السلام عليكم
ترددت كثيرا قبل الكتابة، فما أعانيه لا أدري هو مشكلة أو ووضع طبيعي، فإيقاع الحياة لدي سريع جدا حتى أنني أصبحت ألهث جريا فكل تفاصيل يومي تمر بسرعة، لا أستمتع بها.
مثلا الصلاة أتمها بسرعة رغم عدم وجود شئ بعدها، الأكل آكل بسرعة وعلى عجل وأنتهي بسرعة، كمبيوتر أفتح البرامج بسرعة فإذا أحتاج الجهاز وقت للقراءة مثلا أمل وأقوم بأقفاله، أكره الانتظار.
الجنس يتم القذف بمجرد دخول القضيب حتى بمجرد الملاعبة وأحاول إنهاء العملية على عجل، لا أستمتع بالنوم رغم عدم وجود التزامات ملحة،
أشعر بالأيام تمضي بسرعة رهيبة أتحسر على كل يوم يمر.
06/09/2003
رد المستشار
الأخ السائل العزيز أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أن إفادتك تستحق التأمل كثيرًا، فما تمرُّ به من شعورٍ بسرعة إيقاع الحياة دون ذكرٍ لبداية أو نهاية أو ربطه بفترةٍ معينة يجعلنا في حيرةٍ من أمرك، كما أن تركيزك على وصف سرعتك في أداء الأفعال، وعدم ذكر المشاعر المصاحبة اللهم عدا ذكرك لعدم الاستمتاع بالأفعال، كل ذلك يجعلنا نتساءل هل أنت تتكلم عن حالةٍ عارضةٍ وهنا نكونَ معتمدين على قولك أصبحت، أي أننا نفهم أنك لم تكن كذلك وما تصفه الآن يعتبرُ تغيراً عن ما كنت عليه من قبل،
في هذه الحالة سيكونُ تشخيصنا المبدئي لحالتك هو أحد اضطرابات القلق الذي يسمى باضطراب القلق المتعمم Generalized Anxiety Disorder، ولكننا نحتاج هنا إلى التأكد من شعورٍ بعدم الاطمئنان والترقب والخوف وعدم القدرة على الاسترخاء كشعورٍ يجب أن يكونَ مصاحبًا لأدائك السريع للأفعال أو ما تصفه بالإيقاع السريع للحياة، إضافةً إلى مرور ما يزيد على ستة أشهر وأنت تعاني من هذه الحالة.
وأما إن لم يكن الأمر يمثل تغيرًا عارضًا طرأ عليك فإننا نكونُ نتكلم عن حالةٍ أخرى ربما تتبع اضطرابات السمات، أي سمات الشخصية، فهناك أشخاصٌ تتسم تصرفاتهم وسلوكياتهم بنفس ما ذكرته ولكنهم دائمًا ما يكونون كذلك منذ بداية دخولهم مرحلة الشباب أو نهاية فترة المراهقة، ونحن هنا نتكلم عن ما نصفهم بأصحاب السلوك أ Type A Behavior، وهؤلاء أشخاص تتسم سلوكياتهم بوجه عامٍ بالعجلة والشعور بضيق الوقت وبأن كل شيء يجب أن يتم في الموعد المحدد،
وهم بوجه عامٍ لا يطيقون البطء حتى في سلوكيات الآخرين فمثلاً تراهم لا يتحمل الواحد منهم أن يسير خلف سائق حذر في قيادته لسيارته أي خلف سائق بطيء، وتراهم لا يتحملون أثناء حتى اللعب أن يطيل الشخص الآخر التفكير في الحركة القادمة من اللعبة مثلا في الشطرنج، كما تراهم يصرون على الكسب في أي منافسة ولا يستطيعون تقبل الهزيمة حتى في اللعب، فهم أشخاص طموحون ومنافسون بشدة بل بتطرف، وأصحاب هذه السمات غالبًا ما يكونون من الناجحين جدا في أعمالهم، ولكن هناك خطرًا على صحة جهازهم الدوري وهم أكثر عرضةً للتعرض لأمراض الشرايين التاجية خاصةً إذا كانوا من المدخنين أو من من يعيشون حياةً تتسم بقلة التريض.
وأنت لم توضح لنا شيئًا أكثر من فقد الاستمتاع في الفعل، والشعور بأنك تفعله بسرعة، حتى المتع تفعلها بسرعة ولا تستمتع وحتى الصلاة تخطفها وكأنك على عجل، والحقيقة أننا نحتاج منك إلى معلومات أكثر لكي يكونَ ردنا عليك دقيقا، فمثلاً ما مدى نجاحك في عملك كمعلم، وما مدى تأثير ذلك على أسرتك وهكذا.
وعلى أي حال فإنك ستحتاج أن تقيم من قبل طبيبٍ نفسي متخصص لأنك في الحالة الأولى وهي اضطراب القلق المتعمم ستحتاج إلى علاج معرفي وربما دوائي، وفي الحالة الثانية ستحتاج إلى مشوار قد يطول مع العلاج السلوكي المعرفي، وقد تحتاج إلى تدريبات الاسترخاء، ونحن على أي حالٍ في انتظار بقية المعلومات التي أشرنا إليها منك فتابعنا بأخبارك.