ضعف شخصيتي يقودني للجنون
أنا فتاة في العشرين في عمري. طوال فترة دراستي سواء في المدرسة أو الجامعة لم أستطع تكوين أي صداقات إلا مع أمي وأخي الأكبر لأنه أنا بطبعي انطوائية ولا أجيد التصرف ولا الحديث مع الآخرين ليس لدي ذكاء اجتماعي أو حسن تصرف ولا أعرف أن أتحدث أو أحكي المواقف فالجميع لا يحبني لأنني غريبة الأطوار.
تعرضت للتنمر في سنوات الدراسة ومن شدة ضعفي لم أتمكن من الدفاع عن نفسي فلما يتطاول علي الآخرون بالكلام والتصرفات كنت أصمت ولا أدافع عن نفسي. كان يشتكي المدرسون من أسلوب كتابتي وطريقة لبسي الغريبين.
لا أتحدث إلا فيما ندر وحتى عندما يسألني أحد في أغلب الأحيان لا أرد عليه.
في فترة طفولتي تعرضت للضرب الشديد والمبرح من قبل والدي وفي فترة المراهقة لم يعد يضربني لكنه أصبح يتجاهلني ولا يرد علي وبالمقابل يعامل إخوتي الصبيان أفضل معاملة ويفرق بيننا ويثق بهم كثيرا وأنا مهما حاولت أن أتقرب إليه وأجلس معه يطردني وتقابل محاولتي بالتهميش والتجاهل.
لا أحب الخروج من المنزل وإذا أجبرني أهلي على الخروج أشعر بالخوف الشديد وأقوم بالتصرفات الغبية التي تحرج أهلي مثل مرة ذهبت فيها مع أخي لنشاهد فيلما وكان هذا تحت إجبار أمي لي حيث كنت لم أخرج لعدة أشهر قبلها وكان هناك رجل يحدق بي فأخذت بالبكاء والصراخ حتى تجمع حولنا الناس واضطر أخي أن يعيدني إلى المنزل.
أستمتع بوحدتي جدا فهي تحميني من أذى الناس وابتعادي عن الناس يشكل لي متعة كثيرة فأقرأ الكتب أو أتصفح النت وأشعر بالارتياح بعيدا عن ضجيج البشر. أشعر أنني لا أستطيع فهم الآخرين أو مشاعرهم وأشعر أنهم دائما ما يكمنون لي الأذى. أشعر أن كل أحد يعلم أخطائي ويريد فضحي وأحيانا أتجنب التفكير لكي لا يعلم أحد ما أفكر به.
أؤمن كثيرا بالسحر و تخاطر الأفكار حيث أنني تعرضت لموقف استطاع فيه شخص قراءة أفكاري وإحراجي أمام الناس فأصبح لي حالة شك دائم أن أفكاري تتعرض للمراقبة من قبل الناس وأعلم أنك لن تصدقني لكنني بالفعل هناك أناس يستطيعون معرفة ما أفكر به فلست أملك حتى حق خصوصية التفكير.
ويحدث كثيرا أنني أكون وحيدة وأشعر بشعور قوي بوجود شخص ما رغم أنني لا أراه وقد أتحدث معه فأضحك أو أبكي بدون حديث لأن هذا الشخص يتخاطر معي عن طريق الأفكار.
وبالرغم من ذلك إلا أنني طالبة جامعية في كلية الآداب في سنتي الثانية ومستواي الدراسي جيد جدا أستمتع كثيرا في القراءة عن مجال دراستي في الأدب وكما أتمتع بقراءة المواضيع المتعلقة بالنظريات تكون اللغة واللغويات بشكل عام حيث أن القراءة في مواضيع اهتمامي تمتعني أكثر من الخروج.
وبالرغم من ذلك إلا أنني حصلت على درجات سيئة في مادتين لنفس الدكتور إلا أن هذا نتيجة الظلم ولم أشتك على ذلك الدكتور ولم أحرك ساكنا بسبب خوفي بالرغم بذلي الجهد الشديد كان يعطيني درجات سيئة ولا أعلم ربما يكرهني لأنني هادئة وضعيفة وغريبة الأطوار.
