قلْ: تحدي، ولا تقل: مشكلة. متابعة
بسم الله الرحمن الرحيم....
دكتورة فيروز.....
السلام عليك ورحمة الله وبركاته......
جزاك الله خيرا يا سيدتي على ردك القوي والمقنع والذي أعادني سنة للوراء, أتذكر فيها نفس الخطة التي جلست اعلمها لصديقة لي في الجامعة....
كانت تمر بفترة إحباط واكتئاب وشعور قوي بالفشل....
فاقتحمت حياتها بلطف وجلسنا نكتب ونتكلم لساعات وفي النهاية خرجت معها بهذه الخطة وهي الله, النفس, الناس.....
وقررت معها أن نكون من الصنف الثالث الذي ذكرتيه لي ونجحت فعلا.....
ومشيت إلى الماضي أكثر قبل 3 سنوات عندما بدأت أخرج فعلا من الأزمات النفسية والعائلية التي عشتها عن طريق موقع إسلام أون لاين وأول بث لبرامج الأستاذ عمرو خالد....
فبدأت أتقرب من الله وبدأت أشتري الكتب التي تعينني على فهم نفسي وتقويتها مثل: تحكم في سلوكك الشخصي تحقق التميز والنجاح......
للأستاذة: وفاء محمد مصطفى , وكان لهذا الكتاب أثر كبير في تغيير سلوكي ونظرتي للحياة....
وبعد أن أنهيت الثانوية العامة بأشهر وهممت بدخول الجامعة اتخطبت لزوجي...
وبعد الزواج بدأت المشكلة التي أستطيع أن أطرحها بشكل أعمق الآن..... فأتمنى أن يتسع قلبك لي......
أنا فتاة في 21 من عمري سنة ثانية علم اجتماع ومضى على زواجي 7 أشهر...
اتخطبت لمدة 10 أشهر......
عندما أنهيت الثانوية العامة كنت سعيدة لأنها كانت السنة الثالثة لي واجتزتها بنجاح كبير, استطعت أن أخوض التحدي وانجح فيه لأبعد الحدود ودخلت الفرع الذي أريده.....
في السنة الأولى من الجامعة كنت متحمسة ومندفعة أريد العمل والتغيير لكن على أسس صحيحة استمدها من الكتب ومن موقعيكم والأستاذ عمرو رو....
كنت محبوبة جدا من الجميع وأعددت حلقات بحث ذات مواضيع متميزة طرحتها وناقشتها بشكل جماعي فكان لها صدى كبير(....)
الحمد لله وكل هدفي هو نصرة الإسلام وتوعية الناس.
إحدى المواضيع كانت: كي لا يتحول الاختلاف إلى خلاف في الحياة الزوجية....
وكانت مذهلة جدا وذلك بفضل الله وكل هذا وأنا مخطوبة فأنا أمضيت السنة الأولى مع فترة الخطوبة والكتاب مكتوب.....
كيف اخترت زوجي؟؟؟
اخترت زوجي بناء على جلسات تعارف متعددة قمت بها بطرح النقاشات التي والمواضيع التي يقوم عليها أي منزل وساعدني في ذلك أسئلة الخطوبة العشرة للتعارف من موقع الأستاذ جاسم المطوع.....
قمت بتعريفه إلى شخصيتي ونفسي لأنني واثقة انه لن يستطيع رجل شرقي العيش معي.....
فانا إنسانة مستقلة اعتقد بحقوق المراة, أرفض التهميش......الخ...
فكان رده ونقاشاته دوما يصب في نفس المضمار... وهو يقول إنني أنا الفتاة التي يبحث عنها......
كان شديد الذوق واللباقة, يراعي مشاعري, وينتقدني بطريقة تشعرني باحترامه الشديد......
ومضت أل 10 شهور ونحن على أتم وفاق.......
ونرسم لحياتنا...
وتزوجنا في منتصف الشهر السابع من السنة الماضية.....
عرس مجنون جدا هو عرسي أن أردت الإطلاع عليه في باب مجانين تحت التمرين.....
في تلك الفترة كنت أعد نفسي إعدادا جيدا من الناحية السلوكية والنفسية والجنسية...
قرأت كتاب التفاهم في الحياة الزوجية للدكتور مأمون مبيض......
داومت على مواقعكم وكنت أرسل الاستشارات وأتلقى الردود التي تضيء لي الدرب...
دخلت إلى موقع قصيمي والذي غير الكثير من نظرتي للجنس والحمد لله لا أعاني مشاكل في هذا الموضوع......
