استشارة أسرية...
السادة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزآكم الله خيراً على هذا المجهود الرائع في قضاء حوائج المسلمين تزوجت منذ تسعة أشهر وبعد زواجي لم أجد نفسي منجذباً لزوجتي بالقدر الكافي حيث لم يكن هناك فرصة للتعرف عن قرب وبعد الزواج قلت لنفسي عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم واضعا في ذهني إذا لم أحس بالراحة أن أتزوج مرة ثانية وأنا مبق عليها في عصمتي
ثم بعد شهر ونصف تقريباً سافرت إلى مكان عملي وبعد شهر تقريباً أرسلت إلى أهلي أن يرسلوا إلي زوجتي حيث أني سئمت حياة العزوبية ومللت من خدمة نفسي وكان هذا الدافع هو أقوى من دافع الغريزة الفطرية وماطل أهلي في إرسالها مما أثار غضبي فانتابني في إحدى الليالي نوع من الوسوسة في الطلاق وكأن الكلمة تريد أن تخرج مني رغماً عني ولكني لم أستجب لهذه الوسوسة الذي تحولت إلى نوعا من أحلام اليقظة أدير فيها حواراً نفسياً لمواقف متخيلة ثم أنتبه من هذا الحوار قائلا هل تلفظت بالطلاق أم لا فأصبحت زبونا دائما لدى دوائر الإفتاء وعلماء الشريعة في العالم العربي.
وفي هذه الفترة كانت زوجتي قد أتت وكنت لا أستطيع أن أقربها إلى أن تأتيني أجوبة الأسئلة التي أرسلتها إلى العلماء ــ وكنت أتمنى أن تأتي أجوبة العلماء بعدم وقوع الطلاق كي أعوض زوجتي عن صبرها وكانت تأتي أغلب الأجوبة بعدم وقوع الطلاق والبعض الآخر إما أن يحيلني إلى نفسي أو يتحفظ عن الإجابة ــ وإلى أن تأتيني الأجوبة يكون قد تجدد لدي سؤال آخر يحتاج إلى جواب وهكذا هلم جر ومع كل سؤال جديد
أحس أن موقفي الأول أفضل من الحالي وبدلاً من أن يكون وجودها فرصة لتنمية العلاقات أصبحت العلاقة شعور بالذنب من جهتي وصبر من جهتها فلم تحدث معاشرة سوى مرات قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة وكانت بعضاً من هذه الفتاوي تنصحني بعرض حالتي على طبيب نفسي وأخذت بهذه النصيحة.
وأنا حاليا رغم أن بعض المفتين يعزون الأمر إلى وساوس يجب ألا أسترسل معها إلا أني أجد حرجا ًفي نفسي وأقول لنفسي أن الإثم ما حاك في الصدر وخشيت أن يطلع عليه الناس وإذا حاولت أن أتجاوز الحرج الذي في نفسي أجدني أحس بنوع من البرود تجاه زوجتي وأجد هذا البرود يرحني نفسياً إذ يزيل عني ما أجد من حرج شرعي رغم الفتاوى.
وهذا البرود لم يعد قاصرا على زوجتي بل أحس بنوع من الاشمئزاز من جنس النساء عموما وأستغرب عندما يتكلم أناس عن الزواج وكأنه أمر في غاية الروعة هذا بالإضافة إلى ما أشعر به من تأنيب للضمير تجاه زوجتي وما أسببه لها من ظلم وهي امرأة صابرة وطيبة وتعرف حق الزوج ولكن كما قرأتم فإن الخطأ بدأ مني وأنا أجد نفسي مخنوقاً ولا أستطيع أخذ أي قرار وأجد أحلامي في بناء بيت مسلم وذرية صالحة تتوارى
ولم يعد لي هدف وتركت اهتماماتي في القراءة والاندماج مع الآخرين ولم تعد لي أي اهتمامات أمارسها سوى التفكير في هذا الوضع
فهل أجد عندكم النصيحة والمساعدة
22/9/2018
رد المستشار
الأخ العزيز أهلاً وسهلاً بك على موقع مجانين وشكراً على ثقتك، ذكرت في سطور إفادتك أنك نُصِحت بزيارة الطبيب النفساني من قبل بعض من استفتيت من الفقهاء بارك الله فيك فلماذا لم تفعل؟
حالات الوسوسة في الطلاق في مجتمعاتنا عديدة وكثيرة الأشكال لكنها كلها تدور حول محورٍ واحد هو التشكيك في وقوع الطلاق بينما هو لم يقع، ويأخذ ذلك شكلا من أشكال الفكرة التسلطية ثم تعقبه أفعالٌ قهرية شتى تختلف من مريض إلى مريض، واقرأ : من وسواس لوسواس: حتى الطلاق!
ولكن محتوى الوساوس ليس هو ما نحددُ على أساسه أن الحالة وسواس قهري أو لا وإنما هناك شروط ذكرناها من قبل على هذا الموقع لاعتبار فكرة ما تسلطية وهي:
-1- أن يشعرَ المريضُ بأن الفكرَةَ تَحْشُرُ نفسها في وعْيِـهِ وَتفرضُ نفسها على تفكيرهِ رغماً عنه لكنها تنشأُ من رأسِهِ هو وليست بفعلِ مؤثِّرٍ خارجي.
-2- أن يوقِـنَ المريضُ تفاهَـةَ أو لا معقوليَّـةَ الفكْرةِ وَعَـدَمَ صِحَّـتِها وعدم جدارتها بالاهتمامْ.
-3- محاولة المريض المستمرة لمقاومة الفكرة وَعدم الاستسلام لها.
-4- إحساس المريض بسيطرةِ هذه الفكرة وقوتها القهريةِ عليه فكلما قاومها كلما زادَتْ إلحاحًا عليه، فيقعُ في دوامةٍ من التكرار الذي لا ينتهي.
وأحسب هذا منطبقا عليك تماماً، ومن الواضح أنك أيضًا تعاني من الأفكار الاجترارية أوالاجترار الوسواسي Obsessive Ruminations، إضافة إلى الاكتئاب ذي العلاقة بالوسواس القهري كما بينا في إجابة : الوسواس القهري والاكتئاب ، وأحسب أن لاكتئابك دوراً في نقص الرغبة في الزوجة والزهد فيها، وكل ذلك يزول إن شاء الله بالعلاج لدى الطبيب النفساني معرفياً وسلوكياً وعقَّارياً.
واقرأ لتعرف أنك مطالب بأن تطلب العلاج :
مسلم يعاني من الوسواس القهري : ماذا عن العلاج ؟
واقرأ كذلك:
طلاق الموسوس : الوسواس القهري والطلاق
وسواس الطلاق والخلع والزواج
وأهلاً وسهلاً بك دائماً فتابعنا بأخبارك.