أشعر بالوحدة
أشعر بالوحدة وأني غريبة عن الناس أنا فتاة في ٢٢ في العمر أشعر بالوحدة الشديدة وتعبت من المشي خلف الناس الكل لا يسأل عني إلا وقت مصلحته أو لا يطلب مقابلتي إلا بمصلحة لديه وأنا فتاة أحب الناس وأفرح حتى لو كان على حساب مصلحة وأشعر بتأنيب الضمير إذا ما رفضت أو تحججت لعدم تنفيذ المصلحة حفظا لكرامتي...
لماذا يحدث هذا معي ليس مدحا بنفسي لكني طيبة وعاطفية جدا وأحب الخير للكل بصدق بدون استثناء كنت أتمنى لو لدي صديقة حقيقية فقط لتبقى معي وأشعر بالراحة بكلامها وأشعر أنها مثل الأخت علما بأني وحيدة ليس لدي أحد من الأقرباء رجاء كيف أقرب الأشخاص مني أو حتى أعرف من الصديق الحقيقي من المزيف مع العلم بأني أدرس وأعمل وأقرأ كثيرا وقتي مشغول لكن أحتاج لمن أتكلم معه فلا أجد
أحتاج لمن يشاركني اهتماماتي من البنات
أرجو الرد قريبا
23/7/2018
رد المستشار
شكراً على رسالتك.
رسالتك القصيرة تقدم وصفا لشعورك بالوحدة وحبك للخير واستغلال الناس لطيبة قلبك وعدم وجود صديقة من الأقرباء و الغرباء.
ولكنك أيضاً تعملين وتطورين نفسك وتشيرين إلى أن وقتك مشغول. التواصل مع الآخرين والدخول في صداقة حقيقية يعتمد على الظروف البيئية أولا، وربما عليك مراجعة جدول أعمالك الأسبوعي والاختلاط مع رفاق العمل.
وثانيا يعتمد التواصل مع الآخرين على صفات الإنسان الشخصية ومقدرته على الانفتاح والانبساط.
رسالتك لا تحتوي على إشارة لأعراض طبنفسية تستحق الذكر أو التعليق عليها، ولكن ما هو في غاية الوضوح أن لديك احتياجات شخصية لم يتم تلبيتها وهذا ما يجب الانتباه إليه.
تبحثين عن صديقة وتطلبين التغيير وذلك يبدأ بمراجعة الإنسان لنفسه واختراعها من جديد. لا يستطيع الموقع أو غيره سرد توصيات نظرية بحتة سوى أن الوقت للانتقال إلى موقع آخر في الحياة قد حان وقته. لا تطلبي من الناس أن تتغير وإنما عليك أنت أن تتغيري.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
كيف تغزو الآخرين وتؤثر فيهم؟
حين نخشى الاقتراب من الآخرين
كيف تكون انطباعا ممتازا ومبهرا ؟
التعليق: الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي وبحاجة إلى الشعور بالحب والانتماء والتقدير ممن حوله, فالشخص الوحيد يعاني دائماً من القلق والملل والوحدة والعصبية وعدم تقدير الذات, لأن العلاقات الاجتماعية توفر للإنسان الشعور بالسعادة والاطمئنان والأمان والراحة النفسية، وبالتالي تنتج شخصية سوية متزنة نفسياً وصحياً.
التواصل الاجتماعي أصبح ضرورة ملحة، وحاجتنا إلى تكوين علاقات اجتماعية أصبح أقوى من قبل, لكن علينا أن نتمتع بالوعي والحذر واتساع الأفق، فطبيعة الإنسان أنه لديه رغبة في الاستقلال بذاته والشعور بحريته، ورغم ذلك لا يستطيع أحد أن يعيش بمنأى عن الآخرين, ولكي نُقيم علاقات ناجحة نحتاج لبعض المهارات الاجتماعية التي تساعدنا على اكتساب الأصدقاء والحفاظ عليهم، كالدعم المعنوي والمجاملة والتعبير عن الحب، والالتزام بشروط الصداقة، إلى جانب الثقة والاهتمامات المشتركة والتكييف والتنازل بحدود.
إن تعدد العلاقات الاجتماعية يرضى احتياجات الإنسان فاكتشافه لأنماط مختلفة من الناس تمكنه من التعامل مع أنماط مختلفة من الشخصيات, لذلك يجب ألا تنحصر في علاقات من نوع واحد، بل كلما كانت العلاقات متنوعة كلما كانت أفضل, فيكون في حياتنا مكان للأصدقاء, زملاء العمل, الجيران, زملاء الدراسة, العائلة, إلى جانب المشاركة في خدمات اجتماعية كالانتماء لجمعيات خيرية أو دور للمسنين أو ملاجئ الأيتام, بهذا التعدد في العلاقات الاجتماعية نكتسب نوعاً من الاستقلالية بعيداً عن إطار العائلة والعمل.
وسيظل السؤال يطرح نفسه.. كيف أحصل على حريتي واستقلالي وأنا مطالب بنوع من الالتزام تجاه العلاقات الاجتماعية إلى جانب أنه كلما كثرت العلاقات كلما قل الالتزام؟ الإجابة بسيطة، وهى أننا لكي نشعر بالاستقلالية والحرية الشخصية، وبالتالي السعادة من خلال وجود علاقات اجتماعية تربطنا بالآخرين، علينا أن نكون متوازنين ونضع حدوداً خاصة بنا لا يتجاوزها الآخرون، ونعمل جاهدين للحفاظ على عدم تخطيها, وفى الوقت نفسه نعبر عن أهدافنا ورغباتنا وما يزعجنا وضرورة تنظيم العلاقة بيننا وبين الآخرين بحيث لا يكون هناك فرض لنوع من السيطرة من أحد الأطراف بل يكون هناك ثقة والتزام.
يقول أحد علماء النفس، إن نجاح أي علاقة يعتمد على أساس التوافق بين أهدافنا وأهداف الطرف الآخر والاستعداد لبذل جهد لمساعدة الطرف الآخر لتحقيق أهدافه. رأي..وسعي دائرة علاقاتك..ويجب أن تكوني على علم تام أن أي علاقة بين طرفين تقوم على مبدأ التبادل هات وخد .. لا يوجد طرف يعطى طول الوقت ولا يأخذ طول الوقت .. وأنتي وحدك من تحددي متى تعطي ومتى تتوقفي..