بيني وبين أبو هندي هل نتشارك في أكل الدواء
السلام عليكم لدي بعض الأسئلة التي قد تعتبرونها فضولية أو مثلما تقولون حشرية، ولكنني أطرحها من باب تثقيفي.. لاحظت في الآونة الأخيرة أنكم دكتور وائل أبو هندي تتجشمون عناء الإجابة عن غالبية الأسئلة، وفي ما ندر الدكتور سداد جواد التميمي وبعض الدكاترة فهل هذا يعني انسحاب غالبية الأساتذة أم أنهم لا يتفرغون كلية للخدمة في هذا الموقع. أم يتهربون من تحمل ثقل الأسئلة الكثيرة وضيق الوقت.
فهل يشكل هذا الأمر ضغطاً عليكم، فمن جهة لا تريدون التفريط في الموقع بعد النجاح الذي وصل إليه، ومن جهة أخرى فإن الموقع أصبح يشكل ضغطا كبيراً عليكم جراء سيل الأسئلة الكثيرة التي تصطدمون بها. وتجدون أنفسكم أمام حتمية الإجابة عليها.
وبكل صراحة شديدة هل يعرف وائل أبو هندي كيف يتعامل مع الضغوط النفسية التي تواجهه. وفي هذا الصدد لا أريد إجابات دبلوماسية فضلاً لا أمراً... ولو فرضاً كانت الإجابة بنعم فما فائدة مثل هذا التكوين الطبي في مثل هذه المواقف...
وسؤال آخر دكتورنا الفاضل وأكثر سؤال أريدكم أن تجيبوني عليه بصراحة. هل وائل أبو هندي يصف لنفسه أدوية نفسية أمام ضغوطات الحياة وتعقيداتها حتى ولو كان ذلك لمرة واحدة أو في فترات متباعدة أو متقطعة. ولو كان الأمر كذلك فهل يمتلك وائل أبو هندي الشجاعة ليقول نعم وبدون أي عقدة، خاصة وأنكم لطالما تغنيتم بنجاعة الأدوية وتنفون عنها آثارها الجانبية، وأنكم تصفونها للعقلاء قبل المجانين.؟ هل تصفونها مثلاً لأحد أفراد عائلتكم؟ أرجو ألا تعتبرني دكتور حشرياً وأن تتقبل أسئلتي بصدر رحب.
أما في ما يخص حالتي دكتور، فأنا مررت بحالة نفسية صعبة ومنذ الصغر ربما مذ أن كان عمري 4 سنوات فأنا لا أتذكر نفسي إلا خائفاً وحساساً بشكل مفرط جداً وخجولاً. ظللت على هذه الحالة إلى أن وصلت إلى ما يشبه الانهيار العصبي في مرحلة الدراسة الجامعية أين كان التدخل الطبي أكثر من ضروري. وبالفعل وصف لي الدكتور بروزاك لمدة 6 أشهر وهنا تغيرت حالتي 360 درجة إلى الأحسن وكأنني تنفست بعدما كنت غارقا.
ولكن بعد 10 سنوات من العلاج بدأت أشعر ببعض العوارض النفسية من مخلفات السنون الطوال من المرض النفسي.. فعدت طبيباً آخر فوصف لي سيرونيل seronil حبتين في اليوم وبريزيفيا préziva نصف حبة في الليل وأتيميل athymil نصف حبة في الليل لمدة سنتين شعرت من خلالها بتحسن، فانقطعت عن الدواء بموافقة الطبيب ولكن بعدها شعرت بانزعاج نفسي، فعدت للدواء نفسه تحت إشراف نفس الطبيب فشعرت بتحسن بعدها وأيضاً لمدة سنتين فانقطعت مرة أخرى عن الدواء وبقيت فقط على نصف حبة أتيميل والذي كان كافياً لأشعر بالطمأنينة لا أقول الشفاء التام ولكن كان يشعرني بالطمأنينة والهدوء النفسي خاصة وأنه كان يفتح شهيتي وزاد وزني لأنني كنت أعاني من النحافة.
وبكل صراحة لم أشعر بأي آثار جانبية إلا البرود الجنسي والذي أزعجني بشكل كبير. أما ما عدا هذا فوجدت راحتي معه. ولكن بعد مدة من هذا الهدوء قررت أن أنقطع عنه. فأن أكون من دون دواء خير من أعيش على تناوله وبالفعل توقفت عن أخذ الدواء، ولكن للأسف بدأت أشعر بعودة القلق والأرق وانعدام الشهية ونقص وزني بدرجة كبيرة أزعجتني كثيرا. حتى أن الكل لاحظ نقص وزني...
