أصبحت بلا مشاعر ولا أشعر بأي مشاعر تجاه أي شخص _خصوصاً النساء_ وأصبحت أشعر أني فارغ من الداخل.
سلام عليكم. منذ فترة كنت مدمناً على الأفلام الإباحية إلى أن وصلت بي لدرجة أني أعتقد أن المرأة تستمع أكثر بكثير من الرجل، وهنا بدأت لديَّ بعض الميول الشاذة وكنت لا أرى حقا استمتاعاً بهذا (أنا لم أمارس الشذوذ قط، كنت فقط أتخيل نفسي) وبقيت فى صراع بعدها مع نفسي للعودة طبيعياً. أثناء ذلك الوقت كنت أحب فتاة حباً كبيراً وأنتظر رسائلها بفارغ الصبر وأستمتع حين تضحك على إحدى نكاتي وكانت هي تحبني بالمثل.
على أي حال منذ شهر فقط أدركت شيئاً مهما وهو أن المرأة لديها عضو تناسلي يجعلها تستمع بتلك الطريقة وأيضاً الرجل كذلك لديه عضو تناسلي يجعله يستمتع بطريقته فى الجماع، لذلك انهار هذا الشعور بالشذوذ فى لحظة وأنا سعيد بهذا _والحمد لله_ وبدأت أشعر بالانجذاب الكبير لأجساد النساء.
ولكن فجأة ولسببِ غير مفهوم كرهت كل النساء وكرهت هذه الفتاة التى تحبني وكرهت الناس وأصبحت أتكبر على الناس بدون سبب، بل والأسوأ وهو سبب طلبي للاستشارة وهو أني أصبحت اشعر أني بلا مشاعر وأنه ليس لدي روح أو قلب أو أي شيء، وكأننى فارغُ من الداخل.
كلمت فتاة أخرى وكنت حقاً أحبها (ظاهرياً) أي أنني كنت منجذباً إليها وأنتظر رسائلها بفارغ الصبر لكني لا أشعر بأي مشاعر نحوها بقلبي ولا أعلم ما هذا حقاً. أصبحت منجذب للفتيات وأستمتع وأنا أخاطبهن ولكن لا أشعر بأي مشاعر تجاههن في قلبي نهائياً وكأنه ميت، ولا أعلم ما هذا حقاً!
هل الموضوع له علاقة بقصتي مع الشذوذ بالبداية؟ أم أنها مرحلة وستمر ويجب عليّ عدم التفكير في الأمر؟ وهل باعتقاد حضراتكم أن كل هذا سيزول بعد الزواج؟ للعلم أنا غير قادر على الزواج وأتمنى أن أكون قادراً.
أريد حلاً سريعاً رجاء.
أنا لا أشعر بروحي ولا أشعر بأي مشاعر ولا أي شيء.
28/4/2020
رد المستشار
صديقي
ما زلت صغيرا جدا بالنسبة لفكرة الزواج... في مرحلتك العمرية هذه من الطبيعي أن تشعر ببعض الغربة والاكتئاب والفراغ الداخلي... هذا لأنك الآن على مشارف اكتمال تكوين المخ وبداية النضج... بالتالي تبدأ فترة من الانتقال من اهتمامات الطفولة والمراهقة إلى اهتمامات أخرى أو على الأقل تصبح الاهتمامات القديمة بلا روح أو معنى أو أهمية كما كانت عليه.
الأفكار الشاذة العابرة قد تأتي من الفضول حول الجنس والهوية الجنسية وأيضا بسبب التعرض للأفلام الإباحية في سن صغيرة... تقول أنك منذ فترة كنت مدمنا على هذه الأفلام... الإدمان يتطلب وقتا طويلا وأنت في العشرين من عمرك... من ناحية أخرى، الجانب النفسي من المثلية أو الشذوذ قد يكون بسبب افتقادك لعلاقة جيدة مع والدك... لم تعط في شرحك أية معلومات عن هذا ولكنه معتاد جدا في حالات الشذوذ.
من ناحية الحب، أنت تخلط كثيرا بين الحب والانجذاب... الحب يتطلب أن يحب الإنسان نفسه أولا قبل أن يقدر على إرسال واستقبال الحب مع آخر... حب الذات لا علاقة له بالأنانية أو التكبر أو الغرور... بالتالي فإن تكبرك على الناس وكراهيتك لفتاة تهتم بك هو علامة على أنك لست على وفاق مع نفسك.
مازلت في مقتبل العمر وليس هذا وقت القلق على كل هذه الأشياء... ليست هناك حلول سريعة لأي شيء لأن الحل يكمن في تكوين علاقة صحية استكشافية وتوجيهية مع نفسك... هذا يتطلب الوقت والصبر والتعامل بذكاء مع الحياة... الذكاء هنا معناه التعلم من الخبرات الذاتية والقراءة والثقافة وممارسة الهوايات والاهتمامات ذات المعنى بالنسبة لك...
من المهم أيضا أن تعلم أن الحلول والأشياء التي سوف تسعدك وتجعلك إنسانا صحيحا وصحيا لن تأتي بتغير الظروف الخارجية ولكن بطريقة تعامل معها... الحب والأمان والسعادة والتقدير الذاتي والثقة بالنفس هي خمسة أشياء يجب أن تبدأ من داخلك أولا... الزواج لن يحل شيئا ولن يضيف أي شيء إلا الضغوط والهم والأعباء إلا إذا كان الإنسان على علاقة جيدة بنفسه وبالآخر.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني لمناقشة هذه الأمور والوصول إلى خطة تطويرية تجعلك تستمتع بحياتك أكثر
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب