السلام عليكم
أنا مصاب بمرض الاكتئاب، والوسواس القسري وطامع في مساعدتكم جزاكم الله خيرا
ذكريات الماضي تسيطر على ذهني وتقيد كل مخططاتي وأصبح عمري ٢٠ سنة وفي امتحانات بكلوريا وأنا أذاكر شحنت دماغي ذكريات ماضي الطفولة، تعرضت للتحرش الجنس من قبل اثنين من قريباتي وواحد من أبناء جيراننا وأنا لا أفهم شيئا عن الجنس
اكتشفت أمي التحرش ضربتني وحملتني المسؤولية، وأخبرت أبي وضربني بالرغم من أنهم لم يحذروني ولم يراقبوني...... حاول الشخص التحرش مرة ثانية فرفضت وهربت من بين يديه فشهرني عند أبناء جيراننا فعاملوني بأني إنسان ناقص.
عشت طفولة الانطواء... ومستمر بالدراسة بتفوق وتعرضت بعدها لصدمات نفسية... حتى دخلت كلية لا أرغب بها قسرا.
تزوجت وكنت أكبر إخواني... إحدى أخواتي أصيبت بمرض الهوس الاكتئابي وعشت مرارة مرضها... وأحد إخواني خرج من الدار بعمر المراهقة وعاد وقد تعرض لتعذيب جسدي واعتداء جنسي... كما رأيت أحد إخواني الصغار بعمر المراهقة يتحرش بابنتي الطفلة، تركت المحافظه التي يسكن بها أهلي ...
أصبحت ملتزما دينيا ألقي محاضرات دينية فزاد الطين بلة إذ تأتيني أفكار أني لا أستحق أن أتكلم بالأخلاق... وأفكار أخرى أني سوف أصبح مجنونا ويحتقرني الناس ولا يتحملني أي شخص... أعيش في سجن هذه الأفكار.
بلدي ليس فيه طبيب يجري لي جلسات نفسية فالطبيب يصرف العلاج فقط، ومنذ ٨ سنوات وأنا أمارس عملي وأدير شؤون عائلتي بمشقة
15/12/2019
رد المستشار
قرأت رسالتك أكثر من مرة، وعرفت قدر المعاناة التي أنت فيها.
يبدو واضحا من رسالتك أن طفولتك تخللتها أحداث مؤلمة من تحرش جنسي وسوء معاملة من قبل الأسرة. وخوف ترعرع في نفسك من سوء المعاملة التي تعرضت لها في طفولتك.
... ليس ذنبك أنك تعرضت للتحرش الجنسي في الصغر، وأنت غير مسؤول عما حدث لك، فأنت كنت طفل لا تقوى على الدفاع عن نفسك. ومرت السنوات من عمرك وربما ناسيا الحدث، ومن ثم بدأت الذكريات المؤلمة... واجترار الماضي... ولكن المأساة تكررت مع أخيك الذي تعرض للتعذيب والاعتدء الجنسي (وأحد إخواني خرج من الدار بعمر المراهقة وعاد وقد تعرض لتعذيب جسدي واعتداء جنسي...) كما تذكر رسالتك المختصرة... بالإضافة الى مرض أختك (إحدى أخواتي أصيبت بمرض الهوس الاكتئابي وعشت مرارة مرضها). لم تستطع أن تنسى الموقف الذي رأيته بأم عينك (كما رأيت أحد إخواني الصغار بعمر المراهقة يتحرش بابنتي الطفلة)، وتركت الأهل وعزمت الارتحال إلى وجهة أخرى... لتبدأ حياتك مع زوجتك وطفلك... ولكن ظل الماضي ماثلا أمامك، واجتراره مما حدا بك أن تتجه إلى ربك... ومخلصا فى طاعته...... وملقيا محاضرات في الدين... جميل ما أنت عليه، أن تلقي على الآخرين فضيلة الدين على الإنسان... وجميل آخر، أنك استطعت أن تقف قويا وصامدا ضد ماضيك المؤلم... الماضي الذي ليس لك فيه ذنب...
عزيزي... لا ألومك فيما أنت فيه... ولكن سوف ألومك فيما إذا استرسلت فيه ...مشاعرك المرهفة هي التي تجعلك تشعر وتعاني وتجتر الماضي (تأتيني أفكار أني لا أستحق أن أتكلم بالأخلاق... وأفكار أخرى أني سوف أصبح مجنونا ويحتقرني الناس ولا يتحملني أي شخص... أعيش في سجن هذه الأفكار).
اقرأ عن الاكتئاب والوسواس... قد تساعد القراءة حول حالتك فى تمكينك وتحفيزك على الالتزام بمعالجة الاكتئاب والوساوس. شجّع عائلتك للتعرف على معلومات حول الاكتئاب لمساعدتهم على فهمك ودعمك على السواء.
اعتنِ بنفسك... تناول طعامًا صحيًا، وكن نشطًا بدنيًا، واحصل على القسط الكافي من النوم. فكر في المشي، أو الركض، أو السباحة، أو بأي نشاط آخر تستمتع به. إن النوم الجيد مهم لصحتك البدنية والعقلية.
لا تسترسل بالماضي... انظر إلى حاضرك... لا تكن فريسة للأفكار السلبية التى تجعلك تحتقر نفسك... فسلوكك الطيب يدل على طهرك ونقاء سريرتك... عزز الأفكار الطييبة والإيجابية... هنا لست بحاجة إلى طبيب... أنت طبيب نفسك...