وسواس الصيام
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أنا تلميذة في السنة الأولى من التعليم الثانوي التأهيلي، بدأت قصتي مع الوسواس هذه السنة عندما قررت قضاء أيام الدورة وكانت 12 يوما، صمت 6 أيام دون أدنى مشكلة، لكن في اليوم السابع قمت بإزالة جزء من أظافري بفمي، فأحسست بشيء في حلقي لم أتمكن من بلعه ولا حتى إخراجه.
أصبت برعب شديد، ظنا مني أني ابتلعت شيئا منه، فقررت قضاء اليوم من جديد، لكن تذكرت أني عندما استحممت قبل مباشرة الصوم كنت قد ارتديت ملابس رغم تنظيفها بقي فيها أثر الحيض. فاستيقظت صباح اليوم التالي واغتسلت الغسل الأكبر وبدأت الصوم من جديد. لكن أصبحت أشك في أي تصرف أقوم به على أنه يفسد صيامي، أشك أن اغتسالي غير صحيح، وأبالغ في بصق ماء المضمضة، وأشك في أن بلع البلغم يفطر خاصة وأنني صمت في وقت كنت أعاني فيه من بعض الزكام، لا ألعق شفتاي طوال النهار خوفا من الإفطار وإن حدث دون قصد أسارع إلى البصق ومسح شفتاي، وبدل القول في دعاء الطهارة، "محمد عبده ورسوله" قلت "محمد رسول الله" فشككت في عدم قبول غسلي وصومي أيضا،
كما أنني وجدت جرحا صغيرا في قدمي لا أدري مصدره أصابني بالشك، أما في موضوع تنظيف الأسنان فكل ليلة أنظفها بشكل جنوني ولا أتناول السحور خوفا من أن يعلق شيء في أسناني وأبلعه صباحا، والمشكلة الأكبر أنني أحس بمرارة أو ربما هو مذاق المعجون صباحا نتيجة جفاف حلقي.
لم أكن طوال حياتي ممن يجمع ريقه صباحا، لكن اليوم أفعل خوفا من أن أبلع شيئا من الطعام كان عالقا بين أسناني، ولثتي مريضة تنزف دما كلما نظفتها، في الصباح يكون حلقي جافا حارا بسبب عدم مرور الريق بتاتا. فهل يجب جمع الريق؟
كلما تلفظت بكلمة أو ربما نكتة أو تعبير لأضحك أحدا رغم أنه لا يكون فيها شيء مخل بالحياء أخاف أن أفطر، والمشكلة أنه كلما سمعت أحدا قال كلمة غير أخلاقية أخاف أن أفطر بسماعها، لم أعد أطيق سماع الموسيقى ولو رنة الهاتف خوفا من أن يفسد صومي، وحتى التلفاز لم أعد أنظر إليها خوفا من رأيه شيء غير لائق مع أنه لا يؤثر في نفسيتي بتاتا، عائلتي لا تتفهم وضعي وتعاتبني، لكن أنا حقا أعاني ولا أتجرأ على مصارحة أحد أو البكاء أمامهم.
وبخصوص الصلاة هل من الضروري أن لا يبقى أي أثر للدم في الملابس حتى تقبل صلاتي بها؟ مع العلم أني أشك في نفسي حتى لو نظفتها، فأضطر لوضعها مع ملابس أمي لتعيد غسلها.
أتمنى أن أحصل على إجابة سريعة وواضحة، ومن فضلكم أتمنى أن تكون حسب المذهب المالكي،
وأتأسف عن مستوى اللغة لأنني أكتب بسرعة، وشكرا.
3/4/2019
وسواس الصيام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أثناء قيامي بصوم ما علي من قضاء، أصبت بمجموعة من الوساوس، ولما سألتني أمي هل مازلت صائمة، أجبتها بلا أدري، فهل هذا يعتبر قطع نية؟ وهل يجب علي إعادة قضاء هذا اليوم.
أتمنى الحصول على إجابة سريعة وحسب المذهب المالكي،
وشكرا.
5/4/2019
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "كريمة" واضح أن لديك نقصًا كبيرًا في معرفة أحكام الصيام، مما يجعلك مرتعًا خصبًا لكمٍّ كبير من الوساوس:
فالصيام يصح وإن بقي الإنسان نهاره كله بدون غسل أكبر، ويصح مع ارتداء الثوب المتنجس، وتصح الصلاة مع بقاء أثر الحيض على الثوب بعد غسله، وفرض الغسل إيصال الماء إلى جميع الشعر والبشرة، والدعاء ليس من أركان الاغتسال، ولا فرق في الأدعية بين أن تقولي (أشهد أن محمدًا رسول الله. أو: أشهد أن محمدًا عبده ورسوله).
بلع الريق جائز ولا يفطر بالإجماع، وبلع البلغم فيه خلاف في كونه يفطر أم لا؟ ولعق الشفة الجافة لا تفطر بإجماع، أما لعقها مبللة باللعاب ففيه خلاف أيضًا.
ما يتبقى من أثر ماء المضمضة في الفم لا يجب بصقه ولا يفسد الصوم. بقايا الطعام في الفم أيضًا، ليست جميعها مفطرة، فبعضهم قال. يجوز بلع ما كان دون الحمصة دون أن يفسد الصوم.
نزول المذي لا يفطر إلا عند المالكية، وسماع الكلمات غير الأخلاقية ليس سببًا للإفطار بحد ذاتها.
قولك لأمك عندما سألتك هل أنت صائمة: (لا أدري) لا يؤثر على الصوم، ويبقى صومك صحيحًا.
ها أنت ترين أن جميع وساوسك ليس لها أثر على صحة الصيام في الشرع، وتحتاج منك إلى قليل من العلم فقط. وبالنسبة لطلبك أن أجيب على المذهب المالكي فاعذريني بشأنه، لا يوجد أحد يفتي ويجيب في جميع المذاهب، ولعله من النادر أن تجدي من يجيب على جميع المسائل من مذهبه فقط، ونحن بانتظارك لتعلمينا المذهب المالكي المنتشر في المغرب العربي.
أنا فقط أعرف أحكامًا ورخصًا من شتى المذاهب تساعد على علاج الموسوسين، ليطبقوا برامجهم العلاجية دون أن يخرجوا عن الشرع في أعمالهم، وهناك ما لا أعرفه بعد.
من الأفضل لكل موسوس أن يأخذ برخص المذاهب، وألا يلتزم مذهبًا واحدًا، وهذه هي الفتوى الواردة في حقه عند جميع المذاهب بما فيهم المذهب المالكي.
والمهم الآن أن تجدي من يعلمك الأحكام التي تحتاجينها بشكل جيد، فهذا فرض عليك، وكذلك أن تحاولي الذهاب إلى طبيب يساعدك بأي وسيلة، فإصابتك بالوسواس في هذا السن، وبهذا الشكل، لا يبشر بمآل جيدة للحالة إن تركت دون علاج، ولابد من المسارعة لتدارك الأمر.
أعانك الله وكان معك في تطبيق ما هو خير لك، وتابعينا بأخبارك
واقرئي أيضًا:
وساوس الصيام فرط الانضباط والالتزام
وساوس الصيام والشك الإعادة والتكرار
وسواس التلفظ بالكفر : بلع الريق في الصيام م
وسواس الصيام : كيفية التعرض ومنع الاستجابة م3
وسواس قهري: الصيام والغسل والنظافة
وسواس حفظ الصيام وغسل الدخول في الإسلام م