مرض نفسي وشذوذ، أليس كذلك؟!
بــــــســــم الله الـــرَّحـمـٰـــن الـــرَّحـــيـــم، الــــســــلام عــــــلـــيـــكـــم ورحـــــــمـــــــة الله وبـــــــــركـــــــــاتـــــــــه :
حقيقة في البداية، لا أعلم كيفية طرح استشارتي من جوانبها المتعددة حتى تكونوا على صورة واضحة، فالحكم على شيء فرع عن تصوره، لذلك سأحاول أن أكتب بعض التفاصيل بدقة، إذا رأيت لها أهمية مفيدة.
سأبدا من مرحلة الطفولة المبكرة، ما أتذكره فقط عن الطفولة هو التفكك الأسري، مع الفقر المتقع، مع التنمر والترهيب. علاقه الوالدين كانت سيئة جداً، والوالد يضرب الوالدة بسبب الشجار اليومي المفتعل من الوالدة بسبب الفقر وضغوطات الحياة اليومية.
من ناحية ثانية كان الوالد في الطفولة يطلب مني عدم اتخاذ أي أصدقاء، وأن أذهب وأرجع من المدرسة لوحدي حتى لا أتعرض إلى أي اعتداء جنسي من الآخرين. ولقد التزمت برغبة الوالد حرفيا فلم أعرف شيئاً اسمه صديق إلى أن وصلت للصف العاشر، وكنت حينها ١٦ عاما.
كنت مع الوالدة كثيرا في البيت، والوالدة كانت كل يوم تكرر لي أن جدتي وعماتي كانوا يظلمونها ويضربونها فنشأ عندي حقد دفين نحوهم، لكن أغرب شيء حدث هو أنه يوم وفاة جدتي، كانت أمي تبكي وكنت طفلاً حينها وسألتها لم تبكين وهي التي فعلت لك كذا وكذا ؟! قالت لي : اسكت إنها جدتك وإني سامحتها فهي عمتي.
في الطفولة تعرضت للتنمر والاستهزاء من قبل كل الناس، الأقارب وشبان الحي لأنه شكلي الخارجي فعلاً فيه عيوب واضحة ربما هو السبب في جعل الآخرين يستهزئون بي دائما. نشأ بيني وبين أخي الأكبر علاقة حقد دفينة بالطفولة، لأنه باختصار كان يمنعي من مشاهدة أفلام الكرتون والتلفاز عموماً وكان يريد السيطرة، وكنت أعارضه فيضربني فكرهته عميقا.
ثلاث من أبناء عمي الكبار (عليهم من الله ما يستحقون) كانوا يضربونني بشكل شبه يومي لأني كنت أخرج من البيت وكانوا يبررون ذلك أني إذا خرجت قد أتعرض للاعتداء الجنسي، وكانت هذه الحجة مقنعة للوالد رغم شكواي له فكان يقول لي تستاهل لماذا تخرج خارج البيت، علما أن أبناء عمومتي يسكنون بنفس الحارة التي كنا نسكن فيه. وكان تحريق جسمي بالسيجارة والتعليق من السقف أحد أساليب ذلك بعلم الوالد وموافقته، والوالدة لا حول لها ولا قوة رغم معارضتها.
بالنسبة للتحرش الجنسي فقد تعرضت لحوالي ٤ تحرشات، ذكرت واحدة منها لأهلي لأني انفضحت، وانتهت القضية بمشكلة في الحي، وليس هذا التحرش الجنسي سبب سلوك الوالد معي هذا السلوك فهو كان يحذرني قبل علمهم بحادثة التحرش.
كرهت عائلتي في الطفولة وكنت أرغب أن أكون ابنا لشخص آخر، بحيث يكونون لطفاء وأغنياء، ويعطونني الحرية والحب والحنان وليس الاستهزاء من شكلي الخارجي.
في فترة المراهقة اتخذت لي صديقا في المدرسة، والمشكلة أن الأمر تجاوز الحدود، فكنت أخاف من فقدانه كثيراً، وكنت أرغب بتقبيله من فمه، وفي تلك المرحلة العمرية أيضاً كان هناك شاب آخر في المدرسة علموني بعض الأمور الجنسية كالجماع وغير ذلك فقد كنت جاهلا وبليدا في تلك الأمور.
