لا أدري من أنا، والوسواس يؤرقني!!
وسواس الاحتلام ينغص علي رمضاني!
السلام عليكم، أنا لدي تاريخ مع الوسواس، قد عانيت من أنواع كثيرة بنسب متفاوتة وسواس الصلاة وسواس المرض وسواس الكفر وسواس التفكير في الذات الإلاهية، ولله الحمد بعضهم تخلصت منه والبعض الآخر لدي بشكل خفيف، لكن إلى الآن أعاني من وسواس الطهارة وسواس الوضوء خفيف والاغتسال صرت عندما أغتسل أستخدم الشامبو والصابون ثم أفتح الماء وإذا ذهب كل الصابون والشامبو أقول أن الماء وصل لجميع البدن بإذن الله ثم أغسل الشق الأيمن مرة أخرى ثم الأيسر أستغرق تقريبا ساعة كنت في السابق ساعتين
-وسواس المذي أغير ملابسي عدة مرات في اليوم، وأرشها بالماء في الوقت الذي لا أغير فيه أحيانا تأتيني أفكار أي أن أقول في نفسي أنا أشعر بالشهوة تجاه المحارم وأيضا هم كذلك أستغفر الله من هذه الأفكار هذه الأفكار قد تكون ناتجة من عندما سمعت أو قرأت القصص المؤسفة لما يحصل الآن من قليل من المحارم
-وسواس الاستنجاء، كل هؤلاء الوساوس بسيطة وأستطيع التعايش معها مقارنة بوسواس الاحتلام الذي ظهر لدي مؤخرا منذ أسابيع تقريبا لا أدري هل هذا وسواس فعلا أم فقط أفكار سيئة مني عندما، كنت في يوم سهرانة على الجوال فسمعت أخي وزوجته يفعلون.. ومنذ تلك اللحظة وأنا لا أستطيع إبعاد الأفكار السيئة أصبحت تأتيني حتى في الصلاة وعندما أقرأ القرآن وكثيرا قبل النوم لكن أحاول أن أبعدها بسماع القرآن أو سماع الندوات الدينية.. الخ لكنها تأتيني رغما عني
أنام فأحلم أحلاما عادية، أو أحلاما تحتوي على شيء جنسي كنت قبل رمضان اغتسلت كم مرة بسبب هذا الشيء وأيضا عند دخول رمضان اغتسلت مرتين، أيضا أنا لا أعرف الفرق بين المزي والإفرازات العادية والمني فأنا تأتيني إفرازات لونها شفاف كثيرة فلا أستطيع أن أفرق وآخر مرة حلمت قبل يومين لكن عندما استيقظت قلت لن أفتش وفعلا حصل هذا اليوم استيقظت وتقريبا أني حلمت حلما عاديا لا أتذكر بالضبط، احتجت أن أذهب للحمام أعزكم الله فرأيت في ملابسي بقعة صغيرة لا أدري ما لونها بالضبط هل شفافة أم صفراء فقلت أن هذا بول وليس مني
لأنني عندما ذهبت للحمام شعرت بقليل من البول يخرج، أصبحت لا أستطيع التحكم قليلا بسبب وسواس الاستنجاء واستخدامي الكثير للماء، استنجيت وغيرت ملابسي وذهبت لأصلي هل ما أفعله صحيح؟
وكيف أتخلص من هذه الأفكار ومن وسواس الاحتلام هذا؟
أشعر بأني فتاة غير طبيعية وأفكاري شاذة وقبيحة
10/5/2019
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
أهلًا وسهلًا بك مرة أخرى يا عزيزتي
بسيطة... لا تهتمي للوسواس ولا لغيره، وعيشي مرتاحة، لا شيء في هذه الحياة يستحق أن تهلكي نفسك لأجله
أعلق أولًا على وسواس اغتسالك، استعمالك للصابون فكرة مبتكرة وظريفة لكنها لا تذهب الوسوسة، ونحن يهمنا أن تتعالجي وتنتهي من الوسواس، لا أن تبقي عند خطوة مرحلية يسمح أن تقومي بها مرة واحدة فقط؛ كذلك فهذه الطريقة ليست معيارًا جيدًا لوصول الماء، ألا ترين أنك لو وضعت يدك تحت الماء فهي تبتل بثوانٍ، لكن عندما تريدين غسلها بالصابون، فأثر الصابون لا يزول بسهولة، وتحتاجين إلى فترة أطول لإزالته وإزالة الرغوة. إذن: رغم أنك اختصرت مدة الاغتسال إلى النصف، لكن الوسوسة ما زالت موجودة، لأنك تسكبين كثيرًا من الماء الذي لا داعي له ريثما تحدث عندك القناعة بوصول الماء إلى سائر جسدك، المفروض أن تكفي عن استخدام الصابون وأن تضبطي وقت اغتسالك بواسطة الساعة، فتقللي الوقت قليلًا قليلًا حتى إن لم تشعري بوصول الماء إلى جميع الجسد إلى أن تصلي إلى الوقت المقبول. طبعًا غسلك صحيح شرعًا، وهذا ما يطلب من الموسوس فعله، لأن الخلل في شعوره وتفكيره هو وليس في وصول الماء، فالماء قد وصل في حقيقة الأمر إلى جميع الجسد وبشكل مبالغ فيه، قبل أن يقتنع الموسوس بذلك بكثير.
