تغيرت حياتي
بدأت مشكلتي بعد زواجي الثاني منذ حوالي 14 عاماً بالرغم من أن زوجي ممتاز من جميع النواحي وأنا راضية بزواجي وليس لدي أي مشاكل حيث أصبحت أكره وظيفتي وكأنني أذهب للجحيم ولازلت مع أنني أمر بمشاكل العمل العادية وتنقلت من مكان إلى آخر لأجد الراحة ولا سبيل لذلك
أصبحت أعاني من الصداع وأحس أحياناً بأن هناك ضغط شديد بداخله وكأنه سينفجر وأشعر بقلق شديد وانعزلت عن الناس تماماً ولا أحب أن يلمسني أحد من أولادي أو يقترب مني عصبية بشكل دائم حتى صرح لي أولادي بأن ذلك يضايقهم في الفترة الأخيرة لازمني الصداع والآلام العضلية وهذا جعلني أتناول الأدوية كالبنادول وما شابهه لأخفف من حدة الآلام وأستطيع ممارسة حياتي وأصبحت لا أهتم لأحد وأشعر بالضيق إذا وجه أحدهم لي الدعوة لعزومة أو أتى إلى منزلي ضيف وبمجرد أن يرن الهاتف أشعر بالضيق ولا أحب أن أكون علاقات أو صداقة مع أحد وأتحاشى ذلك أنام كثيراً أو أبقى في الفراش لمدة طويلة
حياتي أصبحت دمار بسبب عزلتي وعصبيتي وأصبحت لا أهتم بمشاعر أحد حتى زوجي وكرهي لوظيفتي فقد كنت من قبل عكس ذلك تماماً أكتب الآن وأنا أشعر ببداية الأعراض وبدأ رأسي وكأنه سينفجر من الضغط أريد أن أشعر بالفرح والسعادة أريد أن أخرج وأستمتع بحياتي كما كنت سابقاً
2/7/2018
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ "أمل" حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزآك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك معنا على شبكتنا، فسردك للمشاكل والأعراض التي تعانين منها واضح جدًّا، فقد أوضحت ما تعانيه بصورة سلسة، وفيها كل التفاصيل، وأرى أنك تعانين من القلق والاكتئاب، وهما المسببان الرئيسيان لحساسيتك الشديدة نحو الشعور بهذه الأعراض الجسدية المختلفة، فهذا الشعور الذي يأتيك وهو الشعور بالعصبية والتوتر، وكذلك الشعور بألم الرأس والآلام العضلية، هي كلها تعبير عن القلق النفسي وعسر المزاج، وتجسد هذا الأمر في شكل أعراض نفسية، وكذلك أعراض جسدية يتسبب القلق في إثارتها أو زيادتها، وتؤدي إلى حدوث الانقباضات العضلية المصاحبة للعصبية والتوتر، فالتوتر النفسي حتى وإن كان بسيطًا يؤدي إلى توتر جسدي لدى بعض الناس، وهنالك فوارق كبيرة جدًّا بين الناس في هذا السياق، هنالك من تكون أعراضه شديدة، وهنالك من تكون أعراضه بسيطة جدًّا
أختي الكريمة: أرى أن تقومي أولا بإجراء بعض التحاليل الطبية لاستثناء السبب العضوي لإصابتك بالقلق والاكتئاب مثل أن تقومي بعمل تحليل الغدة الدرقية، وصورة دم لاستثناء وجود الأنيميا، وقياس نسبة فيتامين (د)، وفيتامين (ب 12)، حيث يؤدي نقص فيتامين (د)، وفيتامين (ب 12) إلى اضطراب وتشوش في التركيز، وقد تحدث أيضاً حالات من الاكتئاب البسيط في بعض الأحيان، وعلى أية حال ففي حال وجود خلل في نتائج التحاليل ينصح باستشارة الطبيب الباطني لتلقي العلاج اللازم .