ملاحظة: لم يزد وزني أبدا إلا بدواء الأتيميل، وهذا ما أحببته في هذا الدواء ولكن ما أن أحجم على تناوله تنقص شهيتي ووزني بشكل مقيت.
وهنا أريد أن أسأل هل يتوجب علي أن أتوقف عن الدواء وأصبر على أعراض ما بعد التوقف، خاصة وأنني أشعر بالاستعداد النفسي للعودة إلى مخاوفي أو الخوف من العيش بدون سند نفسي أو دوائي.
هل انتكاسة ما بعد مرحلة الدواء هي ناجمة من أنني أحتاج إلى فترات طويلة من العلاج أو إلى مدى الحياة وهذا ما أخشاه. أم هو راجع إلى أنني أصبحت مهيأ نفسيا أن أنتكس بمجرد الانقطاع عن الدواء. أي لدي مخاوف مسبقة من مرحلة ما بعد الدواء
كم من الوقت يجب أن أبقى على هذا الدواء (1/2 أتيميل) ؟
وهل من أعراض يمكن أن تؤثر علي في حالة ما إذا أطلت في تناوله؟
كيف أتقبل فكرة التخلص من الدواء بدون أن أقلق من الخوف من الرجوع إلى المرض النفسي بدون سند دوائي، مع العلم من أنني آخذه حينما أشعر بالغضب الشديد أو في حالات الأرق، لأنني أصبحت أجد صعوبة في النوم من دونه. ربما نصف حبة في أسبوع أو 10 أيام أو أسبوعين.
وأخيرا :
جزآكم الله كل خير
20/11/2018
رد المستشار
الأخ الفاضل "محمد" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
أحييك وأشكرك كذلك على متابعتك الدؤوبة للموقع وعلى اهتمامك وأجيب على أسئلتك كما رتبتها أنت:
- ليس صحيحاً أن أحدا بما فيهم أنا يتفرغ تماماً للخدمة في الموقع ببساطة لأن الموقع موقع مجاني والعمل فيه تطوعي لا يتلقى المستشار أجراً عليه ... وبالتالي فكل المستشارين متطوعون ولم ينسحب أحد منهم ولكن هناك من لا يجيب على الاستشارات المرسلة له إلا بعد اضطرارنا لتذكيره أكثر من مرة.... حتى أنني أجد من الأسهل أن أجيب أنا بنفسي بدلاً من تضييع الوقت في تذكير المستشار بما لديه من استشارات.
- يشهد الله أن عبده سداد جواد التميمي هو الوحيد الذي يكاد يرد بسرعة البرق ولو لدينا 3 مثله لانتفت الحاجة لبقية المستشارين... فأيا كانت الاستشارات كما وكيفا فإن سداد يرد كأفضل وأكمل ما يكون الرد... ولكنني وتطبيقا لمثل مصري يقول "إن كان حبيبك عسل متلحسوش كله" أي لا تلعقه كله أو لا تواصل الضغط والتحميل عليه... ولهذا السبب تجد أكثر من يقوم بالرد بعدي هو سداد..... وليس أبدا فيما ندر فلو أرسلنا له 10 استشارات يومياً لقام بالرد عليها غالباً في نفس اليوم.... لكن لا يجب أن نرهقه ببساطة لأننا كثيراً ما نجد أنفسنا مضطرين لإرسال الاستشارات التي يطول تأخر أصحابها من المستشارين في الرد عليها.... وعندما نفعل ذلك نجد رده جاهزاً عندنا في اليوم التالي على أقصى تقدير.
- بلى يعاني وائل أبو هندي من كروب مجانين المستمرة والمتكررة.... ولا ينجح دائماً في مناجزة الكروب بنجاح لأنه في النهاية آدمي ككل بني آدم..... ومن المهم أن تدرك أن ردي على الاستشارات مهما كانت لا يمكن أن يمثل عبئا بذاته لأنه جوهر عملي لكن الموقع ككل (أصبح يشكل ضغطاً كبيرا علي) كما قلت لكن ليس (جراء سيل الأسئلة الكثيرة التي أصطدم بها. وأجد نفسي أمام حتمية الإجابة عليها)... بل لكل ما يتعلق بالموقع من مسؤوليات باعتباره جريدة إليكترونية تحدث بشكل يومي منذ أكثر من عقد ونصف ولله الفضل أولاً وآخراً.... فله الحمد وله الشكر.