آتي إلى وسواس المذي، المذي يا بنيتي ينزل عندما يكون هنالك تغير في المشاعر، أما ما ينزل لوحده عند النساء فهو مفرزات طبيعية طاهرة في قول عند الشافعية، فلا داعي لأن تشغلي بالك، وأرجو ألا تدققي في مشاعرك من أجل الحكم على ما نزل، أهم نقطة في الموضوع عدم التدقيق... حتى لو شعرت بتغيير مشاعرك لا تهتمي ولا تبدلي ملابسك ولا ترشينها، وريثما تنتهي من هذا الوسواس قلدي قول المالكية بصحة الصلاة مع النجاسة، وإذا ثابرت على عدم التفتيش والتدقيق والتبديل والرش، يمكن أن تتعافي من هذا الوسواس في فترة وجيزة لا تزيد على شهر، المهم أن تكوني جادة في التطبيق.
كذلك الأفكار بشأن اشتهاء المحارم، لا تدققي فيها، ولن تخرب الدنيا لو خطرت مثل هذه الأمور على بالك دون إرادة منك، وأهم شيء أنك غير مؤاخذة عليها، مثلها مثل جميع الأفكار التي تطرق الذهن دائمًا دون إرادة. ورود الفكرة لا يعني أنك كذلك بالفعل، إذا خطر في بالك أنك تستطيعين الطيران، هل يعني هذا أنك تستطيعين ذلك بالفعل؟
ثم لفت نظري قولك عن الوساوس: (أستطيع التعايش معها). نحن لا نريد أن تتعايشي مع الوساوس، نحن نريد أن تشفي منها، وأن تذهب عنك، أو على الأقل ألا تعيريها اهتمامًا ولا تنفذي ما تأمرك به. مجرد التعايش مشكلة، إذ لا يؤمن أن تضعفي أمامها وتهاجمك بشراسة عند أول حادثة مساعدة على ذلك.
وأما الوسواس الذي يقض مضجعك وابتدأ بعدما سمعت أخاك، فهو عبارة عن أفكار طبيعية جدًا. أي شخص -خاصة في مثل عمرك-، يتعرض للموقف الذي تعرضت له لأول مرة، سيبقى فترة من الوقت والموقف يعن على باله لفترة ما، ثم ينساه بعد ذلك؛ شيء طبيعي جدًا فلا تخافي منه، خوفك منه سوف يجعله يستحكم ويبقى ويدوم فترة أطول ويجر خلفه وساوس كثيرة...
الموقف طبيعي حصل بالصدفة، وردة فعلك طبيعية، وهذه هي الحياة، فيها هذه الأمور، وقد خلقنا الله كذلك، هل هناك شيء مرعب في أن خلق الله الإنسان يشتهي الطعام، ويعن على باله، ويرى نفسه يأكل إذا نام وهو جائع؟! كذلك الأمور الجنسية خلقها الله تعالى فينا، يمكن أن تخطر على بالنا، ويمكن أن نراها في النوم، ويمكن ويمكن... عادي!
فلا تهتمي لهذه الأفكار، ولا تغتسلي لرؤية بعض المفرزات بعد ورودها، أو بعد رؤيتك حلمًا ما؛ أنت لا تعرفين ما هي، ولست متيقنة من طبيعتها، انظري هذه العبارة: (لو شك في شيء أمني هو أو مذي؟ تخير ولو بالتشهي، فإن شاء جعله منيًا واغتسل، أو مذيًا وغسله وتوضأ). هذا ما جاء في كتاب فتح المعين وهو من كتب الشافعية، وجميع كتب الشافعية تذكر ذلك. وباعتبار أن مشكلتك في الغسل والجنابة، فاعتبريه دائمًا مذيًا، أو مفرزات نسائية ونحو ذلك، فالأمر متروك للشخص الذي التبس عليه الأمر، ولو بالتشهي (أي يعمل على مزاجه ولا يبحث عن دليل لما أراد أن يفعله!!)، على أنه قليلًا ما ترى المرأة المني بعد احتلام ونحوه.
لا تشغلي بالك بمحاولة التخلص من هذه الأفكار، ولا داعي للتخلص منها، دعيها تمر كما تمر أي فكرة طبيعية، وانشغلي بأي عمل مفيد في هذه الحياة، أنت فتاة طبيعية جدًا، ولست شاذة ولا قبيحة، فكوني مرتاحة وسعيدة.