الفصام وفقدان الثقة بالنفس
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم وعظم الله أجركم
أما بعد فأنا شخص ذو 40 سنة وقد مرضت بمرض الفصام منذ 2003 وبقيت 3 سنوات وأنا أصدق أن الناس تطلع على ما في عقلي بدون علاج ثم بدأت أتناول الدواء بعد 3 سنوات من المرض فكنت أتناول عقار الزيبركسا 10مج والسيروكيل 300مج خلال سنة في مستشفى وبعدها لما خرجت من المستشفى وقعت في اكتئاب شديد ولم أعد أتذوق أو أفهم شيء من الحياة حتى وقعت في عدة عمليات انتحار فتوقفت عن دواء الفصام وخلال شهر بدأت أحس بنفس الإحساس (إن الجميع يعرف في ما أفكر) مصحوبا بالاكتئاب فعدت للطبيب
فأعاد لي عقار الزسبريكسا وعدة أنواع مضادة للاكتئاب فلم يتحسن حالي وعدت بليدا ولا أفكر إلا في الأكل والنوم (عقلي فارغ والمشاعر باردة تماما) فغير لي عقار الاكتئاب بعقار مخضر ريفوتريل2مج، فكنت أتناوله لأستطيع التعايش ولأبدو شخصا عادي وفي نفس الوقت أكذب على نفسي، ولا أنكر أنني شفيت شيء ما من الاكتئاب لم أشفى بذلك العقار، المخضر
بدأت أستطيع الجلوس مع بعض القلة من الأصدقاء ولكن أعيش يوم بيوم حتى أننا في بعض الأحيان التي كنا نقضيها في مرح، إذا فاتت عليها أيام معدودة أنسى (فمثلا إذا سألني صديق عن موقف ضحكنا فيه يوما أو مثل هذا القبيل لم أتذكر) وأرى يا دكتور ذلك ناتج على عدم تأثير المواقف في مشاعري ولم يزيدوا أو ينقصوا شيء في شخصيتي والأخطر والأهم أنني عدت لا أثق في نفسي وكأنني ليست لدي أي تجربة في الحياة أحيانا لدرجة يمتلكني الخوف من لا شيء أو من الفراغ بداخلي ولا أستطيع حينها الدفاع عن نفسي فأمضي طول الوقت شارد العقل أتفقد الشخصية التي كانت قوية على حسب التجارب التي مررت بها وتلك الشخصية النشيطة المرحة التي تثق في نفسها وراضية على حالها
فالآن عدت فاشلا، ولما أفكر كيف أستطيع التعايش بهذا الحال أجد نفسي لن أستطيع مواجهة حتى الناس أو عمل أشياء بسيطة... خاصة إذا لم أتناول العقار المخضر، والآن يا دكتور عدت ضعيف الشخصية وكأن ليس لي أي تجارب في الحياة وحتى إذا تذكرت شيء نجحت فيه في حياتي لم أقدره ولم يزيدني أي ثقة في نفسي فأحس أحيانا أن أصدقائي يعرفونني أكثر من نفسي
نسيت أن أقول لحضرتك أنني أصبت بالمرض في أسبانيا وهناك كان يصف لي الطبيب الدواء السابق ذكره وحاليا لازلت أتناول دواء الفصام بوليزبان 10مج (عوض الزيبريكسا10مج) ولا زالت تراودني أعراضه أحيانا ونورداز 15مج (كمخضر بديل لريفوتريل) فأرجوك يا دكتور أن تجاوبني قريبا إن شاء الله فوالله أني أحس أن حياتي ضاعت لا قادر أن أعمل ولا أتزوج ولا أي شيء أيام كلها مثل بعضها وفراغ تام وكسل وكأنني أنتظر الله أن يعيد لي ما رزقني من قبل (شخصية قوية مرحة راضية على حالها) وقد كنت شاب ملتزما والآن أصبح لدي كل شيء زي بعض (مع أنني أصلي وأحاول تجنب المحرمات ولكن بدم بارد وروتيني) وأنا من بلاد المغرب وحضرتك عارف أننا نفتقد جمعيات جدية لترويض وإعانة المحتاجين فانصحني يا دكتور جزآك الله كل خير
بعدما كنت اجتماعيا عدت منعزلا ورفض فعل أي شيء كان يسعدني من قبل أحيانا أعجز على التركيز أو الإجابة عن أي سؤال وشارد العقل، ضعفت علاقاتي الاجتماعية أحيانا لدي فرط في الحركة وعدم القدرة على الثبات من شدة القلق
كذلك اللامبالاة لعدم استطاعتي فعل أي شيء
ولم يعد لدي تقدير لذاتي
14/3/2019
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالشفاء.
هناك عدة جوانب لاستشارتك أولها التشخيص. يجب القبول مسبقاً بتشخيص الأطباء وهو الفصام. الفصام اضطراب مزمن ولا بد من علاجه بالعقاقير للسيطرة على الأعراض الموجبة.
الجانب الثاني وهو تشخيص الاكتئاب. الاكتئاب بحد ذاته كثير الملاحظة في الفصام وغالبا ما يصاحبه أفكار انتحارية. الاكتئاب بحاجة إلى علاج بالعقاقير المضادة للاكتئاب كذلك.
وهناك العقاقير التي تستعملها لعلاج الفصام والاكتئاب. جرعة عقار أولانزبين (بوليزيبان) غير كافية وعقار نورداز ليس بمضاد للاكتئاب. لا يتفق الموقع بصراحة مع وصفة العقاقير التي تستعملها والنصيحة التي يجب أن تلتزم بها هي مراجعة الاستشاري في الطب النفسي والاتفاق على خطة علاج جديدة. خطة العلاج هذه يجب أن تكون استعمال عقار مضاد بذهان بجرع كافية وإذا لم يساعد على السيطرة على الأعراض فلا بد من استبداله بعقار آخر بعد ٨ أسابيع. فشل العقار الثاني بعد ٨ أسابيع أخرى يعني استعمال عقار كلوزابين تحت مراقبة طبية صارمة.
هناك جوانب أخرى للفصام المزمن. هناك الأعراض السالبة العزلة الاجتماعية وتدهور الأداء المعرفي. هذه بجاجة إلى جهود طاقم التمريض والعلاج المهني. لا بد من تنظيم إيقاعك اليومي والمحافظة على طعام صحي ونشاط بدني يومي.
وأخيراً لا تستسلم للفصام. رسالتك تعكس صفات شخصية إيجابية وأنت على مقدرة على مواجهة الفصام والسيطرة عليه.
وفقك الله.
واقرأ على مجانين:
ملف الفصام
استشارات عن الفصام