هل أعاني من الاكتئاب؟
لم تعد تنتابني الرغبة في الموت كالسابق ..أعتقد أنني قضيت جل مراهقتي وجزء من الطفولة وأنا أتمنى الموت!
ربما ذلك بسبب الظروف العائلية المضطربة ليس مادياً فقط ، ففي الطفولة كان والدي يرجع في ليال كثيرة ثملاً فتجزع أمي وأستيقظ أنا على صوت الصراخ والعراك بينهما..بالنسبة لطفلة صغيرة يكون هذا مرعباً لكن قل تأثير المشاكل علي عندما تقدمت في العمر- قد أكون تعودت،
إضافة لأنني تعرضت إلى التعنيف جسدياً(أحياناً كثيرة يكون ضرباً مبرحاً) ولفظيا من قبل والدتي، والدتي التي في مرحلة المراهقة انقلبت الأدوار بيننا فأصبحت أنا بمثابة الوالدة بعد اكتشافي لعلاقاتها ومحادثاتها الجنسية مع رجال تعرفت بهم عبر الانترنت- كشفت لها في عراك لي معها بمعرفتي ذلك، وهددتها بإخبار والدي(والذي في الحقيقة لم يكن أحسن حالاً منها) راقبتها لفترة، ثم لم أعد أهتم.
نشأت وأنا غارقة في فراغ داخلي، وإحساس بأنني لا شيء وأنا لا أحد يكترث حقا بي يلازمني.
تحصيلي الدراسي في المدرسة كان جيداً-رغم كل شيء- لكن مستواي في المرحلة الجامعية بدأ بالهبوط؛ رغم دخولي للتخصص الذي أحب حقا.اختلاطي بالناس محدود وليس لدي أصدقاء كثر- لدي صعوبة في الانسجام مع أي كان وأنا خجولة بشكل عام- يحمر وجهي عند حديثي مع أشخاص لست معتادة على الحديث معهم (ذكوراً أو إناثاً)
وإن ساءت الأحوال أكثر ربما أتلعثم أيضاً، لكن عندما أشعر لسبب ما بالثقة أو بالفرح أو عندما أتكلم مع من أرتاح لهم لا تظهر أي من هذه الأعراض (هل هو رهاب اجتماعي؟) .كثير من الأشخاص يصففونني بالغريبة أو الانطوائية، ليست لي تجارب عاطفية، ولم يصارحني أحد ّفي حياتي بأنه معجب بي.
دائماً أشعر بأنني أستحق أكثر مما أنا عليه وأنه يمكنني فعل الكثير إذا أتيح لي، لكنني دائماً عالقة في نفس المكان..لا شيء يتغير و لا شيء يحدث! وكثيرا ما أتساءل:
لماذا يمنح بعض الأشخاص الهدايا من الحياة دون بذل أي جهد -وأنا علي أن أشقى للحصول على أي شيء.
أنا الآن لا أريد شيئاً لأنني أعلم أنه سواء إن أردت أو لم أرد فلن أحصل عليه..
20/8/2018
رد المستشار
صديقتي
شعورك بأنك تستحقين أكثر يأتي من الجزء الصحي والصحيح فيك ويأتي من الفطرة التي فطرنا عليها..من يمنحون الهدايا في الحياة، يتلقونها بسبب أفكارهم الإيجابية واقتناعهم التام باستحقاقهم لها.. أحياناً ما يكونون مرضى وأنانيون وأحياناً كفار وأحياناً مؤمنين ومحبين للإنسانية.. ولكن ليست هناك هدايا مجانية في هذه الحياة وإن كانت تبدو المسألة كذلك في بعض الأحيان.
والدك ووالدتك ليسا بالوالدين ولكنهما تبرعاً ببويضة وحيوان منوي لكي يكونا جنيناً ولكن لم يكن وليس لديهما الآن أية فكرة عن الحب أو الأطفال أو التربية.
يجب عليك أن تفصلي تماماً بين قيمتك التي أعطاها لك الله بإعطائك الحياة وبين أفعال هذين المراهقين المريضين.. أعني والديك.... قيمتك تحددها أفكارك وأفعالك وليس رأي الآخرين أو تصرفاتهم معك.
يجب عليك أن تصبي اهتمامك وانتباهك في دراستك وتفوقك وأيضاً في الاختلاط الصحي بالآخرين والتدريب على أن تكوني مرتاحة في كل المواقف أو البعد عما لا يتفق مع مبادئك ولكن ليس البعد بسبب الخجل.. الخجل هو الخوف من رأي الآخرين فيك وكأنهم ليست لديهم أية مشاكل أو تحديات وأيضا سوف يعرفون نقاط ضعفك من مجرد التواجد أو الكلام معهم .. هذا بالطبع مستحيل وغير منطقي.
بدلاً من أن تلعبي دور الأم مع والدتك، الأحرى بك أن تكوني الأم والأب المثاليين بالنسبة لنفسك.
قد تحتاجين لمراجعة معالج نفساني لمناقشة بعض هذه الأمور
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب وتابعينا بأخبارك
واقرئي أيضًا:
لا أب ولا وطن : قلوب تنكر بنضها م