بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أرسل إليك أجمل وأصدق التحيات والتمنيات بدوام الصحة والسعادة والهناء
وبعد.....أنا .........، قابلت حضرتك منذ عدة أيام وقررت أن أكتب لحضرتك أملا في أن تساعديني وأرجو ألا أزعج حضرتك بحديثي فلن أحاول الاختصار،
وأرجو بما أن مصدر حضرتك الوحيد لفهم مشكلتي هو سماعي فقط،
وأنا لا أثق بأن كلامي يعبر عني فعلا، ولا أعرف إن كان كلامي حقيقيا أم لا ؟؟ ولا أعرف لماذا أعاني؟؟ وهل أنا أعاني أصلا أم لا؟؟ ولأني أبالغ أحيانا. فأرجو أن تراعي ذلك. كنت أتحدث مع نفسي وأبكي وأنا أتخيل أنك تسمعينني، كعادتي دائما أتحدث مع نفسي طويلا وأتخيل أحدا أمامي يسمعني وأتخيل ردوده، وتخيلت بنهاية حديثي ملاحظة لك "إنك لم تذكري والديك أبدا؟"
فقررت أن ابدأ بلمحة عن والدي وعن شخصيتي، فأبي وأمي أعتقد أنهما لا يمثلان بالنسبة لي دور الأب والأم، أنا أحبهم كثيرا جدا ولو كنت سأختار أبي وأمي لاخترتهم،
فأمي طيبة جدا وواضحة وبسيطة ورغم أنها خريجة كلية العلوم وتعمل لكن خبرتها بالحياة قليلة وهي خجولة جدا وقليلة الحيلة فهي حتى لا تستطيع أن تشتري شيء أو تذهب لمكان جديد بمفردها وتتأثر بكلام وأراء الناس بسهولة فهي شخصية غير قوية ويصعب عليها اتخاذ قرار وهي مضحية ومتدينة وهادئة وعلاقتي بها وكأني أنا أمها فأحاول استيعابها والاستماع لها والتخفيف عنها وهي تستشيرني في مشكلاتها وتحب أن تحكي لي تفاصيل حياتها وكل ما يجول بخاطرها وغالبا ما تحكي الشيء نفسه عدة مرات
وهذا ليس معناه أني ابنة مثالية وأنا كثيرا ما تغضب مني أمي لأني لا أساعدها في شغل البيت أو لأني أخرج كثيرا أو لأني لا أجلس معها أو لأني لا آكل أو خلافه
وغضبها مثل الأطفال لا تكلمني وتظهر لي أنها متضايقة مني وتقول مش متضايقة حتى ألح عليها فتخرج ما في نفسها من لوم وتوبيخات حتى أحايلها وأصالحها فتصفو سريعا بسهولة، وهذه علاقتي بها منذ بداية مراهقتي تقريبا، وأنا أشفق عليها من الاستماع لي فليس عندها أي قدرة على الاستماع أو الاستماع لكني أشركها في بعض أموري،
وأبي مهندس على المعاش شخصية مسالمة جدا وانطوائي يحب الجلوس وحيدا يشاهد التليفزيون ولا يستطيع التصرف أو المواجهة وهو غريب الأطوار والأفكار نتيجة لمروره بضغوط نفسية في حياته منذ الطفولة، وهو يحبني كثيرا ويخاف علي ولا يستطيع أن يغضبني،
ولي أخ واحد يكبرني بعامين متدين ومرح نختلف كثيرا و"نتخانق" أحيانا لكننا صديقان.
كنت وأنا صغيرة أحب أكتب مواضيع التعبير التي تتحدث عن الوطن و6 أكتوبر فكنت أكتب صفحات وصفحات، كان عندي وطنية وحب لمصر والوطن العربي وأحب الأغاني الوطنية جدا،
وفي الصف الأول الإعدادي كنت أود أن أشترك في مسابقة في بحث عن البوسنة والهرسك وقرأت كتاب عن البوسنة وبدأت أتابع تحقيقات عنها في مجلة آخر ساعة، واقرأ عن أساليب التعذيب التي استخدمها الصرب ضد المسلمين لمدة طويلة فكنت أعيش مع ما أقرأ وأحزن، وليس معنى هذا أني تعقدت، وإنما كنت أعيش سني عادي ولكن أتابع من حين لآخر تلك الأحداث، وكأني عشت هذه المأساة بنفسي وتخيلت صرخاتهم واستغاثاتهم بنا، وأتعجب كيف أن الناس لا تشعر بهم ويعيشون حياتهم عادي، حتى أنا كنت أرى أني لو كنت متأثرة بهم حقا، لو كنت واحدة منهم لو عشت للحظة في مكانهم ما كنت سأضحك وأبكي وأفرح وأحزن وأنام وألعب !!!! كنت عملت أي شيء حتى لو كان إني امشي في الشارع وأصرخ في الناس!!!!
