دور الضحية ليس نهاية المطاف!
الشهوة الزائدة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في مقتبل العمر أعاني من الشهوة الزائدة وكنت أمارس العادة السرية منذ صغري لكن حالياً توقفت عن العادة السرية لمدة 3 شهور ولله الحمد.. مشكلتي أني كلما أمشي في الشارع أنظر في النساء عامة وخاصة (منطقة المؤخرة عندما تزل إلى تحت تجيب الحاجات....الخ) يجيلي شعور بالضيق وتأنيب الضمير والبكاء بسبب الشهوة والشيطان أحيانا يوسوس لي كأنه يقول لي (انظر إلى النساء ...الخ )، أحياناً أغض بصري وأرتاح وأحياناً يجيلي شهوة لا إراديا أنظر إلى النساء...
أحاول أترك هذا النظر لكن لا أستطيع
أفيدوني في الحل الله يبارك فيكم...
19/2/2019
رد المستشار
صديقي
من الطبيعي أن ننظر للجنس الآخر ومن الطبيعي أن تثار شهواتنا بسبب المعاني التي تعلمناها من المجتمع البشري العالمي وبخاصة المجتمع الشرقي أو العربي المهتم كثيراً بالجنس والذي تكثر فيه الأفكار المغلوطة عن الرجولة والذكورة.
بادئ ذي بدء، الرجولة لا تساوي الذكورة أو الفحولة الجنسية ... والذكورة والفحولة ليست معناها أن يكون الإنسان شهوانيا ويثار بسهولة من وجود أنثى أو أنه يصاب بهوس الجنس عندما يشتهيه أو أن يشعر بانتصاب عضوه الذكري...من ناحية أخرى، يصر البعض، ومنهم الكثيرون من رجال الدين أن الجنس والشهوة الجنسية شيء قوي جداً ولا يقاوم وأن احتياج الإنسان للجنس هو في نفس قوة احتياجه للطعام والماء.. هذا غير حقيقي على الإطلاق إلا لو صدق الإنسان هذا وآمن به.. ما نؤمن به يؤثر على كيفية إحساسنا وتعاملنا مع الحياة.
المشكلة تتفاقم عندما يكون الإنسان خالياً من الاهتمامات ذات القيم والمعاني التي هي فوق مستوى الشهوات والغرائز البيولوجية.. عندما تخلو حياتك من الهوايات والثقافة والقراءة والرياضة والدراسة والعمل والعلاقات الإنسانية الصحية، فلا يبقى لك إلا عبودية الغرائز والشهوات.
من المهم أن تملأ حياتك بأشياء وممارسات أخرى غير البحث عن إشباع الشهوات الجسدية .. أشياء تشبع الرغبات الروحية والنفسية الصحية والصحيحة.
من ناحية انجذابك لمؤخرة المرأة، فمن الممكن أن الرابطة تكونت أثناء طفولتك المبكرة حيث كنت تلعب وتشعر بالمتعة ورأيت مؤخرة إحداهن (امرأة ما)فارتبطت مشاعر المتعة الطفولية والحرية الطفولية والانطلاق بمؤخرة المرأة.. من الممكن أيضا أن تتكون لديك شهوة سببها الفضول الناتج عن مشاهدة المشاهد والصور والأفلام الإباحية... ولكن ماذا عن بقية جسدها؟ ماذا إن كانت دميمة الوجه؟ ماذا إن كان جسدها غير متناسق؟ ماذا لو كانت وقحة أو سليطة اللسان أو رائحتها كريهة أو لا تعتني بنفسها وصحتها ونظافتها الشخصية؟ ماذا لو كانت بلهاء أو غبية أو جاهلة؟
على أي حال، ليس الحل في المقاومة ولكن في تحويل انتباهك إلى ما هو أكثر من الجنس والشهوة وتكوين معان صحية وعميقة للأشياء.. مثلا،
رأيت امرأة ذات مؤخرة رائعة وانحنت لتلتقط شيئا .. لماذا يثير هذا شهوتك؟ ما هي الخيالات والصور التي تمر في ذهنك؟؟ لماذا هذه الصور والأفكار بالذات؟ كيف تعلم أن ما تتخيله هو الحقيقة؟ ما الذي يميز هذه المرأة غير صفاتها الجسدية؟ ما هي أفكارها ومشاعرها واهتماماتها؟
إذا أردت أن تكون لك شريكة حياة، فما هي مواصفاتها؟
تعمق يا سيدي في دراسة خصائص المرأة الأخرى (غير الجسدية)
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب