هل أنا أعاني من اضطراب الهوية الجنسية؟
السلام عليكم أنا شاب عمري 16 سنة تربيت في بيئة كلها نساء مع غياب الأب ومعاملة سيئة منه لدرجة الخوف الشديد منه أنا تربيت بين النساء حتى أصبح عمري 10 سنين كان كل أخواتي بنات وكنا نسكن في بيت العائلة كانت تسكن في الشقة المجاورة عمتي وكان أولادها كلهم بنات وعمة أخرى لديها 3 بنات وولد لكن هذا الولد كان طول النهار في الخارج للدراسة والعمل وكانت كل البيئة المحيطة بي كلها نساء وكنت ألعب مع البنات وأخذت طبع البنات حتى أنهم كانوا يلعبون لعب البنات كعرض الأزياء وكانوا يجعلونني ألبس لبس البنات حتى أحسست أني واحد منهم وكنت أريد أن أكون بنت وأتصرف كالبنات وكل شيء مثلهم لم أكن أدرك أن هذا مخالف لطبيعتي (أنا أستحقر نفسي الآن)
وظللت هكذا حتى انتقلنا إلى بيت جديد بعيد عن بيت العائلة نظرا لظروف عمل والدي وانتقلنا وذهبنا إلى البيت الآخر بعيد عن أقاربنا ومنذ سن العاشرة حتى سن ال 16 سنة لاحظت في هذه الفترة بعد البعد عن البيئة المحيطة بالنساء أن ميلي أن أصبح أنثى اختفى وعشت حياتي كأني ولد عادي
ولكن يوجد مشكلة ظلت معي وأنا أحاول بكل جهدي أن أقاومها هي ميلي ناحية الذكور أقسم لكم أني أموت يوميا ألف مرة لا أعرف طبيعة هذه الميول إن كانت عاطفية أم جنسية لكن ليس كل الرجال لكن فقط نوع واحد من الرجال (شاب ذو عضلات ووسيم) أنا أحيانا أتخيلهم عاطفيا أنني في أحضان أحدهم وهم يقبلونني كما أيضا شاعر بشعور هذا الشعور جلب لي الوسواس أنني لا أريد أن أكون وسيم مثلهم بمعنى أنني لا أريد أن تكون لدي عضلات ووسيم برغم أن كل هذه الأشياء يتمناها أي رجل سوي وأنا أحاول أن أقاوم هذا الشعور
وبدأت أشتري اللبس الضيق وألبسه في بادئ الأمر كان شيء يضايقني ولا يريحني ولكن خف هذا الشعور بنسبة كبيرة لكن مازال موجود مثلا لدي أصحاب يذهبون للجيم ويكبرون عضلاتهم ويشترون اللبس الضيق حتى يظهروا هذه العضلات للنساء لكن أنا لا أحب أن أفعل هكذا لأن هذا الشيء الذي يجذبني في الرجال هل أنا مضطرب الهوية الجنسية؟؟
ملحوظة أنا أميل للنساء جنسيا ولكن ليس عاطفيا هي فقط مجرد ميل جنسي وهناك أيضا مشكلة أخرى هي أنني لدي ميول أنثوية ليس أن أتحول لأنثى بل أن مشيتي فيها نوعا ما من الميوعة ولكن الحمد لله عدلت مشيتي وأصبحت أمشي مثل باقي الرجال طريقة باختصار يوجد لدي بعض التصرفات الأنثوية والميول الأنثوية (لا أحب اللبس الضيق أرتاح في اللبس الواسع أكثر) لكن أحاول بكل جهدي مقاومتها وبالفعل بدأت تقل الحمد لله
عندما قرأت عن اضطراب الهوية الجنسية وعرفت بعض أعراضها أحسست أنها تنطبق علي ومن أعراضها أن الشخص المصاب بها يتمنى لو أن أعضاؤه التناسلية تختفي وأنا ليس لدي الشعور أني أريد أعضائي التناسلية الذكرية تختفي وأيضا أن المضطرب يتمنى ويتخيل لو أنه أنثى ويستطيع الحمل أنا طيلة حياتي هذه لم أتخيل أني أنثى وأريد الحمل بل كنت أتخيل أني تزوجت من امرأة جميلة وأنجبت منها وأصبحت حياتنا هادئة وسعيدة أنا أتمنى هذا حقا وأنه أيضا يهتم بلبس المرأة والموضة والإكسسوارات أنا لست هكذا... أنا لا أهتم بلبس المرأة أنا فقط دائما لا أحس بالراحة لأني في وسط عائلة كلها نساء وأبي كما ذكرت لكم أنه عديم الاهتمام بي أنا أشعر أنه أبي بالاسم فقط لاغير لكن عندما أكون في وسط أصحابي أكون مرتاح جدا وعادي لا أفكر في أي شيء .............