هو كان يشجع على كل ذلك, وكان يحب أن يقرا المقالات التي أرسلها له من موقع قصيمي لان هذا علمه أشياء كثيرة لم يعرفها مما ساعد على زيادة الانسجام في هذا الموضوع....(.....)
زوجي كما كنت أراه داخليا هو: شخصية نشيطة, حيوية, ممتعة, مسلية, عملية, ودائماً ممتع شخص تجذب الانتباه, شخص متوازي ولا يزعج الآخرين و أيضا لطيف, حذر, متفهم شخص دائماً يبهج ويساعد هذا ما كنت ابحث عنه بالزبط وهو : التفهم , الدعم , الرعاية .....
وهذا ما كنت أناقشه فيها واطرح عليه الأفكار والآراء وما اعتقدت أنني أخيرا وجدت الرجل المناسب......
(...)
( ) وهو لا يكف عن الانتقاد في كل شيء, حتى البرامج التلفزيونية وعمرو خالد وأنتم.... وأنا وكل شيء في الدنيا يجب أن يجد فيه عيبا ويبقى يتحدث فيه.....
ومرة بده يتحدث عن أستاذ عمرو لا أذكر ماذا انتقد بالضبط فقلت له: كل إنسان له أخطاء وأستاذ عمرو بالنتيجة بشر لكننا لا يجب أن نجلس مترقبين ننتظر منه الخطأ فنقوا: انظروا انه يخطئ, بل نرسل له ونصحح خطأه, ثم قلت, يا ريت تعملوا ربع اللي عمله عمرو خالد ثم تعالوا أتكلموا ومن وقتها أصبح يقتنع به, وعندما يتكلم أخوه بنفس الطريقة عن عمرو أصبح يرد بعباراتي هذه...... ( ...... )
هذا عن موضوع الانتقاد والبنات ونظرته لي التي أصبحت أفاجأ بها ......(.......)
هناك أخطاء كثيرة في السلوك وأهمها عدم مراعاة شعوري.......
أن كلامه عن المراة ونهضتها ومساعدتها كلام مقتنع به نظريا, لكنه لم يعرف كيف يطبقه على ارض الواقع , بل لقد خرجت إلى السطح كل خلفيات البيئة التي يعيشها مجتمعنا من نظرته للمرأة وتعامله معها وتهميشها......
انه يخشى كثيرا أن ينظر الناس له على انه يحب زوجته أو يحترمها...... (......)
قال لي أكثر من مرة: أحب أن أشعر أنك أقوى مني, وأحب أن أكون ضعيفا أمامك ... فهل تعرفين كيف يكون ذلك يا سيدتي ؟؟
دوما ينصح أصدقاءه بعدم الزواج, فعندما اسأله لماذا تقول ذلك, أن الجميع سيعتقد انك غير سعيد معي, يضمني ويقبلنني ويقول أنا سعيد معك جدا لكن الزواج متعب وهو يمتدح جمال النساء أمام أصدقائه وعندما اخبره بان هذا سيجعلهم يعتقدون أنك لا تحترم زوجتك ولا تملأ عينك, فانه لا يقتنع.......
بل يقول انه شيء عادي.. ربما تحسبين انه لا يحبني, بالعكس يا سيدتي انه لا يستطيع الاستغناء عني لحظة واحدة انه لا يتخيل أن يجلس بدوني ويرفض امرأة غيري في حياته ومع ذلك يمعن في اضطهادي عاطفيا.......
انه في أول يوم استيقظنا فيه في منزلنا استلقى ساعة في فراشه وهو يبكي بدموع صامتة دون أن يعرف السبب....... وأنا اعزي ذلك إلى انه فجأة تحمل مسؤولية لا يعرف كيف يتصرف إزاءها.....
أعرف أنني مهما كتبت فستبقى أجزاء مفقودة ربما لعجزي عن التعبير عنها أو عدم انتباهي لها....... وعند أي موضوع حسم في فترة الخطوبة, أجده يفعله الآن, فأقول له : آنت قلت لي كذا وكذا , فيرد:
أنا لا اذكر ..... وعندما أذكره بالكلام الجارح الذي يقوله لي أحيانا ينكر ذلك ويقول أنني لا أذكر أنني قلت ذلك......
هناك برنامج أوبرا الذي يذاع على mbc2 ....عرضت فيه هذا الموضوع وهو الاضطهاد العاطفي للزوجات أتمنى أن تعودي لهذه الحلقة وتشاهديها.... انه برنامج لا يفوت يا سيدتي....
