلك لا أحزن بالأمور المحزنة إلا ربما شيء بسيط كذلك (مشكلة مشاعر)
لا أشعر بالرحمة وأحس بالناس وأقدرهم كما في السابق.
أرجو منكم أن توجهوني لحل هذه المشاكل لأنني أشعر بإعاقة نفسية تعيقني عن الانطلاق، أشعر أن الناس تتغير مع الزمن وتتزوج وتعمل وتسافر وأنا خامل بدون أي جديد
أرجو منك أيها الدكتور الفاضل أن تنفعني وتعلمني ممّا علمك الله عل الله أن يخرجني من الكرب الذي أنا فيه
علماً أنني أراجع بمستشفى الصحة النفسية بالرياض وسأستمر إن شاء الله في المراجعة وحضور الجلسات ولكني أثق بكم وبرأيكم كثيراً
وفقك الله وسددك وحفظك ونفع بك الإسلام والمسلمين
18/5/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
ملخص الصحة العقلية للاستشارة
أعراض موجبة
أعراض قلق متنوعة وشديدة
أعراض سالبة
فقدان الدافع للعمل والتواصل مع الآخرين
أعراض معرفية
لا توجد تفاصيل واضحة
التوازن الوجداني
اكتئاب رديد ومزمن لم يتحسن كليا لسنوات عدة.
ملخص الأبعاد الأخرى للاستشارة
مشاكل السلوك
سلوك تجنبي شديد ومتنوع وعدم القدرة على العمل والتواصل الاجتماعي
الاستبصار
عالي.
مواد كيماوية
لا إشارة إلى سلوك إدماني كيمائي
الصحة الجسدية
مشاكل صحية مثل القولون العصبي المتعلقة بالقلق والتوازن الوجداني.
التعليق:
تغير المسار الطولاني لاضطرابك الوجداني الاكتئابي. تحسنت بعد أول نوبة اكتئابية واضحة مع استعمال العقاقير رغم أن رسالتك تكشف أن استجابتك للعقاقير لم تكن مثالية ولكن كافية وساعدتك على الاستمرار في العمل. تغير مسار الاكتئاب وأصبح مزمنا ومقاوما للعلاج الآن.
الأعراض التي تشير إليها في الرسالة هي أعراض اكتئابية ورغم أن العقاقير لها أعراض جانبية مثل الخمول والبدانة وعدم الاكتراث ولكن الوصف الدقيق للأعراض في رسالتك على عدم القدرة على الشعور بالمتعة والفرح لا تشير إلا إلى الاكتئاب.
معالجة حالتك تتطلب أكثر من عقاقير رغم أن ذلك في غاية الأهمية. ما يثير أهمية الفريق النفسي الذي يشرف على علاجك هو السلوك التجنبي الذي يجب مساعدتك للتخلص منه تدريجيا.
الاكتئاب بحد ذاته الآن هو اكتئاب مقاوم للعلاج إلى حد ما ولكن ما يجب الإشارة إليه في رسالتك هو ما يلي:
١ - مراجعة العقاقير التي تحسنت عليها واتخاذ القرار باستعمال جرع عالية.
٢ - التخلص من العقاقير التي قد تلعب دورها في عرقلة عملية الشفاء.
الاكتئاب اضطراب يميل إلى التحسن تلقائيا وعدم حدوث ذلك مع العلاج يشير دوماً إلى وجود عوامل تعيق الشفاء. هناك عوامل بيئية واضحة تعرقل عملية الشفاء وهذا ما يجب أن يتم نقاشه مع فريقك النفسي.
التوصيات:
أولاً عليك أن تقبل بأن ليس هناك اكتئاباً لا يستطيع الإنسان أن يتغلب عليه. تصميمك وعزيمتك هي العامل الأكثر أهمية من جميع العوامل الأخرى.
ثانيا ورغم أن لك صفات شخصية تتميز بالقلق والعزلة الاجتماعية منذ الطفولة ولكن ذلك لا يعني بأنك لن تتغير.
ثالثاً يجب عليك أن تلتزم ومنذ الآن بإيقاع يومي منتظم مهما كانت الظروف. طعامك يوميا على ثلاثة وجبات صحية في أوقات منتظمة وتقلع عن الإسراف في القهوة والشاي والتدخين. تذهب إلى فراشك ولا تخرج منه لمدة ثمانية ساعات سواء نمت أو بقيت صاحياً.
رابعا هناك نشاط بدني لا بد من ممارسته لمدة ساعة يوميا.
هذه الخطوات الأربعة أعلاه هي مهمتك وليس مهمة المعالج النفسي.
خامساً مراجعة العقاقير التي تستعملها فهي بدون أدنى شك دون الفعالية المقبولة. هناك خلطات عقاقير مختلفة ولكن الموقع يتحرج من إعطاء النصيحة وخاصة أنك تحت إشراف فريق طبنفسي حيث تعيش. ما يستطيع الموقع أن يصرح به هو:
١ - مراجعة جرعة العقاقير أولا.
٢ - مراجعة صنف العقاقير التي تستعملها.
دراسة الحواجز المانعة للشفاء وتجاوزها هي مهمة معالجك النفسي.
يشكل السلوك التجنبي الذي يسيطر عليك المشكلة الكبرى في رحلة شفائك. لا توجد وصمة مرض نفسي لأن ما لا يقل عن ٢٥٪ من البشر تعاني منه. لا تعتزل الناس بسبب المرض النفسي وواجه الحياة بكل شجاعة.
وفقك الله
ويتبع >>>>>: اكتئاب وانطواء وسحب دواء ... واجه الحياة ! م