وسواس البحلقة والثبات والنظر للعورات
فصام ذهاني ووسواس النظر إلى العورات
أولاً: أرجو أن يتفضل الدكتور وائل أبو هندي بالرد على رسالتي، أنا أتعالج من الفصام من سن 17 سنة كما شخصت سنة 1995 وأنا عمري الآن 38 سنة
أخذت كل أنواع العلاجات تقريباً بدأ من أوراب وإيماب وموديكيت وغيرها كثير إلى سيريكويل وزيبركسا ومروراً بريسبيريدون وأنافرانيل وكلوزابكس وغيرهم كثير، وكلها كانت تقوم معي بدور المهدئات، المهم تركتها الآن وراحت لحالها وربنا ما يعيدها أيام يا رب
المشكلة الآن أن الدكتور ألزمني بحقنة كلوبكسول 200 شهرياً وحتى الآن منذ سنتين وأكثر وأنا ماشي عليها وعاوز دلوقتي أسيبها بعزيمة وإصرار
هتسألني ليه: هأقول لحضرتك إني أتهمها بأنها تسبب لي قلقاً وتوتراً يتضح بشدة في حركة عيني فلا أستطيع أن أثبتها في من أتكلم معه، واضطراباً وعدم ثبات واتزان فهي إذن أحد أسباب عزلتي عن الناس نسبياً هذا من وجهة نظري ولكني لم أتركها إلى الآن خوفاً من حدوث انتكاسة.
المشكلة الثانية وهي جوهرية وأساسية: هي أنني مصاب منذ عام 1997 بوسواس النظر إلى العورات وكتب لي الأطباء أدوية عديدة منها لوسترال ومنها بروزاك ومنها فافرين وغير ذلك كثير وأخذتهم بلا نتيجة أبدا للمشكلة
ولكن كتب لي الدكتور أخيراً من منتصف شهر يناير دواءً عظيماً جداً حل مشكلة النوم الكثير والإحساس بالتعب والإرهاق الدائم وحل مشكلة النظر القذر إلى العورات الذي تسبب في بعدي عن الحياة والناس وهو دواء إكسيلسا أو إسيتالوبرام 10 في اليوم، وسؤالي هل أنا ماشي صح أم أن هناك رأي من سيادتك أفضل؟
أرجو أن تفيدني بناء على رسالتي وألا توجهني لزيارة الطبيب وتعتبرني أني برسالتي هذه جالس أمام حضرتك
وشكراً جزيلاً
16/7/2018
رد المستشار
الأخ الفاضل "مصطفى" أهلاً وسهلاً بك على موقع مجانين وشكراً على ثقتك ومتابعتك مع خدمة استشارات الموقع.
أرسلت نفس الإفادة قبلاً وتفضل أخي أ.د سداد جواد التميمي بالرد عليك..... وللأسف أنا بعيد عن الإنترنت لأقرأ رده الذي نشر من أيام ولم أقرأه.... ولن يختلف رأيي بالتأكيد عن رأيه.... ذلك أن ما سردته علينا من قصة المرض التي استمرت أكثر من عقدين من الزمان.... فبينما ترى أنت طول مدة العلاج داعياً للاكتفاء بما سبق فإن أي طبيب نفساني سيرى العكس.... بل سيكون ممتنا لإبرة كلوبكسول هذه التي تتناولها مرة في الشهر فتغنيك عن كل ما سبق.... فضلاً عن دورها الذي لا يقبل الجدال في استقرار حالتك بمشيئة الله، فهذه الإبرة تمثل العلاج الوقائي اللازم لحالتك "مصطفى"... فالنصيحة هي أن تحيد هذه الفكرة المؤذية.... لأن ترك العلاج الوقائي يعرضك للانتكاس ويعتبر مغامرة غير محسوبة العواقب.
وأما بالنسبة لما تستشعره من تأثير ترجعه لإبرة كلوبيكسول ممتد المفعول والمتمثل في القلق والتوتر واضطراب حركة عينيك إذ تقول (يتضح بشدة في حركة عيني فلا أستطيع أن أثبتها في من أتكلم معه)، لا يشترط أن يكون راجعا إلى أثر زكلوبينثيكسول Zuclopenthixol في إبرة كلوبكسول ممتد المفعول، بل أخمنه راجعا أكثر لما قبل محاولتك تثبيت عينيك في من تتكلم معه من فكرة أو أفكار؟ وهو ما يوقعك في فخ العمليات العقلية الساخرة ... التي وصفها واجنر 1989 وهي المنزلق الذي يدخل الموسوسون منه كثيرا في متلازمة المعرفة الانتباهية في صورتها الحادة التي تمثل الشقاء الوسواسي، وليس في الصورة الأكثر شيوعا في مرضى القلق المتعمم كما وصفها السير أدريان ويلز سنة 1979.... وبعيداً عن التنظير والتوصيف.
