مشاكل زوجية ستفضي للطلاق..
أنا أعاني من زوجتي بسبب الانعدام التام في الثقة ولا أقصد الثقة مع النساء بل بمالها أو بصحتها وصحة ابني
هذه المقدمة والآن سأقوم بشرح وضع زوجتي :
تزوجت من سنة ونصف تعرفت عليها عن طريق أهلها دامت الخطبة شهرين عمرها 31 سنة حالياً ولم أكن أعرفها سابقاً وضع أهلها المادي سابقاً قبل الحرب في سوريا كان جيد وبعد الحرب أصبح متوسط مع صعوبات في تحصيل أموالهم
لا أعلم حتى اليوم أبداً بوجود مشاكل نفسية أو عقلية من أهلها المقربين بالدرجة الأولى ومعرفتي بهم بسيطة ولكن حسب ما قيل لي أنهم لا يعانوا من أمراض نفسية
أثناء الخطبة :
لم ألاحظ مشكلة في التواصل مع خطيبتي كانت قليلة التحدث عن ماضيها وقالت لي أنه ليس لديها صديقات مقربات وقالت أنه لم يسبق لها الارتباط مسبقاً وهي كثيرة التحدث عن يومياتها بشكل سطحي بدون إظهار أي شكل من أشكال المشاكل اليومية
بدأت حياتي الزوجية بمشكلة أظنها بسيطة ولكن زوجتي جعلت منها أمراً عظيما وهي أنني أخفيت عنها . أنني سبق لي خطبة إحدى الفتيات وفصلت’ ظننت أني تخرجت من جامعة حلب وأنا تخرجت من جامعة أخرى واتهمتني أنا وأهلي بالغش بسبب إخفاء هذه المعلومات, لاحظت على زوجتي عدم تقبلها للمزاح وعدم قدرتها على المزاح وكانت جدية أكثر من الطبيعي, إظهار مشاعر الازدراء لأهلي ولي بسبب ضعف حالتي المادية مقارنة بأهلها علماً أن أهلها لاجئون في تركيا ووضعهم ليس جيد "قالت لي أنها غير قادرة على النزول لمستوانا المعيشي",
طلبت منها مرة إذا أردت أن تعمل أن تساهم بجزء بسيط من مصروف الحياة للأسرة ولكنها رفضت بشكل قاطع, غير نشيطة لا تحب الأعمال المنزلية لأني أظنها أنها تجد أنني لا أستحق أن تبذل جهد لأجلي, تتنصت علي إذا جاءني أحد الأصدقاء وتبحث في هاتفي, ومرة وجدت محادثة مع فتاة أخرى وكانت ردة فعلها عنيفة جداً, مرة كنت أتحدث مع أبي عندما حملت زوجتي عن الحمل وأعراضه وقال لي قصة في سياق الكلام أن هناك إحدى الفتيات حملت بشكل غير سليم وأن هكذا حمل يجب التخلص منه .
