مشاكل أسرية..
أنا الصغيرة في إخوتي وعندي أخ وأخت الاتنين أكبر مني ومتزوجين وأنا عايشة مع والدي ووالدتي أنا مختلفة في الطبع عنهم كلامي قليل جدا وبيقولوا علي إنفة وبقرف من كل حاجة وأنا شايفة أني مش كدة وأنهم هما اللي مش منظمين أنا مش بقعد مع حد خالص علطول قاعدة في غرفتي ومش بتكلم حاليا وطول عمري عارفة أن أختي أقرب لماما مني وده لأنهم طبعهم واحد وبيتكلموا علطول مع بعض.
المشكلة بدأت تحديدا لما حصل مشاكل عند أختي وانفصلت عن جوزها وقتها والدتي بقت بتروح تبات معاها كثير مكانتش بتكلمني تسأل علي وهي هناك خالص هي مكانتش بتقعد الأسبوع كله يعني ممكن يومين أو ثلاثة تبات هناك بس ماكانتش بتسأل عني ده خلاني آخد بالي أنها كانت يوميا بتكلم أختي فالتليفون بالساعات قبل ماتنفصل عن جوزها لكن لما بعدت عني ماعملتش معايا نفس اللي كانت بتعمله ولا حتى كانت بتسأل عني حتى وهي معايا فالبيت علطول بتفسر كل حاجة بعملها بطريقة غلط يعني لو بقول أي كلمة بهزار تقفش وتقول أني ببصلها بصة مش كويسة بقرف علطول
محسساني أني إنسانة غريبة ومتعاشرش لدرجة أني خلاص بقيت شايفة نفسي كده فعلا من كثر مابيقولوا كده عليبطلت أتعامل معاهم خالص وبقيت في حالي وده لأني حاسة أنهم رافضيني أنا كنت كثير بتحايل عليها تيجي تقعد معايا كانت بتتحجج بأي حجة لكن لما أختي بتيجي البيت عندنا بتفضل قاعدة معاها مش بتقوم من معاها أنا غصب عني بقيت بقارن وبفكر فكل حاجة قديمة وجديدة وأبعد عنهم بزيادة كنت فاكرة أن الإحساس ده هياخد وقته ويروح وأبقى كويسة لكن أنا بقالي شهر ما بتكلمش مع حد والمشكلة أن الموضوع بقى برة البيت.
كمان غصب عني بتنرفز مع أي حد يكلمني فالشغل معرفش الكلام بيطلع مني إزاى ولا ببقى حاسة أنا بقول إيه إلا بعد ما بقوله عمري ما كنت كده بس الفكرة الوحيدة اللي مسيطرة علي أنا إذا كان أهلي شايفني كده ورافضيني يبقى الناس هتحبني على إيه وكمان أنا حاسة أن ربنا غضبان علي علشان علاقتي بأهلي أو بأمي تحديدا وأنا والله حاولت أرضيها كتير بس مش عارفة طب أنا ربنا خلقني كدة أنا ذنبي إيه ليه ما يقبلونيش زي ما أنا أنا عارفة إن الكلام ده ممكن يكون تافه لناس كثير بس أنا مش عارفة أسيطر على نفسي وحاسة أني بقيت بخسر الناس من حواليا بسبب معاملتي معاهم دلوقتي
أنا ما كنتش كده بس بقيت أي حد يقولي كلمة أو يهزر معايا لو حتى بيقولي مالك أو شكلك مش طبيعي أتصرف بعدوانية جامدة معاه وأقول لنفسي من جوايا أحسن مادام مش قابلني مايتعاملوش معايا خالص أنا بقيت كارهة نفسي وشايفة أن أصلا ربنا مش راضي عني وأهلي مش حاببني أنا نفسي أرجع أتعامل مع الناس بشكل طبيعي أو بمعنى أني مابقاش عدوانية كدة مع الناس
16/2/2019
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ "نورا" حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونقدر هذه المعاناة التي تواجهيها، ونؤكد لك أن هذا الموقع يرحب بك وفيه من الأساتذة والخبيرات من تستطيعين أن تذكري لهن ما في نفسك، ونحن لك في مقام الآباء والأمهات فلست وحدك، ولا تحزني، واعلمي أن هذه فترات رغم صعوبتها إلا أنها مؤقتة، وغداً سيأتيك رزقك وتذهبين إلى بيتك، فنسأل الله أن يعينك على الخير، وأنت -ولله الحمد- في سن تتفهم مثل هذه المعاناة وتستطيع أن تتعامل مع هذه الأمور.
سؤال مهم: أين الوالد في هذا الجو؟، وهل علاقتك به جيدة؟ لأن هذا قد يكون سببا من أسباب هذا التوتر، فالفتاة خاصة في فترة مراهقتها تقترب من والدها، كما أن الشاب يقترب من أمه، وهذا وضع طبيعي، ولكنه عند بعض الأمهات يكون هذا سبباً للمشكلات وزيادة الغيرة وافتعال المشاكل مع ابنتها، أو الأب كذلك يفتعل مشاكل مع أبنائه كونهم يقتربون من الوالدة ويبتعدون عنه، ولكن ينبغي أن يتفهم الجميع أن هذه طبيعة مرحلة عمرية يمر بها الإنسان.