إنني كنت أعيد كتابة المشروع أو البحث أربع مرات أو أكثر وثم يرفض البحث أو المشروع دون أسباب تذكر. إن حصولي على هذه الدرجة في المادتين التي يدرسها جعلني أطلب المساعدة هنا لأنني أتمنى أن أكون قوية وأواجه المشاكل التي أمر بها؛ أكره نفسي وأكره شخصيتي الضعيفة أشعر أنني أمتلك قدرات جيدة ولكنني مقيدة في إطار هذه الشخصية المهزوزة.
أحيانا يبدو العالم بالنسبة لي غير واقعي، أو يحدث أن أتذكر أشياء فأتساءل إن كانت من الواقع ومحض الخيال، حيث يحدث مثلا أن أكون قد تخيلت شيء وبعد فترة أنسى إذا كان الشيء خيال أو واقع حيث أنني أغرق نفسي في أحلام اليقظة وألجأ إليها لطرد شعوري بالعجز وفقدان الأمل. تراودني أفكار لا أستطيع السيطرة عليها مثل إحساسي بأنني أتعرض للملاحقة وأن أفكاري مكشوفة أمام الآخرين.
من شبه المستحيل أن تقتنع أمي بأهمية زيارتي للطبيب النفسي فالمجتمع الذي أعيش به يطلي المريض النفسي بوصمة الجنون وقد تأخذني إلى شيخ
لكنها لن تأخذني أبدا إلى طبيب فما العمل.
25/5/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالنجاح.
في بداية الأمر لابد من الإجابة حول سؤالك في نهاية الاستشارة لأن سبب كتابتك لها هو الشعور بالظلم من قبل أحد الأساتذة. هناك منهج في كل جامعة يسمح للطالب بالشكوى ضد أي أستاذ جامعي والمطالبة بالنظر بالدرجات التي حصل عليها. إذا كنت تشعرين بأن هذا الأستاذ لم ينصفك، فلا تتردي بالشكوى منه، وعليك الاتصال بممثل اتحاد الطلبة في الكلية ليساعدك في هذا الأمر.
ثم هناك مشكلتك النفسية. لا توجد إشارة في الرسالة إلى أعراض نفسية جسيمة يمكن فصلها كلياً عن ثقافة المجتمع الذي تعيشين فيه. رغم ذلك هناك الحديث عن سوء معاملة الوالد لك، وميلك إلى الانطواء وضعف التواصل الاجتماعي مع أقرانك. هناك إفراط في الحساسية تجاه الماضي والحاضر، ولا شك أن عملية النضج العاطفي لم تسير في الطريق الطبيعي.
يسارع الطب النفسي باستعمال مصطلح اضطراب الشخصية في حالة مشابهة لحالتك. هذا المصطلح لا قيمة له، والأصح هو تفسير هذا الميل الشديد للعزلة. يضع الطب النفسي الأعراض التي تعانين منها كالآتي:
١- عواقب التعرض للصدمات في الطفولة.
٢-البعض يستعمل مصطلح ظاهرة صدى Echo Phenomenon (استناداً إلى أسطورة إغريقية) لإنسان يشعر بالعزلة الاجتماعية والميل إلى تجنب الأزمات والصدمات بسبب علاقته بولي أمره.
التوصيات:
١- مراجعة طبيب نفساني في غاية الأهمية لعلاج الاكتئاب وفرط الحساسية من الآخرين.
٢- حاولي استغلال هذه المرحلة من حياتك والانفتاح على الآخرين، وعمل ما يعمله أصحابك وأقرانك. ليس هناك إنسان لا يتغير.
٣- بعد مراجعة طبيب نفساني عليك بالدخول في علاج نفسي مع معالج نفساني كفؤ.
وفقك الله.
ويتبع >>>>>>: ظاهرة الصدى هذا ما جناه أبي ! م. مستشار