المهم كانت حياتي "مش حتكون" عادية، فكنت أشعر ببعض الذنب في الصمت عما يحدث لهم،
وفي سنة ثالثة بدأت أكتب شعر وخواطر كلها وطنية عن حال الأمة الآن وعن أملي في نهضة وتقدم لوطني وبدأت كتابة قصة لكني توقفت عن الكتابة لأن رغم أن كل من حولي كانوا سعداء بي لأني أكتب لكن "ماكنش حد بيرضى" يقرأها أو يهتم بأن يقرأها وخفت أن أضحك لما أكبر على تفاهة ما أكتبه لكني وعدت نفسي ألا أستهين بها واحتفظت بها، والآن عندما أقرأها فإني أتعجب كيف كتبتها؟!
فأنا الآن لا أستطيع أن اكتب مثلها من ناحية الإحساس أو الناحية الأدبية، وتوقفت عن الكتابة لكن كنت أحلم بالقصص دون كتابتها وكنت أسترسل في أحلام اليقظة من أحلام رومانسية أو إصلاحية كالحلم بمدينة فاضلة أو حتى المشاكل والقضايا الوطنية أحلها بالأحلام.
"مش عايزة" أعيش، أنا "مش عايزة" أموت لأن الموت مش هو النهاية، أنا "عايزة" أنتهي، و"مش عايزة" أعيش مع الناس، "مش عايزة" أدخل الجنة مع الناس "عايزة" أبقى مع ربنا أو مع النبي والصحابة أو لوحدي،
"حاسة" أن حزني وحالتي سبب لعدم رضا ربنا عني لأني أفتعلها فمتوفر عندي كل أسباب السعادة من أسرة هادئة وأهل يحبونني كثيرا ومستوى مادي واجتماعي جيد وقبول عند الناس وكل شيء وليس عندي مشاكل!!
فماذا رأيت أنا من مشاكل أو صعوبات الدنيا، لم أواجه شيء بعد فلماذا أدعي حاله وهمية وقد طالت المدة وبعث لي ربنا سبحانه وتعالى فرص كثير وضيعت و"بأضيع" كل حاجة، ليه مصرة أن أظل بهذه الحالة أو أسوأ؟؟
أنا لا أحب نفسي أشعر أني لا أريد أن أنجح ولا أريد أن أكون سعيدة، فكيف أكون سعيدة وناس يتعذبون وهموم الأمة ثقيلة ولا ينفع تجاهلها، أشعر أني أريد الأسوأ لنفسي، أعمل ضد نفسي فأنا نحيلة الجسم وأود أن وزني يزيد وأحاول فعلا وآخذ فاتح شهيه أحيانا، لكن بداخلي أشعر بفرحه أو نشوة عندما ينقص وزني وأحاول أن آكل لكن بداخلي شعور أمنية بأن وزني يقل أكثر وأكثر غصب عني، وأنا ممكن أقطع في شعري بالساعات!
أحب دراستي لكن لا أذاكر أبدا.. أبدا!!، أحاول وأعلم أهمية ذلك وأنه واجبي لكن مهما حاولت لا أستطيع المذاكرة، إنني أعمل أعمال خير أو أشارك بأعمال مفيدة لكن بدون حماس وبلا أمل وبدون هدف أو حلم، أعمل علشان "ماأضيعش" وقت وآخذ ثواب وأنفع الناس بس ليس عندي رغبة في عمل أي شيء عندي مليون حاجة أعملها ومنها حاجات كثير أحبها أو كنت أحبها لكن مش "عايزة" أعمل حاجة، "خايفة" أضيع عمري هباء، "خايفة" أعمل حاجات كويسة وألاقي بعد زمن إني كان ممكن أعمل حاجات أحسن.
