أنا صح ولا غلط
أحب أن أشكركم جزيلا لهذا الموقع المفيد لأني استفدت منه كثيرا ,وأعانكم الله على حل جميع مشاكل القراء بأذن الله
أما عن موضوعي اللى عايزه آخد رأيكم فيه هو أني الحمد لله شخصية مثقفة وعاقلة جدا بشهادة الجميع الحمد لله, ولكني أنا ووالدتي مختلفين في كثير من الأشياء أهمهم اعتراضها عليَّ في بعض تصرفات زى مثلا إني إنسانه مش بحب أسيب حقي وأني أوقات بكبر المواضيع وأنا فعلا كده بس يمكن ده بسبب أني كنت أوقات بتنازل عن حقي لو في حد مثلا ضايقني وأقول يمكن مش قصده
لكنى فوجئت أن الجميع بيفتكر أن ده ضعف منى فتحولت بقيت مش بسيب حقي ولو حد قال لى كلمه برد عليه بنفس الكلمة بس كمان مش ممكن أزود عنها لأني بخاف جدااا من ظلم الناس
ولو حصل أني حسيت أني جرحت حد بكلمه زيادة بقعد يومين في إحساس بالذنب فظيع.. وده في رأي مش عارفه صح ولا غلط بس هو إني شايفه إن الناس كأنها عايشه في غابة بتحاول تجرح وتأذي بعض من غير سبب ويمكن لتفكيره في الناس بطريقه دي بقيت مش متقبله اعمل صداقات جديدة ومكتفيه بصداقاتي وحتى بقيت مش بحب اخرج كتير بس كمان أصدقائي القدامى بيشتكو من نفس الطريقة من الناس...
(أوقات من كتر تفكير في كلام ماما أقول مش مهم أنا صح ولا غلط المهم أني مرتاحة وبراعي ضميري) بس أنا مش عارفه أنا صح في أني أرد وآخد حقي ولا لاء،
مع العلم أني بكلم من أصغر حد لأكبر حد بأدب واحترام بس لما يغلط مش بفرق بين غير وكبير وممكن ازعق بس من غير ما أغلط فيه,, وكمان ماما دايما بتقول أني فيا عيوب كثير رغم بشهادتها أني عاقلة وواقعية جدا
ولأني فعلا واقعية أنا بحس أني مفياش العيوب دى لان مفيش حد بيقول لي عليها غير موضوع إني مش بسيب حقي وده أنا محتارة فيه إذا كانت صح ولا ماما صح.. ولما أتكلم مع بابا مع العلم إن بابا منفصل عن ماما يقول لى أنت طبيعية جدا وما تخليش كلام مامتك يأثر فيك وماتفكريش فيه ورأيه كمان أني فعلا مش بسيب حقي بس ده بسبب إني عصبيه وأنه تصرف عادى طالما أنا مش بفترى على حد ومش أبدأ بالغلط.
عندي سؤال ثاني بعد إذنكم أنا من صغرى بتكلم بسرعة لما بكون مضايقه أو قاعدة مع ناس كثير والمشكلة دى خلتني مش بحب أكلم حد رغم إنها أيام بتروح وترجع لى الثقة بنفسي بس للأسف بارجع ثاني أتكلم بسرعة هل مشكلة الكلام بسرعه ليها علاج؟
والمفروض أروح لدكتور نفسي أتابع معاه؟ وهل في أدوية ممكن تساعدني على تخلص منها تدريجيا
أنا أسفه لأني طولت عليكم جداااا
وعارفة كمان إن كلامي غير مرتب يمكن بسبب تشتيت أفكاري بس أرجو أنكم تسامحوني وتساعدوني
ووفقكم الله جميعا إن شاء الله، والسلام عليكم
28/1/2005
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأهلا وسهلا بك، وأنت لم تطيلي علينا وكانت أفكارك مرتبة، هل عرفت ما سأقول؟
يجب عليك تصحيح بعض الأفكار، هذا طبعا إذا شئت، ولكن كما تعلمين الدين النصيحة.
ولنبدأ بوالدتك ولمَ توجه انتقادات أكثر من غيرها، قد يكون السبب حبها العميق لك ورغبتها في تميزك وتنزهك عن كل العيوب، وأنا معك أن هذا أمر صعب ولكن عندما يسمو السبب نتسامح، وقد يكون السبب وراء انتقاداتها أنها ترى منك أكثر مما يرى غيرها، بحكم العشرة والألفة والخبرة وعليه فما تعكسه قد يكون رؤية أكثر وعيا، فخذي بعض الوقت في التفكير فيما توجهه من ملاحظات ولا تتبني موقف المتهم المدافع فترفضي ما قد يكون مفيدا، وتذكري أن في الاختلاف رحمة.
كل منا له أسلوبه في الحياة الذي يناسبه أكثر من غيره، ولكن لا يعني هذا أن نكتفي بأنفسنا ونغلق علينا الأبواب، وانظري لمتابعات القراء على صفحة استشارات مجانين كيف يردون ويناقشون ونسمع ونفهم ونقبل كل النقد، وبما أنك معحبة بنا هل لك أن تتبعي أسلوبنا؟ حيث أنك تقولين بنفسك أنك تكبرين المسائل أحيانا فعلا، وترين أن أسوأ ما تفعلينه أنك "بتزعقي بس دون غلط!!!"
