الشك والتجديف وسواس قهري ديني ! م2
الوسواس القهري الشديد في الدين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لقد أكثرت عليكم بأسئلتي وأتمنى أن تعذروني فأنا بأمس الحاجة أن أجد من يسمعني، كما أخبرتكم من قبل أنني كنت بعيدة عن الدين وكنت جاهلة والله العظيم كنت جاهلة وفي مجتمعي تنتشر بكثرة جمل يكون فيها نوع من الاستهزاء بالدين، وأنا لجهلي بأن هذا استهزاء بالدين وجهلي أن هذا كفر فقد كنت أقع فيه ومرة سمعت أحدا قال جملة والله عندما أتذكرها أتمنى لو أني مت قبلها فقد كانت فظيعة وأنا كنت كارهة لها ومتعجبة من هذا الشخص كيف تجرأ على نطقها،
ولكني كالغبية ابتسمت حينها والله تمنيت لو أنني أصبت بالشلل قبل أن أبتسم وأعرف أن من كره بقلبه فإنه لا يكفر،
ولكنني لا أستطيع مسامحة نفسي أبداً أعلم أن ربي سبحانه غفور رحيم ورحمته وسعت كل شيء، لكنني لا أستطيع مسامحة نفسي لم أعد أستطيع لا أن أدرس ولا أن أعبد الله كما كنت كلما جئت أفعل شيئاً أتذكر ذلك الموقف فأقرف وأشمئز من نفسي ولا أستطيع فعل شيء سوى البكاء والدعاء لربي بأن يسامحني، والله صرت عندما أجلس مع صديقاتي أود أن أقول لهن لا تحبوني ولا تتحدثن معي فأنا أقرف مما تتصورن إضافة إلى ما يدور في نفسي من وساوس وأفكار...........
لما أراهن يتحدثن عن الدين وعن الصلاة وعن راحة وجمال الإيمان وعن حبهن لله تعالى، أقرف من نفسي أكثر وأكثر وأتمنى أن أكون مثلهن لقد أصبحت عبادتي بلا روح، والله العظيم كنت لما أنهي الظهر أجلس أنتظر العصر بكل شوق كنت لما أقرأ القرآن أبكي كنت أذكر الله وقلبي به سعادة لا توصف، الآن أحب ربي أكثر وأكثر لكني أشعر أني أعبد الله دون حضور القلب وكأنني جسد بلا روح وأشعر بثقل شديد قبل الطاعة.. لا أعرف سوى البكاء وقلبي به خوف لا يعلمه سوى ربي عز وجل شأنه،
أعرف أنكم ستطمئنونني ولكني لا أستطيع مسامحة نفسي قولوا لي أي شيء لكي أنسى ما حدث والله حياتي صارت بلا معنى وكيف سألقى ربي وأنا على هذه الحال...
23/8/2018
رد المستشار
الابنة الفاضلة "أناا" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك واختيارك ومتابعتك مع خدمة استشارات مجانين بالموقع.
ألا ترين أنك تحملين نفسك ما لا تطيق وتعاملينها بقسوة مفرطة؟ جبل الإنسان على حب نفسه ويفترض بمن يعرف أن ربه غفور رحيم وأنه لا ذنب عليه فيما لا يملك له دفعاً وفيما يجهله يفترض أن ينسى وأن يسامح نفسه... أما جلد الذات وتحقيرها والإفراط في مشاعر الذنب فسلوك غير إنساني يا ابنتي عليك أن تغييره ما استطعت واعلمي أن الإفراط في مشاعر الذنب يضيع فضل الاستغفار.
وأما النقطة الثانية والتي تتعلق بإحساسك أنك تعبدين الله دون حضور القلب وكأنك جسد بلا روح، فسببه أمران الأول راجع لك وهو فرط مراقبتك لنفسك واستبطانك الدائم لمشاعرك خوفاً من الوسواس فإذا أنت بدلاً من أن تمارسي العبادة تراقبين نفسك وأنت تمارسينها.... وأما الأمر الثاني فهو أنك بمحاولتك الدائمة والمتكررة استبطان نفسك وتفتيش مشاعرك تعطين الوسواس فرصة ذهبية ليحول بينك وبين ما ترمين في نفسك وبالتالي لا تجدين الخشوع ولا المشاعر المعتادة أثناء العبادة ليس لأنها غير موجودة ولكن لأن الوسواس يفصلك عنها ولإصلاح ذلك عليك الكف قدر استطاعتك عن مراقبة نفسك أثناء العبادة،
وأما سبب شعورك بثقل شديد قبل الطاعة فهو أنها بسبب ما سبق شرحه مما يحدث أثناء العبادة فتغتم نفسك بدل الانشراح، وأيضاً غير ذلك من الوساوس والأفعال القهرية المرتبطة بالعبادة .... كل هذا يجعل العبادة ثقيلة عليك.... لكن هذا يتحسن بعد الع.س.م الناجح.
ودائماً أهلاً وسهلاً بك دائماً يا "أناا" على مجانين فبالتطورات تابعين .