اكتئاب
علاقتي بأهلي .. أنا الابنة الثانية عندي بنت أكبر مني وولدين وبنت أصغر مني عمري ما كنت مفضلة عند بابي أو مامي دائما كانوا بيجوا عليّ مامي بتحب أخويا اللي بعدي جداا وبابي بيحب أختي الكبيرة وأخويا ده وأختي الصغيرة جداا .. أمي كانت دائما تقارن بيني وبين أختي وكانت دائما تقول كلام ومدح في أختي وذم في أنا عمري ما عيطت أوي زعلت أو تضايقت إلا وكانت تجرحني بالكلام وتستهزئ بي حتي مليش صور كثير وأنا صغيرة زي أختي الكبيرة ..
كنت بتجرح من جوايا أوي لما كنت أتخانق مع أختي فيجوا علي علشانها دايما حاسين بيها وبيحبوها ويخافوا عليها وعلى زعلها .. إنما أنا ولا حاجة بالوقت اتقبلت أني مش مفضلة عند حد في البيت وبدأت أدور على حنان وحب برا لأن كنت مفتقدة الحنان والأمان في حياتي وما زلت ..
وأنا عندي 16 سنة في أولى ثانوي حبيت واحد كان معايا في المدرسة أكبر مني بسنتين وكنت طول عمرنا أصحاب بحكم المدرسة وأنه مع أختي في دفعتها .. كان دايما خاين بس إديته كل الحب اللي ممكن حد يديه لحد برغم أني كنت صغيرة كنت بحاول ألقى فيه اللي ملقتوش في البيت كان دايما يخونني ويجرحني واحدة واحدة كنت بفقد ثقتي في نفسي لحد موصلنا لـ 19 سنة كنت لسه في أولى جامعة وتقدم لي وأهلي اتفقوا أنهم يأجلوا الموضوع شويه.
عدا كذا شهر وفجأة اختفى من حياتي مبقتش عارفة أوصل له قررت أني مش هجري وراه زي كل مرة وأن هو اللي اختار عديت أيام وسمعت خبر خطوبته لواحدة كانت صاحبتي .. ودي كانت أكبر صدمة مرت في عمري كل اللي عملته أني لبست أسود ونزلت مشيت في الشارع وأنا منهارة ومببطلش عياط روحت قطعت وحرقت كل الهدايا اللي جابها لي .. اتجرحت أوي من جوايا ويمكن تكون من الأسباب اللي أنا فيها دلوقتي ..
مافيش حد احتواني في البيت بالعكس محدش كان حاسس بالدمار والنار اللي جوايا .. كذا ولد في الجامعة كان معجبا بي وعايز يتقدم لي بس كان مسيطر علي الحزن والصدمة .. لأن للأسف حتى أصحابي في الفترة دي كلهم محدش كان بيساندني وكانوا على علاقة بالبنت اللي هيخطبها وكانوا بيباركلهم اتجرحت أكثر أن مافيش واحدة فيهم حاسة بي .. ودي كانت أول مرة في حياتي أقفل على نفسي كده وأبعد عن كل الناس وأنعزل تماما عن أي حاجة .لدرجة أن أصحابي دول اختفوا من حياتي لحد النهارده ..
الوقت ده واحد من دفعتي قرب مني جدا وكنت أحكي له دايما بعد شهر جيه اعترف لي أنه بيحبني وأنه معجب بي من أول يوم شافتي اتبسطت واترددت وافقت على الارتباط به بصراحة علشان أجبر نفسي أن لو الولد الأول حاول يرجع علاقته بي يكون عندي سبب لمنع نفسي لأني مقدرش أجرح حد .. مكنتش بحب اللي معايا في الجامعة ده خالص وأنا فهمته ده وأني لسه بحب الأول وبرغم كلامي ده وافق كان بيتشقلب علشان يسعدني ممكن يعمل أي حاجة في الدنيا علشان خاطري ..وبالوقت اللي مكنش قليل بدأت أعجب به وأحبه بس منستش الأول كنت لو شفته صدفة قلبي يدق أوي وأنعزل فترة ..
بالوقت لما عرف موضوع محمد اللي معي في الجامعة بدأ يقول للناس أنه عمل كده علشان أنا خنته معاه !! ..وبدء يدور علي ويبعت لي مسجات ونزلت قابلته مرة علشان عايزني أسيب محمد وأرجع له وهو هيسبب البنت اللي معه بس وأنا قاعدة معه مكنتش بفكر في حاجة غير أن محمد ميستاهلش مني أني أجرحه وأتخلى عنه وأنا مشفتش منه غير كل حاجة حلوة وأنا مبقاليش كثير عارفاه .. ورامز الأول قعدت معه 4 سنين وعمره ما فكر يسعدني ربع السعادة اللي محمد عملها لي ..
