انحراف الاستثارة الجنسية
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
أنا شاب عمري 19 عام أدرس هندسة في المستوى الثاني ووضعي مستقر الحمدلله من كل النواحي، مشكلتي بدأت في سن الـ 15 ، بدون مؤاخذة وقعت في العادة السرية وأدمنتها لمدة 4 شهور مع تخيل وتفكير سوي ولكن مرة بدأت أتخيل تخيلات شاذة وغير سوية أثناء الممارسة ووقعت المتعة فأدمنت هذه العادة، فترة طويلة أصبحت كل تخيلاتي شاذة وسالبة مع العلم أني لست شاذا جنسيا ولا أنجذب إلى الرجال ولا أستثير بأي جزء من جسد الرجل ولا أي شيء، وأحب النساء حب طبيعي لكن لا أشتهيهم بطريقة سوية.
عندما بلغت سن الـ 16 تمكنت من اعتدال شهوتي وتخلصت من إدمان العادة السرية وأصبحت أشتهي النساء وأتخيل بطريقة سوية، بعد عام أي عندما بلغت الـ 17 عادت الشهوة والاستثارة السالبة مرة اخرى وأصبحت أستطيع أن أمارس العادة السرية بطريقتين: طريقة سوية أي بتخيل طبيعي وطريقة أخرى سالبة مع العلم أن الشهوة السالبة هي الطاغية وهي الأقوى، وعندما أشاهد مشهد إباحي أتخيل نفسي مكان المرأة أو المفعول به بدون مؤاخذة.
مع العلم أني ملتزم دينيا وأؤدي كل صلواتي وأذكاري وأتوجه إلى الله في كل أموري ومستواي الأكاديمي ممتاز الحمدلله، مشكلتي حاليا أني إذا لمست قضيبي وحاولت ممارسة العادة تحدث لي استثارة غريبة وغير طبيعية وكلما أتخيل وضعا شاذا تزداد هذه الاستثارة وكلما حاولت أتخيل تخيل طبيعي وسوي لا تحدث لي أي استثارة أو رغبة ولا أستطيع اشتهاء أي أنثى، مع العلم إني مقلع عن العادة السرية لفترة قرابة الأسبوعين ولا أشاهد أي مشاهد إباحية ولكن كلما أفكر في الجنس أستجيب بطريقة غير سوية وتزداد إذا لمست قضيبي.
بحثت في الموضوع لسنوات وقالوا أن البروستاتا هي سبب في شهوة الدبر عند الرجال ولكن أنا لا أشتهي بدبري وإنما بقضيبي بطريقة غريبة كما ذكرت، وقالوا أن للموضوع علاقة بالجن والسحر فختمت القرآن بنية هذا الموضوع ودعوت ربي ليلا ونهارا عسى أن يستجيب ربي دعائي ويجعلكم أنتم الحل لمشكلتي التي سببت لي مشاكل نفسية في حياتي استمرت لسنوات.
أعتذر على وضعي واستخدامي لكلمات غير مناسبة ولكن للضرورة أحكام.
وشكرا.
4/5/2018
رد المستشار
وعليك السلام والرحمة والبركة...
طوال شهور مضت حاولت أن أشرح كيف أن طريقتنا في فهم أنفسنا، والتعامل مع مشاعرنا، وأفكارنا مشوبة بجهل كبير، واندفاع، وتخبط، وهذا وأمثاله يؤذي أرواحنا، ويكدر عيشنا.
تعالى نتعامل مع رسالتك توضيحا لما أقصد!!
تذكر أن النشأة الجنسية الطبيعية صارت مجرد ذكريات من ماضي المجتمعات العربية التي صارت مناخ هذه النشأة فيها حاليا خليط عجيب من كبت لا يتناسب مع انفتاح العصر، وتكتم لا يليق في حياة من يفهم دينه، ويدرك عالمه، وهذه الأوضاع تتفاقم دون أن تجد مواجهة على أي مستوى!!
ما علينا... دعنا نتعامل مع ما لدينا طوال الحياة فلنا أفكار وخيالات وخواطر بكثافة أحيانا، وبمعدلات أقل.. أحيانا أخرى.
وفي سنوات الصبا، وبداية الشباب تحصل معنا تغيرات جسمانية ونفسية كثيرة، وعاصفة أحيانا، ويحصل معها تدفق وتحريك هائل على المستوى الذهني والتخيلي، وتزداد شدة هذا كله حين يحصل في سياق مفتوح على السماوات والرياح والثقافات، وتزداد وطأته حين نتعامل معه بفقر معلوماتي، وشح في تبادل الخبرات، وتجارب فهم الذات، ومهارات الاستمتاع بالملذات!!
