فتوى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أملك سؤالاً أريد أن أطرحه وأتمنى أن تُجيبوني عليه. أنا شاب أبلغ 15 عام مريض بالوسواس القهري منذ كان عمري 7 سنوات، أمّا بعدما التزمت بالصلاة جائتني وساوس دينية وأصبحت تأتيني وساوس من كل وأي شيء وكلما كان يأتيني وسواس في ذات الله أو أنّي أشركت أو ابتدعت دون قصدِ أبكي وأتوب لأني لا أريد أن أموت كافراً ولكن قبل فترة جاءني وسواس _والله يكاد صدري أن ينفجر حتى بدأت أفكر بالانتحار والعياذ بالله_ فحتى لو قيلت هذه الوساوس لجبل لانهار على الفور، كنت جالساً أذكر الله تعالى من وسواس قال لي أني أريد أن أصبح إلهاً _والعياذ بالله_
أقسم بالله أني بدأت أضرب نفسي وأقول "ما أريد" بصوت مرتفع وأنّي أريد أن أكون عبداً صالحاً حتّى ذهب الوسواس، ولكن الطامّة الكبرى حينما عادت الوساوس وقالت لي أني أريد ذلك وقالت أني مقتنعة بذلك ولو كنت كذلك لقمت بتعذيب الناس إلخ. _والعياذ بالله_ أقسم بالله أقولها وفي قلبي حُرقةٌ وأنا أبكي ولا أريد أن أقولها ولكن الوساوس تُحاول إقناعي بذلك وتقول لي _والعياذ بالله_ أشياء أخرى أخشى حتى من كتابتها، والله لا أريد قولها ويقول لي الوسواس "أنت لو كنت كذلك لن تغفر لأي أحد كذلك أنت الآن فقط عبدٌ ضعيفٌ وعندما تلقى ربك يوم القيامة لن يغفر لك" والله خائف ومرعوب أني أشركت وقُلت على الله ما لم يقُله فرعون _والعياذ بالله_. تُبت ولكن بدأت أكتئب وأنا الآن يائس من أن الله لن يغفر لي لأنّي سمحت للوساوس أن تنفذ لي وتقول بي ما لا أستطيع قوله، وسامحوني لأني كتبت شيئاً غير لائقِ وسوف تقرأونه. فهل لي من توبة؟؟
وسؤالي الثاني:
هل إذا تكلم العبد بشيءِ خطيرِ داخل لسانه ولكن تحرّك لسانه وتكلم بالكلمات ولم يفتح فمه ولم يجهر بها فهل يُؤاخذ عليه؟؟
28/2/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة وبركاته يا بني
لا أرى شيئًا مخيفًا ولا محرمًا فيما يأتيك من أفكار، كل الناس يأتيها مثل هذا، فأما الموسوسون فيخافون ويقلقون فتبقى الفكرة في أذهانهم تزيد قلقهم، والقلق يزيد الوسوسة وهكذا... وأما غير الموسوسين فيعرفون فورًا أنها فكرة سخيفة لا قيمة لها، وأنهم لن يعملوا بها بكل تأكيد، فتذهب من فورها..... قد تعود عندهم بعد فترة، ولكنهم يعاملونها بنفس الطريقة، ولا يسألون أنفسهم لماذا تكررت؟ وهل في ذلك دلالة سيئة؟؟ فكن مثلهم ولا تخف من هذه الأفكار السخيفة التي تعترض كل الناس، لا أحد يؤاخذ عليها لأنها غير إرادية، وأنت تقول إنك لا تريدها ولكنها تأتي؛ وهذا دليل على أنها غير إرادية، وإنما المؤاخذة والحساب على الاختيار
أما سؤالك الأخير عن تحرك اللسان بكلام خطير دون فتح الفم، فهذا فعل قهري دفعك إليه الخوف وضغط الوسواس، ولا مؤاخذة عليه حتى لو نطقت وسمعك الناس. لأن الخوف شلَّ إرادتك، ولكل حالة حكمها فلا تَقِسْ نفسك على الذين لا يعانون مثل معاناتك.
وأخيرًا يا ولدي: هل ذهبت إلى طبيب؟ ذهابك ضروري جدا جدا جدا بل واجب، فالوسواس معك من سن السابعة وهذا يستلزم العلاج المبكر قبل أن يتفاقم الأمر، عافاك الله ووفقك وأعانك.