ورفضت أني أرجع له وأن قلبي وجعني لأني بحبه جدا بس عارفة أنه خلاص مينفعش لأنه ميستاهلش ده لأن عمره ما حافظ على قلبي .. وكملت في طريقي مع محمد .. ورجعت لأصحابي بتوع إعدادي ولسه معايا لحد النهارده الحمد لله بس ما بحسش أن في حد منهم قريب أوي أوي مني .. بدأت مخرجش خالص يا دوب على قد الجامعة اللي كنت دايما بغيب فيها أكثر ما أروح لأن معنديش طاقة لأي حاجة في حياتي كذا ترم على مدار الخمس سنين كنت كنت هعتذر عن الترم ..
للأسف الجامعة وضغط الشغل اللي فيها والمعيدين والدكاترة كان بيكمل علي .. وفضلت في نفس الوضع وأني بنعزل من مرتين لـ 3 في الشهر وأحيانا بنعزل لمدة شهر أو أكثر وأقفل الموبايل وأرفض أي زيارات وأفضل قافلة على نفسي لحد ما أكون قادرة أتعامل مع الناس وعندي طاقة ووقتها أرجع للحياة العادية وشوية وأنعزل ثاني ..ولو في يوم خرجت ده لو خرجت ممكن أخرج 6 مرات في السنة كلها مثلا .. ولو خرجت أبقى مش عايزة أروح مكان في ناس كثير ومش عايزه أروح مكان أشوف فيه أصحابي القدام أو رامز صدفة لأن بتجرح برغم السنين اللي عدت .. ولو رحت مكان مافيش حد فيه بختار ترابيزه بعيدة وأقعد في كرسي باصص للحيطة وأتوتر وأنا داخلة أي مكان مببقاش مرتاحة ..
نفسيتي هشة جداا ممكن كلمة أو نظرة من حد تخليني أدخل في الانعزال مخرجش منه .. بالمناسبة وقت محمد دخل حياتي مامتي قالت لي هجمتني وجرحتني بكلام صعب من ضمنه أني مبقدرش أعيش من غير رجاله وأني واحدة مش محترمة برغم أن كان جرحي من رامز لسه مبردش .. مرت 6 أو 7 شهور على ارتباطي بمحمد وبدأ يطلب أننا نتخطب وأنا كنت رافضة علشان لسه محبتوش وبعد سنة و3 شهور وافقت واتخطبنا بالوقت بدأت أحبه شويه شويه لحد ما بقى حياتي ودنيتي والحاجة الحلوة اللي في الدنيا اللي ممكن أعيش علشانها ..
للأسف بالوقت هو تغير تغير أوي أوي ومبقاش فيه اهتمام ولا حنية وراح إحساس الأمان مني ثاني فكرت كثير إننا منكملش وكنت بقوله بس مكنش بيوافق وبيفضل برغم المشاعر اللي بيقول أنها جواه لي اللي مبقتش حاسة بها لحد النهارده .. قعدنا مخطوبين 3 سنين ونص في شد وجذب ما بين نسيب بعض ونكمل .. وحددنا ميعاد الفرح وبقيت أخاف أكثر أني علاقتي به تفشل وده جواز وصارحته بده قال لي أن الجواز غير وحياتنا هترجع زي أول ما حبيتك وأن ضغوطات الجامعة اللي غيرته وأن علشان مكنتش بحبه زمان وكنت قاسية شوية في تعاملاتي معه وأن هو ده السبب في تغيره معي ..
واتجوزنا شهر 7 اللي فات .. وحياتي ومشاعري وانعزالي زي ما هو .. وعلاقتي بيه زي ما هي .. لسه مبفرقش معه ولا بيحس بي ولا بيكون الحضن الحنين لي .. بستني منه أوقات كثير أنه هو اللي يسعى أنه يخرجني من اللي أنا فيه وأنه يقدر لأني بحبه جدا وخايفة يتأثر باكتئابي وانعزالي ويبقى زي وأنا عايزاه يكون مبسوط .. فترة اللي قبل الجواز ملقتش لا أهلي ولا أختي الكبيرة معي كنت لوحدي في كل حاجة حتى يوم الفرح مكانش معي غير أصحابي من الصبح وأهلي شفتهم في القاعة وفضلوا مقطعني مبيكلمونيش ولا يسألوا علي لحد من شهر محمد صالحنا على بعض بس لسه أختي مبتكلمنيش ..