منذ شهور وأنا على هذه الحالة وتنتابني حالة حزن وبكاء لكن ليست متواصلة، أي كل فترة أشعر بهذه الحالة بدأت تتقارب حتى أصبحت الآن فيها على طول. منذ فترة شهور وأنا أراقب نفسي جدا أحاسب نفسي على كل شيء كل كلمة وكل لفتة، غصب عني،
مثال: كنا في رحلة أنا وأصحابي ...وصديقتي "س".... وناس من خارج الكلية من أسرنا كثير، المهم كنت أجلس وبجانبي بنت وصديقتي "س" وناس ثانية، وكانت صديقتي "س" تحثنا على أن تعمل كل واحدة حاجه تفيد المجتمع، وتحدثت البنت فقالت وسط كلامها أنها تكتب قصص قصيرة فانتبهت "س" وقالت لها "ياه تعالي جنبي بتقولي بتكتبي قصص أنت فين من زمان؟" فهممت أن أقول بفرحة وأنا "كمان بأكتب" قصص أو يعني ممكن أكتب لكن توقفت أو أوقفت نفسي وكتمت الكلمة وهي على طرف لساني لأني سأقولها حتى ألفت نظر "س" لي وأجعلها تهتم بي مثل البنت وتابعت كلام "س" مع البنت وبداخلي صراع إني "عايزة" أقول ولكن أمنع نفسي
وكنت كأني مكبوسة كبست نفسي، و"س" قالت أنها فكرت تكتب قصص توصل بها معنى نبيلا، وتكون القصص لها رسالة معينة وطريق للإصلاح فسبحان الله إنها فكرتي! لقد كنت أنوي فعل هذا بل إن كلام "س" كله بالضبط كأنه كلامي ونيتي لما أخلص الكلية وكان نفسي أقول لها أن أنا فكرت في "كده" لكن أوقفت نفسي لم أحب أن أكون "أجذب اهتمام" أو يعني المهم أني كنت حزينة جدا وشعرت كأني تعرضت لموقف ضغط شديد وكلمت "س" ثاني يوم وقلت لها أني ممكن أكتب قصص.
أنا "بخاف" جدا على زعل الناس وأفعل أشياء كثيرة من أجلهم وحتى أرضيهم لكن في حدود المعقول طبعا.نفسي أتأكد أن ربنا راضي عني، نفسي أعرف "بيحبني" أم لا، نفسي أخرج "بره" نفسي وأراها هل هي طيبة أم خبيثة؟؟ ودودة وظريفة أم سخيفة؟،
نفسي أعرف نفسي من الخارج، نفسي أراني بعيون الناس كيف يرونني،
اكتشفت أني "بأخاف" من القرآن أني أهرب أحيانا من سماعه أو قراءته حتى لا أسمع آية تتعبني مثل "لما تقولون مالا تفعلون" كما أني أخاف وأهرب من سماع سورة الحديد تحديدا، وأسأل ربي يا رب يا ترى أنت مشفق علي أم تلومني على تقصيري، فتحت لي كل أبواب السعادة وكل أبواب الخير وأنا واقفة ابكي واشكي على لا شيء هل تراني خائفة منك أم تغضب لأني سيئة الظن بك.
إني اشعر بغيظ شديد من علاقتي بصديقتي المقربة، لا أريد أن أذكر حتى لنفسي كيف كنت أعاملها وكيف كنت أراعي مشاعرها وأتقبل وأتحمل عيوبها، ولأني أكره ذلك لكن صدقيني هذا صحيح حسب قولها هي وأنا الآن متضايقة، إن ضيقي منها وغضبي يزداد يوما بعد يوم، لأني كنت متضايقة منها من حاجات كثير وهي بتمثل لي ضغط كبير ورغم ذلك كنت أتحمل وأتمنى لها وأساعدها أن تتغير للأفضل، لكن عندما كنت أعاتبها من موقف ضايقني منها كنت أواجه منها ردود فعل غريبة كانت تضايقني أكثر.