من النتائج الشائعة لهذا "البزرميط – الفوضى" أن كل خاطرة أو خيال يحصل معك يؤدي إلى ارتباك وحيرة وتساؤلات عن هويتك الجنسية، وعن مرض أو اضطراب، وعن سحر أو مس جان، ولا حول ولا قوة إلا بالله يحصل هذا في حياة كل شاب عربي، وكل فتاة، وبخاصة مع الفراغ البائس الذي يطبع حياة أغلبنا، وهو غياب الاهتمامات أو الشغف بأنشطة الحياة الإنسانية من فنون وآداب ورياضات ونحو ذلك، ولذلك يصبح الشغف والاهتمام كله منصبا تقريبا على الجسد، والجنس، وما يحصل لهما، أو فيهما.
ولا حول ولا قوة إلا بالله – مرة أخرى.
ويزداد الطين بلة، ويتمكن البؤس ويحكم في بلاد يبدو أن أهلها يعتبرون أن الحرمان من تلبية الاحتياجات هو نوع من القربى إلى الله، والإنسانية ودعت هذا الغباء مع مسيحية القرون الوسطى، ودين الأغلبية العربية لا يعرف إلا هذا التخلف الذي بموجبه يتأخر إشباع الاحتياج الجسدي والعاطفي سنوات وسنوات، والناس متغافلة عن هذا تحسب أنها مؤمنة وملتزمة، وعلى الصراط المستقيم!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله – مرة ثالثة!!
الابن العزيز:
ما يطرأ على ذهنك من خيالات هو مثل أي هواء، أو تيار ماء يحمل أشكالا وألوانا وأنواعا، ولا يعني مجرد مروره بعقلك أنك صاحب تفكير مريض، أو مزاج منحرف، أو هوية جنسية مضطربة، ولكن لاحظ أن تركيزك في خيالات بعينها، وتجريبك لها يدعمها، وتدربك عليها يجعلك تدريجيا تشعر بأنها أنت، وتغتم لها، وتخلق مشكلة من لا شيء!!
تأتي الخيالات وتذهب... فلا تلتقط منها أغربها، وتجربة مرة ومرات، ثم تعود فتشتكي وتقول: أنا مضطرب... ساعدوني ساعد نفسك، وافهم كيف يعمل دماغك، وكيف تتصرف مع رغبتك.
- إهدار كبير أن تقتصر حياتك في عنفوان طاقة الشباب على الدراسة، والتجريب الجنسي – على أهميته!!
- لا أقول لك اهرب من الجنس أو تشاغل عنه، لكن خلو الحياة من الحياة هو بؤس ثقيل ومنتشر لا تترك نفسك له، ولكن حياتك جديرة بأن تملأها بالحياة، وأنشطتها المختلفة.
- إذا حصل هذا سيأخذ الجانب الجنسي حجمه دون تضخم ولا تهميش، وستكون أقدر على تنظيم شؤونك فيه، بدءا من تنظيم ممارسة العادة السرية كما وكيفا إلى فرز خيالاتك، والتدرب على ما تريد منها، وإغفال ما يرد على ذهنك، ولكنك لا تريد تدعيمه أو تكليسه!!
سترد على مخيلتك إذن صور متعددة بعضها يعجبك وبعضها لا يعجبك، وأنت وحدك تختار ما تثبته، وما تنفيه، وما تبقيه وما تهمله، ما تدرب عليه جسدك، وتوجه إليه تركيزك، وما لا تلقي إليه بالا فيخبو ويخمد تدريجيا وفي تأملك الذاتي اليومي، وهو وقت للهدوء والسكينة ينبغي أن تمنحه بانتظام لنفسك ربما يتبين لك مصدر الخيالات التي لا تعجبك من ذكريات الطفولة، أو من إلقاءات الفضاء الأثيري، أو غير ذلك، ومعرفة المصدر تساعدك في فهم نفسك أكثر، وتساعدك في توجيه رغباتك بشكل سليم.
وفي هذه الرحلة التي تعيشها للتعرف على نفسك قد يساعدك الارتباط بعلاقة إليكترونية مع فتاة ذات ميول طبيعية بحيث تجرب أنت وتدرب الميول التي تريدها أن تكون ميولك بصحبة فتاة أو امرأة، ولكن هذا يحتاج إلى إجادة لغة أجنبية!!
وتابعنا بأخبارك