ظاهرة الصدى هذا ما جناه أبي ! م. مستشار
عشرون عاماً من العزلة...
أنا فتاة في العشرين في عمري طالبة...لا أتعاطى أي عقاقير ولم يسبق لي محاولة العلاج أو زيارة الطبيب. شهيتي للأكل معتدلة إلا إنني بطبيعتي لا أكل كثيراً (طولي 157 ووزني 50)،ونومي طبيعي. أنا من أسرة ميسورة الحال ولله الحمد، لسنا أغنياء ولا فقراء (وسط). أتحفظ عن نشر الدولة لأن ذلك يقلقني. لا يوجد أمراض عضوية. لا أتعاطى المخدرات ولا الكحول ولا الحبوب المنومة.
في فترة طفولتي تعرضت للضرب الشديد والمبرح من قبل والدي وفي فتره المراهقة لم يعد يضربني لكنه أصبح يتجاهلني ولا يرد علي وبالمقابل يعامل إخوتي الصبيان أفضل معاملة ويثق بهم كثيراً وأنا مهما حاولت أن أتقرب إليه وأجلس معه يطردني وتقابل محاولتي بالتهميش والتجاهل. لا يوجد أحد من أهلي مصاب بأي مرض نفسي أو عقلي والحمدالله.
طوال فترة دراستي سواء في المدرسة أو الجامعة لم أستطع تكوين أي صداقات إلا مع أمي وأخي الأكبر لأنه أنا بطبعي انطوائية ولا أجيد التصرف ولا الحديث مع الآخرين ليس لدي ذكاء إجتماعي أو حسن تصرف ولا أعرف أن أتحدث أو أتكلم المواقف فالجميع لا يحبني لأنني غريبة الأطوار. تعرضت للتنمر في سنوات الدراسة ومن شدة ضعفي لم أتمكن من الدفاع عن نفسي فلما يتطاول علي الآخرون بالكلام والتصرفات كنت أصمت ولا أدافع عن نفسي. كان يشتكي المدرسون من أسلوب كتابتي وحديثي وطريقة لبسي الغريبين.
لا أتحدث إلا فيما ندر وحتى عندنا يسألني أحد في أغلب الأحيان لا أرد عليه.
لا أحب الخروج من المنزل وإذا جبرني أهلي على الخروج فأشعر بالخوف الشديد وأقوم بالتصرفات الغبية التي تحرج اهلي مثل مرة ذهبت فيها مع أخي لنشاهد فيلماً وكان هذا تحت إجبار أمي لي حيث كنت لم أخرج لعدة أشهر قبلها وكان هناك رجل يحدق بي فأخذت بالبكاء والصراخ حتى تجمع حولنا الناس واضطر أخي أن يعيدني إلى المنزل. أستمتع بوحدتي جداً فهي تحميني من أذى الناس وابتعادي عن الناس يشكل لي متعة كثيرة فاقرأ الكتب أو أتصفح النت وأشعر بالارتياح بعيداً عن ضجيج البشر. أشعر أنني لا أستطيع فهم الآخرين أو مشاعرهم وأشعر أنهم دائماً ما يكنون لي الأذى. أشعر أن كل أحد يعلم اخطائي ويريد فضحي وأحياناً أتجنب التفكير لكي لا يعلم أحد ما أفكر به. أؤمن كثيراً بالسحر وتخاطر الأفكار حيث إنني تعرضت لموقع استطاع فيه شخص قراءة أفكاري وإحراجي أمام الناس فأصبح لي حالة شك دائم أن أفكاري تتعرض للمراقبة من قبل الناس وأعلم أنك لن تصدقني أن هذا الموقف حقيقي لكنني بالفعل هناك أناس يستطيعون معرفة ما أفكر به فلست أملك حتى حق خصوصية التفكير. و يحدث كثيراً أنني أكون وحيدة وأشعر بشعور قوي بوجود شخص ما رغم أنني لا أراه وقد أتحدث معه فأضحك أو أبكي بدون حديث لأن هذا الشخص يتخاطر معي عن طريق الأفكار.
وبالرغم من ذلك إلا أنني طالبة جامعية ومستواي الدراسي جيد جداً أستمتع كثيراً في القراءة عن مجال دراستي في الأدب وكما أتمتع بقراءة المواضيع المتعلقة بالنظريات تكون اللغة واللغويات بشكل عام حيث أن القراءة في مواضيع اهتمامي تمتعني أكثر من الخروج،وبالرغم صعوبة ذهابي للجامعة ومواجهة الناس،إلا أنني أقاوم ذلك.
