تعدد الشخصيات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا أدري من أين أبتدى ولكن كثيراً جداً ما أشعر أني أمتلك أكثر من شخصية ليس نفاقاً ولكن تختلف شخصيتي مع أوقات مختلفة وناس مختلفة ومن الممكن أن تكون العكس تماماً فأكون قويةً مرة وأدافع عن رأيي وحقي وحق الآخرين أيضاً وأسكت مرة عن آرائي وحقوقي وهذه الحالة ابتدأت منذ عام أو اثنين لا أكثر مع أنني منذ صغري
دائماً معروف عني أني لا أسكت عن الحقوق ولا أتردد في أن أبدي رأيي أبداً ممكن أيضاً أن أكون أتشاجر مع أحدهم وفجأة أقلب الموضوع إلى مزاح بطريقة تجعل الآخرين يستغربون مني ولا أقلبه مزاح كي لا أخسرهم فأنا دائماً عندما أقول رأيي أصر عليه ولكن فجأة بدون سبب أقلبه مزاحاً وكأني شخص آخر
فهل كل هذا طبيعي أم لا؟
علماً بأنني أصبحت مكتئبة جداً وكئيبة جداً عكس ما كنت عليه سابقاً
24/6/2018
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله أختي دانيا، وأهلا بك على موقع مجانين.
طبعاً أول ما أشير إليه، هو عنوان الاستشارة غير الدقيق، أنت تقصدين بالشخصية مجموع تصرفاتك، لكن الشخصية في علم النفس تعني شيئاً آخر، وإن كان السلوك جزء منها. شخصية الإنسان personnality هي سمات وصفات داخلية (إدراكات وميول ودوافع) وخارجية (سلوكات، تفاعلات...) وما تصفينه من تقلب في تفاعلاتك الاجتماعية، نابع من تقلب حاجياتك النفسية وطريقة إدراكك لتلك المواقف، ولا تنتظر الشخصية إلى العشرين عاماً حتى تتكون، وقد قلتها بنفسك لم تكوني كذلك من قبل، بمعنى أنه كان لك شخصية معروفة وثابتة. ولعل بدايتنا تكون من حيث انتهيت، وهو الاكتئاب، قلت أن هذه الحالة بدأت معك منذ عامين، وأفترض أنّ هذه الفترة هي فترة بداية الاكتئاب عندك. وتتزامن أيضاً مع دخولك لكليّتك، إلا أنّك لم تخبرينا بشيء عن وضعك كطالبة وكيف دخلت الكلية وكيف وجدتها وما مدى تأقلمك معها. ولم تحددي أحداثا معينة وفارقة في حياتك، تفترضين بداية الاكتئاب معها.
وربما تتساءلين معا علاقة الاكتئاب بتصرفاتك، أقول لك كلّ العلاقة، الاكتئاب اضطراب يؤثر على تقدير الذات والصورة الإيجابية للإنسان على نفسه، ويُضعف الحافزيّة والحركية النفسية psychomotricity وهي خاصية تدفع الإنسان للمبادرة والاقتحام والصبر أثناء ذلك. فقدان الطاقة الناتج عن الاكتئاب، يجعلك أضعف في خوض "المعارك اليومية" مع الناس، فما كان شيئاً عادياً يصير مضنياً تستغرقين فيه بذهنك أكثر من اللازم. إبداؤك لآرائك بقوة كان متوافقا مع تقدير ذات مرتفع وثقة بالنفس،الآن الأمر تغيّر، ولاحظي كلما كنت مكتئبة أكثر كلما كان ترددك في إبداء رأيك وتناقص ثقتك بآرائك أكثر، ورأيت أن حقك في "مواجهة" الناس بها مشكوك فيه. والتخلي فجأة عن رأيك يصبّ في هذا، فأنت لما تقدمين رأيك فيصير سبباً لاحتدام النقاش، تشعرين بالضغط وتلجئين لوصف رأيك بأنه مجرد مزح وأنك لا تعتقدين فيه بصدق، نظرات أصدقائك في الموقف، شراستهم في الهجوم على رأيك، يعطيك شعوراً تافهاً بقيمة رأيك فتلجئين لتلطيف الموقف بادعاء أنه مجرد مزح وموقف ساخر منك. لتُخفّضي من الضغط النفسي وإحساسك بعدم الانتماء لجماعة أصدقائك، لأن عدم الانتماء والإقصاء ثقيل على نفسية المكتئب. ممكن جداً ألا يكون خوفاً من فقدهم، لكن تبقى علامة على اضطراب في المزاج وعلى تقديم تنازلات منك للشعور بالقبول منهم
فأنصحك أن تزوري طبيباً نفسياً في الحال، وليس لك عذر مادي نظراً لوضعكم الاقتصادي، وسيشخص حالتك ويقدم لك أدوية (لا تعتقدي أنها مشبوهة) واستمري بالعلاج معه.
واقرئي على مجانين:
ما هو الاكتئاب؟
وتقدير الذات.
تمنياتي لك بالشفاء يا دانيا، وتابعينا بأخبارك