ثانيا: في حال سلامة نتائج التحاليل، فهذا يدل على أنه لا يوجد سبب عضوي لإصابتك بالقلق والاكتئاب، وأن السبب نفسي بحت نتيجة وجود أماكن معينة في الدماغ حدث فيها نوع من عدم الانتظام في إفراز مواد معينة تعرف باسم الموصلات العصبية، ومن أهمها مادة السترتونين، وقد أثبتت الدراسات أن ضعف إفراز هذه الموصلات، أو عدم انتظامه، أو عدم التوازن بين هذه الموصلات، هو الذي يسبب مثل هذه العلل، ولكن اطمئني، فهذه حالة نفسية منتشرة، وموجودة، وعلاجها ممكن جداً من خلال العلاج السلوكي، وكذلك العلاج الدوائي
العلاج السلوكي للتوتر والقلق يكمن في أن يسعى الإنسان إلى أن يعيش حياة صحية جيدة ومتوازنة من خلال ممارسة الرياضة، النوم مبكرًا، استثمار الوقت بصورة صحيحة، حسن إدارة الوقت، الغذاء المتوازن، تطوير المهارات، الحرص على العبادات، الترفيه على النفس بما هو طيب وجميل، التطور المعرفي من خلال القراءة والإطلاع، فكل هذا سيؤدي إلى صرف الانتباه عن الأعراض الجسدية المصاحبة للتوتر والقلق، لهذا أنصحك بها
أيضاً، يعرف أن التوتر النفسي ينتج في كثير من الأحيان من عدم التعبير عما يدور في خاطر الإنسان، هنالك أشياء كثيرة قد تقابل الإنسان في الحياة سواء في محيط العمل أو المنزل وتكون غير مرضية، وأن يسكت الإنسان عليها أو يتجاوزها ربما يؤدي ذلك إلى احتقان داخلي ويظهر ذلك في شكل عصبية وتوتر، إذن من الطرق الجيدة جدّاً لتجنب العصبية هي أن تعبري عما يأتيكي في خاطرك وفي نفسك، ولا تجعلي الأمور تتراكم داخلياً، فعليك أن تعبري عن نفسك في حدود الذوق وما ترينه مناسباً، وهذا سوف يؤدي إلى ما يعرف بـ: (التفريغ النفسي) الذي هو وسيلة علاجية ممتازة جدّاً لعلاج التوتر والقلق
مجال العلاج السلوكي الآخر هو أن تقومي بإجراء بعض تمارين الاسترخاء متى ما وجدت ذلك متيسراً، فهنالك تمارين استرخاء عضلي، وهنالك تمارين استرخاء نفسي، وهنالك تمارين استرخاء عن طريق التنفس المتدرج، وأبسطها هذا الأخير الذي يمكنك أن تستلقي في مكان هادئ وتأخذي نفساً عميقاً وبطيئا - وفكري في أمر طيب أو استمعي لشريط من القرآن الكريم - وأمسكي الهواء في صدرك، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء بنفس القوة وبنفس البطء، وكرري هذا التمرين أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين في اليوم، أو متى ما كان ذلك متيسراً لك
وفيما يتعلق بالعلاج الدوائي، فحالتك هذه تستجيب للأدوية المضادة للاكتئاب النفسي، وهناك أدوية ممتازة وفعالة مثل العقار الذي يعرف باسم (إيفكسور)، أو عقار (سبراليكس)، أو (سيمبالتا)، فأيا من هذه الأدوية يمكن استخدامه لعلاج التوتر والقلق وعسر المزاج المصاحب بوجود أعراض جسدية، أرجو أن تتناولي أحدها بالإضافة إلى عقار (جنبريد) وهو عقار مضاد للتوترات النفسية الجسدية، وهو موجود بالمملكة العربية السعودية، ويُعرف أيضًا تجاريًا باسم (دوجماتيل) 50 ملجم، العقار منتج سعودي رائع جدًّا، تناوليه بجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا صباحًا –أي كبسولة واحدة– لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناوله، وفي هذا الوقت سوف يدفع مزاجك – بإذن الله تعالى – نحو التحسُّن
هذا هو ما أود أن أنصحك به فيما يتعلق بالعلاج السلوكي والدوائي لحالتك، وعليك بالطبع – أختي الكريمة – أن لا تنسي الجانب العقدي، فكوني قريبة من الله تعالى دائماً، وأسأل الله أن يفرج عنك وأن يحفظك، وعليك بالاستغفار و الاستعاذة في وقت الغضب والعصبية والتوتر، والله الموفق
وأخيرا ًأهلاً وسهلاً بك على موقع مجانين فتابعينا بأخبارك