قرأت آخر عبارة ووضعت في رأسها أن أبي يدعوني للتخلص من حملها وغضبت غضباً شديداً وأقسمت لها أن أبي يقول لي قصة فقط دون أن تصدقني مع ملاحظة المهمة أنه عند أي مشكلة أو اختلاف مهما كان بسيط تتصل فوراً بأمها لتطلعها على ما جمعت من أدلة وأقوال وأفعال من تصرفاتي حتى ينهلان علي بالتوبيخ وسوء الكلام مع ملاحظة أنني وجدت على أمها حالة شديدة من الغرور والاستكبار وعلاقاتها سيئة بكل أنسابها النساء والرجال
مشكلة أخرى في الصباح وهي ذاهبة إلى عملها ألقت علبة السجاير في المزبلة وقبل خروجها سألتها عنها فأدارت وجهها جلبتها من ذراعها وقلت لها عندما أتكلم تردي علي وقالت لي شتيمة فدفعتها من كتفها. وتركتها تذهب عند المساء تفاجأت أنها سكبت الماء على حاسوبي الشخصي وعندما واجهتها أنكرت أولاً ثم اعترفت لاحقا قالت أنت أردت أن تجهض طفلي فقررت الانتقام منك بهذه الطريقة.. كثيرة الجدال ولديها قدرة عالية على إقناع الآخرين
تقوم بجمع ما يتيسر لها من أدلة وأقوال وأفعال لتظهرها لأهلها أو أهلي أو أي شخص على علاقة معنا حتى تثبت أنها تتعرض للظلم والمعاناة معي ودائماً تتهمني بأنني لا أحبها وأنني تزوجتها طمعاً بمالها وسيارتها علماً أن سيارتها هونداي
دائماً تتهم أهلي بأنهم يحرضوني عليها علماً أنهم لا يتدخلون أبداً أبداً بحياتي ولا بشكل من الأشكال
جمعت أغراضها وذهبت عند أمها بأمر من أمها والصراحة بسبب تصرفاتها لم أحاول أي اقتراب منها أو إعادتها أبداً فبقيت لعدة شهور
لخصت لكم صفات استنتجتها من عشرتي معها :
- تفسر الأمور بشكل سلبي جداً علماً أنني لا أقصد أي إساءة في معظم الأحيان .
- لا تنسى أي شكل من أشكال الإساءة مهما كانت بسيطة أو حتى أي تفصيل يفيدها بدعم أدلتها أمام أهلها على أنني شخص سيء حتى ينهالون علي بالشتائم
- لا تبادر بأي شيء ذو قيمة مادية أو معنوية .إلا نادراً جداً وإذا فعلت فهي تنتظر أضعاف ما فعلت
- لا تملك حس الفكاهة أبداً
- متسلطة جداً ولا تملك مرونة لتقبل آرائي وأفكاري
- تحلل ما بين الكلمات أو حتى الصمت والأفعال لتفسرها بشكل سلبي جداً
- تمتلك حالة من التكبر والغرور ولكن إذا سألتها تقول أنها شخص عادي
- لا تثق بي نهائياً بالأمور المادية أو أنني لا أتكلم عنها بسوء إذا غابت عني
- لا تملك صديقات فقط أمها وبنت أختها
- أمها شديدة التكبر والاستعلاء على الناس
في الأخير أنا أظن أن الطلاق هو الحل وسبب تأخري فيه هو بسبب الطفل والأمل في أن تتعرف علي أكثر وتثق بي ولكن فقدت الأمل
السؤال هو هل هي مريضة نفسيا لأنني لا أجد هذا طبيعياً عند الناس . إذا كان نعم ما هو المرض وهل يمكن الشفاء منه؟
23/7/2018
رد المستشار
الأخ السائل:
دعني أولا أذهب إلى الأسئلة التي ختمت بها رسالتك ثم أتناول ما تثيره الرسالة نفسها.
قاعدة عامة أكررها، لا تشخيص بدون مقابلة أو مناظرة إكلينيكية للحالة، وأضيف أن مدارس وطرق التشخيص الشائعة لا ترى مرضا إلا مع وجود أعراض تصفها جداول التشخيص وأدلته، ولابد أن يترافق مع الأعراض عطل عن أداء الواجبات أو الوظائف الوظيفية أو الأسرية أو الاجتماعية.
بحسب وصفك لا يترجح عندي أن زوجتك مصابة بأي مرض نفسي، ولكنها مثل الأغلبية الساحقة من العرب مصابة بتشوهات نفسية ومجتمعية كثيرة قلما ينجو منها أحد في بلداننا.
زوجتك لن تتغير إلا إذا شاءت وبدأت فيما يلزم من بذل وقت وجهد وتركيز، وأسلوبك معها عربي صميم لا يساعد على التغيير، ولكن مهلاً هل تريد أنت أصلاً أن تتغير بحيث تصبح شريكاً أكثر دعماً وتواصلاً؟!
أم قررت مغادرة الوضع بالطلاق؟!