أنا بعدت عنهم لأن تضايقت أوي يوم الفرح يعني إيه لا أختي ولا أمي معي .. دايما أسمع أن الأم بتكون صاحبة أن حضن الأم ده نعمة .. أنا مبحبش حضنها ولو حضنتني ببقى متضايقة وعايزاها تبعد عني مبحبش أشوفها مابكنش مرتاحة وأنا قاعدة معها مشاعر كثير اتولدت من جوايا من زمان يمكن من وأنا في أولى ثانوي وأنا بحس كده ناحيتها .. أنا يأست أوي من حياتي على طول حاسة أني وحيدة .. خلال 5 سنين اللي فاتوا جاء لي 3 مرات ثعلبة الشعر أوقات كثير كانت بتاكل نص رأسي وآخذ علاج كورتيزون آخر مرة بعد لما اتجوزت بشهر .. دلوقتي نبضاتي بقت عالية دايما وصداع وغثيان .. وألم في نص الصدر بحس بيه في ضهري كمان وألم أسفل الظهر والأرق وأحيانا بنام كتير ..
فكرت في الانتحار أكثر من مرة خصوصا الكام شهر اللي فاتوا من أول ما تزوجت لما لقيت أن حتى حياتي دي مش زي ما في خيالي حتى هو مش محتويني ولا حنين علي ..أوقات ببقى هاقوم وأنهي حياتي وأخلص بستغفر ربنا كثير وأحاول ألهي نفسي في أي حاجة لحد ما أهدأ ..كام يوم ويرجع نفس تفكيري نفس الانعزال التام والبعد عن كل حاجة .. أنا نفسي أكون كويسة وطبيعية وأحب الحياة أنا حتى مبقتش أعرف أفرح وبالوقت فقدت طاقتي في كل حاجة حتى أني أقوم أصلي .. ببقى نفسي أصلي وأقرب من ربنا ثاني بس مش قادرة أقوم من السرير .. يمكن بقضي 23 ساعة في اليوم في السرير .. على طول أحس أني وحيدة أو أنا وحيدة فعلا .. للأسف الإحباط زاد جوايا بعد ما لقيت أن السعادة والحياة الجديدة اللي كنت مستنياها مع محمد كلها وهم وأنه عمره ما هيبقى الدعم لي أني أبقى أحسن وأرجع كويسة ..
* في الفترة اللي سابني فيها رامز كان لي صاحبة قريبة مني أوي أوي كانت هي حياتي كلها فجأة بعدت وتغيرت وتصرفاتها انحرفت وبقيت من الجنس الثالث برغم أنها كانت محجبة وملتزمة إلى حد ما وذي من ثاني أكبر صدمات حياتي لأني كنت متعلقة بها أوي ولسه محتفظة بكل صورنا وكل ذكرياتنا حتى أخدتهم معايا بيتي لما اتجوزت وبحبها لسه لحد دلوقتي وبدعي ربنا أنه يهديها دايما .. لأن هي مأذتنيش في حاجة بالعكس كانت دايما سند وعون لي في كل حاجة بس هي ليها ظروف في بيتها هي اللي وصلتها لكده
* الفترة اللي فيها الناس بدأوا يتكلموا علي وحش ناس كثير حاولت تبعد محمد عني بكل الطرق بس هو كان متمسك بي ومصدقني أنا مش هم وبدأ الكلام يوصل للجامعة وأشوف تشات لناس بتقول علي أني مش محترمة وللأسف كان في منهم قريبين مني .. وبدأت أنهار بالتدريج وأخاف من كل الناس ومعرفش أتعامل معهم لحد ما وصلت أني أغلب الوقت منعزلة ولوحدي .. حتى بعد الجواز محمد لو قاعد في البيت بيكون ماسك الموبايل أو بيتفرج على التليفزيون وأوقات كثير أكون محتاجة أنه يفضل جمبي وبيسبني وينزل برغم أني بطلب منه أنه يفضل معايا وأني مخنوقة .. الأوقات دي بفكر فيها في الانتحار لما بدرك حقيقة أني هعيش وأموت وأنا وحيدة في الدنيا .. ولا يوم في حياتي حسيت أني مهمة أو رقم واحد عند حد .. وفقدت الثقة في نفسي على طول عايزه أستخبى ومش عايزة حد يشوفني وشبه بقيت مقتنعه أني متحبش ..
مامتي كانت دائما تقول لي كده من وأنا صغيرة أني متحبش وأن محدش يطيق يقعد معايا
وأن مستحيل حد يتجوزني ..