ابنتي الزعيق أو الصراخ يعتبر شكل من أشكال الإساءة حسب التصنيف العلمي، وهناك مقولة شهيرة تقول:
عندما يعلو صوت الحنجرة يخفت صوت العقل، فقد لا تكون كلماتك أشد أو أكبر مما قيل لك ولكن الطريقة التي تردين بها قد تكون أكثر إيذاء.
تقولين أن الناس جميعا تعتقد انك ضعيفة لأنك لا تردين والتعميم يذهب الحكمة، أي لا يمكن أن يدرك الجميع أنك ضعيفة لأنك لم تردي بل سيرى فيه الكثيرون صفة الحكمة والقدرة على ضبط الذات وقوة الشخصية، هل تعرفين حديث الرسول عليه الصلاة والسلام بأن ليس القوي بشديد الصرعة؟؟؟ فالقوة أكثر من ذلك وأهم.
الدنيا ذات صبغة محايدة، أي لا حلوة ولا حتى وحشة وبالتالي ليست غابة بل نحن من نجعلها كذلك إذا اتخذنا مواقف عدائية من كل الناس والدنيا، ولو عشت حياتك كالجندي على خط النار حاملا سلاحه طوال الوقت ومستعد للمعركة في أي لحظة سرعان ما ستنهارين وتفقدين كل قواك دون أن تنجزي شيئا، ولاحظي أن الجندي يأخذ فترات استراحة بين المهام التي توكل إليه فما هي الاستراحات التي تمنحيها أنت لنفسك ولجهازك العصبي.
"المهم أني مرتاحة" كلمات مهمة وصحيحة لكن لو أطلقناها لكانت مبدأ "ميكافيلليا" بشع، أنا ومن بعدي الطوفان، وهذا كفيل بجعل الحياة مكان يصعب البقاء فيه، من حقك أن تعيشي قناعاتك ولكن الزعيق البسط الذي ترين انه أكبر عيوبك ليس بالهين على كثير من الآخرين (بعض ضحايا العنف يفضلون الضرب على الصراخ!!!)
هناك فرق بين العدوانية والسلبية، وهناك صفة تسمى التوكيدية، فراجعي ما كتب عنها على الموقع كي تعرفي أن هناك نقطة وسط بين أن يتنازل الإنسان عن حقوقه وبين أن يتحول إلى شخص عدواني يصرخ في الآخرين، تعني التوكيدية الثقة بالنفس وهو ما سيمنعك من الصراخ عند التعبير عن ذاتك، وأرجو ألا تظني أنك وحيدة في ذلك فكثيرا ما تنكر مجتمعاتنا على الفتاة أن تعبر عن نفسها وعن أفكارها وليس هذا ما أقبله لك ولكن فقط انظري كيف تعبرين ومتى ومع من، فليس كل من نتعامل معه يهمنا أمره لنرد عليه أو لنجعل لكلامه أهمية.
كان هدفي أن أعرض لك وجهة أخرى للمواقف غير وجهة نظرك، بنيتي في داخلك درجة عالية من الغضب العميق، وتكاد كلماتك تعبر عن شعور عالي بالاضطهاد، فهل أنت مدركة لسبب شعورك بالغضب؟ يجب عليك الوصول له، هل تعتقدين أن انفصال والديك له دور؟
أو ما عشته بسبب الانفصال أو قبل الانفصال؟
لو عرفت سبب غضبك ستكونين أكثر قدرة على الحديث بسرعة مقبولة بعد تنفيسك عن مشاعرك، وكما ترين سكوتك بسبب طريقتك السريعة في الحديث التي لا تحبينها تزيد مشكلتك الأصلية تعقيدا، فلا تتوقفي عن التعبير عن نفسك بل اختاري طريقة مناسبة ومقبولة حتى وان لم تختفي هذه السرعة فلا تدركيها كعيب فقط هي طريقة مختلفة اقبليها كلون عينيك، شعورك بالغبن هو ما يدفعك للصراخ كوسيلة للدفاع عن نفسك، وعصبيتك أيضا قد تكون مظهرا لشعورك بأن لا أحد يفهمك، وقد تكون حساسيتك تجاه نقد والدتك هو الفراغ الذي كثيرا ما يميز الفترة ما بين الدراسة والحصول على العمل، ولكن عليك باستغلاله بطريقة تصقلين فيها شخصيتك، إذن أنت ونحن معك بحاجة إلى نظرة أكثر عمقا لحياتك وأفكارك ومشاعرك، مع دعائي لك بالسعادة والسكينة.
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعدما تفضلت به مجيبتك الدكتورة حنان طقش لكن فقط أقول لك نعم هناك علاج مع الطبيب النفسي وأخصائي التخاطب من سرعة الكلام، والتي نسميها الهذرمة Cluttering، ولكنني لا أستطيع تشخيص هذا الاضطراب طبعا في حالتك لأنني لم أسمعك تتكلمين، وعلى أي حال اقرئي شيئا عن الهذرمة واقرئي أيضًا ما كتب عن توكيد الذات على صفحتنا استشارات مجانين:
الهذرمة (سرعة الكلام) حل عملي
الهذرمة وشيءٌ من الرهاب
فن العلاقات: وعي غائب، وفريضة ضائعة مشاركة
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات
كثرةُ البكاء أم نقص التوكيدية ؟
فتور في المشاعر أم نقص في توكيد الذات؟
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك، ولكن بالفصحى من فضلك.
ويتبع >>>>>>>>: هي والناس:أنا صح ولا غلط؟ م