أحبك يا أبى
أنا طالب عندي مشكلة؛
أنا والدي انفصل عن والدتي وأنا أعيش مع والدتي وأنا أشعر بالحنين لأبى وهو متزوج ويعيش بعيدا وأنا لا ينفع أن أعيش معه وأترك والدتي، ويأتي لزيارتي وأخواتي كل فترة وأخواتي أكبر مني لا يفهمون حنيني إلى أبي.
وأنا أريد الحل أرجوكم لأنها مشكلة مضيقاني جدا
ولكم جزيل الشكر.
29/01/2005
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا ولدي؛
كم هي رقيقة مشاعرك، وكم نحسد أنفسنا على أن من بين شبابنا من ما يزال يحب والديه ويشغلون تفكيره، فأرجو أن تكون مدركا للنعمة التي لديك وهي رقة القلب فالفرق بينك وأخوتك ليس قضية العمر بقدر ما هو طبيعة الشخصية، أريدك ألا تشعر بالحرج من مشاعرك تجاه والدك وإن لم يشاركك فيها باقي أخوتك، فهم قد يكونون أشخاصا غير عاطفيين أو مشغولين بأمور الحياة التي لا تترك للبعض وقتا للتفكير في مشاعره، ولا تخجل من مشاعرك تجاه والدك وتربطها بعمرك فها أنا أكبرك بكثير ولكن إذا لم أجلس إلى والدي في المساء أستيقظ مشتاقة إليه في الصباح وأوقظه قبل خروجي للعمل!!
فالحمد لله أن لنا أهلا نحبهم ويحبوننا، بل أني أحب كل من يحب والديه!! فهم نعمة من الله ومن أبواب الجنة (وذلك بغض النظر عما يحدث من خلافات ولكنك تعلم أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية) وقناعتك بأن مشاعرك نحو والدك مبررة ستخفف عنك بعض الضغط الذي تشعر به.
هل يعيش والدك في نفس البلد معك؟ إن كان الأمر كذلك حاول أن تزوره في نهاية الأسبوع أو غيرها من الأجازات ولا تنتظر قدومه إليكم، وإن لم يكن في نفس البلد عليك بوسائل الاتصال الأخرى مثل رسائل المحمول والحديث على النت إذا كان ذلك ممكنا، وحتى التوفير من مصروفك لإجراء مكالمة هاتفية كل فترة، تواصلك معه بأي شكل سيساعدك على إشباع حنينك إليه (كم هي جميلة كلمة حنين!! تعكس مشاعر راقية).
اشتياقك لوالدك يعكس على الأغلب حاجتك للتفهم الذي تحصل عليه منه أو لانسجام شخصياتكم وتشابهها، وأعتقد أن علاقتك بوالدتك ليست ناجحة تماما بينما علاقتك بوالدك أكثر دفئا، حاول أن تقوى علاقتك بوالدتك طالما انك تعيش معها فحسن التفاعل بينكم سيعطيك بعض ما تحتاجه من التفهم والحنان، ومرحبا بك دائما على موقع المجانين.
ويتبع >>>>>: مراهق يحب أباه لحد الحنين م. مستشار