الاستهزاء بالأشخاص..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا شاب أبلغ من العمر 16 سنة وعندي أصدقاء ولكن ليس لي صلة بهم كنت أنا وأصدقائي من 3سنوات نطلق ألقاب على بعضنا البعض وكنا نمزح بها... ولكن حصلت مشاكل بسبب هذه الألقاب لأن بعضها سيء وانتهى المزاح بهذه الألقاب، ولكن أصحابي يطلقون عليً اللقب مع أني كنت لا أرد عليهم وقلت لهم أن هذا الاسم يضايقني، ولكن مازالوا يستهزئون بي حتى الأطفال الصغيرة.
أنا خائف بجد......... حينما يقول لي أحد هذا اللقب أحس بتوتر وخوف وأنا الصراحة أخاف أن أواجههم مع أنهم أصغر مني، والذي يضايقني في الموضوع أن أصدقائي كان لهم ألقاب مثلي ولكن هم كفوا عن الاستهزاء بهم إلا أنا وأخي والله أنا لا أعرف ماذا أفعل.
أرجو المساعدة مع أن اللقب لا يطاق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
25/8/2018
رد المستشار
سلام عليكم صديقي "حسني" وأهلاً بك على موقع مجانين.
مع أن استشارتك قصيرة إلا أنها توضح مشكلة في إثبات ذاتك كشاب ذي 16 عاماً، فأنت لا تستطيع حتى أن ترد على من هم أصغر منك، طبعاً هم يأخذون القدوة من أقرانك الذين شاع عنهم تلقيبك بالألقاب المزعجة والضحك عليك.
كما قلت الكل في مرحلة ما يُصنع له لقب على مقاسه، مجرد خطأ أو كلمة فيطلقون عليه لقبا لا يفارقه حتى تنتهي فترة المراهقة عند الكل ويبدأ التركيز على أمور أخرى أكثر نضجاً. لكن منهم من يبقى اللقب لصيقا به، إمّا لأنّه لم يخرج حقاً من مستحقّات ذلك اللقب (لم يطوّر مهارات ولم يتطور مثل أصحابه) أو أنّه يُبدي توتّراً كبيراً وخوفاً مثلك، فيصير موضوع استثمار للسخرية وتمضية أوقات مسلية لأنه سريع الاستفزاز وله ردود فعل مضحكة تحملهم دائماً على تكرار السخرية بتلك الألقاب.
لو قلت لنا بعض تلك الألقاب وفصلت في حالتك أكثر ربما نفهم أكثر ما يجب أن تفعله لتجنب هذا قدر الإمكان.مثلاً لو كنت بدينا ويسخرون من جسدك "مرهْرط، سيد قشطة" فعليك أن تعزم على الرياضة فهذا سيسحب البساط من تحت أرجلهم، فلا يمكنهم أن ينعتوك بما لم يبق موجوداً، وأيضاً سيعطيك ثقة كبيرة بنفسك وذاتك وقوة أيضاً يخشاها المتنمّرون.
وإن كنت من النوع الذي يضخم المزاح وحساسا لدرجة أنك تبدو منزعجاً جدًا (وهذا ما يريدونه) يجب أن تتعلم مهارات اللامبالاة والرد الصارم المناسب والضرب الموجع للآخر، يعني تقول له كلاماً بصرامة وأدب عن شيء يؤذيه بحقّ، والأهم هو ألا تكترث، اللامبالاة لها أثر عجيب في ردع المتنمّر.
تصوّر مخترعاً يريد أن يشغّل محركا كبيراً، كلما قام بمحاولات معينة أضاف بنزينا أو عدّل مولّداً أو حرك برغيّاً، يتجاوب مع المحرّك، هذا بالضبط ما يحصل عندما تبدو عليك علامة الاستفزاز، فالمتنمر يتغذى على تفاعلك وتوترك وغضبك واستيائك، وإن لم تبالي به، لا أحد سيحب الظهور بمظهر المخترع المجنون الذي يحاول مع محرك لا يتزحزح !
وجرب أيضاً مدح المتنمر عليك والذي يسخر منك، إذا قال لك شيء قل له: البركة فيك أنت اللي "عكس المسبة" وسترى الأثر العجيب لهذا المدح وهذه اللامبالاة.واقرأ هذه الاستشارة، ولا عيب في تطوير شخصيتك ومهاراتك الاجتماعية بالقراءة والمتابعة عند مدرب كفؤ
التعليق: بالإضافة إلى كلام المستشار أعلاه أرى بأن أهم نقطة هي عدم الإستجابة بغضب و نرفزة إتجاه كلام الآخرين, هذا الأمر لا يعني أن لا تعبر عن ذاتك و غضبك إتجاه الأمر لكن يجب أن تغير من طريقة أسلوبك في التعبير عن ذلك,
فمثلاً يمكنك تجاهل السخرية لمرة أو مرتين لكن في المرة الثالثة يجب أن تعبر عن غضبك بشكل واضح و لكن بصوت هادئ و بكلامات حازمة, لأن التعبير عن الغضب بهدوء و بتلك الطريقة يدل على الثقة, هذا الأمر تشاهده أيضاً في سلوك الحيوانات في الطبيعة فمثلاً ثقة الأسد بقدرته و بنفسه تجعله لا يزأر كثيراً والثقة هي العامل الأهم عند التعامل مع الآخرين بشكل عام. أمر مهم جداً و هو أنه يمكنك أحياناً أن تتجاهل الأعتداء اللفظي من الآخرين, لكن لا تتجاهل أبداً الأعتداء الجسدي حتى و لو كان مزاحاً يجب أن توقف الشخص من المرة الأولى التي يحاول فيها مد يده عليك و يجب أن توقف ذلك الشخص فوراً بحزم و بقوة (و القوة هنا لاتعني العنف بالضرورة) لكن المعنى أن تلجأ إلى الطريقة الحازمة التي توقف ذلك الشخص و يمكنك اللجوء إلى الطرق القانونية و الشرطة للتبليغ عن ذلك المعتدي و هذه أفضل الطرق و أكثرها حزماً لعدم تكرار الإعتداء خصوصاً أننا في هذا الزمن نعيش في دول مدنية تحكمها قوانين و يجب اللجوء إلى الشرطة في بعض الحالات بدلاً من التصرف بإنفراد و عنف قد يؤدي إلى مشكلة أكبر.