الخوف من عدم النوم..
السلام عليكم دكتور محمد عبد العليم
مشكلتي مع النوم حدث أن مات صديقي بسرطان أمام عيني وتأثرت بيه كثيراً وصرت أوسوس أني أكون مصاب طبعاً لم تكن مخاوف مجرد أفكار، لكل في يوم من أيام في اعتكاف رمضان قبل عامين جاءتني صعقة كهربائية عند استيقاظي من نوم وسببت لي قلق يوم كله وفي ليل لما أتيت أنام لم أقدر أنام من شد قلق وفجأة تذكرت أني عشت تجربة في صغري الخوف من نوم، وجاءني الخوف وخفقان وحرارة مرتفعة لم أنم ليوميين واضطررت أن أخرج من الاعتكاف لأن الوقت مضبوط ما زاد الوسواس ورجعت للمنزل شربت دواء نعاس ونمت وتحسنت الحالة
بعد شهر رحت للجامعة وافتكرت النوم وصرت أفكر تم تحول الخوف إلى النهار الخوف من لا شيء المهم بعدها رحت للطبيب استعملت دواء، الآن عامين من العلاج. لا أنام يوم وتمر شهور عادي ثم يأتي يوم أقول اليوم لا أنام أتوتر وأقلق أحاول أن أنسى، مرة ما يأتني أنوم أتناول دواء المهم كنت متعايش مع هادا الشيء.
المشكل أدوية الطبيب تساعد لكني لم أجد حل جوهري للمشكلة، فأنا أكون طبيعي ثم تأتي فجأة فكرة أني لن أنام اليوم ويبدأ توتر مع العلم أني دائماً أنام بعمق لكن ذاك اليوم لا أدري يأتي وسواس فجأة، خصوصاً إذا كان عندي موعد أو سفر وأقول لو ما نمت ما راح أكون سعيد ثم لما أضع نفسي على الوسادة أبدا المقاومة وكأني مستعد لهجوم العدو وأحذر أن لا يهاجمني ومن شدة الحذر أول ما تظهر ارتفاع شوي حرارة يبدأ الجسم بالتفاعل معهم والخوف ويبدأ الخفقان تم يزداد وتأتي فكرة الخوف جاء راح النوم بوووم فيتمكن مني أحاول أن أنسى الخوف أوازن جسمي، ولكن سرعان ما يعود من جديد في جزء من ثانية يعني دقيقة وأنا اهدأ جسمي بوم بعدها يرجع الخوف،المشكل لما تبدأ الحرارة تطلع جراء إفراز الأدرنالين ما أدري ما العمل أنهض مباشرة لتناول منوم كيميائي،
أحاول أن أنام باكراً حتى لو تأخر نوم أقول لسا الناس مستيقظ، ولما يتأخر النوم أبداً أتوتر وأقول الناس نامت وأنا لسا مستيقظ وأبدا في تخيل أن الصباح جاء وأنا لسه لم أنم ما العمل وتنهال كوابيس كثيرة، ثم أقول لازم إهداء وأوازن جسمي وأطرد الخوف لكن سرعان ما يأتي أيضاً الخوف يجلب الأفكار والمخاوف مهم كأني أشاهد مباراة كرة قدم وأنا متفرج بين نفسيتي الخوف وبين الجسم الذي يخاف وأنا أتفرج لست قادر أفعل شيء.
البارح رجعت للطبيب أعطاني منوم طبيعي مش كيميائي وبقيت موسوس هل لو ما أنام يقدر هاد منوم طبيعي ينومني. ومع حرارة الصيف ما قدرت أنام وجاء وسواس أيضاً والخوف مهم نمت بعد 3 ساعات مع المنوم طبيعي كان نوم عميق رغم أنه تأخر.
أنا أطلب منكم سيدي علاج سلوكي الدوائي لن يفيد في حل المشكل هو يساعد نعم لكن لا يعالج مكامن الداء، هي فعلاً تعطي للشخص ثقة في نفسه مما يرجعه للحالة الطبيعية ، لكن شخصيتي حتى لو رجعت طبيعي لمدة عام في ليلة واحد يمكن أنقلب رأس على عقب وأسترجع كل شيء،
أحمد لله ليس هناك اكتئاب ولا شيء وحتى لو تناولت أدوية ورجعت بخير سترجع الوساوس من جديد هذه شخصيتي لما أكن بخير تقلي حمد لله انظر لنعمة الراحة ماذا لو خفت الآن ويبدأ الخوف. في النهار أقدر أن اشغل نفسي عن الخوف ولكن في ليل كيف ما العمل يأتي الخوف يتأخر النوم شوي ويزداد الخوف.
