لا أثق بأحد..!؟
بداية أرغب في أن أعبر عن شديد إعجابي بهذا الموقع الذي يقوم بدور هام جدا من حيث الموضوعات التي يطرحها.... وأشيد بآراء الأستاذة الكبار ومجهوداتهم داعية الله لهم بمزيد من النجاح.....
ومشكلتي تتعلق بالثقة... فأنا لا أثق بأحد أبدا...
وأعتقد أن ذلك سببه كثرة ما وثقت في أشخاص واكتشفت أنهم لا يقدرون هذه الثقة...
فأنا الحمد لله محبوبة من جميع أصدقائي..
ويعتبرني الجميع كأخت صغري أو كبري..حتى أهل أصدقائي أشعر بحبهم لي...
ومع ذلك فتنتابني حالات حزن لا أستطيع أن أجد لها سببا... أشعر حينها أن الحب والوفاء انعدم من العالم بأسره....
ولكي أكون صادقة... فقد يرجع ذلك إلي بعض المشاكل الأسرية التي مررنا بها منذ 3 سنوات..
ولكنها ولله الحمد انتهت علي خير ما يرام....
كذلك في تلك الفترة من حياتي... صدمت بأول حب.. أو هكذا كنت أتصوره.. فقد كان... لا أدري بما أصفه... ولكنه إنسان انتهازي جدا.. أناني لدرجة لا يمكن تصورها... حتى أهله كانوا دائما ما يختلفون معه لعدم تحمله المسئولية...
بالطبع كل ذلك لم أعرفه إلا بعد فترة، أما في البداية.. فكان شخصا آخر.....
إن داء انعدام الثقة في الناس تسرب إلى نفسي....
أنا لا أثق بنفسي ولا بقدراتي... مع العلم أن جميع المحيطين بي سواء كبار أو صغار يشيدون بتفكيري العقلاني وبعد نظري.. ولكني دائما أستنكر ذلك.....
المشكلة الآن.. أن هناك شخصا آخر.. يبدو لي من جميع تصرفاته أنه إنسان ملتزم... بالطبع به بعض العيوب.. ولكن الحق يقال أنه قالها لي دون أن يخفي عني شيئا.... وكل كلمة قالها لي ثبت لي صدقها.... كذلك هو جاد في الارتباط...لكنني أخاف أن أثق به.
حتى أنني قلت له (وأنا إيه اللي يضمن لي إنك مش كذاب أو نيتك مش كويسة)...
والنتيجة طبعا أنه قرر أن ينسحب من حياتي... لأنه حسبما قال حاول كثيرا أن يكسب ثقتي ولكنني أكذبه في كل شئ....
أنا الآن... لا أدري.. أشعر برغبة حقيقية في الاعتذار إليه.... ولكني أخاف من جرح كرامتي... خاصة أني لا أعرف إن كنت أثق به أم لا....
حقيقة... أنا لا أعرف ماذا أفعل.... أرجو أن تفيدوني برأيكم... مع العلم إني سألتزم به... وليعينني الله علي نفسي......
لكم جزيل الشكر وفائق الاحترام
1/9/2004
رد المستشار
محبوبتي الصغيرة..أميرة..
نحتاج في كثير من الأحيان أن نقف مع أنفسنا وقفات نبيلة تجعلنا لا نخلط الأمور فتتداخل مساحات المسئوليات والاتهامات!!
ولكي أكون أكثر وضوحا أقول لك ألا تخلطي مسئوليتك تجاه فهمك لنفسك ونضج اختيارك للمقربين واتهام الآخرين بالخيانة والغدر!!
فلا تعيشي في أوهام المؤامرات المستمرة وأن الحياة أصبح لونها أسودَ داكنا، فقد تكونين مقصرة في فهم نفسك أو فهم الآخرين أو فهم الحياة من حولك!! وقد تكون قراءتك للرسائل الصادرة من العلاقات متأخرة قليلا أو كثيرا!!
ولا أعني بذلك أن البشر ملائكة، وإنما أعني أن أعطي لكل مساحته الطبيعية كمسئولية واتهام!!
فإذا كانت النتيجة هي تأثر صفة الثقة بالنفس تجاه نفسك وتجاه الآخرين، فأبشري يا ابنتي فلكلٍّ علاج بإذن الله، حيث يكمن سر عودة ثقتك بنفسك في حبك لذاتك والبحث عنها، فإذا أحببت نفسك فستستطيعين أن تفهمي ذاتك وستعلمين أن لك سلبياتك وإيجابياتك، والتي هي شيء طبيعي جدا لكل البشر، وستستطيعين أن تقيمي نفسك دون جلد ودون تفريط.
ويكون برنامجك كيف تتخلين عن صفة سلبية وكيف تتحلين بصفة إيجابية، فتصوبين وتكافئين نفسك بشكل واقعي، وتصبح معاملتك مع نفسك عن فهم وحب وواقعية.
ولتدعيم ثقتك بنفسك عليك أن تمارسي أشياء أو أعمال تحبينها بغض النظر هي أعمال كبيرة جليلة أو صغيرة، ولكن المهم أن تكوني محبة لها مهتمة بها، فتتذوقين طعم النجاح منها ولعلك تبدعين فيها فتصبحين مبدعة في تلك الجزئية !!
وحاولي لذلك أن تخالطي أشخاصَ يثقون في أنفسهم فالثقة معدية حقا ولكن اجعليها الخطوة التي تلي خطوة نجاحك في شيء تحبيه.
أما ثقتك في الآخرين فلقد اتفقنا أنه قد يكون التقصير سببه خطأ يرجع لسوء ظن أو سوء فهم أو قلة خبرة في التعامل مع الناس، ولتعلمي أن الدرس الأول الذي يمكن تعلمه مع البشر هو أنهم ليسوا ملائكة رحمة ولا هم شيطان رجيم،
فحتما ستجدين منهم الجيد والرديء،
إذن ليس الحل أن تنقطعي عنهم ولكن أقول لك وبقوة: تواصلي مع الجميع واستفيدي من خبرات الحياة ولن يحدث إلا الاحتكاك، ولا تغرقي في بحر صدماتك من البشر المختلفين ولكن تعلمي الدرس بالقدر الذي يفيدك فقط فلا مجال للندم أو اجترار الأحزان !!
أما موضوع الشاب الأخير فأنصحك ألا تتورطي في شيء مع أي أحد حتى تستعيدي أولا ثقتك في نفسك وثقتك في قدرتك على الاختيار وإليك الروابط التالية:
الاكتئاب والتركيز أم عدم الثقة بالنفس أيهم أولاً ؟
عدم الثقة بالنفس : تأقلمٌ أم قلق واكتئاب ؟
كيف تفهم نفسك؟ مبادئ
كيف تنمي ثقتك بنفسك ، متابعة
كيف أبني ثقتي في نفسي؟
كيف تكون نفسك ؟
أنا ليه فاقدة الثقة في الرجال؟
عدم الثقة في الآخر
ماذا تفعل؟؟؟ : استبطن نفسك بنفسك !
على مائدة الاختيار : العقل والعاطفة.
حيرة الاختيار: في زواج الصالونات مشاركة مستشار
زواج الأقارب : وقواعد الاختيار
اختيار شريك الحياة : هل من ضابط ؟
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين، ولكن من خلال بوابة استشارات مجانين، حتى لا نتأخر في الرد، ودمت سالمة لنا.