أرجو الإفادة مأجورين
السلام عليكم ورحمة الله، بداية أود أن أشكركم على ما تقدمونه من مجهود، أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم، بالنسبة لمشكلتي لا أعرف من أين أبدأ، الأمر معقد ومتشابك وقديم وأكاد أجن لشدته على قلبي وقد وصلت إلى مرحلة مؤلمة جدا أشبه بالجنون والعياذ بالله،
بداية كنت طالبة متفوقة مرحة نشيطةً طموحةً والحمد لله، أصابني الوسواس القهري منذ سبع سنوات تقريبا وإلى الآن، أصبت بوسواس النظافة أولاً ثم الطهارة والوضوء والصلاة والصوم وكل أنواع العبادات تقريبا، تخلصت منها بفضل الله ولكن بعدها أصابني وسواس الخوف من الأمراض ووسواس الموت وعشت حالة نفسية سيئة جداً لمدة سنة كاملة، وما لبث أن خُف هذا الوسواس قليلاً حتى هاجمني أسوأ وسواس مر علي إلى الآن، أنا أظن أنكم ستُذهلون من غرابة الوساوس التي أعاني منها.
أنا الآن أعاني من وساوس دينية شديدة جداً وأفكار سيئة جداً تقتحم عقلي في كل ثانية خاصة إذا ذكرت الله أو هممت بالصلاة أو عند قراءة القرآن، الأفكار سيئة إلى أبعد الحدود وكثيرة جدا وكلما دفعت واحدةً هاجمتني الأخرى بعدها مباشرة، أصابني الحزن الشديد والاكتئاب والبكاء ونزل وزني ولم أعد أطيق الحياة ولا آكل إلا خوفًا من الانهيار،أنا في حالة سيئة جدا من الانهيار النفسي وأعاني الآن لمدة شهرين من هذه الأفكار، هي كثيرة جدا ومتداخلة ومؤلمة إلى درجة تمزيق القلب وهد كيان الإنسان، أنا في حالةٍ لا أحسد عليها. بدأت أكره نفسي وأنهار بسببها. أخبرني أهلي أن علي أن أتجاهلها ولكنني عندما أتجاهلها أشعر بتأنيب شديد في ضميري،.
أصبحت أشك في كلامي وفي أفعالي وفي كل خطوة أخطوها أشعر أنني مذنبة، عندما أتكلم بشيءٍ يخيل إلي الشيطان أنني تكلمت بغيره ويجلس لي على كل كلمة وعلى كل حركة، سأذكر لكم شيئاً قليلاً من الأفكار التي تدمرني:
1- كما قلت لكم تأتيني أفكار سيئة جداً جداً والعياذ بالله خاصة عند أداء الشعائر الدينية تُهد لها حتى الجبال فما بالكم بإنسان ضعيف مثلي، فهل علي أن أتجاهلها مهما بلغت من السوء
2- يصور لي الوسواس أنني حين ألمس المصحف أو حين أكتب اسم الله أو ألمسه في الجوال أو في كتاب يصور لي أنه لا يجوز لي أن أدخل دورة المياه وألمس فيها شيئا أثناء قضاء الحاجة لأنني لمست المصحف بنفس اليد، هل هذا التفكير صحيح؟ أم أنه وسواس؟ وهل يجب علي أن أتجاهله وأدخل الحمام حتى لو كنت قد لمست المصحف للتو ولا يضرني ورود الأفكار على بالي؟ فأنا حاولت تجاهل هذه الفكرة وحاولت أن أكون طبيعية مثل الناس جميعا ولكنني حين أفعل مثلهم أشعر بتأنيب ضمير يدمر قلبي
3- عندما أقرأ الأذكار عند النوم وأنفث على جسمي أيضا يصور لي الوسواس أنني لا يجوز أن أستخدم يدي التي نفثت فيها في دورة المياه، فهل هذا أيضا وسواس وعلي تجاهله؟ حاولت أن أتجاهله وقلت في نفسي إن الرسول عليه السلام كان ينفث في يده بالأذكار وكان ينام ثم يصحو ويذهب إلى الخلاء بشكل طبيعي فشعرت أيضا بتأنيب ضمير يدمرني وخفت أن أكون قد ارتكبت ذنبا عظيما لأنني دخلت الحمام بعد أن نفثت بالأذكار على يدي، أرجوكم أجيبوني بالحقيقة حسب الشريعة
4- عندما أشتري على سبيل المثال ملابس داخلية وألمس النقود التي كُتب عليها اسم الله أفكر أنه قد يكون من غير الجائز أن ألمس الملابس الداخلية بنفس اليد،وأشعر بتأنيب شديد في ضميري حين أستخدمها، هل هذا وسواس وعلي تجاهله؟؟؟
5- تطور عندي الوضع إلى درجة أنني حين أذكر الله أو يذكر أحد اسم الله أمامي أحاول أن لا تأتي عيني على شيء غير جيد وأبقى أدور بعيني لأبحث عن منظر جيد أنظر إليه، وإذا نظرت إلى شيء غير جيد أشعر بذنب عظيم. فهل هذا وسواس؟؟؟ وفي نفس الوقت إذا ذُكرت أمامي كلمة غير جيدة أخاف جداً جداً من أن تأتي عيني في نفس الوقت على ذكر أو شيء ديني، لقد أصبت بالانهيار من هذه الأفكار. فتجدني حين أتحدث مع أهلي أدور بنظري يمينا وشمالا وأشعر بالألم النفسي الشديد جداً ووقتي كله أقضيه في الحزن والكآبة ولم أستطع التغلب عليها، هل أتجاهل هذا الشعور وأتصرف بشكل طبيعي حتى لو جاء في بالي من الأفكار ما جاء،؟
6- يقول لي الوسواس أن أستخدم أرقاما معينةً للأشياء الجيدة وأرقاما أخرى للأشياء السيئة، أعرف أن هذا وسواس وليس من الشريعة بشيء ولكن كيف أتخلص من هذه الفكرة وهي تلازمني من سنوات طويلة
7- حين أتجاهل الأفكار وأحاول أن أعيش بشكل طبيعي يقول لي الوسواس أنني إنسانة سيئة ومحملة بالذنوب العظيمة ويجب أن أتوب ولا أعرف من أين أبدأ أو أن عباداتي غير صحيحة أو أن وضوئي باطل أو أنني على جنابة وهذا كله بدون أسباب وأشعر بالضياع والحيرة والارتباك الشديد وأبدأ بالبكاء وأنهار بمعنى الكلمة
8- سؤال أخير، كنتُ أرى في منامي رؤى تدل على وجود أذى من سحر أو ما شابهه، هل السحر والعين تسبب الأمراض النفسية أو تزيدها. فأنا أشعر أن عقلي غير طبيعي ولم أكن كذلك في أَي فترة من فترات حياتي إلا هذه الفترة،
أعرف أن استشارتي غريبة جدا ولكنني لم أذكر لكم إلا نقطة من بحر الألم الذي أعيشه، أرجو أن تساعدوني بعد الله وتجيبوني على كل نقطة ذكرتها وعلى طريقة الخلاص من كل هذا العذاب، الله يعلم أنني أحب ديني وأريد أن أعيش حياةً طبيعية أعبد الله على بينة، لم أعد أحب الدراسة ولا العمل وأشعر بالإحباط الشديد وأشعر بالذنب 24 ساعة في اليوم، أنا مدمرة نفسيا من شدة ما بي،
أرجو أن تذكروني بالدعاء
ولكم جزيل الشكر
20/1/2019
رد المستشار
الابنة الفاضلة "فاطمة" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة الاستشارات بالموقع.
حالتك هي حالة اضطراب الوسواس القهري العادي والمعتاد في بلاد المسلمين إضافة إلى درجة من درجات الاكتئاب، ولعلك لو قرأت من المنشور على صفحة الاستشارات سلسلة استشارات "ريم" عن الوساوس الكفرية والكفرجنسية تفهمين كبف أن حالتك ليست غريبة كما تحسبين.... وعلاجها موجود ومتاح لدى الطبيب النفساني على أن تحسني اختيار المعالج الذي يحسن مهارات العلاج السلوكي المعرفي... وكونك لم تذكري لنا من أي بلد أنت من بلاد "الوطن العربي" كما كتبت في خانة الدولة، هذا يجعلني لا أعرف إن كان الأطباء أو المعالجون النفسانيون المختصون بهذا النوع من العلاج متوفرون في بلدك أم لا؟ هذا فضلا عن كون تعبير الوطن العربي حقيقة لم يعد يشير إلى شيء موجود على الأرض....
