الابن المخترع..... كيف أتعامل معه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. طفل عمره 12سنة فوقه ولد وبنتان وتحته ولدان وبنت.. علاقته مع إخوته وأخواته ممتازة.. وخاصة مع أخواته يحبهم كثيراً.. ويحب مساعدتهم من غير تذمر.. بعكس إخوته. ويثور إذا رأى دمعة إحدى أخواته على خدها.. سواء كان من إخوانه أو من بره.. محول غرفته إلى معمل للاختراعات.. يحب تحويل الأجهزة إلى أجهزة مختلفة على حسب طلبه... إذا تلف جهاز في المنزل لا يحب أن يرميه.. وإنما يستعمل معداته لصناعة أجهزة أخرى... محول غرفته إلى برج مراقبة.. بحيث يراقب كل من بالمنزل عن طريق غرفته. اخترع جهاز.. يكشف عن طريقه الذي يقترب من غرفته لمن وطأ بقدمه على الدرج أو بالاقتراب من باب غرفته بإصدار إنارة. والعديد من الأجهزة الأخرى.
المشكلة الأولى...
أعطب جميع أجهزة المنزل.. وإذا أعجبه جهاز وطلبنا منه إصلاحه يتعمد إتلافه.. لكي نرميه ليستخدمه في صناعة جهاز آخر. والمشكلة بأني رجعت لغرفته.. لقيته صالح ومشبك معه أجهزة أخرى.. غرفته كومة من النفايات.. وإذا أردت تنظيفها أو أن أرمي بعض المعدات يرفض ذلك ويرفض تنظيفها. تحت سريره كومة من المعدات التالفة. كطائرة قام بصنعها تتحرك بجهاز عن بعد.. وغيرها من الألعاب القديمة التي قام بصناعتها.. وغيرها من الأجهزة التي لا أعرف كيف تعمل..
أفكاره دائماً خيالية.. كان مرة رآني أحمل من الثلاجة علب كراتين لأخرجها إلى الخارج وأعود لأغلق الثلاجة.. نظر إلي وقال : أمي.. هل تريدينني أن أجعل الثلاجة تغلق نفسها بعد إخراج الذي بداخلها.. مثل باب المدخل تماماً.. يغلق من تلقاء نفسه الطريقة سهلة.. فكرت فيها ووجدتها سهلة جداً.. قلت لا شكراً... أنا بحاجة إلى ثلاجتي..
عندما كان عمره سبع سنوات.. لا يحب شراء الألعاب, يحب صنع ألعابه بنفسه.. ويكتفي بألعاب إخوته.. وإذا تلفت لعبة من ألعاب إخوته.. يستخدمها لصناعة لعبة أخرى.. وعندما أذهب به إلى محل الألعاب.. لأشتري له.. يبحث عن لعبة لها جهاز معين يريده... وعندما يعود للبيت يقوم بإتلافها وأخذ منها ما يريد. أو يأخذ لعبة لها جهاز للتحكم عن بعد.. ويقول هذه تفيد للجهاز الذي عندي.. أو يتفحص الألعاب الغريبة التي في المحل كيف تعمل...
المشكلة الثانية..
ليس لديه أصدقاء في المدرسة.. وعندما أسأله يقول بأنه لم يجد إلى الآن الأصدقاء المناسبين.. جميع الأولاد الذي يقابلهم جميعهم غير مناسبين مع أنه الآن في المرحلة المتوسطة. مع أنه محبوب... ويجبر الآخرين على الضحك بكلامه.. ويحب الاختلاط بالآخرين. وخاصة مع الذين يستفيد من علمهم..
أغلب الأولاد الذين في المدرسة أو في الشارع يحبونه كثيراً.. دائماً حديثهم طارق.... وطارق.. أو إذا عاد إلى المنزل.. يلتفون حوله إخوته الصغار وأخته.. ويصرخون طارق جاء.. بعكس إخوته.. يكره المدرسة كثيراً... وإذا قلت لماذا؟ قال لأن المعلمين.. يرفعون الضغط.. ودائماً كلامهم... أص ولا كلمة.. ولاَّ ولا نفس.وبعض المعلمين يجيبون النوم... كأنهم يسوون فينا تنويم مغناطيسي. لدرجة أن واحد من الشباب اللي خلفي يقول بأني حلمت بأني أتمشي في شارع من شوارع باريس...