مستواي الدراسي كان جيدا جداً لكل المراحل الدراسية السابقة، فقد كنت الأول لأنه لم يكن مسحموحا لي غير الدراسة، ومع ذلك لم أشعر بالسعادة يوما وعلاقتي بالأساتذة كانت سطحية جداً وليس فيه المحبة من جانبي لهم لسببين : أولهما خوفي منهم أن يتحرشوا بي، والثاني: أن مستواي الجيد في الدراسة بسبب ضغط أهلي لا رغبة مني بذلك، أما أساتذتي فقد كانوا فخورين بي.
في الصف العاشر في المدرسة تعرفت على شابين في المدرسة أكبر مني عمرا وطولا، وشعرت نحوهما بشعور عاطفي كبير، فذهبت وقلت لهما: أني أحبكما كأخ كبير لي، وكان هذا شعوري فعلاً نحوهم.
قدر الله تعالى في الصف الحادي عشر أن أدخل المستشفى، وأجريت عملية جراحية خطيرة جداً تمت بنجاح نتيجة مرض لا أريد ذكره هنا، المهم المرض دائمي ولا علاج له حالياً، لكن أملي في الله كبير. في تلك السنة تركت المدرسة لصدمة المرض، وفي السنة التالية انتقلت لمدرسة أخرى، هنا قطعت القيود السابقة، وقررت أن أتخذ الأصدقاء، ولا أهتم بالدراسة، وفعلا لم أعد أدرس لكن لم أنجح في تكوين أي صداقات ناجحة، كنت أهتم بهم كثيرا ولا يسألون عني، ولم يكن فيهم أحد ذا ميول شاذة وهذه كانت رغبتي الجنسية التي بدأت أكتشفها، لكن مع ذلك لم أمارس اللواطة مع أحد، بسبب الوازع الديني، فرغم تربية والدي العنيفة لكنه لا يسمح مطلقا بتارك للصلاة أو الصيام في البيت، فضلا أن يتلفظ أحد بالكفر في البيت كسب الله تعالى أو الدين فهذه ممنوعات فعائلتنا ملتزمة، لكن هذه الأمور شاهدتها في المدرسة فكان هناك طلاب لا يصلون والبعض يصلي نصف نصف وبعضهم لا يعرفون أخطاء الصلاة وبعضهم يرتد عن الإسلام سابا لله أو الدين، هذه الأمور كنت أنبه الطلاب عليها مثيرا فكانوا يعتبروني ملتزما مع أني في الحقيقة ذا ميول جنسية شاذة لكني ملتزم بصلاتي وكنت أحفظ القرآن أيضاً.
في الباكلوريا لم أعد أدرس إلا بالقوة من أجل المعدل فقد اكتشفت ميلا جنسيا آخر شاذ وهو الميل إلى الأطفال الورعان. وكنت في هذه الفترة حريصا جدا على أن لا أتعرض لتحرش أو اعتداء فكنت ألبس شتوي بالصيف، وملابس رديئة لحماية نفسي، وهذا الأمر يفعله ضحايا التحرشات والاعتداءات لكنه يثير الشكوك من قبل الآخرين آيضا فهو وسيلة ذات حدين.
لدي قرار في قلبي ووجداني أني لم ولن أعتدي على أي غلام ولن أدمر حياة طفل ما أو أجعله مشروعا للشذوذ لكني أعاني كثيرا جدا جدا من هذا الميل، إني أتألم.
كانت لدي رغبة في أن يمارس أحد معي الجنس وأكون المفعول به شرط أن يبادلني شعور المحبة والاحترام، لكن الحمد لله لم يحدث شيء من هذا، وهذا الشعور يضعف شيئاً فشيئاً.
دخلت المرحلة الجامعية، ولم أنجح في أي علاقة، لكني كنت أعاني من الاكتئاب الشديد العالي ولم أستطع دراسة محاضرة واحدة فتركت الدراسة نهائيا مع معارضة أهلي لأستسلم للاكتئاب الشديد لوحدي.
دخلت وسائل التواصل الإجتماعي (الفيسبوك) للترفيه وغيره، لم أجد فيه أي أصدقاء حقيقيين، فلا أَحَد يرسل رسائل للسؤال عن أحوالك وغير ذلك.