أصل بعد ذلك إلى تساؤلاتك وأجيب عليها إن شاء الله بما يساعدك يا "فاطمة":
1- الأفكار السيئة خاصة عند أداء الشعائر الدينية مهما بلغت من السوء عليك تجاهلها كأنها لا تحدث... ولا استثناءات يا "فاطمة" على الإطلاق!
2- لمس المصحف أو كتابة اسم الله عز وجل أو لمسه في الجوال أو في كتاب لا علاقة بينه وبين ما بعده، ويجوز لك أن تدخلي دورة المياه وتلمسي فيها ما تشائين أثناء قضاء الحاجة، وهذا التفكير ليس صحيحا؟ بل هو وسواس؟ ويجب عليك تجاهله ودخول الحمام حتى لو كنت قد لمست المصحف للتو ولا يضرنك ورود الأفكار على بالك مهما كانت ! العكس يا "فاطمة" العكس هو الصحيح أي أنك لا يجوز أن تلمسي المصحف الشريف بعد قضاء الحاجة إلا بعد أن تتوضئي!
3- ونفس الكلام ينطبق على لمس الأشياء التي كُتب عليها اسم الله فلا تعارض بينه وبين لمس الملابس الداخلية بنفس اليد،، وهذا وسواس عليك تجاهله؟؟؟
4- كل ما هو حولك من مناظر وأشياء هو من خلق الله عز وجل أو فعل خلقه ولا غضاضة في أن تقع عينك على هذا أو ذاك. فهذا وسواس واضح ولا علاقة بين ما يدور في رأسك أو يقوله الناس وما تقع عليه عينك من أشياء ! بل إنني لو كنت مسؤولا عن علاجك فسيكون من بين مهماتك السلوكية أثناء الع.س.م أن تسمعي أو تقولي كلاما غير جيد وتنظرين في نفس الوقت مثلا إلى سجادة الصلاة أو المصحف الشريف إلخ.... فهذا ليس حراما خاصة وأنك ستفعلين بغرض العلاج والتعافي.
5- هنا أحتاج إلى إعادة تأمل العبارة (يقول لي الوسواس أن أستخدم أرقاما معينةً للأشياء الجيدة وأرقاما أخرى للأشياء السيئة، أعرف أن هذا وسواس وليس من الشريعة بشيء).... يا سلام وهل الوساوس أعلاه فيها شيء من الشريعة يا "فاطمة"؟ وأما قولك (كيف أتخلص من هذه الفكرة وهي تلازمني من سنوات طويلة) فهذا لا يكون إلا بالتجاهل!!
6- تقولين (حين أتجاهل الأفكار وأحاول أن أعيش بشكل طبيعي يقول لي الوسواس أنني إنسانة سيئة ومحملة بالذنوب العظيمة) وهنا نقطتان مهم أن تنتبهي لهما الأولى هل تتوقعين أن إهمالك للوسواس سينهيه في الحال؟ وهل تتوقعين أنه لن يحاول إيقاعك مرة أخرى بكل وسيلة ممكنة؟ إذن من الطبيعي عند تجاهل الوسواس أن يزيد وأن يشتد وأما النقطة الثانية فهي متى كان الوسواس ناصحك الأمين الذي يحضك على التوبة وينبهك إلى التقصير في التهيؤ للعبادة؟... عليك تجاهله وعدم الاهتمام كلية بما يقوله لك....
ولتعرفي معنى وكيفية التجاهل اقرئي :
وسواس الذكر : كيف أتجاهله ؟
وساوس الطهارة والغسيل : تجاهليها م
7- مسألة دور السحر أو العين في تسبيب الأمراض النفسية أو غيرها لا يقوم عليه أي دليل علمي ولا شرعي وأنصحك بأن تقرئي الموجود تحت تصنيف : سحر وحسد جهل نفسي .
وأما رغبتك في أن تعيشي حياة طبيعية فإن أول الخطوات تجاهها هو زيارة الطبيب النفساني والبدء في رحلة العلاج، وأهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بأخبارك .