من وسواس لاكتئاب لقلق متعمم م15
استفسار...
أرجو الرد على هذا السؤال وبالأخص دكتوري العزيز د وائل فهو أعلم بحالتي:
1- القلق المتعمم -وسواس المرض -القلق المرضي -توهم المرض -اضطرابات نفسجسمية -اضطرابات جسدية -القلق المزمن -القلق العام (ما الفرق بينهم وهل هم واحد)؟؟
2- تنصحوننا بالنوم المنتظم والغذاء الصحي ما علاقتهم بالمرض
3- إزاي أعرف إني شفيت من الوسواس القهري أو الرهاب الاجتماعي شفاءً تاماً وهل معنى حدوثه بعض الأحيان أن المرض موجود؟؟ وكيف نتخلص منه نهائياً
4- تعاودني الأعراض الجسدية للقلق وتعكر المزاج بسرعة بعد التحسن بأسبوع أو أكثر؟ ما السبب وكيف تنتهي تماماً لأننا تعبنا بسببهم
5- هل شخصية المريض وليس المرض تحدد جسامة المرض أو كونه متوسطا؟؟ ولماذا ؟
6- هل فيه أفراد أصيبت باضطرابات القلق جميعها بما فيها اضطراب ما بعد الصدمة والهلع والقلق المتعمم والوساوس والرهاب بأنواعه وده بيكون عايش إزاي!! أعتقد حياته تكون جحيماً أعوذ بالله ولا دائماً بعضهاً وليس كلها !!!
7- هل الأدوية وهمية لأنها لا تخلصنا من المرض والقضاء عليه ؟؟
** ملحوظة أتناسى التعب ولكن الأعراض أحس بها ولو حبيت أروح مكان أحسها ولو غيرت المكان أحسها أعمل إيه أكثر من كده!! ملعون ده مرض أستغفر الله العظيم أنا نفسي أخف تماماً وذي أمنية حياتي
8- هل فعلا ًمريض القلق المتعمم بينسى آخر فترة كان فيها كويس ويرجع لنقطة الصفر عندما يعاوده المرض؟
وشكرا لدكتوري العزيز أطال الله في عمره فهو أب لي ولا أثق بأحد غيره أقسم بالله سواء بقلبي أو عقلي
ملحوظة ربما تكون هذه آخر أسئلتي لأني استفسرت عن كل حاجة
بس أرجو الرد بشفافية دكتوري العزيز
15/1/2019
رد المستشار
الابن الفاضل "أحمد سليمان" أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك ومتابعتك استعمال خدمة استشارات مجانين بالموقع.
أجيب على تساؤلاتك بالترتيب:
1- القلق المتعمم - القلق المرضي - القلق المزمن- القلق العام هذه كلها مترادفات تحمل نفس المعنى، وكذلك -وسواس المرض -توهم المرض يقصد بهما في الطب النفسي نفس المعنى وأخيراً فإن -اضطرابات نفسجسمية -اضطرابات جسدية هما كذلك بنفس المعنى.... وهناك عدة أسباب لذلك يا "أحمد" أهمها أولا أننا أمة تترجم العلوم الحديثة ولا يوجد أحد في البلاد التي ما زالت تسمى عربية يهتم بتوحيد ترجمة المصطلحات كي لا يحدث مثل هذا الخلط وكل طبيب أو مترجم يترجم بطريقته، وثانياً أن الأمريكان يرون من وسائل تثبيت حضارتهم أمركة كل العلوم الإنسانية قدر استطاعتهم ومن ذلك تغيير الأسماء والمصطلحات... فهم يغيرون لكي لا يقال أنهم أخذوا من هنا أو هناك... ومن ورائهم أو من وراء غيرهم يترجم العرب ما يستطيعون ولكن كلٌ مع نفسه وكما يحلو له والإنترنت كما تعلم مفتوح للجميع... ومثلاً في المصطلحين الأخيرين واضطرابات نفسجسمية واضطرابات جسدية ما حدث هو أن التصنيف الأمريكي غير كلمة سيكوسوماتيك Psychosomatic إلى سوماتيك Somatic لا لشيء إلا للتغيير، وأما نحن فلا ناقة لنا ولا جمل.
2- النوم المنتظم والغذاء الصحي علاقتهم بالمرض أصبحت معروفة علمياً لأن انتظام إيقاع الإنسان الحيوي وانتقاءه الطعام الصحي كفيلان بمساعدة كيانه النفسي والجسدي على هزيمة الأمراض النفسية والجسدية على حد سواء أو على الأقل التخفيف من حدتها.
3- المرض أو الاضطراب النفسي بشكل عام ليس معناه وجود الأعراض النفسية أياً كانت وإنما أن تكون الأعراض معيقة للشخص ومستمرة لمدة معتبرة التأثير على حياته، والشفاء معناه أنه لم تعد هناك أعراض معيقة.... يعني قد توجد بعض الأعراض في بعض الأوقات أو المواقف لكنها بشكل عام لا تعيق وقد يكون الشخص منتظما على عقاقير علاجية وقد لا يكون.... هكذا مفهوم الشفاء في الطب النفسي يا ولدي.