حاولت صنع أصدقاء بأي وسيلة وكلها فشلت فشلا ذريعا، قمت أقص عليهم قصصا كاذبة عن تعرضي للاغتصاب أو فقداني لعائلتي أو أني اكتشفت أني طفل غير شرعي، وأن أهلي ليسوا بأهلي وغير ذلك، فرغم تفاعل البعض لكن فشلت جميع المحاولات،
لكن الشيء الوحيد الذي نجحت به، هو أني لست ممثلا فعندما أسرد هذه القصص كنت أبكي وأتألم وأعاني كما يشعر به من عانى حقيقة، لكن الأمر ليس بهذا الحد، فأنا الآن عندما أنام تهاجمني هذه القصص المؤلمة على أني أتعرض لها حقيقة فأبكي وأصرخ في فراشي، فيأتي أهلي مذعورين، وخصوصاً أني أصاب بضيق التنفس شديدا، وهذه الأمر مستمر منذ ٤ سنوات وحتى عندما أكون في الشارع أو خارج البيت، أو أي مكان آخر تهاجمني الأفكار السوداء وأبدأ بالصراخ والعياط وأضرب نفسي.
١- ما المرض الذي أعاني منه؟ وضح ذلك بالتفصيل الممل.
٢- ضع لي الملاحظات والتوصيات لتجاوز المشكلة دون الذهاب لطبيب أو معالج نفسي، لأنه أمر سأفعله لاحقاً إن فشلت بعلاج نفسي بنفسي.
1/12/2019
وأضاف في رسالة منفصلة بعد يوم
اضطراب واكتئاب وشذوذ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هناك نقطتان أردت أن تدرجوهما مع استشارتي السابقة، وهما :
١- أني فكرت في الانتحار لكن قليلا، وكنت أستعمل ذلك في القصص التي أسردها للآخرين لكي يكونوا أصدقاء لي.
٢- أني لست راضيا عن مظهري وجسمي وأشعر بالخجل من شكلي الخارجي، لكن نقول الحمد لله :(هذا خلق الله)
أنتظر ردكم بفارغ الصبر
وشكرا.
1/12/2019
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
أعراض طبنفسية
أعراض موجبة
من الصعب الاستنتاج قطعياً بوجود أو عدم وجود أعراض موجبة مثل ذكريات وهامية وعملية زورانية. هناك إسراف في التركيز على البعد الجنسي في العلاقات مع الآخرين واحتمال اضطراب تشوه الجسد.
أعراض سالبة
الانعزال عن الآخرين وعاطل عن العمل.
التوازن الوجداني
موقع اكتئابي مزمن وتاريخ أفكار انتحارية.
الفعالية المعرفية
هناك دليل على تدهور الأداء المعرفي.
تاريخ طبي
اضطرابات نفسية
لا توجد إشارة إلى مراجعة طبنفسية رغم أن الأعراض مزمنة.
اضطرابات طبية
عدم الإفصاح عن مرض مزمن لا يمكن الشفاء منه والإشارة إلى تشوه جسدي.
تاريخ شخصي
صدمات Trauma
سرد طويل لصدمات نفسية.
تأزم عائلي
Family Conflictsأزمات عائلية وصدمات متعددة.
تاريخ مهني
Employmentعاطل عن العمل.
تاريخ جنسي
Sexual Historyفشل في إقامة علاقة حميمية واضطراب التوجه الجنسي.
تشخيص طبنفسي محتمل
اضطراب ذهاني مزمن.
اضطراب الشخصية.
توصيات الموقع:
محتوى رسالتك برمته يشير إلى أعراض طبنفسية مزمنة ولا يمكن استبعاد إصابتك باضطراب طبنفسي جسيم. تطلب الإجابة على الاستشارة بتفصيل ممل ولكنك في نفس الوقت لا تذكر ما هو المرض العضوي الذي تعاني منه.
الاستشارة مزدحمة بصدمات نفسية وخوف الوالدين عليك منذ الطفولة، وربما هناك تفسير لهذا السلوك. ما حدث هو أن شخصيتك لم تتطور وتنمو كما هو الحال مع أقرانك وربما سبب ذلك مرض عضوي أو اضطراب نفسي جسيم.
ليس هناك أمامك سوى مراجعة استشاري في الطب النفسي أولاً والذي قد يستنتج ما يلي:
١- وجود اضطراب نفسي جسيم يحتاج إلى علاج وتأهيل.
٢- وجود اضطراب شخصية بحاجة إلى تأهيل طبنفسي.
وفقك الله.