عندي وسواس قهري في كل شيء
بسم الله الرحمن الرحيم أنا بنت صار لي معاناة من الوسواس تقريباً 12 عام من مرحلة المتوسطة ابتدأ معي في الصلاة والوضوء ثم بدأ يتطور حتى وصل في ذات الله سبحانه ودائماً كنت أحاول جاهدة أن لا ألتفت إليه ولكن مرة أنجح ومرة أفشل
والآن أصبح لدي في كل شيء الصلاة الصيام الذهاب لقضاء الحاجة بالإضافة إلى الوسواس الجنسي تقريباً في كل شيء
أنا بحثت عن علاج ولكن لم أجد ما يريحني نفسياً فلذلك قررت أن أستشيركم في ما أريد أن أفعله سوف أقوم بكل عباداتي ولن ألتفت للوسواس أبداً فأنا أصلاً لم أعد أفرق بين إذا هو وسواس أو شيء عادي صار صعب الموضوع
لذلك قررت أن أعمل مثل مايعملون الناس الطبيعيين حتى لو كانت صلاتي وصيامي وعباداتي خاطئة وأنا متعمدة الغلط حتى يذهب عني الوسواس كلية لأني والله تعبت جداً وأريد علاج نهائي وسوف أقوم به فهل طريقة صحيحة وهل تدعموني بأن أقوم بها
أرجوكم
ريحوني وشكراً
3/6/2019
رد المستشار
أهلًا بك وسهلًا يا "حنان" أنت من الموفقين بإذن الله تعالى، فقد دلك الله سبحانه على العلاج الأمثل لوساوسك، ما تقومين به من التصرف بشكل طبيعي حتى لو شعرت أنه غلط، هو عين العلاج، فالعلاج هو التعرض لمثير الوسوسة مع عدم الاستجابة لها، فأنت عندما تقفين لتصلي تتعرضين لمثير الوسوسة، وعندما تتصرفين بشكل طبيعي وليس كما يأمرك الوسواس فهذا يعني أنك لا تستجيبين له.
وقد نصح بذلك النبي صلى الله عليه وسلم قبل المختصين جميعًا فداه أبي وأمي، قال صلى الله عليه وسلم، فيما رواه عنه البخاري ومسلم: ((يأتي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا، مَنْ خَلَقَ كَذَا، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وَلْيَنْتَهِ)). قال ابن حجر في فتح الباري: (...((فليستعذ بالله، ولينته)): أي عن الاسترسال معه في ذلك، بل يلجأ إلى الله في دفعه، ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة، فينبغي أن يجتهد في دفعها بالاشتغال بغيرها). والاشتغال يغير الوسواس هو نفس إهماله والتصرف بشكل طبيعي.
وسئل الفقيه الشافعي ابن حجر الهيتمي عن دواء الوساوس فقال: (له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية -وإن كان في النفس من التردد ما كان-، فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها). [ النص في الفتاوى الكبرى الفقهية: 1/216]
تابعي ما أنت عليه وفقك الله