السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
دكتور, مشكلتي بدأت من خمس سنوات أي من وفاة جدي رحمه الله, من تلك الحادثة أصبح والدي المسئول عن العائلة, فأصبح يهتم بعمي الصغير وجدتي وعماتي ليست هنا المشكلة لأن هذا واجبه، المشكلة أني أحب أبي كثيراً وبشكل جنوني بحيث أساله أين تذهب؟ ولما تأخرت؟
وبعد مرور سنة تزوج عمي الصغير وقد اهتم به أبي كثيرا من ناحية مسكن وعمل وسيارة وأصبح مشغولا عني كثيراً, وأحيانا كنت أتظاهر بالمرض كي لا يخرج, بعد مدة جاءت لعمي فرصة عمل في خارج المملكة ولا يأتي إلا في الأجازات والأعياد تاركاً زوجته وأطفاله هو.
وقلت لأمي التي كانت دوما تقول لي يجب أن تعذري والدك لأن لديه مسؤولية كبيرة تجاه أهله ومن واجبه أن يرعاهم وكانت لا تقصر معي في شيء وتحاول أن تعوضني عن غياب والدي دائما..... قلت لها الآن قلت مسؤولية أبي اتجاه أهله، ولكن لم أكن أعلم أنها سوف تزيد أكثر من هذا بكثير هي لزوجة عمي لأن اعتناء أبي بأخيه واجب أما زوجته وأطفاله هذا كثير جداً.......
أصبحت تتصل في الليل بوالدي وتقول إلحقني ولدي تعبان, أو تتصل وقت عودة أبي من العمل وتقول أريد حاجيات من السوبر ماركت وقت الأجازات تشاركنا فيها, لم أتحمل أنا وأمي هذا الوضع وحاولنا التحدث إليه لنصل إلى حل, قال أمانة ويجب أن نسعها فهي بمثابة أخت، ولم نصل لحل.
هذه المرأة خربت بيتنا أصبحت النيران تلتهم بيتنا، وهي السبب، وأصبح أبي مقصراً في واجباته كزوج وأب...أصبحت أكره هذه المرأة كثيرا.. أرجوك يا دكتور جد حلاً لمشكلتي بسرعة وفسر لي الحالة...
كما أني أريد أن أصبح طبيبة نفسية في المستقبل إنشاء لله.
وشكراً...
7/8/2004
رد المستشار
الأخت العزيزة "ريم"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لا أنكر عليك حبك لأبيك واهتمامك به وغيرتك عليه فهذه أشياء طبيعية, ويبدو أنه كانت لديك أحاسيس بأنه سوف ينشغل أو يبتعد عنكم, وفعلا حدث هذا بعد وفاة جدك رحمه الله, وكان عزاؤك وعزاء والدتك هو أن أباك يقوم بواجبه الشرعي والإنساني نحو العائلة الكبيرة, وهذا عمل نبيل لا يختلف عليه أحد.
ولكن يبدو أن إحساسك كأنثى (رغم صغر سنك) كان يستشعر خطرا ما على والدك وبالتحديد من جهة زوجة عمك التي تعيش وحدها بعد سفر زوجها للعمل, ولست أدرى إن كان هذا الخطر حقيقيا أم لا, ولكني أرى بعض الأشياء تحدث ربما تؤدي إلى مشكلات جسيمة، وهى أن والدك يرعى زوجة عمك وأطفاله بشكل مباشر فيزورهم في الليل أو النهار لأي سبب من الأسباب ولم أفهم من كلامك أنه يأخذ أمك أو يأخذك معه أثناء هذه الزيارات.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " إياكم والدخول على النساء, قالوا أرأيت الحمو (يعنى أخو الزوج أو قريبه), قال: الحمو الموت, الحمو الموت, الحمو الموت"صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه البخاري.
لهذا يمكنك التحدث إلى أبيك بشكل هادئ ومناسب حول هذا الحديث، وتقترحين عليه أن يأخذك معه أو يأخذ والدتك في كل مرة يذهب فيها إلى بيت عمك الغائب, واحرصي أن لا يكون في كلامك أي اتهام نحو أبيك وإنما فقط أنت تحرصين عليه وعلى عمك وزوجة عمك وأمك من القيل والقال, وقبل هذا تحيين أمرا نبويا عظيما لدرأ الفتن والمخاطر قبل أن تحدث. وربما يتقبل منك أبوك هذا الأمر لأنك ابنته وحريصة عليه وعلى سمعته, وإذا قال لك إن عمك مثل ابنه وأن زوجته مثل ابنته فذكريه بأن الحديث النبوي لم يستثن في هذا الأمر أحدا.
أشكر لك وعيك الناضج والمبكر, وأتمنى أن تتحقق أمنيتك وتصبحين طبيبة نفسية في المستقبل القريب إن شاء الله،
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، فتابعينا بأخبارك.