نعود لك أنت يا "مصطفى"... فبينما حركات العينين مثلها مثل الجهاز الحركي بشكل عام، قد تكونُ إرادية (عندما يأتي الأمر من منطقة المجالات الجبهية للعين) أو حركات انعكاسية (عندما ينشأ الأمر من بنى تحت قشرية ومن القشرة الجدارية الخلفية).... ولما كان الحصار المعرفي الذي يقع فيه ذوي القابلية العالية للوسوسة بشكل عام ذي علاقة أساساً بخلل في بنى تحت قشرية في النوى القاعدية وأخرى قشرية في الفص الجبهي مثلما هي حلقة الوسواس القهري الدماغية العصبية..... فإنك وكل موسوس بالنظر (لا يشترط للعورات) عرضة لمثل هذا الخلل في حركات العينين وربما تضطرب حركات العين التتبعية الناعمة وربما تزداد الحركات القفزية اضطرابا وفي حالة العمليات العقلية الساخرة يصبح الثبات المتكرر على العورات أمراً غير واعٍ يصدره العقل ضمن عمليات المراقبة غير الواعية التي تعاكس رغباتك الإرادية كما أشار لها واجنر وهو يضع نظريته.... فهي تفعل بالضبط ما هو ممنوع بسلاسة وبساطة ساخرة..... وإذا كنت في حالة تأهب وترقب لأي إشارات على إمكانية وقوع عينيك على ما لا تريد....... مشدوداً مقسوم الانتباه على الدوام أيكون غريباً أن تشعر بعدم الثبات وعدم اتزان....
تحاول منع عينيك من التوجه للعورات من خلال التركيز على وجه من تحدثه أو على شيء ما مقبولٍ في محيطك البصري فتفجؤك حركات العين التَّتَبُّعِية (أو الناعمة) Smooth Pursuit أو حركات العين القَفْزِية Saccadic (وفيها تحوُّلٌ مفاجئٌ للعينين إلى هدف جديد) لتفاجأ بالتحديق الثابت Sustained Gaze أو الحَمْلَقَة حيث تُثَبَّت العينين في اتجاه واحد، مرعب بالنسبة لك ! هذا كاف لتضطرب بالطبع أفكارك ومشاعرك وأحوالك وتميل للانعزال ما استطعت....
والحقيقة أن خبرتي في التعامل مع مرضى حالاتهم كحالاتك وأظن كثيرين من الزملاء يوافقوني الرأي بأن عقار زكلوبينثيكسول في صورة إبرة كلوبكسول ممتد المفعول تقول بأنك من غير الإبرة ستكون أسوأ حالاً مع الأسف، هذا رأيي وعلى الله أجر المجتهدين.
لكن أيا كان مصدر ما تصفه من ثبات النظر وسواسياً أو غير ذلك فإنني أظن الحديث في هذا مع معالجك النفسي كفيلا بأن يحدد ماهية هذا القلق والاضطراب وعدم الثبات، وعندها يمكن التعامل معه بشكل آمن لا مخاطرة فيه.
بالنسبة لعقار إسيتالوبرام 10 مجم وخبرتك الطيبة معه فلعلها فروق فردية جعلته يقيدك أكثر من لوسترال وبروزاك.... بل ومن فافرين.... والحقيقة أن الدراسات المقارنة لم تثبت أي أفضلية لعقار من عقاقير الم.ا.س.ا على غيره غي حالات الوسواس فكلهم سواء وليس ذا أفضلية إلا عقار الفافرين.... وإن كان هذا الكلام منطبقا على حالات الوسواس القهري القائمة بذاتها وليس بالضرورة أن يصح نفس الشيء في الحالات التي قد تكون أعراض الوسواس القهري فيها جزءاً من اضطراب أشمل كاضطراب الفصام.
وكي لا أكون أنقصت شيئاً مما قد أقول لمثيلك وهو جالس أمامي فإن التحسن على عقار أليكسا إذا تركته دون دعم من مضاد ذهان قد لا يدوم طويلاً !!
إذاً راجع طبيبك المعالج ولا تترك إبرتك الشهرية الوقائية أبدا دون إذنه، وأهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات .
ويتبع>>>>>>: وسواس البحلقة والثبات والنظر للعورات م1