4- وأما معاودة الأعراض الجسدية للقلق لك وما ينتج عن ذلك من تعكر في مزاجك فلعله راجعا لسببين الأول هو خبراتك المرضية الطويلة والمتكررة والتي جعلتك تعاني مما نسميه بفرط الحساسية للقلق حيث يعطي الإنسان رد فعل مبالغ فيه لمجرد استشعاره أيا من أعراض القلق بسبب فكرته المغلوطة عنها وعن معناها وخبرته السيئة معها، والسبب الثاني -وربما شرحته لك مرة في واحدة من أوائل جلساتنا معا لكنك نسيت- هو أن طبيعة الأعراض التي تشكل اضطراب القلق المتعمم (أو العام أو المزمن أو المرضي) هي أنها أعراض يشعر بها الناس بشكل عادي في حياتهم ولا تختلف نوعيا عن خبرات الإنسان الطبيعي لدرجة أن الطبيب النفساني يحتاج وجود واستمرار الأعراض دون أسباب حياتية تناسب شدتها -والتي يجب أن تكون معيقة للشخص- لمدة ستة أشهر لا يستطيع قبلها تشخيص المريض بالقلق المتعمم!! ويفهم من ذلك أن هذه الأعراض يمكن أن تحدث لإنسان شهرا واثنين وأربعة وخمسة أشهر ولا يستطيع الطبيب (الذي يعمل في مكان منضبط طبيا كغالبية دول العالم باستثناء الدول العربية) أن يصف عقاقير لهذا الشخص لعلاج قلقه المزعج لأنه قانونا لا يحمل التشخيص اللازم لكتابة عقاقير!... نهايته أرجو ألا تسألني إذن متى تنتهي الأعراض التي تزعجني بعد حوالي أسبوع من التحسن لأن أعراض القلق يا "أحمد" هي في الواقع أعراض الحياة !
5- لا نستطيع اعتبار مقولة "شخصية المريض وليس المرض تحدد جسامة المرض" مقولة صحيحة، فهناك عوامل متعددة تتحكم في شدة الأعرض التي يخبرها المريض والشخصية واحدة من تلك العوامل والتي تشمل الأسرة والمجتمع ونوعية المرض... إلخ وأما لماذا يوجد تأثير للشخصية؟ فلأن كل ما فينا يتأثر بشخصياتنا يا ولدي ولا فرق في ذلك بين الأمراض الجسدية المنشأ وتلك النفسية المنشأ!!
6- هناك كثيرون تصيبهم خلطة القلق بحيث تكون لديهم أعراض مختلطة من مختلف أنواع اضطرابات القلق...وليست حياتهم بالضرورة كما تتوقع ويمكنك أن تقرأ عنهم الاستشارات الواردة تحت تصنيف نفسي عصابي: خلطة قلق؟؟ Mixed Anxiety وبالمناسبة يا "أحمد" فإن الوسواس القهري حتى سنة 2015 كان يصنف ضمن اضطرابات القلق لكنه منذ صدور التصنيف الأمريكي الخامس للأمراض النفسية أصبح على رأس مجموعة اضطرابات ذات علاقة بالوسواس.... يعني أنت شخصيا أصبح تشخيصك من يومها خلطة وسواس وقلق واكتئاب!! يا ترى تجد فرقا؟ هل أسماء التشخيصات بذاتها تهم المريض؟ الحقيقة أنها مسألة تعني الأطباء والباحثين الذين يحاولون ما زالوا الوصول إلى فهم أعمق... وإن كان تغيير المسميات ومعايير التشخيص يربك البحث العلمي أيضًا وليس "أحمد سليمان" فقط !!!
7- الأدوية ليست وهمية بالتأكيد فرغم أنها قد لا تقضي تماما على المرض إلا أنها تساعد في تخفيف أو إزالة الأعراض واقرأ في هذا الموضوع
8- وصحيح أننا كثيرا ما نجد مريض القلق المتعمم ينسى آخر فترة تحسن عاشها ويرجع نقطة الصفر عندما يعاوده المرض، إلا أن ذلك يكون في من لا يعالج سلوكياً ومعرفيا، لأنه لا يعرف كيف ينظم مشاعره وانفعالاته فتراه يرتبك عندما تعاوده المشاعر المزعجة، ولا يكاد يتذكر لحظة حلوة عاشها... وأما من يمر بخبرة الع.س.م الناجحة فإنه يعرف جيدا كيف يتعامل وكيف يخاطب ذاته إيجابيا وبكل واقعية.
بقي تساؤل ورد بين السطور عن كيف تتعامل مع أعراض القلق الجسدية؟ وبينت أنك تترك المكان عندما تبدأ الأعراض في الظهور لكنها تستمر رغم تغيير المكان والحقيقة أن فكرة تغيير المكان معناها الهرب أو محاولة صرف الانتباه وهذا لن يجدي معك.. أنت تحتاج إلى التدرب على قبول وجود تلك المشاعر واعتبارها طبيعية أو لا ضرر منها وبالتالي تهمل وجودها بحيث أنك مثلا إذا نويت الذهاب لمصلحة ما وفي الطريق بدأت الأعراض عليك إكمال مشوارك بالضبط كأن الأعراض لم تحدث! وواصل يومك بعدها بشكل طبيعي ولا تقع في فخ تفحص الأعراض بين الحين والآخر... مبدئياً أهمل وأنجز مهامك الحياتية متناسياً تلك الأعراض وكلما عاودتك أهملها وذكر نفسك بأنها عادية فقط أنت لديك عقدة منها... يبدو الكلام صعباً أعرف لكنه بالتدريب يا ولدي يؤتي ثمارا أروع بكثير مما يمكنك الآن تخيله ...
أتمنى أن نكون أجبناك بشفافية ... يا أستاذ "أحمد سليمان" وأهلاً وسهلاً بك دائماً على موقع مجانين فتابعنا بأخبارك .
ويتبع >>>>>>: من وسواس لاكتئاب لقلق متعمم م17