وينبغي أن تدركِي أن علاقتك بأختك ينبغي أن تظل جيدة حتى لو شعرت بأنها مفضلة عليك، فلا ذنب لها في هذا التقصير الحاصل من هنا أو هناك، والمهم أن تتصالحي مع نفسك، وتعملي على اقامة علاقات اجتماعية ناجحة مثل أن تبحثي عن صديقات صالحات تقيمي معهن علاقات صداقة قوية، وتتحدثي إليهن في أوقات فراغك بدلا من الجلوس وحيدة في غرفتك، أيضا أن تشغلي نفسك بعمل كل ما هو مفيد، أو أن تشغلي نفسك بالذكر وتلاوة الآيات، واعلمي أن الإنسان يواجه صعوبات ينبغي أن يتعامل معها ويعطيها حجمها، وإذا تذكرت أنك مأجورة على صبرك على والدتك، وخدمتك لها، واحتمالك لما يأتيك من ضغوطات وإحراجات من جانبها، فإنك إذا تذكرت لذة الثواب فستنسين ما تواجهين من آلام.
ابنتي الكريمة: قد أطرح عليك سؤالا ربما غفلتي عنه، وهو لماذا تحب الأم إحدي بناتها أكثر من غيرها، من المؤكد أن الأم أو الإنسان عموما يحب حسن التعامل، ويفرح بمن يمدحه ويحسن إليه، فربما تكون أختك الكبرى أكثر رقة منك، أو أكثر صفحا وعفوا منك، أو أنها لا تحمل في نفسها شيئا على والدتها، أو أنها تحسن الكلام الطيب، وتعرف كيف تكسب ود ومحبة الآخرين، ولا يشترط كسب ود الآخرين بهدايا فاخرة، فقد تكون هدية متواضعة مع كلمات حب جميلة يكون لها تأثير أجمل وتترك أثرا أعمق.
لذلك ينبغي – يا ابنتي – على الإنسان خصوصا الذي عرف فضل الإحسان إلى الأم، أن يتدرب على الحب والعطاء، وأن يضحي لأجل الآخرين. إن مشكلتك الحقيقية تكمن في كيفية إظهار الحب الحقيقي لوالدتك، فأنت تحبينها لكنك لا تقومين بتوضيح هذا الحب بأن تدخلي السرور على نفسها، وتحاولي إسعادها وإرضاءها، وتعودي نفسك على الكلام الطيب لها مع احتساب الأجر، وأن تقومي بتقديم التنازلات، والعفو عن الزلات، وعدم تتبع العيوب والهفوات، فحب الأم يحتاج إلى الصبر والتضحية، وأيضا إلى التنازل، والتذلل، والرفق، واللين، والرحمة.
ومع ذلك فنحن لا ننكر- يا ابنتي - أن بعض الأمهات قد لا تحسن إظهار مشاعرها، أو البوح بما في خاطرها، أو لا تستطيع أن تكون عطوفة دائما، وقد يكون سبب ذلك راجع لنشأتها في بيئة جافة، أو تطبعها بطبع أحد أرحامها من أصحاب الطباع الغليظة، فأنت ربما تشعرين بقسوتها أو حزمها في بعض المواقف، ولكن هذه القسوة قد تفيد أحيانا في التربية، وبعض الأمهات أو بعض الناس لا يحسن إظهار محبته بالكلام الجميل، أو عبارات الحب، لكن بالتصرفات الطيبة والمواقف النبيلة، أو بالتصرفات التي تدل على الشهامة والحزم وحسن التصرف، ولعل والدتك من هذه النوعية.
ابنتي الكريمة: لقد وصفت بعض تصرفات والدتك ولكنك لم تكشفِي عن شخصيتها لنستطيع أن نحكم على تصرفاتها، أو نحللها، أو نلتمس لها بعض الأعذار أو نصف لك المبررات التي جعلتها تفعل هذه التصرفات أو تقع في هذه الأخطاء التربوية، ولكننا أيضا لا نغفل الأحداث الأخيرة من انفصال أختك عن زوجها، ومحاولات والدتك المستمرة لدعمها ومواساتها في محنتها، فهذا الأمر من المؤكد أنه أحزن والدتك كثيرا، وأثر عليها، وربما تلاحظين أن ردود أفعالها في بعض الأوقات ليست كما كنتي تتوقعين منها.
ابنتي الكريمة: من المؤكد أنك تبحثين عن السعادة الشخصية، ولن تصليِ إليها إلا بإسعاد الآخرين، فجاهدي نفسك على طاعة والدتك، وإذا انتصرت على نفسك في هذا الأمر سوف تنجحين في إقامة علاقات قوية مع بقية الصديقات، بل ومع أولادك في المستقبل، وأيضا سوف تفوزين بحياة زوجية ناجحة في المستقبل، وتفوزين أيضا برضا والدتك وهو المفتاح للحصول على رضا الله تعالى.
فأنت – يا ابنتي – بحاجة لأن يطيعك أولادك مستقبلا، ولن يطيعك أولادك إلا إذا أطعت أمك فالموضوع سلف ودين، وكما تدين تدان، قال تعالى:(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) سورة الرحمن:60. وقد ورد في الحديث:(بروا أباءكم يبركم أبناؤكم).
فاتقِ الله يا ابنتي في أمك، فالجنة تحت قدميها، كفكفي دمعها، وواسي حزنها، وفرحي قلبها، وأسعديها، ولا تفتحي للشيطان بابا فيضع في رأسك أفكارا خاطئة مثل فكرة أن أهلك لا يحبونك أو أن أمك لا تقدرك فيعكر صفو حياتك، ويكدر مزاجك، ويدفعك للعدوانية والحساسية الزائدة في التعامل مع الآخرين .
وتابعينا بأخبارك يا ابنتي وأسأل الله تعالى أن يوفقك للتغلب على هذه العقبة، ونسأله تعالى أن يوفقنا للهدى، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا، ويرزقنا اجتنابه، وبالله التوفيق.