مشاكل الطلاق العربي مثل مشاكل الزواج العربي معروفة ومكررة، ولن أضيف شيئاً باستعراضها، والتغيير مغامرة ورحلة يستلطفها هواة الرحلات والاستكشافات والفرصة أمامكما لتجريب أنماط حياة أخرى غير التي نتربى عليها في مرتع التخلف العربي!!
أنتما عالقان في فخ زيجة من ملايين الزيجات التعيسة التي تملأ أوطاننا وحياتنا نكداً وغباء حيث يمارس العرب طقوساً وتفاصيل سخيفة ومزعجة ويسوقونها بوصفة الزواج الشرعي، وسبيل العفة والتحصين الذي يباهون به الأمم، وهو محض جنون من أوله لآخره!!
خذ مثلا غياب فرص التعارف والتواصل والتفاعل الاجتماعي بحيث يتزوج العرب على الوصف والمواصفات وترشيحات الأهل والأقارب والأصدقاء والزملاء والجيران وبالتالي تبدأ الحياة دون أي شغف يحمله الطرفان تجاه بعضهما، فقط الضرورة في السعي لتلبية الاحتياجات النفسية والجسدية والاجتماعية، وعلاقات الضرورة وحدها تخلق وضعاً هشاً لا يتحمل مصاعب الحياة، ولا متطلبات وتقلبات العيش اليومي!!
تشوهات التفكير والإدراك والتواصل المعيوب، وخلل المعايير في المقارنات والتوقعات والتفاخر الأجوف والتكيف يكملان وضع الكارثة التي تعيشها أغلب الأسر العربية التي تعتقد أن البؤس ضرورة وأن الغباء هو قدرنا، أو هي لا تسميه غباءاً بل قد ترى أنه القدر يضرب في كل اتجاه، ونحن مجرد ضحايا!!
لا جديد في قصتك فهي مجرد حلقة في مسلسل البؤس الذي عليه نحيا، ونموت، وفي سبيله ننفق الأموال، ونبدد الأوقات والأعمار!!
مهلا!!
ربما تكون نقطة الضوء أن الأقدار الرحيمة قد أتاحت أمامنا فرصة العمر – ربما – حين خرج الملايين منا مهاجرين أي أنهم خرجوا من بيئة إنتاج وإعادة إنتاج التخلف والتشوهات إلى تجارب إنسانية أخرى تطرح آفاقا أخرى أمام من يريدون حياة أخرى!!
الفرصة مفتوحة إذن إن شئتما التخلص من الميراث البغيض وتجريب حيوات أخرى، وهذا مطروح أمامك وأمامها، ولا أحسب أنك أقل تشوها منها!!
الاختيارات المتاحة أمامكما إذن هي إما البقاء في مستنقع البؤس الأسري، والعيش طبقا لدليل الحياة العربية التعيسة.
أو الطلاق الذي لا يعالج شيئاً على الإطلاق إلا وجع الرأس، أو تأجيل القضية بإزاحة الخطأ وإسقاطه على الطرف الثاني في العلاقة كما تفعل أنت حالياً، وكما ستفعل هي بشكل مضاعف – لو حصل طلاق!!
أو خوض مغامرة التغيير في بيئة هي بالتأكيد أفضل من بيئة المرض والإمراض وإعادة إنتاج البؤس والعض عليه بالنواجز.
الاغتراب فرصة يعتبرها البعض مجرد ملاذ آمن، ولكنها أكبر من ذلك بكثير حيث تكسر علاقتنا بالأنماط والبيئة القديمة، وتتيح أمامنا فرصة التصحيح والنضج، وبناء جديد على أسس أكثر فعالية، ولا أقصد طبعاً استيراد أو استنساخ تجارب الغير!!
وأحسب أن الله سبحانه قد أراد بالعرب خيراً حين أخرجتهم الأحداث من بيئة ربما تعفنت بأسباب الفساد والموت المعنوي إلى بيئات جديدة، وتغيير
البيئة قد يصبح شرطاً للبدء من جديد كما في قصة الرجل الذي قتل تسعا وتسعين نفسا.. فهل سيختار العرب التغيير؟! وهل تختاره أنت؟!