أحياناً يبدو العالم بالنسبة لي غير واقعي، أو يحدث أن أتذكر أشياء فأتسائل إن كانت من الواقع ومحض الخيال، حيث يحدث مثلاً أن أكون قد تخيلت شيء وبعد فترة أنسى إذا كان الشي خيال أو واقع حيث أنني أُغرق نفسي في أحلام اليقظة وألجأ إليها لطرد شعوري بالعجز وفقدان الأمل. تراودني أفكار لا أستطيع السيطرة عليها مثل إحساسي بأنني أتعرض للملاحقة وأن أفكاري مكشوفة أمام الأخرين. وهذا بحق أكثر شيء أعاني منه. أحياناً أشعر بفقدان السيطرة على أفكاري وكأن أحدهم يقحم الأفكار في دماغي وجميعها ذكريات سيئة أو ارتياب من الناس ولا أستطيع التركيز على شيء أو النوم أو التفكير بشيء سواها وهذا يدفعني إلى الجنون والبكاء. يحصل هذا كل يوم تقريباً خاصة في النهار. أحياناً قد أشاهد التلفاز وأشعر أن المذيع يتحدث عني، أو أن الفيلم يطرح فيه حياتي. وأؤمن بالفعل أن ما أفعله كل يوم في حياتي يتعرض للمراقبة من قبل أفراد معينين. وما يدفعني للجنون أنه حقيقي ولا أحد يصدقني. لدي بعض العادات الغريبه مثل أني دائماً أترك بعض بقايا الطعام في الصحن و لا أتركه خالياً لأنه إذا فعلت ذلك سيحصل مكروه. وأني أستحم في الظلام دائماً لكي لا يراقبون هؤلاء الناس. ما يزيد من تواجد هذه الأفكار وسيطرتها علي هو التعرض للضغط سواء من الأهل أو الدراسة. لم يسبق لي أي محاولة إنتحار. أعاني من نوبات قلق بعض الأحيان ولكنها عشوائية،أو تكون بسبب التعرض للناس.
من شبه المستحيل أن تقتنع أمي بأهمية زيارتي للطبيب النفسي فالمجتمع الذي أعيش به ينظر للمريض النفسي بوصمة الجنون وقد تأخذني إلى شيخ أو كاهن لكنها لن تأخذني أبداً إلى طبيب فما العمل؟
ارتبطت منذ فترة طويلة بشاب يعاني من مرض الفصام وقد بقينا مع بعض مدة سنة وشهران. وكان يشتكي من أن الجميع يكمنون له الشر والأذى إلا أنا. فهو يثق بي. ولم أكن استغرب من ذلك لأنني أعاني من معظم الأعراض التي يمر بها باستثناء الهلاوس من قبل أن أعرفه وربما ساعدني ذلك في تفهم وضعه. حيث أنني أصدق بعض الأفكار التي يطرحها. أشعر أنني بدأت أن أتبنى بعض سلوكياته دون قصد مني؛ وهذا يخيفني بعض الشيء من أن تتدهور حالتي للأسوء. مع العلم انه لا يتعاطى أي عقاقير لعلاج مرضه. ولكن وجوده معي يشعرني بالدعم بالرغم أنه يمر بفترات يصاب بها بالجنون التام (هياج،تهديد بالانتحار،صراخ هيستير) وأوقات أخرى يكون هادئاً نوعاً ما. وحتى في فترات الهدوء يشتكي من هذه الأصوات.
لقد حاولت طلب استشاره وانتظرت أكثر من ثلاث أشهر فلم يتم الرد عليها بعد وقمت بإضافة بعض التفاصيل، إلا أنني لن أياس حتى تردوا علي بإذن الله. وضعي يتدهور يوماً بعد يوم ولا أملك الحل. تصوري لكيفية المساعدة أن تقدم لي تشخيصاً بالإستناد الى ما كتبته (وأعلم أنه لن يكون دقيقاً لأنني غير موجودة معك في الواقع)، وأن ترشدني إلى كيفية التخلص من الأفكاء التي تراودني وتنغص حياتي،
مع إخباري بكيفية العلاج وحتى إن وصفت لي دواءاً (مع العلم إنني لن أتناول أدوية دون استشارة طبيب).
وأتمنى أن ترد علي حتى أجعل أحداً من أهلي يقرأ ويقتنع بوجود مشكلة تستلزم الطبيب.
11/7/2018
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
هذه هي الرسالة الثالثة للموقع وبصراحة محتوى الاستشارة لا يختلف عن الأولى والثانية وتمت الإجابة عليها يوم ٢٧ حزيران و١٢ تموز ٢٠١٨.
علاج الأعراض التي تتحدثين عنها يتم عن طريق مراجعة طبنفسية على أرض الواقع لتقييم الأعراض وشدتها. بعد ذلك سيستهدف الطبيب النفساني هذه الأعراض والاضطراب نفسه عن طريق العقاقير أو المعالجة النفسية والاجتماعية. من الصعب الحصول على العقاقير بدون وصفة طبية وجميع العقاقير المستخدمة في الطب النفسي تحتاج إلى مراقبة طبية للوصول إلى الجرعة المثالية وبدون أعراض جانبية شديدة.
وفقك الله.