الأزواج الذين تغيروا حدث ذلك لهم بفضل حضورهم ورشات عمل عن الحنان فأصبحوا يدركون كم أنهم يمعنون في تعذيب زوجاتهم نفسيا..... والنساء هناك تكلمن عن شعورهن بأنهن لا شيء ولا تستحقين الحياة وأنهن تافهات, تماما كما حصل معي........
لكنني يا سيدتي وبفضل من الله تعالى لست ممن يستسلم, لكنني كنت في فترة انشداه ومفاجأة .......
لقد تفاجأت بأنه ليس الرجل الذي أريده أنا لا أطالبه بشيء لا يستطيع القيام به, أطالبه بمراعاة شعوري, بلباقة في الحديث, أطالبه بما عاهدني عليه أيام الخطوبة......
وأصبحت أرى نفسي بعيونه, كنت انتظر منه الدعم والتشجيع والثقة فوجدت عكس ذلك ......
لقد انهرت نفسيا لأنني أحسست بفشل ذريع وأنني لم أعد أملك الفرصة في حياتي, الطلاق ليس حلا, الحل هو التغيير وهذا ما أريده.... اتفقنا على عدم الإنجاب إلى أن انهي دراستي وبعد فترة أصبح يلمح بالموضوع وانتهزتها فرصة لأقول له دوما: نحن لسنا مؤهلين بعد لنكون أبا وأما, أنها أمور يجب أن نتعلمها......
استطعت أن أغير نظرته للأطفال وطريقة التعامل مع الطفل العدواني (.......) اتفقنا أن نقرأ كتاب التفاهم في الحياة الزوجية لكنه لم يأخذ الموضوع محمل الجد ...مما دفعني للتوقف بعد قراءة فصلين.......
زوجي إنسان متميز في كثير من الأشياء.....
لكنه لا يثق بنفسه وأرائه ولا يثق فيما يملكه وعدم ثقته بنفسه انعكست علي وأصبح لا يثق بي انه يريدني امرأة كاملة ظاهرا وباطنا..... وشكلي فهو يريدني مشدودة الجسد ولا يتجاوز وزني 50 مع أن طولي 170......
وأنا أريده زوجا يرعى ويتفهم........
ولا يسخر ولا يهمش ما زايك سيدتي بعد كل ما قرأت...... أنا أريد أن أعرف أين الخطأ مني كي أصلحه لأنني أؤمن انه لابد أيضا عندي خطأ ما.........
جربت الحوار والصراحة والمشاكل والهدوء ولا نفع......
كما قلت لك تلقى أسلوب حياة معين هذا ما يجبان يتغير......
وتقبلي فائق احترامي وتقديري...... أرجو حذف ما بين أقواس ولو كان طويلا
28/01/2005
رد المستشار
عندما تكون عندي إجابة قد تصطدم بصاحب السؤال فإني أفعل أحد أمرين:
• إما أن أبدأ إجابتي مباشرة بهذا الرأي الصادم"
• وإما أن أتدرج في الإجابة حتى أصل في النهاية لما قد يصدمه أو يؤلمه...
وأنا – في الحقيقة – قررت أن أسلك معك الطريق الأول - وهو أن (أصدمك) منذ البداية..
وأنا – غالبا – أفعل هذا عندما أشعر بشيء من الحب والعشم مع صاحبة السؤال.. أنا فعلا أحببتك، لدرجة أني تمنيت أن أذهب إلى سوريا وأن أراك وأن نصبح أصدقاء!!
والآن عليك أن تتحملي ضريبة حبي لك وتتحملي الصدمة!! أريد أن أقول لك: قد يكون زوجك غير مثالي، ولكن المشكلة الأكبر ليست عنده هو بل عندك أنت!!
الرجل يحبك فعلا، ومهما كان مزاجه السخيف أو عدم مراعاته الظاهري لشعورك فهو يحمل بداخله حبا ووفاء ولم تصدر منه الكلمة الرهيبة التي قلتيها أنت: (أخشى على نفسي الفتنة ... أخشى أن أفكر برجل آخر برجولته، وبغيرتك عليه، وبتقديرك لحبه، وسعادتك أن اختارك دون سائر النساء.. لا مانع أن تستمري في توضيح أنك تغضبين من هذا الأسلوب – حتى لا يتمادى فيه – ولكن المهم في كل الأحوال ألا تنقلب الحياة نكدا وألا تحملي الأمور فوق ما تطيق..