استرخي قبل النوم أفعل كل شيء لكن يبقى يشكل إزعاج دائماً أفكر في النوم في النوم والآن مقبل على دكتورة في فرنسا بعيد عن أهلي والأصدقاء كيف أفعل.
أريد حلا جذريا أستاذي ما العمل إذا جاء الخوف أريد شيء يجعلني أتعامل مع الخوف عند حدوثه وليس قبل حدوثه لأنه مهما غيرت ومهما استرخيت لأن شخصيتي وسواسية جداً حتى لو شعرت بنعاس شديد راح أخاف أنه يأتني خوف ما يخلني أنام وأخاف، حتى في النهار لأني أراه نوم اختياري ولو جاءني نعاس أبدا أفكر في لو نمت ونهضت أكون مرتاح ويأتي التوتر والخوف واضطر انهض.
لما أفكر في الزواج أحزن من داخل أقول ماذا أفعل كيف أتحمل مسؤولية عملي وزوجتي وأولادي، والله أفكار صاروخية تقتل، الإيمان ضعيف ليس لي إيمان الذي يترك كل شيء لله سبحانه وتعالى،
الآن أحاول أن أذكر الله وكلي أماني في طمأنينة وسكينة
وشكراً جزيلاً لموقعكم
7/8/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
يختلف صياغة استشارتك استناداً إلى المركز الطبي الذي تراجعه. إذا راجعت مركزاً لاضطراب النوم فسيتم صياغتها في إطار القلق الأولي Primary Insomnia. إذا راجعت مركزاً للطب النفسي فسيتم صياغتها في إطار الأرق الثانوي Secondary Insomnia بسبب القلق المتعمم.
استشارتك تتعلق بالأرق فقط ومن الأفضل التركيز على صياغتها في الإطار الأول أعلاه.
ما تفعله مراكز النوم الطبية هذه الأيام في حالة مشابهة لحالتك هو كما يلي:
١- تحرص على تدوين ساعات النوم في الليل والنهار وتقيم جودة النوم. يستهدف المركز لإنسان في عمرك عدد ساعات كلية لا تقل عن ٧ ساعات خلال ٢٤ ساعة.
٢- التوقف عن استعمال القهوة والشاي والمشروبات الغازية التي تحتوي على كافيين بعد الساعة الخامسة عصراً.
٣- تحرص على طعام منتظم وصحي، وآخر وجبة طعام هو ٣ ساعات قبل النوم.
٤- الحرص على عدم الإسراف في شرب السوائل لمدة ساعة على الأقل قبل النوم.
٥- التوقف عن استعمال الجوال والإلكترونيات مهما كانت لمدة ساعتين قبل النوم.
٦- استعمال أقراص ميلاتونين ليلاً بجرعة ٢ مغم أو أكثر.
٧- نشاط رياضي يومي وعدم التدخين.
بعد مدة أربعة أسابيع يتم تقييم النوم، وبعد ذلك هناك ٣ اختيارات:
١- الاستمرار فقط بالخطوات أعلاه.
٢- إضافة عقار ليلا للخطوات أعلاه.
٣- ٨ جلسات لعلاج معرفي سلوكي يستهدف الأرق.
المراكز الطبنفسية تفضل استعمال عقاقير مضادة للاكتئاب للسيطرة على الأرق ليلاً وأكثرها استعمالا هو أميتربتلين بجرعة ٥٠ مغم ليلاً لمدة ٣ – ٦ أشهر. إذا تم وصف عقار منوم (وهناك العديد منها) فيجب استعماله على هذا المنوال:
جرعة علاجية لأربعة ليالي
نصف الجرعة لمدة ليلتين
عدم استعماله ليلتين
وهكذا تستمر الدورة لمدة ٣ أشهر.
العلاج المعرفي السلوكي للأرق الأولي هو الأفضل ويجب تقديمه من قبل معالج نفسي له خبرة في هذا المجال ولا يمكن تقديمه عبر الإنترنت.
وفقك الله.