ورغم ذلك استمر الحال لكن بعد مرة أخيرة جلست معها وتحدثت معها عني وعن همومي فذكرت لها كأمثلة لتعاملي مع نفسي ثلاث مواقف أثرت في وقعت بيننا، وكنا تعاتبنا فيهم من قبل ولكن الآن وصفت لها إحساسي أكثر فهي تضايقت جدا شعرت بها لكن أنا مش راضية عن إن كل ما أتكلم معها لازم آخذ بالي من كلامي علشان "مفيش" حاجة تضايقها مش راضية عن أنها يكون تفكيرها في نفسها حتى وهي تسمعني ويغيظني أنها ترى نفسها مستمعة جيدة وتراعي مشاعر الناس و"تيجي" على نفسها كثيرا من أجلهم
وهذا غير صحيح،
إن بها صفات كثير حلوة لكن ليس هذا، وأعجب أن معظم الناس يرون في أنفسهم مزايا ليست فيهم لذلك أنا لا أصدق أن بي مزايا معينة لأني أكيد مثل الناس لا أرى الحقيقة عن نفسي، في هذه المرة قالت لي ناصحة بأن المفروض أني لا أهتم بالناس بهذا الشكل، فمثلا لو حد "زعلان" مني أسأله أنت "زعلان" وأكرر السؤال ولو قال لا خلاص لقد فعلت ما علي وليس علي إثم وأتركه، فتعجبت هل الحدود هي أداء الواجب فقط؟ إذن هكذا أنا أهتم بنفسي وحالي ولا أهتم بالآخر، إني أرفض ذلك وقلت لها إن لو أنت "بتفكري كده يبقى أنتي عايشة لنفسك" وقالت أنها مش عايشه لنفسها وكررتها كذا مرة، واضح أنها أثرت فيها.
المهم أنها تجاهلت حالتي الواضحة للجميع من صمت دائم وحزن وعدم تجاوب معهم وغيره وأصبحت متضايقة من أنها فضلت ألا تشغل نفسها بي حتى لا تتأثر سلبيا، وإني حزينة وغاضبة أن هذا المعنى يعني بالنسبة لي أنه لا صداقة فكيف تنتهي صداقتنا مع أول مرة أحاول فيها الأخذ منها وليس المنح،
لقد فكرت من قبل أن أستعين بشخص يعرفني ويعرفها "س" مثلا فصديقتي تستعين بها كثيرا، لكي أتحدث معها عن ضغطي ومعاناتي معها، لكن أوقفني أني عارفة أني كل ما أتكلم عن أحد أو أحكي أي موقف يبقى معظم تفكيري في حاجتين
الأولى أني أكون حيادية وأذكر محاسن الآخر كثيرا مع ما يمثله لي ذلك من ضغط لأني متضايقة منه وأحاول أن أبرر له مواقفه وأؤكد على حسن نيته وأحاول أنقل وجهة نظره حتى أكون عادلة لأني أكره أن أكون أنظر من وجهة نظري فقط،
والثانية أني أخاف أن لا يحس بي من يسمعني ويتهمني بأني فاهمة غلط أو غير عادلة أو ينصحني بأني ألتمس الأعذار أو حتى أنه يستهيف ما أقول حتى لو بداخله أو يرى في عيوبي وضعفي فأقل في نظره وأغير فكرته عني لو كانت كويسة، وأنا نفسي حد يفهمني ويصدقني لأني "مش بأصدق" نفسي برغم أني أتكلم الحق يعني دائما أحس إني ممكن أكون مش حيادية لأني مثل كل الناس لا تشعر بالآخر وترى كل شيء من ناحيتها فقط.
أنا أخاف أشتكي لربنا همومي لأنها "هايفة" وليس لي حق أن أحزن على لا شيء وكل شيء عندي جيد، ومش بحب أشتكي لربنا من أحد لأني أحس أني ممكن أكون شكواي بلا معنى فلم يفعل لي شيء، وأنا غلطانة ولأن مثلا صاحبتي دي أحس إن ربنا يحبها أكثر مني ولا أذكي على الله أحدا، فكيف أشتكيها له؟؟
فأنا أشعر أن إيمانها أعلى مني وروحها أحسن مني وأعلم أن هذه أشياء لا يمكن قياسها، لكني أشعر بذلك وأحزن، كيف أني أعمل لها حاجات كثير قوي وأضغط على نفسي، وهي لا تفعل ذلك؟
ومع ذلك يضيع ذلك هباء فانا أفعل ما هو غير مطلوب شرعا، أرى أنها تبكي عند ذكر الجنة أو أي كلمة مؤثرة وترى رؤى وغيره أشياء أعرف منها أنها روحها شفافة وأتضايق أني أرى بها عيوبا كثيرة، وأعتقد أني أكيد بي عيوب أيضا لا أراها لأن كل الناس لا ترى عيوبها ولكن ترى عيوب الآخرين.
وأسأل الناس عن عيوبي دائما وأتقبل النقد جدا لكني لا أعرف عيوبي كلها، وأتضايق كل مدى أكثر عندما أسمع رأيها في نفسها واعتقادها بصفات جميلة ليست فيها وأشعر أنني ظالمة لها، دائما أرى أن الطبيعي أني أحب للناس الخير وأفرح لتميزهم وتفوقهم حتى عني ولو شعرت مرة بالغيرة لنجاح أحد أو تميزه عني كنت أعتبر هذا شرا في نفسي وأسعى لعلاجه وهكذا أي مشاعر سلبية أخرى أيضا لذلك أنا لا أحب نفسي المليئة بالشر، كل شكواي إلى ربنا سبحانه وتعالى عندما أتعب أن أرفع يدي للسماء وأبكي وأستمر في قول يا رب يا رب بس وأستغفر وأنا أبكي.
اشتركت مع صديقات في نشاط أسرة بالكلية وتفاعل مع صناع الحياة وأحببتهم جدا وأعتقد أني محبوبة وسطهم ورغم شعوري بالراحة معهم إلا أني لم أكن على طبيعتي، واكتشفت الآن بعد شهور أنهم لا يعرفونني جيدا ولا يعرفون أشياء كنت أعتقد أنها من سمات شخصيتي أو من اهتماماتي الواضحة وأن كذا واحدة يرون في صفات معينة مش أنا!، وعكس ما أراه في نفسي وما يراه المقربون لي، وكنت أشعر دائما بأني أقل واحدة نشاطا وعملا وكانت حقيقة لأني كنت مشاركة بنشاط محدود ويوقفه أشياء كثيرة منها الدعم المالي فلم أكن أحضر معظم اجتماعاتهم لأنهم لا يعلمونني عنها لأنها لا تخصني، ولم أكن أنتبه لذلك الفرق بين عملي وأعمالهم، وإنما كنت أرى نفسي أقل واحدة عملا فكنت أتضايق وأشعر أني "ماليش لازمة"، وأصبحت أشعر أني مهمشة وأني بلا قيمة عندهم، إنهم جميعا مترابطون، لا أعرف لماذا كنت منذ البداية متحفظة معهم.
من فضلك ساعديني، أنا لا أريد أن أكون سعيدة وإنما أريد أن أعمل ما يرضي ربنا عني.
أعتذر عن طول الرسالة، اكشفت أني على ما أتذكر لم أتحدث أبدا عن نفسي لأحد من قبل رغم أني أحب ذلك وعندما قررت إني أطلب مساعدة من أحد لم أجد ممن حولي أحد مستعد لسماعي لكني فعلا تعبانه، قررت أن أذهب لمركز للإرشاد النفسي فكلمت دكتورة فيروز فأعطت لي ميعاد ودي لكنها انشغلت فلم أود أن أزعجها ولم أحدثها ثانية،
جزاك الله خيرا على صبرك معي.
وشكرا لكم
1/10/2004
رد المستشار
الابنة العزيزة
أهلا وسهلا بشكواك التي وصلتني من المستشارة أ.نفين عبد الله، ورأت أن تعرضها علي لأنشرها وردي عليها في صفحتنا استشارات مجانين، وقد صدق حدس الأستاذة نفين لأن إفادتك تشير من طرف خفي إلى بعض سمات الوسوسة كما سأبين لك.
تعبرُ الإفادةُ في مجملها عن بعض الأعراض الاكتئابية في المفاهيم والمشاعر، وبعض الأعراض الوسواسية، وعن خللٍ كبير في التعامل مع مفاهيم الإيمان وتزكية النفس وقواعد التعامل بين البشر،
وبينما استرسلت أنت في شرح تفاصيل معاناتك وتساؤلاتك التي لا تنتهي عن نفسك وعن كل شيء، فقلت ثم أعدت ما قلته بصيغة أخرى، وكأنما تؤكدين ما قلته في أول إفادتك إذ وصفت نفسك:
(أنا لا أثق بأن كلامي يعبر عني فعلا، ولا أعرف أن كان كلامي حقيقيا أم لا؟؟ ولا أعرف لماذا أعاني؟؟ وهل أنا أعاني أصلا أم لا؟؟ ولأني أبالغ أحيانا، فأرجو أن تراعي ذلك)،
والحقيقة أن مراعاة ذلك قد تدفعنا إلى التشكك في صحة ما وصلنا من أنك مكتئبة، فهذا أمرٌ قد نتأثر فيه بمبالغتك حين يكونُ التواصل بيننا إليكترونيا عبر السطور التي لا تقبل النقاش، أما سماتك الوسواسية فلا أظنها تتأثر بمبالغاتك إن كانت هناك بالفعل مبالغات.