دائماً يقول لي والله كرهت المدرسة.. ولولا الشهادة كان ما كملت.
أغلب وقتي صامت في الفصل لا أستطيع الحركة.. كأني مقيد.
15/8/2018
رد المستشار
الأم العزيزة صاحبة الاستشارة أهلاً وسهلاً بك على موقعنا مجانين وشكراً على ثقتك، قرأت إفادتك مراتٍ عدة علني أصل إلى ما يمثل مشكلة حقيقية لدى ولدك فلم أستطع الاهتداء لمشكلات هي من وجهة نظري أنا شخصياً مشكلات في الولد، فعلى عكس ما رأيت أنت أرى أنا مشكلة مجتمع وبيئة تبدو إلى حد ما غير معدة لرعاية الأطفال الموهوبين، كذلك أحسب أن فكرة النموذج الذي يجب أن يكونَ عليه الولد ذلك النموذج الموجود في خيالك وخيال كل أم هذه الأيام، أحسب أن له دورًا في إشعارك بوجود مشكلة يتسبب فيها ولدك، فأنت تطمحين إلى نموذج الولد المرتب الذي يفرح باللعبة ويحافظ عليها وترين في ابنك هذا مخرباً!
ابنك كما ترين غير متوافق مع مدرسته ولا سعيد بمدرسيه لكنه كما يستشف من الإفادة صاحب مستوى دراسي جيد وإن لم تذكري صراحة، وحتى لو لم يكن كذلك فكم من مخترعين ومبتكرين ومكتشفين أمثال إديسون ونيوتن وآينشتين ممن أضافوا للبشرية كثيراً كانوا من غير المتفوقين دراسيًا، ومهمة كل أم أن تراقب طفلها إذا كانت لديه هواية الفك والتركيب لأي شيء أو للعبة، وعليها أن تبدأ في التنبيه على أهمية أن تجعله يقرأ في الموسوعات العلمية التي تشرح للطفل كل شيء عن عالم الاختراعات وتخبره عن الحالة النفسية التي يتعرض لها المخترع أثناء شرارة الاختراع، فهناك فرق بين الموهبة الفنية كالغناء والتقليد والرسم والتفكير العلمي أو الخيال العلمي الذي يجب أن ينمى في الطفل وإلا سوف يختفي، ولهذا فالفكرة إذا قبلها المحيطون بك فهي خيال علمي، وإذا لم يتقبلها المحيطون بك فهي مجرد خيال وهمي لا يصلح للتطبيق.
الحقيقة أن ابنك هو الذي يستشعر عديدا من المشكلات ونحن كمجتمع مقصرون في حقه لأن المفترض هو أن تكونَ لمثل هذا الولد مؤسسات تعليمية خاصة يجد فيها دروسا تناسبه ومدرسين مدربين للتعامل مع أمثاله ومساعدتهم على تنمية قدراتهم ومواهبهم، كذلك يجد فيها أقرانا يشعر أن حديثه معهم مفيد بحيث يفيد ويستفيد، بينما الوضع الحالي يجعل ابنك مظلوما إلى حد بعيد.
ولعل من الممكن أن تبحثي له عن نادٍ لرعاية أمثاله من الموهوبين إذا تعذر وجود مدرسة، فمثل هذا النادي يمكنُ أن يقوم بتنمية قدرات الأطفال الذين لديهم استعداد للابتكار عن طريق محاضرات من أساتذة الجامعات في التكنولوجيا والكهرباء والفيزياء وغيرها، لمساعدة الطفل الذي يمتلك الفكرة والخيال على تحويلها إلى نقاط محددة؛ ليصل إلى شكل الاختراع ثم يبدأ في عمل "الماكيت" أو النموذج الأولى للاختراع، تخيلي أن هذا هو المطلوب! من المجتمع، وأما أنت فشجعيه واصبري وشجعيه وتحملي لأنك يوماً ستفخرين وكل العائلة بأن هذا المخترع العظيم ابنكم.
واقرئي أيضًا:
هل الطفل الموهوب من ذوي الاحتياجات الخاصة؟
المقترحات العشرة في تنمية مواهب الأطفال