من أولى ثانوي: كرب مبكر جدا ! م3
الدعم النفسي خارج نطاق الخدمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عيد سعيد، عودة بعد أعوام... كالعادة لن تفي الكلمات لشكركم أو التعبير عن الامتنان لكم فتقبل الله منكم وجزاكم الله خير الجزاء
أولا لنملأ الفجوة الزمنية منذ آخر استشارة ...
انتهيت بفضل من الله من الثانوية ومعاناتها الجسدية والنفسية وبعض العقبات واستطعت الالتحاق بتلك الكلية التي لم أحببها إلى حد كبير وبالطبع اكتشفت أن كل ما قيل عن تلك المرحلة هي أساطير وصلت إلى السنة الثانية وقد تغيرت طباعي وتفكيري وأني أراه للأفضل أظن أنني نضجت أكثر
ترددت لأشهر قبل كتابة تلك الاستشارة وما دفعني تلك المرة إلا أنني لم أعد أحتمل أبي لم يشارك كثيرا في تربيتي فهو شخص عصبي الطبع وقاس إلى حد ما حتى أني لا أذكر أنه حضنني إلا مرة في حياتي كلها لا أذكر أنه اهتم لمرضي على الأغلب لا يهتم لنا كثيرا
إذا فإن علاقتي أفضل بأمي ولا يسعني ذكر تضحيات وجهد تلك الأم العظيمة منذ ما يقارب السنة ومع اتساع معرفتي بالبيئة المحيطة وفهم الكثير وبالتزامن مع كبر سن والدي لم أعد أجد ذاك الدعم ومع ضغط الدراسة وخصوصا بالكليات العملية أصبحت أعاني في البداية بالاعتماد على نفسي لدعمي ومهما ما مررت به من مشاكل أو عقبات طبيعية لتلك المرحلة أو ضغط لا أبوح به خصوصا بعد محاولتي للتحدث معهم فأحدهم لا يهتم لحديثي والآخر لم أجد عنده ما يداوي سوى "معلش" ممزوجة ببعض المشاعر الحقيقية
أحاول كثيرا بر أمي وأبي وأنصت لهم ولحكاياتهم وأستطيع القول أنهم راضيين عني ولكن مؤخرا المشكلة أمي تطلب مني عدة مشاوير متعبة وأحيانا تكون بلا جدوى وأجتهد لأقضي لها ما تريد ولكن إذا قصرت مرة أجد اللوم والعصبية وما يوحي بالإهمال وكثيرا ما تخطئ في حقي ولا تعترف بذلك في البداية فأناقش ذلك الأمر وأني أطلب التقدير النفسي على الأقل وبعض الدعم فكان الرد أن لا يوجد تقدير بين الأم والابن ومهما فعلت الأم في الابن حتى لو خطأ فيجب أن ينسى ولا يعير ذلك اهتماما
تعجبت كثيرا وحاولت أن أوضح أني بشر وأحس وأُجرح وأني أرى أنه لأشد إذا جاء من القريب ومن العجيب أني قد أجد الثناء من الغريب ولكن لا فائدة كتمت حتى حدثت مشكلة وجدال وأنا على صواب وانفجرت مطالبا بالتقدير النفسي وقرأت لها بعض المقالات اللي تدعم كلامي فما وجدت إلا الإصرار إن ذاك الدعم ما هو إلا للأطفال وأني نضجت كفاية
وبكيت ذلك اليوم وكانت الأولى منذ سنين فأنا شخص حساس ولكن كان لأني "جبت آخري" وجدت الحزن في عيناها فاعتذرت وقولت أني مخطئ ولتنسى ما طالبت به فهو ليس حقي وانتهينا على هذا ومشاعري مضطربة فأنا أعلم أني ما أطلبه ليس خطأ وأفكر في أنهم لم يقصرا معي في نواحي الحياة من مأكل وملبس
حاولت ألا أبدُ دراميا على قدر الإمكان وأن أوضح وجهات النظر لكلا الطرفين، بالطبع سأتخلى عن مطالبي ولكن هل أنا مخطئ هل ليس لي دعم نفسي واحترام لذاتي؟ هل من هذا من حقوق الوالدين؟ ولكني أفكر أني بشر ولكل بشر قدر احتمال.. لا أعلم أحس بوقاحتي معها فطلبي ذلك وقد أكون بالغت في قراءتي عن أهمية الصحة النفسية فإذا كنت أبالغ في ردة فعلي فرجاء أهملوا تلك الرسالة
ولكم الشكر لوقتكم
N.B : سعيد جدا لمراسلتكم مرة أخرى
18/6/2018
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
تأزم الإنسان مع الوالدين بين الحين والآخر وأحياناً لفترة طويلة شائع جداً وربما ما يحدث معك يحدث مع الكثير. الأبناء يطالبون بقبول تام ومساندة أبوية بدون شروط والآباء والأمهات يطالبون بالبر والاحترام والدعم من الأبناء. يصل هذا التأزم إلى حالة توازن ويدرك الجميع بأن هناك حدوداً لا يمكن تجاوزها واحتياجات لا يمكن تلبيتها من الطرفين. ما يحدث الآن بينك وبين والدتك قد تضعه في إطار آخر بعد عام أو عامين.
تشير في النصف الأول من رسالتك إلى تقديرك للوالدة الكريمة ولكن في النصف الثاني تشير إلى طلباتها المتكررة وشعورك بالإحباط بسببها. ما يمكن أن أقوله هو أنك لم تتردد في التعبير عن وجهة نظرك وربما بشدة ولسيدة من جيل آخر لم تخلُ حياتها من التضحيات والضغوط. ربما تجاوز تعبيرك الحد المقبول وشعرت بألم بسببه وذرفت الدموع. لكل إنسان رأيه ولكن لا أظن من الصواب أن تقرأ لها بعض المقالات وفي هذا أخطأت.
لا تعطي هذه الأزمة أكثر من استحقاقها وقلب الأم له باب مفتوح دوماً تجاه الأبناء وعليك أن تفتح قلبك وتعتذر لها.
وفقك الله.
ويتبع>>>>: من أولى ثانوي: كرب مبكر جدا ! م5