مابين حلمي.. وظروف أهلي..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ترددت كثيرا قبل أن أطرح مشكلتي هنا.. ولكن الخوف من المجهول هو ما دفعني إلى ذلك دعوني أسرد لكم مشكلتي ببعض التفصيل:
أنا في الثامنة عشر من العمر.. أكبر إخوتي وأخواتي.. تربيت في بيت محافظ جدا.. ولقد زرعت فيَّ والدتي روح المسؤولية منذ صغري لكوني أكبر إخوتي.. فتحملت مسؤوليتهم في غياب والدي ووالدتي الذي لا يزيد عن يوم خارج المنزل.. أمي موظفة في القطاع التعليمي ((مديرة مدرسة)) ووالدي مهندس معماري في شركة أرامكو لدينا.. وحالتنا المادية ممتازة إلا أننا كباقي الأسر نمر في أزمات مالية بين الحين والآخر..
تخرجت من الثانوية العامة السنة الماضية بمعدل 96 % وكان طموحي أن أدرس الطب.. وبالفعل تقدمت للالتحاق في هذه الجامعة.. رغم جميع الأصوات التي كانت تقترح علي عدم الانتساب لها.. لأن الدراسة صعبة وأنا لا أقدر عليها لأني من النوع الذي يتوتر دائما.. ومن ضمن هذه الأصوات صوت والدتي.. وظهرت المفاجأة أنه لم يتم قبولي في الجامعة,, وعشت بعدها أياما عصيبة حيث فقدت الأمل بكل شيء..
وقبلت في كلية العلوم تخصص علم حيوان.. حيث قررت أن أبدأ من جديد.. ولكني لم أستطع.. تعبت نفسيا.. وعندما ضقت ذرعا أصابتني حالة انهيار.. وكنت دائما أقول لأهلي إنكم تفضلون أخي المراهق علي وتقدمون لأجله كل ما يريده وتدللونه حتى أنكم ستفسدونه..
فعلا فهو صاحب الطلبات المجابة دائما.. وخصوصا أنه في مدرسة جميع من فيها في طبقة أعلى من طبقتنا بكثير (الهاي كلاس) وهو يريد أن يكون مثل أصحابه في كل شيء وبعدها قرر والدي أن يلحقوني بكلية الطب ولكنها كلية أهلية,, حيث نقوم بدفع مبلغ وقدرة 25000 كل سنة.. وهنا تكمن المشكلة.. فأنا دائما أحس أني أحمل أهلي طاقة مالية.. وأي ظروف مالي نمر به أحس بأنني السبب,, وبصراحة أنا خائفة جدا أن أفشل بدراستي بسبب هذا التفكير الذي يؤدي إلى انشغالي عن المذاكرة.. وتشتيت تركيزي..
ترى هل أنا أفكر بطريقة صحيحة.. وهل كنت أنانية عندما وافقت على الدراسة الأهلية ؟ إذا لم أكن كذلك فأرجو أن تعطوني طريقة ما.. أغير فيها تفكيري لكي أركز على دراستي؟ فأنا مابين نار حلمي وطموحي.. وبين نار حبي لأهلي فأنا لا أريد أن يحسوا بأي ضيق يكون بسببي.. كل الشكر والتقدير لكم
10/01/05
رد المستشار
ابنتي الحبيبة علمتنا تجارب الحياة أن نقوم بثلاث أمور عند مواجهة أي مشكلة:
1- التصويب علي الحقيقة وهي مهمة صعبة لأننا غالبا نتخبط بين الانفعالات وخداع النظر فمثلا تغرقين في انفعالك بكراهية تميز أخوك عنك مع أن الحقيقة أن والديك قد نجحا في اختبار تحقيق رغبتك رغم الظروف المادية
2- تحليل الحقيقة وهذا يتطلب الهدوء والسكينة أمام الأشياء المحيرة أو الاستسلام لعرف سائد مثل نوعيه الدراسة والنجاح مثلا، والذي لا أعلم أهو عندك أم لا ولكنني أناقش معك الموضوع فالنجاح والتميز ينبع من قدرتك على الإضافة والإبداع وتفريغ الطاقات وكأنه نبع لن ينتهي في أي مجال حتى وإن لم يكن مشهورا في العرف مثل الطب فكم من طبيب قدم الموت بدلا من الترياق لجهله أو إهماله.
3- اتخاذ القرار الحاسم والعمل وفقا له، وسأركز معك على الخطوة الأخيرة
فمرحلة التفكير والمشورة والأخذ والعطاء في أي أمر لا يجوز أن يستمر بلا توقف فهذه المرحلة إنما هي حلقة أو درجة في سلم لتوصلك لما بعدها من عمل وبدء في التنفيذ.
فعند سؤال رجل أعمال بارز كيف كنت تتخذ قرارك أجاب "لقد وجدت أن التفكير المستمر في مشكلة ما إلى أبعد من مدى معين يخلق القلق ويولد الاضطراب فيأتي وقت تصبح فيه المداومة على التفكير ضررا يجب تجنبه فعند اتخاذ القرار قم بتنفيذه دون أن تنظر إلى الوراء أبدا.
فاشرعي يا ابنتي في تنفيذ قرارك وضعي أمامك دائما الحصول على النتيجة المرجوة ولا تهتمي لغير ذلك، فلا تترددي ولا تنكمشي على نفسك فالمجد والنجاح أحلام لذيذة لن تتحول إلى واقع إلا بالبدء في الدراسة بجد واجتهاد فلا تخدشي ذاتك بالتردد وطول التفكير فتصبحين قلقة أو مكتئبة، ولكن دائما ادرسي موقفك بذكاء واحلمي بمستقبل لنفسك على بصيرة وألقي بنفسك في خضم التنفيذ وثقي في أن الله عز وجل يحب أن يرى ذلك منك لأنه يكره الجبناء ويكفل المتوكلين
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وألف شكر على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به أختي المستشارة الأستاذة أميرة بدران غير إحالتك إلى عددٍ من الروابط السابقة من على موقعنا مجانين ففيها ما إن شاء الله سيفيدك، فقط قومي بنقر ما يلي من عناوين:
طالب الطب ، ورحلة الأهوال !
حيرة متفوق ، بين الطب والسعادة !
الطب أم علم النفس: بعيدا عن الرجال
وأهلا وسهلا بك على مجانين دائما فتابعينا بالتطورات.