19/12/2019
رد المستشار
صديقتي
أنت حساسة جدا، وهذا شيء جيد عندما يكون في التوقيت المناسب وبالقدر المناسب.. مناسب لأي شيء؟ مناسب لهدفك أو ما تريدين أن تشعري به.... عندما تكون الحساسية زائدة عن اللزوم، غالبا ما تكون رغبة في التحكم في الآخرين وفي الظروف، وكأنك تقولين لهم وللعالم أجمع: "أريدكم أن تثبتوا لي أنني محبوبة عن طريق أن تخافوا من غضبي أو جرحي وتنفذوا توقعاتي كما أريدها وإلا فلن أكون سعيدة وسوف أكون مجروحة لدرجة الانعزال عن الحياة لعلكم تحسون بي وبألمي وتنتبهوا وتصلحوا ما جرحني وتعوضوني عما حدث.... وإن لم تفعلوا فالذنب ذنبكم والعار عليكم وأشفق علي نفسي التي هي ضحية قسوتكم وخياناتكم (الخيانات في معظم الأحيان تكون في شكل أنهم لم يفعلوا كما توقعت منهم)"....
النتيجة هي أنك تتعودين على الانعزال والحزن والشكوى والبكاء، ولا أحد يحب هذا أو يحب التعامل معه بصفة مستمرة.... بعد ذلك تصبح المسألة دائرة مفرغة ونبوءة ذاتية التحقيق: ترثين لحالك فتزيد حساسيتك فتنعزلي فيبتعد عنك الناس ويرفضون التعامل مع حساسيتك فتشعرين بالحزن والرفض فترثين لحالك، وهكذا تصلين إلى بداية الدائرة مرة أخرى.... وعندما يعتزلك الناس بسبب نكدك المستمر، تحسين بالرفض مرة أخرى فتعتزلينهم فيعتقدون هم أنك لا تريدين الاندماج معهم فيبعتدون عنك.
من ناحية ما تسمينه بالحب:
رامز خانك عدة مرات ومع ذلك أعطيته سنوات عديدة من عمرك ثم خطب وارتبط بأخرى ثم أطلق الشائعات عليك ومع ذلك تقولين أنك كنت تحبينه..ما هو هذا الحب؟ الحب ينمي ويقوي ويدفع إلى الأمام وليس فيه مكان للخيانة والتهديد والاستغلال.... الحب من طرف واحد ليس بحب على الإطلاق.. الحب علاقة تبادلية بين طرفين تنمو فيها أربعة أشياء أساسية وهي المعرفة والاهتمام والاحترام والمسؤولية. طبقا لهذا التعريف فأنت لم تحبي نفسك وبالتالي لم تحبي أيا منهما سواء رامز أو محمد.
بالنسبة لمحمد، فتقولين أنك بعد الزواج ما زال انعزالك كما هو وما زالت مشاعرك كما هي وما زالت حياتك كما هي.... لماذا تتوقعين من محمد أن يريد أو يستمتع بصحبتك إن كنت أنت لا تستمتعين بصحبة نفسك؟
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. هكذا قال الله في كتابه العزيز.. ما بأنفسهم لن يكون إلا أفكارا وأفعالا.. إن لم تغيري من أفكارك وأفعالك فسوف تستمر حياتك على نفس المنوال وسوف تتفاقم متاعبك أكثر فأكثر.. أيا كان أسلوبك في الحياة حتى الآن فهو السبب الأساسي في أحداث حياتك... لقد اتخذت من النكد وسيلة لطلب الاهتمام ولم تثمر ولكنك استمررت في هذا.. لقد اتخذت من رامز حبيبا وخانك ولكنك التصقت به لسنوات عديدة بالرغم من هذا تحت شعار زائف اسمه "أحبه".. لقد أهملت محمد وتودده إليك لمدة طويلة ثم تزوجت منه وأنت غير واثقة تماما ثم تعجبين إذ يفضل هاتفه أو أصدقائه على أن يمكث بجانبك في المنزل ليسليك ويروح عنك..
تيأسين من حياتك لأنك طوال الوقت في حالة انتظار أن يسعدك أحدهم، ولكن ماذا يجب أن يحدث حتى تكونين سعيدة؟ ولماذا؟
الحل يكمن في أن تحددي ما الذي سوف يسعدك والذي يجب أن يكون لديك مطلق التحكم فيه ولا يعتمد على شخص آخر.. هذا لا يعني أن تقولي لنفسك أنك سوف تنعزلين عن العالم وتسببين سعادتك بنفسك ولكن يعني أن تسببي سعادتك لنفسك وتشاركيها مع الآخرين.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لتصحيح مفاهيمك وأفكارك وعاداتك الفكرية حتى تستطيعي العيش بطريقة صحية ومعقولة.. العالم لن يهتم إن قررنا أن ننعزل أو أن ندفن أنفسنا ونحن ما زلنا على قيد الحياة أو أن نمكث في المنزل في انتظار الخلاص على يد أحدهم أو بالموت.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب