وسواس قهري أم شخصية قسرية
سلام عليكم ورحمة الله.. شكرا جزيلا لجهودكم المباركة في هذا الموقع.. عذرا للإطالة لكن كتبت التفاصيل حتى تكون المشكلة واضحة.
أما بعد فمشكلتي الأساسية تبدأ دون سن البلوغ فأنا خجولة جدا وانطوائية بسبب معاملة والداي كليهما المتسمة بالخشونة والضرب وعدم إظهار أي مشاعر محبة لنا وضربي حتى على الأمور البريئة الطفولية مما جعلني أنفر منهم جدا، صحيح أني أحترمهم وأخدمهم ولكن لا أستطيع التكلم بأريحية وأتلعثم ولا أعبر عن ما أريد أبدا ولا أنظر إلى وجههم أثناء الحديث.
ومشاكلهم المستمرة أمامنا التي لا حل لها إلى الآن سببها والداي.. أيضاً أشعر منذ الصغر أنني أقارن بين أصابعي أحدهما أكبر من الآخر وأتخيل إصبعي الكبير سوف يدهسني وتسيطر علي هذه الفكرة ولا أستطيع دحضها وعندما أرتب الأغطية أضع ذات اللونين المتقاربين إلى جنب لأنهما سيشعران بالضيق إذا فرقتهما!
وتطورت عندي هذه الحالة حتى الكبر فأنا أفعل طوال اليوم أشياء غير منطقية لا أستطيع أن أوقفها وجربت أن أدع الأفكار كما هي ولا أتفاعل معها لكن بدون جدوى، إن عقلي يعمل كمحرك سريع جدا أنتقل من فكرة إلى أخرى ومن كلام إلى آخر بدون وجه صلة بين المواضيع بشكل غريب يلحظه المتحدث معي وبسبب هذا فأنا أتكلم بسرعة كبيرة لا يفهمني حتى أهلي
ووجهي خالٍ من المشاعر وكثيرا ما أبقى صامتة طوال اليوم اعتقادا مني أن أهلي والناس يسمعون أفكاري بالتالي فأنا أتكلم لكن اكتشفت مؤخرا أني صامتة ولا أتكلم.. كما أنه عندما يكلمني أحد بلهجة خشنة أو نظرة قاسية أشعر أنه يود مهاجمتي فأرد بعنف شديد في المواقف الاجتماعية مما سبب لي حرجا كبيرا وآثرت في النهاية أن أعتزل الناس والأصدقاء واستقلت من العمل حتى لا أنحرج مرة أخرى..
مشكلتي أيضا الأكل ربما أبقى يوما كاملا بلا أكل ولا أدري بنفسي والنوم لا أستطيع النوم في الليل بسبب عقلي كأنه محرك سريع لا يستطيع التوقف من كثرة الأفكار أنام في الصباح ٣ساعات ثم أستيقظ وهكذا بقية الأيام جسمي مرهق جداً وعيناي تؤلمانني جربت علاج بروزاك لمدة ست أيام ولأول مرة تخلصت من الوسواس القهري وأشعر بالراحة جدا
لكن المشكلة أني صرت لا مبالية جدا حتى بالصلاة ومع أهلي لا أكترث لهم وأجرح مشاعرهم وحتى لو أريد الانتحار لفعلت فلا رادع لي من شعور فخفت من الانتحار وبقيت ملازمة الفراش لـ٦ أيام وتركت البروزاك..
ورجعت دوامة الأفعال القسرية طوال اليوم والنوم انقطع أخذت بعد فترة دواء Amitripyline واستطعت أخيرا النوم وأراحني من الأفعال القسرية جداً مرتاحة من هذه الناحية لكن شعور اللامبالاة رجع لي كما في البروزاك وفقدت إحساسي بذاتي أصبحت بدون مشاعر وأيضا أريد الانتحار فلا رادع لي من الانتحار ولا أي تأنيب ضمير بل أقنعت نفسي بأن الله سيسامحني..
بالإضافة إلى مروري بالفترة السابقة للدواء بشكوك إلحادية ولفترة طويلة ظللت أقرأ كتب الإيمان والإلحاد وأيضا وسواس الطهارة ووسواس خلع الحجاب وعندما أخلعه استجابة للفعل القسري يرجع الوسواس بأن أرتديه وأرتديه ثم يرجع الوسواس فأخلعه فيرجع الوسواس فأرتديه وهكذا أحوم في دائرة مغلقة من الأفعال المتكررة مما جعل الناس تشنع على فعلي لكن أنا أفعله لا رغبة في الخلع ولكن حتى أتخلص من الفعل القسري الذي أتمنى أن أفرغ طلقة في رأسي وأتخلص من عقلي الذي يرهقني
ربما تقولون لي أهملي الأفكار. نعم أهملتها لكنها موجودة بعقلي تعمل بسرعة كبيرة لا يمكنني التركيز في حياتي، أرفض الخاطبين لأنه ليست لدي مشاعر جربت أن أعالج نفسي بالتأمل بالكتابة ببعض تقنيات العلاج الأخرى لكن لا فائدة.. والدتي أيضا تعاني وسواس قهري لكنه يختص بخوفها من المرض، وخالتي مريضة بالفصام الذهاني وأرفض أن أحدث أهلي بمرضي أو أي شيء يجعلهم يتعاطفون معي إني أفضل الانتحار على أن يتعاطفوا معي ولا أستطيع التحدث مع صديقاتي حول هذا الأمر.. عذرا للإطالة أنتظر منكم جواباً أريد أن أترك الدواء ولكن النوم كيف بدونه إنه أكبر مشاكلي..
أنتظر الجواب
مع الشكر الجزيل لحضرتكم
10/7/2019
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Hajer" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واختيارك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
ما تصفينه من أفعال قهرية بعيد عن الأفعال القهرية التي نراها في أصحاب الشخصية القسرية، ففي الحالة الأخيرة تكون الأفعال القهرية متماشية أو منسجمة مع الذات بمعنى أن صاحبها لا يراها قهرية عليه بل يراها واجبة لأنها تعبر عن توجهات ذاته وهو بالتالي لا يشعر بالضيق منها.
كذلك فإن للشخصية القسرية سمات لم تشيري إلى أي منها... وحالتك أقرب ما تكون إلى الوسواس القهري وربما مع بعض أعراض اضطرابات قلق وبالأحرى القلق المتعمم، ولعل هذا سبب إحساسك بالراحة مع عقار أميتريبتيلين رغم عدم وجود أي تأثير له على أعراض الوسواس القهري فلعله تأثيره على القلق أو أثره الجانبي المنوم.
ربما عقار الفلوكستين (بروزاك) يفيدك أكثر لأنه يعمل على كل من أعراض الوسواس القهري وكذلك أعراض القلق... ولكنك لم تستحسني تأثيره المثبط للانفعالات -رغم أنه ذا دور محوري في تأثير العقار العلاجي- وسارعت بإيقافه لذلك السبب.
النصيحة هي أن تكفي عن محاولات العلاج الذاتية وتطلبي العلاج من طبيب نفساني متخصص، وهذه النصيحة تصبح واجبة النفاذ حين نعرف وجود تاريخ عائلي للاضطرابات النفسية في أمك وخالتك كما ذكرت.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات .