سوء سلوك طفلي...
عندي طفل عمره 11 سنة وهو الثاني من 3 أطفال بنت وولدين ( 10 - 16 سنة ) رزقت بهم, جميعهم ولدوا بعمليات قيصرية ولم يعان أي أحد منهم من نقص أكسجين ولله الحمد، طفلي هذا عانى منذ صغره من بعض المشاكل الجسدية مثل رقبته كانت تلف رأسه باتجاه اليمين دائماً وأخذ علاج طبيعي من مختصين بمساحات الأطفال في المستشفى وشفي منه تماماً وبعد ذلك في عم السنتين كان لا يستطيع الجلوس على قاعدته إلى منحنى إلى الأمام ومع الوقت أصبح يجلس بدون مشكلة ولاحظنا منذ البداية تأخر بسيط بالكلام وبعد سن 4 سنوات أصبح يتكلم ولكن يحتاج وقت بسيط جدا للتفكير قبل الكلام،
المشكلة الأساسية بدأت منذ دخوله إلى الروضة في إحدى المدارس عندما تفاجئنا بالمدرسة بأن ابننا لا يستطيع التكملة معهم لأنه يعاني من فرط الحركة وتشتت الانتباه ونصحونا بتأجيله في إحدى الروضات المختصة بذلك ولديها صفوف دمج لمثل هذه الحالات، ولذلك قمنا بمراجعة عدة مختصين أكدوا لنا أن ابننا لديه فرط حركة وتشتت انتباهه فذهبنا به إلى دكتور أعصاب عمل له صورة مغناطيسية للدماغ اطمأننا بأن ابننا لا يعاني من أي مشكلة عضوية في الدماغ وقام بإعطاءنا دواء اسمه (Strattera 10 gm ) كل يوم حبة ليساعده بالتركيز في الروضة
ولقد استخدمنا معه لمدة 6 أشهر وكان جيدا ولكن أثره الجانبي كان يشعر دائما بالخمول والنعاس وإحساس عدم ارتياح فقمت بالتوقف عن إعطاؤه إياه، وبعد ذلك دخل إلى الصف الأول وبدأت المشاكل الكبيرة تحصل منذ اليوم الأول مشاكل مع التلاميذ لا يجلس في الصف لا يلتزم لا يسمع الكلام والأوامر من المعلمات غير منظم غير مرتب راجعت به عدة مراكز مختصة وبعد الكشف عليه تم إعطاؤنا تقارير بأن ابننا لا يعاني من أي أمراض مثل التوحد أو إعاقة عقلية
فتم تخصيص 24 حصة لتقويم أو تعديل السلوك في أحد هذه المراكز المختصة وكانت الفائدة جيدة لمرحلة ما ثم رجع لحالته السابقة وعانينا مع جميع المدارس التي تم نقله إليها بعد ذلك بحيث أن المدرسة كانت لا تسمح له إلا بدراسة سنة واحدة ثم تطلب منا نقله إلى مدرسة أخرى وهذا كله إلى أن وصل الآن إلى الصف 6 وكالعادة جاءتنا شكوى بأن ابننا يعتدي على الأطفال ولا يحب الدراسة ويتذمر دائماً ويأكل أغراض الأطفال الآخرين بدون إذن
ولكن ما أزعجنا وفاجأنا عندما أبلغنا الأخصائي الاجتماعي بأن طفلنا يقوم بسرقة أكل الطلبة الآخرين خلال الطابور الصباحي وعندما أمسكه بالجرم المشهود سأله لماذا تقوم بذلك قال له أن أكلهم لذيذ وأنا آخذه علما بأننا لا نحرمه من شيء وصندوق الأطعمة الخاص به يحتوي على ما لذ وطاب من الطعام والعصير، ولقد أعلمنا الأخصائي بأن طفلنا قام بضرب أحد التلاميذ وبعد ذلك اعتذر منه وقام بتقبيله (بوسة) من فمه وقال طفلنا للتلميذ أريد الزواج منك،
نحن الآن لا نعلم ماذا نعمل نريد استشارتكم ونصيحتكم لنا علما بأن الأخصائي الاجتماعي طلب من فحص للذكاء لكي يحدد طريقة التصرف مع ابننا وأنا قمت بأخذ موعد استشارة مع دكتور نفسي لكي أعرض طفلي عليه . ولكم مني فائق الاحترام والتقدير
28/11/2018
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
من الواضح أن الطفل موضوع السؤال يعاني من أحد أنواع الاضطرابات النمائية العصبية وغالبا هذا النوع هو فرط الحركة وقلة الانتباه، وهو اضطراب شائع بين الأطفال وينتج عن ضعف بنمو القشرة المخية وكفاءة عملها خاصة في منطقة الفص الجبهي أو الأمامي (وهذا الضعف لا يظهر عادة في الأشعات العادية كالرنين المغناطيسي) وهذه المنطقة - منطقة الفص الأمامي تحتوي على مراكز هامة للتركيز وللتحكم في السلوك الحركي والسلوك بشكل عام، ومن هنا فإن هذا الطفل يكون لديه مشاكل في التركيز والانتباه ومشاكل في التحكم في سلوكياته فيكون مندفعا ويصعب عليه السيطرة على نزعاته ورغباته مما يتسبب في هذه المشاكل التي يصفها الأب السائل.
ومن المعروف علمياً أيضاً أن العلاج السلوكي وحده يحقق نتائجها متواضعة جداً وغير مستمرة في مثل هذه الحالات إذا لم يكن مصحوبا بالعلاج الدوائي المطلوب لتنشيط المراكز المذكورة في المخ، والعقار الذي تم وصفه للطفل هو من العقاقير المعتمدة والفعالة في علاج مثل هذه المرض (وهو عقار ستراتيرا) ولكن كان ينبغي للأسرة الصبر على الأعراض الجانبية البسيطة التي غالبا ما تختفي بعد فترة بسيطة من العلاج، وكان من المتوقع أن يتم رفع الجرعة بعد فترة من قبل المختص كي تتناسب مع وزن الطفل وتكون فعالة على المدى الطويل.
علماً بأن الطفل في هذه الحالات يحتاج للعلاج في المتوسط لعامين أو ثلاثة أعوام، وهناك أدوية أخرى لعلاج هذا المرض إذا لم يكن استراتيرا فعالاً، ولا مفر من تحذير الأسرة من أنه في حالة عدم اللجوء للعلاج الدوائي مع العلاج السلوكي فإن المرض قد يزداد سوءا مع الوقت وهناك الكثير من المضاعفات لهذا المرض إذا لم يتم التعامل معه وعلاجه بالشكل الصحيح.
وقد بدأت بعض هذه المضاعفات بالظهور مثل الكذب والسرقة والسلوكيات الجنسية، وكلها ناتجة عن عجز الطفل عن السيطرة على تصرفاته، كما تعد معدلات الإدمان في مرحلة الشباب في هذه الفئة من الأطفال إذا لم يتم علاجهم أعلى من معدلاتها في أقرانهم من الأطفال غير المصابين أو أولئك الذين يتم علاجهم منه بطريقة صحيحة. فننصح الأسرة بطلب المساعدة من استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين والالتزام بالبرنامج العلاجي بشقيه الدوائي والسلوكي وللمدة المطلوبة والله المستعان ومنه الشفاء والعافية
واقرأ أيضاً:
طفلي مفرط الحركة قليل الانتباه !
نقص الانتباه المفرط الحركة!
نقص الانتباه وفرط الحركة المتبقي؟
اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في البالغين