أنا كنت أعيش حياتي طبيعي جدا ولكن منذ فترة عندما قرأت عن هذا الاضطراب أحسست أني أعاني منه أم هو وسواس لأني أحيانا أحس بأنها أفكار تافهة لكن لا أستطيع التغلب عليها هي تحبطني والله إني أفكر بالانتحار وأموت لماذا أنا هكذا لماذا أنا خلقني الله هكذا هل خلقني ليعذبني بالرغم من إصراري على مواجهة تلك الميول الأنثوية
أنا مقبل على الصف الثالث الثانوي وأريد أجتهد فيها حتى ألتحق بكلية الهندسة أنا مصمم وعازم أني أقتل هذه الميول الأنثوية التي بداخلي أنا أحيانا أجلس مع نفسي وأبكي إلى الله لماذا أنا الذي أعاني من بعض الميول غير السوية أنا عندي الموت أهون من أني أعيش مضطرب الهوية
أريد أن أوضح شيء آخر هي أنني أعاني من الوسواس القهري في بعض الأشياء ولكن تفضل معايا مدة وتذهب وتختفي
أرجوكم ساعدوني
24/5/2018
رد المستشار
الطفل خلال سنوات طفولته يعتمد على أبويه مما يعني أن الحب والعطف هما الوسيلتان الأساسيتان في تكوين شخصيته. فقدان الحب وغياب الحنان من الآباء والأمهات لأطفالهم مع قسوة الحياة (كما تذكر في رسالتك بُعد وغياب والدك... ومعاملة سيئة منه لدرجة الخوف الشديد منه.. وأبي إنه عديم الاهتمام بي أنا اشعر أنه أبي بالاسم فقط لاغير), من العوامل العديدة التي تسيء لشخصية الطفل،
ولعل أهمها الحرمان وشعور الطفل بأنه منبوذ وغير مرغوب فيه.
هنا غياب النموذج الذكوري في حياة الطفل نتيجة لسفر أو غياب الوالد أو انفصاله أو موته، في هذه المرحلة يكون احتياج الطفل لهذا النموذج (الأب) للتمثل والتماهي معه في طفولته، أي احتياجه للحب والحنان من هذا الأب. غياب هذا النموذج للطفل ....
تذكر في رسالتك أنك قبل بلوغك سن العاشرة أن (البيئة المحيطة بك كلها نساء وكنت تلعب مع البنات وأخذت طبع البنات حتى أنهم كانوا يلعبون لعب البنات كعرض الأزياء وكانوا يجعلونني ألبس لبس البنات حتى أحسست أني واحد منهم وكنت أريد أن أكون بنت وأتصرف كالبنات).
شيء طبيعي أنك في طفولتك البريئة أن تكتسب أو تتطبع بسلوك البيئة التي عشتها في محيط عائلي كله من الإناث (لدي بعض التصرفات الأنثوية والميول الأنثوية... مشيتي فيها نوعا ما من الميوعة). كنت طفلا لا تدرك ذلك ما أنت فيه لأنك تعيش بين بيئة كلها بنات ولو كانت بيئتك فيها من الأطفال الذكور لا اختلف الأمر حينها. عندما انتقلت لبيئة أخرى, أدركت أن ذلك التطبع الذي اكتسبته أو عشته بعيدا عن محيطك السابق اختفى وأنه كان مخالف لطبيعتك (نظرا لظروف عمل والدي وانتقلنا وذهبنا إلى البيت الآخر بعيدا عن أقاربنا ومنذ سن العاشرة حتى سن ال 16 سنة لاحظت في هذه الفترة بعد البعد عن البيئة المحيطة بالنساء أن ميلي أن أصبح أنثى اختفى وعشت حياتي كأني ولد عادي).
فتغيير البيئة لعب دورا إيجابيا في حياتك, لا تحقر نفسك لأنك أدركت أن هذا. أي أنك استطعت أن تتخلص من ميولك الأنثوية. لكن ما الذي حدث؟ أنك تذكر ميولك نحو الذكور (يوجد مشكلة ظلت معي وأنا أحاول بكل جهدي أن أقاومها هي ميلي ناحية الذكور). نعود قليلا لطفولتك. غياب النموذج الذكوري في حياة الطفل نتيجة لسفر الوالد أو انفصاله أو موته (بُعد وغياب والدك... ومعاملة سيئة منه لدرجة الخوف الشديد منه.. وأبي أنه عديم الاهتمام بي)، في هذه المرحلة يكون احتياج الطفل لهذا النموذج (الأب) للتمثل والتماهي معه في طفولته، أي احتياجه للحب والحنان من هذا الأب. فغياب هذا النموذج للطفل.... فيبدأ الأمر عند الطفل بحب شديد وعاطفة ناحية نموذج ذكوري آخر وكبير في السن، قد يكون صديقاً أو جاراً أو قريباً أو كما تذكر في رسالتك (فقط نوع واحد من الرجال... شاب ذو عضلات ووسيم))،
ثم يتطور إلى مشاعر جنسية أو شعور بالإثارة أو أفكارا ووسواسا تستحوذ عليك (أنا أحيانا أتخيلهم عاطفيا أنني في أحضان أحدهم وهم يقبلونني كما أيضا شاعر بشعور هذا الشعور جلب لي الوسواس). لكن ما أن شعرت بالذنب, وأنك تريد التخلص من التفكير أو الوساوس الجنسية بعد أن قرأت عن هذه الوساوس ووجدت بأنها (وسواس وأنها أفكار تافهة), شعرت بالإحباط والتفكير بالموت (لكن لا أستطيع أتغلب عليها هي تحبطني والله إني أفكر بالانتحار).
الميول الجنسية أو الأفكار الوسواسية الشاذة ليست صلبة لديك، وإنما كلتاهما قابلة للتغيير. ومن المسلّم به أن المشاعر أو الميول غير خاضعة للتحكم والسيطرة، وإنما قابلة للقيادة،
من خلال النظر في مشكلتك بنوع من الجدية فأنت تستطيع فهم علاج لمشكلتك من خلال
• رفض لهذه الأفكار... هذا جزء من علاجك
• إيمانك ودينك يرفضا هذه الشهوة... هذا جزء من علاجك
• قيمك وأخلاقك وضميرك تنفر وتشمئز... هذا جزء من علاجك
فالتغيير واستبدال نمط حياة جديدة يحتاج إلى قوة الدافع لديك.
فإن لم تستطع, فأنت بحاجة إلى طبيب ويمكنك ذلك بالذهاب إليه للمساعدة.