الابنة/الأخت العزيزة
(لاحظي أنني لا أعرف كم سنة تبلغين من العمر)، تحتاجين من بين ما تحتاجين إليه إلى برنامج توكيد الذات، وكذلك كيفية التعامل مع الآخرين وفهم العلاقة بالآخر، في الله، من خلال المنظور الإسلامي الصحيح، فهذه كلها مفاهيم مختلطة عليك، ربما بسبب سمات معينة في شخصيتك، أو مفاهيم معينة ملتبسة عليك بشكل أو بآخر، وعن ذلك أنصحك بقراءة الروابط التالية من على مجانين:
صعوبة التعامل مع الآخرين : النموذج والعلاج
كيف أكون محبوبا بين الآخرين ؟
كيف أبني ثقتي في نفسي؟
كيف أكسب الأصدقاء؟
كيف تنمي ثقتك بنفسك ، متابعة
كيف تكون نفسك ؟
عدم الثقة في الآخر
كثرةُ البكاء أم نقص التوكيدية ؟
لديك ميزات ولكن كيف تعرفينها ؟
وسواس الرياء في المسلمين
الاكتئاب الدائم أم عسر المزاج ؟
عسر المزاج، والاكتئاب
اختلال الإنية وخلطة القلق والاكتئاب
اختلال الإنية في نطاق الوسواس القهري
الصدمة النفسية واضطراب الإنية مشاركة
أحلام اليقظة الاكتئابية ؟؟؟
تحتاجين إذن إلى فهم نفسك فهما صحيحا، وفهم أشياء كثيرة كي لا تشعري بالغربة وأنت بين صناع الحياة، هذا أمرٌ في منتهى الأهمية حتى لا تلتبس عليك الأمور بهذا الشكل، وأما ما ظهر في إفادتك وعبرت عنه بقولك: (أعمل ضد نفسي فأنا نحيلة الجسم وأود أن وزني يزيد وأحاول فعلا وآخذ فاتح شهيه أحيانا، لكن بداخلي أشعر بفرحه أو نشوة عندما ينقص وزني وأحاول أن آكل لكن بداخلي شعور أمنية بأن وزني يقل أكثر وأكثر غصب عني،)
فإنما يستدعي كثيرا من الأسئلة عن جسدك ومدى أدائك لواجباتك تجاهه، وهل أنت من النحافة إلى حد مرضي أم لا كل هذا نحتاج معرفته لأنه بمثابة الضوء الأحمر!
فخ الصورة : النحافة أيضا مشكلة
كلنا في فخ الصورة : توهم النحافة !
وأما ما ظهر دون قصد منك وكأنما هو شيء عادي أو سلوك مختلف لا أكثر فهو نتف الشعر إذ تقولين: (وأنا ممكن أقطع في شعري بالساعات!)، وهذا عرض قد يكونُ أكثر ما في إفادتك حاجة للتحليل والتساؤل وأنصحك بقراءة ما يلي أيضًا من على مجانين :
الوسواس القهري ونتف الشعر بينَ القهرية والاندفاع
اضطراب نتف الشعر : نطاق الوسواس
أكل الشعر : لا نتف الشعر فقط
الابنة/الأخت العزيزة أعرفُ أنك لم تقصدي الكتابة إلى طبيب نفسي حين كتبت هذه السطور، ولكن هكذا شاء الله لإفادتك أن تصلني، وقد يكونُ ذلك أفضل، فربما لو عرفت أنك تكتبين لطبيب نفسي لا تعرفينه لكنت أكثر تحفظا فيما تقولين، وأسأل الله أن تجدي فيما أحلتك إليه من روابط ما يفيدك في فهم أعمق لمعاناتك وكذلك ما يعينك على توضيح الأمور للطبيب النفسي، فأنت على أي حالٍ لابد أن تعرضي نفسك على أقرب طبيب نفسي متخصص من مكان إقامتك، وتابعيني بأخبارك.