الوسواس القهري بالذات الإلهية
بداية الحالة النفسية صابني أرق وتوتر في الشغل وارتفاع ضربات في القلب ذهبت إلى المشفى وكان كله طبيعي وبعد فترة أسبوع أتتني فكرة وكان حد يحكي معي نحنا اتسلطنا عليك وسيطرنا عليك وهم شياطين وبلشت حكاية الوسواس وشبهولس كلشي بشوفو من تابشر بيشبه شيطان وبعدين صار يشبهولي البشر أن هم ربك استغفر الله العظيم.
وبعدين اكتملت القصة كنت ماسك جهاز الكونترول جتني فكرة أن هذا ربك والعياذ بالله وجتني فكرة أن كل شيء بشوفه أو بلمسه مجرد نظر هو ربك والعياذ بالله والأفكار ارتسخت بالذهن حاولت كتير أصرف تفكيري لأن هذه أصعب حالة أن الفكرة اللي جاءت مجرد النظر للشيء تتخيله ربك والعياذ بالله وبلشت تجيني أفكار أن هذه مو دنيا ومو طبيعة وأحس الدنيا ظلام بعيوني وصابني اكتئاب مزمن ومابعرف كيف بدي أفكر أو أشغل ذهني.
صارت أفكار ورا أفكار تدخل عالمخ وتسيطر علي
ساعدوني جزاكم الله كل خير
26/8/2019
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ "طاهر" حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أهلاً وسهلاً ومرحباً بك –أخي العزيز– وأسأل الله تعالى أن يفرج همك وييسر أمرك ويشرح صدرك، ويرزقنا وإياك الصبر والثبات واليقين، ويصلح لنا أمر الدنيا والدين؛ إنه سميع عليم.
أخي الكريم: ما تعاني منه هو أفكار وساوسية شيطانية متسلطة، ومثل هذه الوساوس تنتاب الكثير من الناس بسبب ما جبلوا عليه من الضعف البشري، وقد كانت تنتاب الصحابة الكرام أكثر منها، فأرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحل، وذلك بالإعراض عنها وعدم المبالاة بها أو الالتفات إليها، وإدراك أنها لا تضرك بإذن الله لما ورد في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم : (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم)، وعليك بالاستغفار منها والاستعاذة بالله تعالى منها، يقول تعالى (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله)، وقد جاء في قوله صلى الله عليه وسلم حين شكا إليه أصحابه ما ينتابهم من شكوك حول الذات الإلهية، فقال لهم: (فليستعذ بالله، ولينته).
أخي الكريم: الوسواس القهري يأتي للشخص في صورة أفكار متسلطة متلاحقة رغما عنه، وهي عبارة عن أفكار تكون من داخل الشخص، وهو يعرف تماما أنها منه، ولكنه لا يستطيع السيطرة عليها، وطبعًا يقاومها مقاومة شديدة، وفي بعض الحالات يكون الوسواس القهري مصحوبًا باكتئاب، خاصة الوسواس القهري المزمن، فقد يصاحبه أعراض اكتئاب إذا لم يتم علاجه، وهذا ما يحصل معك.
الأخ الفاضل: هذا الوسواس القهري، ليس من نفسك أو هو شيء تستطيع السيطرة عليه، والمطلوب منك الآن البدء في العلاج، وهناك علاج سلوكي معرفي لدى المعالجين النفسانيين، حيث يقومون بتعليمك مهارات معينة في كيفية التعامل مع هذه الأفكار الدينية التي تظلُّ عالقة ومتكررة في نفسك، وأيضًا هناك العلاج الدوائي عن طريق تناول أدوية تساعد كثيرًا في علاج هذا الوسواس القهري، فعليك بالمتابعة مع طبيب نفساني، ومعالج نفساني، حتى تعالج هذه الوساوس، وتتخلص منه، وتحيا حياة طبيعية،
وإذا لم يتيسر لك المتابعة مع طبيب نفساني فننصحك بعقار باروكسيتين 25 ملجم سي ار، تناول حبة واحدة منه بعد الغذاء لمدة ثلاثة أيام، ثم ارفع الجرعة اعتبارا من اليوم الرابع لتصبح حبتين بعد الغذاء، وفي المساء تناول عقار انافرانيل 25 ملجم بعد العشاء بنفس الطريقة، ابدأ بقرص واحد بعد العشاء لمدة ثلاثة أيام ثم اجعلها قرصين بعد العشاء اعتبارا من اليوم الرابع، وستشعر بتحسن كبير إن شاء الله. استمر على تناول العلاج بانتظام لمدة من 6 إلى 9 أشهر ثم ابدأ في تقليله تدريجيا حتى يوقف.
أخي الكريم: لا تقلق، واعلم أنها مجرد مسألة وقت لن تلبث حتى تزول بشرط الالتزام بالعلاج، بصرف النظر عنها بإشغال نفسك ووقتك بالاشتغال بما يعود عليك بالمنفعة في دينك ودنياك: في لزوم القراءة، ومتابعة المحاضرات والبرامج المفيدة، لا سيما الاطلاع على الكتب والبرامج النافعة.
وفقك الله وسدد خطاك.
واقرأ أيضا:
أفكار سوداوية : وساوس كفرية
الوسواس القهري معنى التجاهل!!
هل وسواس العقيدة والكفر حرام؟