ونعم أحيانا لجأت إلى بعض العقاقير النفسية كالتي أصفها لمرضاي، واستخدمت واحدا منها أثناء إقلاعي عن التدخين واستخدمت كذلك لفترات لم تطل عقار الفلوكستين وعقار إيستالوبرام ونعم أصف العقاقير النفسية لمن يحتاجها من أفراد عائلتي ... ولا حول ولا قوة إلا بالله
- وأما أننا ندافع عن العقاقير النفسية فنعم ندافع عن أهميتها وضرورتها لمن يحتاجها من المرضى أما أن ننفي عنها آثارها الجانبية فغير صحيح.... بالعكس نحن نحذر المرضى من الاعتماد على العقاقير وحدها طالما كان متاحا أي بديل علاجي.
يبقى الكلام عن حالتك..... وقد وصف لك الطبيب الأول بعدما تحاملت على نفسك طويلا عقار الفلوكستين Fluoxetine أو البروزاك لمدة ستة أشهر وكان التحسن مبهراً.... ثم بعد عشر سنوات من المرض النفسي وعبارتك غير واضحة هنا (ولكن بعد 10 سنوات من العلاج بدأت أشعر ببعض العوارض النفسية من مخلفات السنون الطوال من المرض النفسي...) هل كنت مريضاً طوال تلك الفترة ولا تعالج ؟ أم كنت تستمر على العلاج أم أخذت البروزاك من حين لآخر ؟
المهم أنك ذهبت إلى الطبيب الثاني والذي وضع خلطة طيبة تشمل عقار سيرونيل seronil وهو فلوكستين أي أنه مثل بروزاك تماماً وأعطاك 40 مجم في اليوم.... وأما عقار أتيميل Athymil فهو الميانسيرين Miansérine من فصيلة مضادات الاكتئاب رباعية الحلقات. وهو عقار نفساني التأثير يصنف العقار كمضاد اكتئاب نورأدريني وسيروتونيني المفعول، وكذلك كمضاد للقلق وكمنوّم وكمضاد قيء وكمشهٍّ وكمضاد للهستامين.... وكل هذه موجودة عندك ولو لم تقلها كتابة.
وأما دواء بريزيفيا préziva والمادة الفعالة هي omeprazole فهو من مثبطات مضخة البروتون Proton Pump Inhibitors وهي العقاقير الخاصة بتقليل الحموضة المعدية....
المهم أنك بعد مناورات بينك وبين الاستمرار على عقار الميانسرين المفيد لك من زوايا كثيرة أصبحت تعرف جيدا أن البقاء على جرعة بسيطة منه 25 مجم يكفي لجعلك أفضل (لم يزد وزني أبدا إلا بدواء الأتيميل، وهذا ما أحببته في هذا الدواء ولكن ما أن أحجم على تناوله تنقص شهيتي ووزني بشكل مقيت.).... لماذا تريد إيقاف العقار ؟ وقد قلت عنه (وبكل صراحة لم أشعر بأي آثار جانبية إلا البرود الجنسي والذي أزعجني بشكل كبير. أما ما عدا هذا فوجدت راحتي معه).
حتى البرود الجنسي الذي تشكو منه من السهل التعامل معه بينما من الصعب إيجاد عقار يعمل مثل ما عمل الميانسرين... ربما هذا لن يستمر طويلاً جداً لأن هناك عقاقير جديدة ستظهر خلال السنوات القادمة قد تكون أفضل... وأما فكرة الاستغناء التام عن العقاقير النفسانية لمن لا يمتلك سبيلا لطرق علاج غير عقارية..... ولمن قضى حوالي نصف حياته حتى الآن على عقاقير نفسية وهو يستجيب استجابة جيدة لها وكل مرة، وهو الآن بحالة جيدة على 15 مجم من الميانسرين فتبدو يا "محمد" فكرة غير عملية وتجريبها له آثار سيئة على حالتك الصحية العامة، من فضلك لا داعي للتفكير في وقف العلاج...... على الأقل حاليا...
ودائماً أهلاً وسهلاً بك دائماً يا "محمد" على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع >>>>: أنا وأبو هندي : أجلْ نتشارك في أكل الدواء ؟! م