أما عن انتقاده لك، فأريد أن أسألك سؤالا: ألا تنتقديه أنت أيضا؟ّ فلماذا لا تتحملي نقده؟ يقولون:( صديقك الذي يصدقك لا الذي يصدقك ) هل هو مضطر أن يثني على كل ما تفعليه؟ هل ليسمن حقه ألا يعجبه شيء فيك؟ طالما أن هذا النقد يمثل النسبة الأقل من مشاعره تجاهك وطالما أن الغالب هو الرضا.. فلا توجد مشكلة.. وهذا هو الطبيعي في أي بيت بين أي زوجين.. والمثالية لا توجد إلا في الجنة..
والكمال لله وحده..
أما عن عدم تقديره لك أمام الناس.. فلماذا أنت مهتمة بالناس؟ سواء كان يفعل هذا جادا – من باب إرضائه لغروره – أو مازحا؟ أقول لك حكمة تعلمتها في حياتي: لا تجعلي عيون الناس وآذانهم تفسد عليك حياتك لا تجعلي الناس عاملا رئيسيا في تحديد انفعالاتك أو أهدافك أو سياساتك
أقول لك مثالا بعيدا: عندما تنجبين طفلا علميه الأدب ليكون مؤدبا فعلا وليس لكي ( يقول الناس أنه مؤدب )، وإذا صدر منه أمام الناس تصرفات يبدو منها (قلة أدب) وهي في الحقيقة ليست كذلك فلا تضربيه ولا تنهريه ( كأن يجادلك مثلا أمام الناس) فهذه قد تكون إيجابية وليست قلة أدبّ!!)
أعود لزوجك.. إن كان مازحا في حديثه غير اللائق عنك أمام الناس وإن كان جادا فهذا جدير بأن تجلسا معا وتتناقشا حول ما ينتقده بشكل موضوعي..
ربما يكون لا هذا ولا ذاك.. فقد يكون هذا أيضا تصرف (رجالي) يرضي شيئا ما بداخله – دون أي سوء نية أو خبث طوية..
ثانيا: عدم تنفيذه لوعوده في فترة الخطبة:
وأقول لك: من على سطح الكرة الأرضية ينفذ كل وعود الخطبة؟!
فترة الخطبة تحقق هدفان:
- بناء قدر من الحب والألفة
- التعارف على الخطوط العريضة والأساسية في الشخصية..
للتأكد من وجود التكافؤ الاجتماعي والفكري والديني..
أما التفاصيل الدقيقة والوعود البراقة والمثالية والرومانسية..
فكل هذا يسقط في بئر عميق... وليس معنى كلامي.. أن هذه المعاني عندما تسقط لا يمكن استردادها... بل هناك جسور جديدة تمتد، ومشاعر أعمق تترسخ بالصبر والتفاهم والتضحية وحسن الخلق..
وليس معنى كلامي..أيضا أن هذا الذي يحدث في فترة الخطبة هو (كذب) أو (خداع).. بل هو تجمل لا إرادي.. فالمرء يحاول أن يبدو في الصورة التي (يتمنى) أن يكون عليها، وليس التي هو عليها فعلا.. ثن بعد ذلك قد ينجح في تحقيق(أمنياته) وقد لا ينجح بسبب طبيعة شخصية أو قدراته أو ظروفه
أختي السورية التي أحببتها فعلا..
أتمنى أن تجلسي جلسة هادئة مع نفسك كتلك التي جلستها من سنوات وغيرت حياتك، لعلها تكون بداية جديدة للتقويم الموضوعي لنفسك أولا ثم لزوجك ثانيا... وأختم كلامي بتعليق أخير: أنت قد قرأت نظريا "كل" أو "معظم" الكتابات التي ترشد لإصلاح النفس والأسرة والمجتمع ..
بداية بدراستك في قسم الاجتماع ومرورا بعمرو خالد وجاسم المطوع وموقع إسلام أون لاين وموقع مجانين وغيرهم... ولكنم كي تستفيدي مما قرأت عليك أن تتعلمي شيئا هاما وهو: (أنت لست كتابا ) ما هو مسطور في أي كتاب يمثل الأطر المثالية العامة، ولكن عندما يسترضي الإنسان بما في الكتاب فإنه يحب أن يتمتع بقدر من المرونة تمكنه من التطبيق بالأسلوب المناسب له، ولكن لن يتحول إلى صورة من الكتاب!!
نحن لسنا كتبا .. فكل منا له9 نسيج خاص.. قد تتشابه صورته مع بعض صفحات الكتاب ولكنه لن ينطبق عليه 100 %